كشف مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس"، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، سيقدم، الجمعة، تقريرا إلى الكونغرس، ينتقد فيه بشدة ممارسات إسرائيلية في قطاع غزة، لكنه لن يتهم إسرائيل بانتهاك شروط استخدام الأسلحة.
وأوضح الموقع الأميركي، أن تقرير بلينكن "لن يصل إلى حد الاستنتاج بأن إسرائيل انتهكت شروط استخدامها للأسلحة الأميركية"، وذلك في خضم توترات في العلاقة بين الحليفين البارزين، وحجب واشنطن شحنة أسلحة إلى إسرائيل بسبب التطورات في قطاع غزة.
وأوضح المسؤولون أن التقرير "يقيّم ما إذا كانت إسرائيل قد التزمت بالقانون الدولي، أو عرقلت عملية وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وقد تسبب في جدل داخلي كبير في وزارة الخارجية الأميركية.
إسرائيل و6 دول
واستمرت عملية إعداد التقرير "الحساس سياسيا"، حسب أكسيوس، داخل وزارة الخارجية الأميركية على مدار الأشهر الأخيرة، حيث كان مطلوبا بموجب مذكرة أمن قومي جديدة أصدرها الرئيس، جو بايدن، في فبراير.
وتراجع وزارة الخارجية كيفية استخدام الأسلحة الأميركية بواسطة إسرائيل و6 دول أخرى منخرطة في صراعات مسلحة مختلفة، وإذا ثبت انتهاك أية دولة منهم للقانون الإنساني، أو إعاقة تسليم المساعدات الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة، قد يقود ذلك إلى تعليق المساعدات العسكرية، وفق "أكسيوس".
وكان من المفترض إنهاء التقرير بحلول الثامن من مايو الجاري، قبل أن تقرر وزارة الخارجية تأجيله لبضعة أيام.
وقال مسؤول أميركي إن التأجيل "يعود لأسباب فنية إلى حد كبير، تتعلق بعدم جاهزية جميع التقارير حول الدول السبع".
وأوصى مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل التابع للخارجية الأميركية، بلينكن، بالاستنتاج بأن إسرائيل "انتهكت شروط استخدام الأسلحة، على عكس توصيات جهات أخرى داخل الوزارة".
ونقل أكسيوس عن مسؤولين أميركيين آخرين، أن السفير الأميركي لدى إسرائيل، جاك لو، والمبعوث الإنساني المنتهية ولايته في غزة، ديفيد ساترفيلد، "بعثا بمذكرة إلى بلينكن أشارا فيها إلى أن إسرائيل لا تنتهك القانون الدولي خلال حربها في غزة، ولا تعرقل المساعدات الإنسانية".
كما أشارا إلى أن "تقييد إسرائيل المساعدات في الماضي تغيّر منذ أبريل، بعدما وجه بايدن تحذيرا نهائيا إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في هذا الشأن"، وفق الموقع الأميركي.
"انتقادات لا تصل لحد الانتهاكات"
كما أوضح 3 مسؤولين أميركيين، لأكسيوس، أن بلينكن سيدرج في تقريره سلسلة من الوقائع التي أثارت مخاوف جدية حول انتهاكات إسرائيلية للقانون الدولي، وقالوا إن التقرير سيصف الموقف "بعبارات انتقادية للغاية" ويذكرون أن الخارجية لا تزال تحقق في تلك الوقائع.
لكنهم أكدوا أن بلينكن لن يصل في تقريره إلى حد الاستنتاج بأن إسرائيل انتهكت القانون الدولي.
ورفضت وزارة الخارجية ولو وساترفيلد التعليق لأكسيوس على هذا الأمر.
وتشهد الفترة الحالية توترات كبيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الحرب في غزة، حيث قال بايدن خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأميركية، الأربعاء، ردا على سؤال عن السبب الذي دفع إدارته الأسبوع الماضي حجب شحنة قنابل إلى إسرائيل، إن "مدنيين قتلوا في غزة بسبب هذه القنابل.. إنه ببساطة أمر خاطئ".
وهذه هي المرة الأولى التي يضع فيها بايدن (81 عاما) بصورة علنية شروطا للدعم العسكري الأميركي لإسرائيل.
فيما عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن أمله في أن يتمكن هو والرئيس الأميركي، "من تجاوز خلافاتهما" إزاء الحرب في قطاع غزة.
وقال نتانياهو خلال مقابلة مع برنامج "دكتور فيل برايم تايم"، إنه "كثيرا ما كنا متفقين ولكن كانت بيننا خلافات أيضا. وكنا نتمكن من التغلب عليها. آمل بأن نتمكن من تجاوزها الآن، لكننا سنفعل ما يجب علينا فعله لحماية بلدنا".
وما زالت أسلحة أميركية بمليارات الدولارات في طريقها إلى إسرائيل، على الرغم من حجب شحنة واحدة من القنابل ومراجعة إدارة بايدن لشحنات أخرى، خشية استخدامها في هجوم قد يلحق المزيد من الدمار بالمدنيين الفلسطينيين، وفق ما نقلته رويترز.
ومن المقرر أن تذهب مجموعة كبيرة من المعدات العسكرية الأخرى إلى إسرائيل، بما في ذلك ذخائر الهجوم المباشر المشترك، التي تحول القنابل الغبية إلى أسلحة دقيقة التوجيه، وقذائف دبابات ومدافع مورتر ومركبات تكتيكية مدرعة، حسبما قال السيناتور جيم ريش، أكبر عضو جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، للصحفيين.