قال رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، الثلاثاء إنه على وشك دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لإلقاء كلمة في الكونغرس، حتى لو لم يوافق زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، على ذلك.
وقال جونسون للصحفيين في مبنى الكونغرس إنه أمهل شومر، حتى الثلاثاء للتوقيع على رسالة تدعو نتانياهو لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة.
وأضاف "إن لم يوافق، سنمضي قدما وسندعو نتانياهو لمجلس النواب فقط".
وأكد شومر أنه تحدث إلى جونسون. وقال للصحفيين في مؤتمره الصحفي الأسبوعي "أناقش ذلك الآن مع رئيس مجلس النواب، وكما قلت دائما، علاقتنا مع إسرائيل متينة. إنها تتجاوز أي رئيس وزراء أو رئيس".
ويسلط الانقسام المحتمل بين الحزبين في هذا الشأن الضوء على التأثير السياسي للنهج الأميركي تجاه إسرائيل قبل شهور من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، والتي سيتنافس فيها الرئيس الديمقراطي جو بايدن ضد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وانتقد الجمهوريون بايدن بسبب حجبه شحنة أسلحة كانت مخصصة لإسرائيل على الرغم من أنه عمليات إعداد شحنات أخرى لم تتوقف.
وألقى نتانياهو، الذي يميل منذ فترة طويلة إلى الجمهوريين، كلمة في مارس على أعضاء الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ عبر دائرة تلفزيونية، بعد أسبوع تقريبا من إلقاء شومر خطابا بمجلس الشيوخ وصف فيه رئيس الوزراء بأنه عقبة أمام السلام وحث على إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
ويعد إلقاء كلمة على جلسة مشتركة لمجلس النواب والشيوخ الأميركي تشريفا نادرا يقتصر في العادة على أقرب حلفاء الولايات المتحدة أو الشخصيات العالمية الكبرى.
وتحدث نتانياهو في جلسات مشتركة للكونغرس في ثلاث مناسبات من قبل آخرها في عام 2015.
بينما تشهد غرفة الأخبار في فرجينيا الأميركية خروج معظم فريقها في إجازة مؤقتة غير مدفوعة، يتواصل بث قناة "الحرة" من مكتب دبي بوتيرة متصاعدة، مع فريق متكامل من الصحفيين والفنيين، حمل المشعل بكفاءة ومهنية، مؤكداً أن صوت الحقيقة لا يخبو مهما تبدلت الظروف أو تعاظمت التحديات.
في المقر الرئيسي للقناة في سبرينغفيلد بفرجينيا، حيث اعتادت أروقة المبنى على حركة دؤوبة ونقاشات تحريرية محتدمة، يخيّم الآن صمت غير معتاد.
صورة من مكتب قناة الحرة في فرجينيا
الشاشات مطفأة، المقاعد فارغة، والميكروفونات صامتة.. ما كان بالأمس مركزا نابضاً بالحياة والإبداع، بات اليوم في حالة استراحة مؤقتة، مع خروج مئات الصحفيين والفنيين والإداريين في إجازة غير مدفوعة لأسبوعين، ضمن خطط إدارية لمواجهة مشاكل تمويلية طارئة.
هذه الخطوة جاءت في أعقاب قرار مفاجئ من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإلغاء تمويل البث الدولي، وإلغاء تمويل صوت أميركا، وراديو أوربا الحرة، وقناة "الحرة"، بعد يوم واحد فقط من مصادقة الكونغرس على تمديد الميزانية الفيدرالية حتى سبتمبر.
وبينما تسعى إدارة القناة لإيجاد حلول قانونية وتشريعية للأزمة، تتواصل عمليات البث والإنتاج من مكتب دبي بوتيرة متصاعدة، حيث يعمل الفريق هناك بطاقة مضاعفة لتعويض غياب الزملاء في المقر الرئيسي، مع الحفاظ على مستوى الخدمة المعهود.
غرف التحرير تملؤها النقاشات والاستوديوهات تعمل والبرامج تبث في مواعيدها، ومراسلو القناة يتنقلون بين المواقع في المنطقة ليكونوا عين الجمهور من كل مكان.
متمسكة بالتزام صارم: لا تراجع عن المهنية، لا تقليص للمحتوى، ولا تنازل عن الجودة.. تقدّم قناة "الحرة" مرة أخرى درسا صحفيا ومؤسساتيا لنموذج إعلامي رائد لا تحدّه الحدود الجغرافية، ولا تُعيقه التحديات المالية المؤقتة، ولا الظروف السياسية المتغيرة.
وفي هذا السياق، شدد الرئيس والمدير التنفيذي لشبكة الشرق الأوسط للإرسال، جيفري غيدمان، على أن الشبكة "هي الوحيدة الممولة من قبل الولايات المتحدة والتي تبث باللغة العربية".
وتشمل التلفزيون والوسائل الرقمية، وتمتد تغطيتها إلى 22 دولة عبر العالم العربي، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا.
وأضاف غيدمان: "نحن نريد أن نسلط الضوء على القصة الأميركية.. نريد أن يكون لدى مستمعينا، ومشاهدينا، وقرائنا فهماً أفضل لما يحدث في الولايات المتحدة من خلال السياسة في واشنطن".
واستطرد: "نحن أيضًا مهتمون بالديمقراطية والتنمية. ومهتمون بما تفعله دول مثل إيران والصين وروسيا عبر المنطقة. لذا أعتقد أن الشبكة اليوم ما زالت ذات صلة بشكل كبير، ولدينا مواهب رائعة تعمل لدينا".
وفيما يتعلق بالنجاح الذي حققته الحرة، قال غيدمان: "لدينا أدوات، رغم أنها غير كاملة، لقياس النجاح. في الأسبوع الجيد، نصل إلى 30 مليون شخص أو أكثر عبر المنطقة. ثم، بالطبع، من الناحية النوعية، بما أن جمهورنا هو أساسًا، إذا جاز لي القول، صناع القرار والأشخاص المؤثرين وفي الحكومة والإعلام وفي تلك المجالات ذات التأثير الكبير، لذلك لدينا الكثير والكثير من التفاعل والتواصل والشهادات".
وربما تكون الرسالة الأسمى التي نقدمها لجمهورنا في هذه الأيام: في زمن التحديات، ترفع الحرة شعارها "الحقيقة أولاً"، مؤكدة أن المهنية الحقيقية تخلق دائماً بدائلها، وأن صوت الحقيقة سيظل مسموعا مهما تغيرت الظروف.
من فرجينيا إلى دبي، ومن دبي إلى كل بيت عربي، تستمر قناة الحرة في تقديم نموذج فريد للإعلام الذي يتجاوز الحدود والعقبات، متمسكة بقيمها الأساسية ورسالتها الإعلامية الهادفة، حتى في أصعب لحظاتها.