السيناتور مايكل بينيت
السيناتور مايكل بينيت (صورة أرشيفية)

قال موقع "أكسيوس" الأميركي، إن عضو مجلس الشيوخ، مايكل بينيت، أصبح "أول سيناتور ديمقراطي يعلن انفصاله بشكل علني" عن الرئيس الأميركي، جو بايدن، معتبرا أن منافسه، الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، هو "الأقرب للوصول مرة أخرى إلى البيت الأبيض" .

وقال بينيت في تصريحات تلفزيونية، الثلاثاء: "أعتقد أن دونالد ترامب يسير على الطريق الصحيح للفوز في هذه الانتخابات، وربما يفوز بها بأغلبية ساحقة".

وحسب "أكسيسوس"، فإن بينيت "كان أول واحد من 3 ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، قالوا، الثلاثاء، إنهم يشكون في قدرة بايدن على التغلب ترامب".

وقال العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين خلال اجتماعات عقدها ديمقراطيون في الكونغرس، إن "حزبهم بحاجة إلى إجراء محادثات بشأن ما إذا كان يجب أن يظل بايدن مرشحهم، بعد سماع مخاوف الناخبين".

لكنهم غادروا قاعة الاجتماع دون حدوث أي تغيير في المواقف، مجادلين بضرورة استمرار المحادثات في المستقبل القريب.

وقال بينيت خلال مقابلته مع شبكة "سي إن إن " الأميركية، إن ترامب يمكن أن "يأخذ معه مجلسي الشيوخ والنواب" إذا فاز في الخريف.

في المقابل، أكد المتحدث باسم حملة بايدن، كيفن مونوز، في بيان، أنه "لم يكن هناك أحد أكثر التزاما من الرئيس الأميركي الحالي بهزيمة ترامب، والدفاع عن ديمقراطيتنا".

وكانت البرلمانية، ألكسندريا أوكاسيو-كورتيس، قد أكدت، الثلاثاء، مساندتها لبايدن على غرار ممثلي الأميركيين من أصول أفريقية، وهم ناخبون لعبوا دورا حاسما في فوزه عام 2020، حسب وكالة فرانس برس.

وقبل 4 أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية، قد يدخل إرغام بايدن على الانسحاب، حزبه في مرحلة من عدم اليقين محفوفة بمخاطر جمة.

لكن في حال تم الانسحاب، ينبغي على الديمقراطيين أن يتفقوا من دون نزاعات قوية، على إيجاد مرشح آخر في موعد أقصاه المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في أغسطس.

وعندها، لن يكون هناك سوى شهرين في الحملة الانتخابية، قبل موعد الانتخابات في الخامس من نوفمبر.

وطفت المخاوف لدى بعض الديمقراطيين، بشأن صحة بايدن وقدرته على المنافسة في انتخابات نوفمبر، بعد المناظرة الرئاسية التي خاضها مع منافسة ترامب، والتي تفوق فيها الأخير. وبدا في بعض أجزائها الرئيس الأميركي وهو يفقد تسلسل أفكاره. 

لكن رغم اعتراف بايدن بأنه لم يقدم أداء جيدا في تلك المناظرة، فإنه يؤكد على قدرته على خوض الانتخابات المقبلة بنجاح، والاستمرار في البيت الأبيض. 

إيران - مواقع نووية- تعبيرية
منشاة نووية إيرانية (صورة تعبيرية)

في ظل التصريحات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، تبرز تساؤلات حول فرص نجاح هذه المفاوضات والعقبات التي قد تعترض طريقها. 

وكان مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد أوضح مقابلة بثت، الجمعة،  أن الرئيس الجمهوري  يسعى إلى تجنّب اندلاع نزاع مسلح مع إيران من خلال بناء الثقة معها.

وقال ويتكوف في مقابلة مع المذيع، تاكر كارلسون، على منصة "إكس" إن رسالة ترامب الأخيرة إلى طهران لم يكن القصد منها التهديد.

وكان ترامب قد كشف في السابع من مارس الجاري، أنه قد بعث برسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، يحثه فيها على استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذراً من عمل عسكري محتمل.

وبعدها بنحو يومين، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض براين هيوز في بيان "نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب".

وجاء الرد الأميركي بعد أن قال  خامنئي، السبت، إن طهران لن تتفاوض تحت ضغط من أي دولة.

وقد اعتبر مراقبون إن الرسالة الأميركية التي وجهها ترامب إلى خامنئي، تمثل خطوة حاسمة في الضغط على طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.

وحددت الرسالة مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق جديد، مع تحذير من عواقب وخيمة إذا استمرت إيران في تطوير برنامجها النووي.

وفي مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، توقع نورمان رول، المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية، والمستشار الأول لمنظمة "متحدون ضد إيران النووية" أن تدرس إيران بعناية هذه الرسالة.

وأشار إلى أن طهران ستواجه تحديات في الموازنة بين استجابتها للضغط الأميركي مع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

"أزمة ثقة"

من جهته، أوضح المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإيرانية، أحمد الأبيض، في حديثه إلى موقع "الحرة": "إنه وبالنظر إلى طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، أعتقد أن العقبات التي تواجه أي اتفاق نووي جديد كبيرة جدًا".

وتابع شارحا: " أولاً، هناك مشكلة الثقة. المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، لا يثق بالإدارة الأميركية الحالية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي السابق في 2015".

وزاد: " بالإضافة إلى ذلك، قيادات الحرس الثوري الإيراني ترفض التنازل عن نفوذها الإقليمي، وهو ما يعتبر شرطًا أساسيًا لأي تفاوض ناجح من وجهة النظر الأميركية".

وفي هذا السياق، يتفق الصحفي الإيراني، مسعود الفك، بالحديث عن وجود "أزمة ثقة" بين الطرفين، مضيفا في حديثه إلى موقع "الحرة": "أدى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي خلال ولاية ترامب الأولى إلى تآكل الثقة بين البلدين.  وتصريحات خامنئي تعكس موقفاً متشدداً تجاه أي محادثات مستقبلية.

ولفت الفك إلى أن "طهران تخشى أن تنسحب واشنطن مجدداً من أي اتفاق جديد في المستقبل، ما لم تحصل على ضمانات قوية".

ولكن ويتكوف شدد في تصريحاته الأخيرة أن الرسالة التي أرسلها ترامب مفادها بشكل تقريبي "أنا رئيس سلام. هذا ما أريده. لا داعي لنا أن نقوم بذلك عسكرياً. ويجب أن نتحدث».

ورأى المبعوث الأميركي ضرورة: "إنشاء برنامج تحقق حتى لا يقلق أحد بشأن تحويل المواد النووية الخاصة بإيران إلى سلاح".

وفي المقابل اعتبر الأبيض أن "إيران تريد رفع العقوبات قبل البدء بأي مفاوضات، وهو ما قد لا تقبله إدارة ترامب، خاصة مع وجود أطراف داخل الإدارة الأميركية ترفض أي تساهل مع طهران".

وعلى نفس المنحى، قال الفك إن "العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران تسبب ضغوطًا هائلة على الاقتصاد الإيراني، مما قد يدفع طهران إلى إعادة النظر في موقفها."

وتابع الفك: "إيران لديها مصلحة في الاستقرار الاقتصادي، وإذا رأت القيادة أن اتفاقًا جديدًا يمكن أن يحقق ذلك، فقد تكون أكثر انفتاحًا على التفاوض. بالإضافة إلى ذلك، هناك دور محتمل للوساطات الدولية، خاصة من قبل روسيا والصين، التي يمكن أن تساعد في تقريب وجهات النظر بين الطرفين".

"معارضة إقليمية"

ومن بين العقبات الأخرى التي قد تحول دون التوصل إلى اتفاق جديد كما يرى، الفك، الضغط الإقليمي والدولي، وجود استراتيجية بين الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، مما يزيد من الضغوط على طهران. 

ولمح إلى أن "بعض الدول الخليجية قد تعارض أي اتفاق لا يشمل قيوداً صارمة على البرنامج الصاروخي الإيراني ونفوذ طهران الإقليمي"

واضاف: "إلى جانب ذلك، قد تكون الصين وروسيا وأوروبا أقل استعداداً لدعم اتفاق جديد إذا رأوا أنه لا يوفر استقراراً طويل الأمد أو يعزز التوترات في المنطقة".

واعتبر أن "القيادة الإيرانية تعتمد على استراتيجية الصبر الاستراتيجي، وقد تفضل الانتظار حتى الانتخابات الأميركية المقبلة في العام 2028، لترى إذا كانت إدارة جديدة ستتبنى سياسات أكثر مرونة".

ولفت إلى أن " إيران لديها أوراق ضغط أخرى، مثل برنامجها الصاروخي وقدرتها على تعطيل الملاحة في الخليج، والتي يمكن أن تستخدمها في المفاوضات".

ولكن الفك ألمح إلى  أن إيران خسرت الكثير من الأوراق الضغط التي كانت بحوزتها، وذلك بعد أن تصدع النفوذ الإقليمي لطهران لضربات متتالية.

وشرح: "حلفاء حلفاء إيران في المنطقة مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس  تلقوا ضربات عسكرية غير مسبوقة، أضعفت قدرتهم على المناورة السياسية والعسكرية، كما أن سقوط نظام بشار الأسد مثل خسارة استراتيجية كبيرة، إذ كانت سوريا تشكل جسراً لوجستياً لنقل الأسلحة والدعم إلى “حزب الله” والفصائل الموالية لطهران".

وأكد أن "التصعيد العسكري الأميركي ضد جماعة الحوثي في اليمن قوض قدرة إيران على استخدامهم كورقة ضغط في المفاوضات الإقليمية".

"فرص محدودة"

وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مسؤول أميركي ومصدرين مطلعين على رسالة ترامب الأخيرة إلى خامنيئ، قد أكدوا البرنامج النووي الإيراني شهد تقدما خلال السنوات الأربع الماضية، وأصبح أقرب من أي وقت مضى لإنتاج سلاح نووي.

وأضاف الموقع أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة يكفي لصنع ست قنابل نووية إذا تم تخصيبه إلى 90 بالمئة، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، إن إيران ستدرس "الفرص" كما ستدرس التحذيرات الواردة في رسالة ترامب.

وهنا يرى المحلل السياسي، أحمد الأبيض، في حديثه إلى موقع "الحرة: "أن فرص التوصل إلى اتفاق جديد ضعيفة، ومع تأكيده في الوقت نفسه أن "إمكانية اندلاع حرب محدودة جدا".

وتابع: "ولكن فرصة إسقاط نظام الخامنئي كبيرة، خاصة إذا نظرنا إلى ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط بنظرة شاملة".

وأما الصحفي الإيراني، مسعود الفك، فاعتبر أن  "تحقيق اتفاق نووي جديد بين إدارة ترامب وإيران يتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة، وتقديم تنازلات متبادلة لتعزيز الثقة".

وأردف أن "قدرة الطرفين على تجاوز العقبات السياسية والإقليمية ستحدد ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق مستدام، أم أن المواجهة ستظل الخيار الأكثر ترجيحاً".

ووصل إلى أنه " ومع خسارة إيران لبعض أدوات الضغط الإقليمية، قد تجد نفسها أكثر عرضة لقبول الشروط الأمريكية إذا لم تتمكن من تعويض هذه الخسائر بسرعة".