الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ينجو من محاولة اغتيال
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ينجو من محاولة اغتيال

نجا الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من محاولة اغتيال، بعد إطلاق النار عليه في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، السبت، في هجوم يتوقع مراقبون أن يلقي بظلاله على السباق الرئاسي هذا العام.

وحدد مكتب التحقيقات الفدرالية، الأحد، هوية "الشخص المتورط" فيما وصفها بمحاولة اغتيال ترامب، وقال إنه يدعى توماس ماثيو كروكس، ويبلغ من العمر 20 عاما ومن منطقة "بيثيل بارك" بولاية بنسلفانيا.

وخرج ترامب في وقت سابق من المستشفى، بعد نقله إليها مصابا في أذنه اليمنى من جراء إطلاق النار. كما شوهد، في ساعة مبكرة الأحد، يترجل من طائرته من دون مساعدة، حسب مقطع مصوّر نشرته نائبة مدير الاتصالات لفريقه على وسائل التواصل الاجتماعي.

"التعاطف والشجاعة"

ويعتبر كبير الباحثين في مركز "هادسون" للأبحاث بواشنطن، ريتشارد ويتز، أن "محاولة الاغتيال ستمنح ترامب زيادة في شعبيته على المدى القصير بسبب التعاطف معه، والشجاعة التي أظهرها".

وكان ترامب (78 عاما) قد بدأ للتو خطابه عندما دوى إطلاق النار، السبت، حيث أمسك بأذنه اليمنى ثم أنزل يده لينظر إليها قبل أن يجثو على ركبتيه خلف المنصة ويغطيه أفراد جهاز الخدمة السرية.

وظهر ترامب بعد حوالي دقيقة، وأمكن سماعه وهو يقول "انتظروا، انتظروا" قبل أن يلوح بقبضته في الهواء.

ووصف ويتز، ما قام به ترامب بالتلويح بقبضة يده بأنه "جعله يبدو شجاعا للغاية"، وقال لموقع "الحرة": "أعتقد أن إصراره على الوقوف رافعا ذراعه وما إلى ذلك، جعله يبدو شجاعا للغاية".

ومع ذلك، قد لا تستمر المواقف الداعمة لترامب، وفق ويتز الذي أضاف: "إذا كان مؤتمر الحزب الجمهوري هذا الأسبوع متعصبا للغاية، قد لا يستمر ذلك".

ويعتزم الحزب الجمهوري، عقد مؤتمرا في ميلووكي بولاية ويسكونسن من 15 إلى 18 يوليو الجاري، لإعلان ترامب مرشحا رئاسيا للانتخابات التي ستجري في الخامس من نوفمبر المقبل.

وقالت حملة ترامب في بيان نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إنه (ترامب) لا يزال يخطط لحضور المؤتمر.

لكن وفق الصحيفة، من المؤكد أن محاولة الاغتيال ستغير الرسالة وجوهر المؤتمر، بالإضافة إلى الوضع الأمني، إذ إن التجمع الضخم سيشهد الإعلان عن ترشيح ترامب والإعلان عن نائبه في السباق الرئاسي، بهدف توحيد حزبه والأمة خلف رؤيته.

ويأتي هذا اللقاء بينما يواجه ترشيح المنافس الديمقراطي الرئيس جو بايدن صعوبات، منذ مناظرته التي قدم فيها أداء وصف بـ"الكارثي" في مواجهة ترامب، يوم 27 يونيو الماضي.

"مظلومية جديدة"

بدوره، اعتبر أستاذ العلوم السياسية المصري، طارق فهمي، أن محاولة اغتيال ترامب توفر له الفرصة للتأكيد أمام جمهوره على "مظلومية جديدة تضاف إلى مظلومياته السابقة"، بما في ذلك محاكمته في تهم جنائية.

وقال لموقع "الحرة": "بالتأكيد، هذا الحادث سيكون له تأثير مباشر على ترامب، فمن الناحية الإيجابية، سيستطيع أن يؤكد لجمهوره والتيار الشعبي الذي يمثله بأنه تعرض لمظلومية جديدة تستكمل تلك التي بدأت بمحاكمته، وهذا سيعزز شعبيته في ظل السباق الرئاسي".

وأدين المرشح الجمهوري في 30 مايو الماضي، بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مبلغ 130 ألف دولار لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية في 2016.

كما يواجه الرئيس الأميركي السابق، 3 لوائح اتهام أخرى صدرت بأوقات متقاربة، في ميامي، وواشنطن العاصمة، وأتلانتا.

وأضاف فهمي أنه "رغم أن المحاكمات المتعلقة بالتهم ما زالت قائمة، وهناك جدال قانوني وسياسي كبير، فإن هذا الحادث يمثل فرصة جيدة يمكن استغلالها، خاصة مع نجاحه في المناظرة الأولى واستعداده للمناظرة الثانية في سبتمبر المقبل".

وتابع: "ترامب سيستغل هذا الحادث بشكل فعال، خصوصا في ظل التحديات التي يواجهها خصمه، بما في ذلك الشكوك بشأن إمكانية قيادة الولايات المتحدة مع تقدمه في السن".

موقع التجمع الانتخابي على أرض معرض مزرعة بتلر
من مسافة 150 مترا.. تفاصيل جديدة بشأن الموقع الذي انطلق منه "الرصاص" على ترامب
نجا الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري الحالي، دونالد ترامب، من "محاولة اغتيال"، السبت، خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، بعد إطلاق أعيرة نارية من مسافة تبعد نحو 150 مترا، باتجاه المنطقة التي كان يتحدث فيها.

ويؤكد هذا أيضا، المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي، الذي قال لموقع "الحرة" إن محاولة الاغتيال الفاشلة، "مثلت فرصة كبيرة لدعم حملة ترامب الانتخابية، واختصرت عليه طريقا طويلا".

ويعتقد آل عاتي أنه في حال أجريت الانتخابات الآن، فإن ترامب سيتجه نحو الفوز بالرئاسة.

ومع ذلك، عاد وقال إن الانتخابات الأمريكية عادة ما تتعرض لتطورات لاحقة قد تؤثر على حظوظ المتنافسين، لكن "المؤكد الآن أن محاولة الاغتيال زادت من شعبية ترامب وستساهم في زيادة انتشارها، خصوصا أنه يعكس ما يسميه البعض (الترامبية الجديدة)، القائمة على تطهير ما يسمى بـ(الدولة العميقة)، وهي رؤية تلقى ترحيبا من قبل الكثيرين".

منافسة بايدن

في أعقاب أنباء تعرض ترامب لإطلاق النار، دعا بايدن، الأميركيين إلى "الوحدة" و"نبذ العنف" مؤكدا أن ما تعرض له منافسه، أمر سيء و"مريض"، ويجب "إدانته".

وقال بايدن في خطاب مقتضب إنه قد تم "إحاطته" بما جرى من جميع الوكالات الفدرالية، وأنه حاول الاتصال هاتفيا بترامب، ولكنه يخضع لفحوص و"يبدو أنه في حالة جيدة".

وفي وقت لاحق، قال مسؤول بالبيت الأبيض إن بايدن تحدث هاتفيا مع ترامب بعد واقعة إطلاق النار.

ويرى فهمي أن "الحادث قد يضيف المزيد من الضغوط على بايدن، الذي يمر بالفعل بمرحلة سيئة في الوقت الراهن في أعقاب المناظرة الكارثية، والمطالب بانسحابه من السباق الانتخابي".

وقال خلال حديثه: "بايدن معرض لاحتمال استبداله كمرشح للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، وهو الأمر الذي يأتي في سياق داعم لترامب، الذي في كل الأحوال سيستثمر ما حدث والبناء عليه لتحقيق نتائج مهمة في الحملة الانتخابية، مما سيؤثر بشكل كبير على مسارها".

ويتفق مع هذا أيضا آل عاتي، الذي قال إن "فرص بايدن تتضاءل بشكل كبير منذ المناظرة الرئاسية الأولى، إذ اتضح للبعض أنه لم يعد الخيار الأمثل".

وأضاف المحلل السياسي السعودي: "محاول الاغتيال جاءت لتزيد من ضآلة حظوظه (بايدن)، وقد يكون اجتماع الحزب في أغسطس المقبل فرصة لاستبداله، وإعادة ترشيح أحد الأسماء البارزة الأخرى في الحزب الديمقراطي".

ويواجه بايدن، البالغ من العمر 81 عاما، المزيد من الضغوط خلال الأسابيع القليلة الماضية، مع تعالي الأصوات التي تنادي بانسحابه من السباق الانتخابي من داخل الحزب الديمقراطي.

ومع ذلك، كرر الرئيس الأميركي، خلال تجمع انتخابي في ولاية ميشيغان، الجمعة، تأكيده على أهليّته للترشح بالانتخابات الرئاسية.

وقال بايدن: "أنا الديمقراطي الوحيد الذي هزمت ترامب في الانتخابات، وسأهزمه مجددا في الانتخابات المقبلة".

في المقابل، اعتبر كبير الباحثين في مركز "هادسون" أنه "لا تزال هناك فرصة للتنافس بين بايدن وترامب خلال السباق الرئاسي".

وقال ويتز: "الاستطلاعات تظهر أن الرأي العام منقسم بشكل كبير لدرجة أن هذه الأحداث، مثل محاولات اغتيال أحد المرشحين، والخوف من أن الآخر يعاني بسبب السن، وقرار المحكمة بأن أحد المرشحين ارتكب 34 جريمة، قد لا تؤثر على الاستطلاعات إلا بنسبة قليلة في أي اتجاه".

وأظهر استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، نشرت نتائجه في الثاني من يوليو الجاري، أن الناخبين يفضلون ترامب على بايدن بست نقاط مئوية، بنسبة 49 بالمئة مقابل 43 بالمئة.

فيما خلص استطلاع لرويترز/إبسوس، أجري عقب المناظرة، أن ترامب وبايدن يحتفظان بدعم 40 بالمئة من الناخبين المسجلين، مما يشير إلى أن الرئيس الديمقراطي لم يفقد شعبيته بعد المناظرة.

 نيويورك ـ صورة تعبيرية
مصطلح "لاتينكس" ظهر في أوائل القرن الحادي والعشرين

خلال النقاشات العامة في الولايات المتحدة، حول المصطلحات التي تستخدم لوصف السكان الذين لديهم جذور من أميركا اللاتينية وإسبانيا، برز مصطلح "لاتينكس" (Latinx) كبديل محايد لكلمة "لاتينو" و"لاتينا" وهما المصطلحان الأكثر شعبية اليوم لوصف العرق من أميركا اللاتينية.

وتجاوز عدد السكان من أصل لاتيني في الولايات المتحدة 60 مليون نسمة، وفق موقع "سميثسونيان" مما يشكل 18.9 في المئة من إجمالي السكان، وفقا لمكتب التعداد الأميركي

ظهور مصطلح "لاتينكس"

ظهر مصطلح "لاتينكس" في أوائل القرن الحادي والعشرين، ويقال إنه استخدم لأول مرة على الإنترنت في عام 2004، وفق ما ذكر موقع جامعة كولورادو. 

يعتبر "لاتينكس" بديلا محايدا لكلمة "لاتينا" (Latina) للنساء أو "لاتينو" (Latino) للرجال، وتستخدمان عموما لوصف الأشخاص المنحدرين من أميركا اللاتينية.

لذلك جاء مصطلح "لاتينكس" ليبدد هذه الثنائية الجنسية ويضع وصفا محايدا للنساء والرجال من أميركا اللاتينية في لفظ واحد.

وعلى الرغم من أنه غير واضح تماما توقيت ظهر المصطلح وحيثياته، إلا أنه من الواضح نشأ ضمن المجتمعات اللاتينية على الإنترنت، وفق نفس الموقع.

على أساس ذلك، أضحى مصطلح "لاتينكس" يشمل الرجال والنساء، وجميع الأشخاص على اختلاف ميولهم الجنسية.

يقول موقع صحيفة "هفنغتون بوست" إن اللغات تتغير عموما لتتناسب مع الأزمنة التي تُستخدَم فيها، وفي فترة أصبحت فيها المناقشات حول الهوية الجنسية أكثر إلحاحا، "من المنطقي أن يتطور مصطلح لاتينكس".

تطور استخدامه

بعد سنوات من الاستخدام العام للمصطلح من طرف المشاهير والقادة ووسائل الإعلام والأكاديميين وغيرهم، زاد الوعي بمصطلح "لاتينكس" وفق مركز "بيو" للأبحاث خصوصا بين اللاتينيين في الولايات المتحدة.

وفي استطلاع حديث، نشر مركز "بيو" نتائجه، الخميس، صرح ما يقرب من نصف المستجوبين (47 في المئة) بأنهم سمعوا عن "لاتينكس"، مقارنة بـ 23 في المئة، في عام 2019.

ومن الجدير بالذكر أن الوعي بمصطلح "لاتينكس" قد ازداد عبر جميع الفئات الديمغرافية الرئيسية بين اللاتينيين في الولايات المتحدة.

في غضون ذلك، لا يزال حوالي نصف السكان الذين يُفترض أن يصفهم مصطلح "لاتينكس" لم يسمعوا عن هذا المصطلح.

وعلى الرغم من زيادة الوعي بالمصطلح، فإن نسبة الذين يستخدمون "لاتينكس" لوصف أنفسهم لم تتغير إحصائيا، حيث يقول 4 في المئة من البالغين اللاتينيين إنهم استخدموا "لاتينكس" لوصف أنفسهم، وهو تغير طفيف عن 3 في المئة الذين قالوا الأمر ذاته، في عام 2019.

يشار إلى أن الـ 4 في المئة من البالغين اللاتينيين الذين قالوا إنهم استخدموا "لاتينكس" لوصف أنفسهم يمثلون ما يُقدر بـ 1.9 مليون شخص.

جدل

مع زيادة الوعي بمصطلح "لاتينكس"، فإن ارتفاع استخدامه في بعض المجالات جلب مزيدا من التدقيق في أميركا وخارجها.

في الولايات المتحدة، تخلت منظمة حقوق مدنية لاتينية عن استخدام "لاتينكس"، في عام 2021، بينما انتقل المسؤولون المنتخبون على المستوى الفيدرالي والولايات عبر كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين إلى حظر المصطلح.

وحظرت ولاية أركنساس استخدام المصطلح في الوثائق الحكومية، في عام 2023.

في المقابل، لا يزال البعض يدافع عن المصطلح والبدائل المحايدة جنسيا عموما.

"غير شعبي"

بحسب الاستطلاع، يُعتبر "لاتينكس" مصطلحا غير شعبي بشكل عام بين البالغين اللاتينيين الذين سمعوا عنه، حيث يقول 75 في المئة من اللاتينيين الذين سمعوا بالمصطلح إنهم يرون أنه لا ينبغي استخدامه لوصف السكان ذوي الأصول اللاتينية، مقارنةً بـ 65 في المئة قالوا نفس الشيء في عام 2019.

ويميل الأشخاص من أصول لاتينية إلى رؤية الاستخدام الواسع لمصطلح "لاتينكس" كأمر سلبي.

حوالي ثلث (36 في المئة) من الذين سمعوا عن المصطلح يرون أنه من السيء أن يستخدم الناس "لاتينكس" بشكل أكثر شيوعا، بينما يقول 12 في المئة إنه أمر جيد.

ويعتبر 38 في المئة منهم أن استخدام المصطلح المتزايد ليس جيدا ولا سيئا، و14 في المئة يقولون إنهم غير متأكدين بالخصوص.