ماذا يعني اختيار فانس؟
ماذا يعني اختيار فانس؟

بعد حادثة إطلاق النار في ولاية بنسلفانيا، اختار الرئيس السابق، دونالد ترامب، الدعوة إلى "الوحدة" بدلا من التعبير عن الغضب، وأعلن أنه سيجري تغييرات في خطابه أمام المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.

وبعد أيام قليلة من الحادث، اختار الرئيس السابق، جي دي فانس، السيناتور الشاب من ولاية أوهايو، الذي لطالما أبدى مواقف يمينية يمكن أن تكون حساسة للناخبين المعتدلين.

وتقول صحيفة الغارديان في تحليل للموقف الانتخابي بعد محاولة الاغتيال: "كان بإمكانه اختيار امرأة لمكافحة قضية الإجهاض أو شخص ملوّن أو سياسي معتدل، وبدلا من ذلك، اختار ترامب شخصية مصغرة منه".

والسيناتور الشاب، البالغ 39 عاما، كان قد وصف ترامب، في عام 2016، بأنه "يقود الطبقة العاملة البيضاء إلى مكان مظلم للغاية"، وأطلق على نفسه اسم "الرجل الذي لم يكن ترامب أبدا".

لكن فانس تحول بعد ذلك ‘إلى مؤيد بالكامل لشعار "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" (أو ما يعرف بمصطلح ماغا) وردد تصريحات ترامب بشأن الإجهاض والمناخ ورفض نتائج الانتخابات والهجرة، وسياسة "أميركا أولا" ومعارضة تقديم المساعدات أوكرانيا.

ويوم الاثنين، أعلن ترامب، الذي يسعى للعودة للبيت الأبيض، أنه اختار عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو وصديق ابنه دونالد ترامب جونيور لمرافقته في السباق.

وقال ترامب إن فانس "سيركز بقوة على الأشخاص الذين ناضل من أجلهم ببراعة، العمال والمزارعين الأميركيين في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن وأوهايو ومينيسوتا، وما هو أبعد من ذلك...".

وتقول الغارديان: "اتبع ترامب قواعد اللعبة التي اتبعها بيل كلينتون، الذي اختار في التسعينيات، آل غور، وهو شاب معتدل من الجنوب مثله... وبدلا من البحث عن شخص مختلف عنه في السباق، اختار وريثا للحركة مماثلا له"، وفق الصحيفة.

فانس يصافح ترامب خلال فعالية في أوهايو - صورة أرشيفية.
بعد أن شبهه بـ"هتلر".. فانس يصبح مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس
قبل ثماني سنوات، في الفترة التي سبقت انتخابات الرئاسة لعام 2016، كان جيمس ديفيد فانس من أشد منتقدي المرشح الجمهوري دونالد ترامب. فقد وصفه علنا ​​​​بأنه "أحمق" وقال إنه "يستحق الشجب". وشبهه في إحدى جلساته الخاصة بأدولف هتلر.

لكن جون عقوري، المخطط الاستراتيجي الجمهوري، ومدير حملة ترامب في ولاية ميشيغان، عام 2016، يرفض في تصريحات لموقع الحرة اعتبار أن فانس لا يمثل الخلفية المتنوعة لأميركا، ويشير إلى أن زوجة السيناتور من أصل هندي، ولديه ابن يُدعى فيفيك.

وفي تصريحات لموقع الحرة، اعتبر النائب الجمهوري السابق عن ولاية فرجينيا، ديفيد رمضان، أن فانس "نموذج مصغر من ترامب.. وهو صورة لترامب المؤمن بكل شيء ترامبي. سيكون رجلا تابعا لترامب وينفذ جميع توجيهاته ويواصل حركة "ماغا".

ويرى رمضان أن تأثيره سيكون ضئيلا على تحديد نتائج الانتخابات، فعادة ما يختار المرشح الرئاسي مرشحا لمنصب نائب الرئيس يكمله ويساعده في الفوز، لكن هذا لا ينطبق على هذه الحالة، ويتوقع أن يكون له تأثير في مرحلة ما بعد الفوز في الانتخابات وليس قبلها.

ومن ناحيته، يرى روبرت باتيلو، المخطط الاستراتيجي في الحزب الديمقراطي، في تصريحات لموقع الحرة، أن مرشحي نائب الرئيس لا يحدثون عادة فرقا في تغيير نتائج الانتخابات، ويقول إنه على سبيل المثال كان اختيار كمالا هاريس لمرافقة جو بايدن في 2020 بهدف طمأنة الناخبين من أصل أفريقي، وكذلك فإن اختيار فانس يهدف إلى طمأنة الناخبين البيض من الطبقة العاملة في الغرب الأوسط بأن ترامب سيظل يدعم مصالحهم.

وتقول ميتشيل أوبورن، أستاذة العلم السياسية في جامعة أوبورن بولاية ألاباما، لموقع الحرة، إن اختياره مقنع للجمهوريين، "فهو شاب وجذاب وصاحب خبرة ويتحدث بشكل جيد وتجذب خلفيته الناخبين من الطبقة العاملة وأولئك الذين يرفعون أفكار الحلم الأميركي".

وتقول إنه من بعض النواحي، يتمتع بقدر من الجاذبية التي كان يتمتع بها بيل كلينتون عندما ظهر لأول مرة على الساحة السياسية الوطنية.

ويؤكد عقيلي، الذي قاد حملة ترامب من قبل، أن الرئيس السابق "استراتيجي للغاية" ويشير إلى "فكرة الفروق بين الأجيال في هذا الاختيار واستمالة الشاب وأبناء الطبقة العاملة.

ويقول عقوري، وهو من أصل لبناني، إن الفرق بين الرجلين نحو 40 عاما، وترامب "يدرك أهمية الفوز بأوهايو وتأمين الولايات الصناعية في منطقة الغرب الأوسط، ولدينا الآن مرشح لمنصب نائب الرئيس عمل بجد وأصبح مثالا للحلم الأميركي. هو مثال للشاب من أبناء الطبقة العاملة الذين يكافحون من أجل دفع الفواتير وتحمل شراء منازل جديدة بمعدلات رهن عقاري مرتفعة".

ويقول باتيلو إن ترامب يسعى من خلال فانس إلى إصلاح عدد من المشاكل: "ترامب في أواخر السبعينيات من عمره. وسيكون عمره أكثر من 80 عاما بنهاية فترة ولايته، لذلك اختار شخصا صغيرا للغاية لجذب جيل الألفية والناخبين الأصغر سنا".

وبينما ينظر إلى ترامب على أنه ملياردير نخبوي من الساحل الشرقي، فإن فانس يعكس قصة الانتقال من الفقر إلى الثراء والنهوض بنفسه، وهو يتمتع بدعم قوي بين النقابات العمالية والعمال البيض، والمجموعات التي ليست في العادة جزءا من القاعدة الجمهورية، وفق باتيلو.

ويأتي إعلان ترامب في "لحظة حرجة" وفق الغارديان، بعد يومين فقط من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا.

وبعد محاولة الانقلاب، كتب فانس أن إطلاق النار لم يكن "حادثا معزولا" وأن حملة بايدن صورت ترامب على أنه "فاشي استبدادي يجب إيقافه بأي ثمن" و"هذا الخطاب أدى مباشرة إلى محاولة اغتياله".

ولكن في وقت لاحق، بدا أن ترامب قد غير لهجته، ودعا إلى الوحدة الوطنية. وقال لصحيفة واشنطن إكزامينر إنه سيعيد كتابة خطابه في المؤتمر. وأضاف: "إنها فرصة لتوحيد البلاد".

وربما تلك مناورة سياسة ذكية، وفق الغارديان، وفرصة لترامب لاستمالة أصوات الناخبين المستقلين والمعتدلين في الولايات المتأرجحة.

وفي الوقت نفسه، يمكن أن يكون فانس بمثابة شخصية مؤثرة في القيام بالدور الهجومي المطلوب في الوقت المناسب، وفق الصحيفة.

وبينما يلعب ترامب على وتر التعاطف بعد إطلاق النار، يستطيع فانس أن يؤكد للقاعدة أن "ماغا" ستظل موجودة على الدوام. وقد يعكس هذا الاختيار، وفق الغارديان، ثقة ترامب في شعار "ماغا" بينما يتصدر فيه استطلاعات الرأي.

مستقبل الماغا

وتقول مجلة إيكونوميست في تقرير عن فانس إن اختياره سوف يساعد على الأرجح في استمرار الحركة إلى ما بعد فترة وجود ترامب في السياسة.

وطوال الفترة التي هيمن فيها ترامب على الحزب الجمهوري، افترض قطاع كبير من المؤسسة القديمة أنها تستطيع أن تنتظر حتى خروجه من المشهد، وتعود في نهاية المطاف إلى اعتناق النزعة المحافظة الريغانية. وفي نهاية المطاف، يتمتع ترامب بموهبة سياسية فريدة من نوعها، لكنه لم ينتج برنامجا سياسيا متسقا وشاملا، وفق المجلة.

ومع ذلك، فإن اختيار فانس، يجعل من المرجح أن تستمر الحركة، وتشير إلى أنه في فترة ولاية ترامب الأولى، أصبح فانس متعاطفا بشكل متزايد معه، واهتم بإرساء أساس فكري أكثر ثباتا للحركة.

ويقول باتيلو لموقع الحرة إن الحزب الجمهوري سيحاول العودة نحو مركز السياسة الأميركية بعيدا عن الأصوات الأكثر تطرفا في أقصى اليمين، لكنه سيؤدي إلى خروج أصوات العديد من اليمينيين الذين سوف يثيرون تساؤلات عن مستقبل الحزب الجمهوري وما إذا كان سيظل حركة محافظة.

وتفق أوبورن، أستاذة العلم السياسية في جامعة أوبورن، على أن وجهات نظر فانس الشعبوية في السياسة تكمل شعار "ماغا".

وباعتباره مرشحا لمنصب نائب الرئيس، فإن الأمل لدى ترامب يكمن في زيادة نسبة الإقبال بين الناخبين من الطبقة العاملة وكذلك بعض الناخبين الذين يجدون رسائله حول الهجرة والفقر والهجرة مقنعة.

ويقول رمضان إن السبب الأكبر لاختيار ترامب أنه ربما سيتمكن من مواصلة الحركة بعد ترامب، أو ما يطلق عليه "الترامبية" بعد ترامب.

ومن جانبه، يقول عقوري إن "ننتقل في الحزب من جيل إلى جيل.. تماما كما حدث مع ثورة ريغان، وما حدث مع روزفلت وترومان أثناء وبعد الحرب العالمية".

ويضيف: "هو أمر جيد وإيجابي، سواء كان سيتم تسميته ماغا، أو أي شيء.. لكن أفكار ترامب مستمرة..  التواصل مع العديد من الائتلافات المختلفة التي تدعم الرئيس بقوة وهو يسعى لولاية ثانية يبشر بالخير له ولأمتنا".

ويقول عقوري إن فانس "يلهم أمة من الشباب الذين سينقلوننا إلى الجيل القادم، والعديد منهم من أفراد الجالية العريية، وأنا مندهش من اهتمامهم ودعمهم لاعتقادهم أنه الأفضل ليس فقط لنا اليوم بل غدا وفي المستقبل".

ولا يعتقد رمضان أنه بالإمكان توقع مستقبل فانس كمرشح رئاسي، لكنه يعتقد أنه بإمكانه لو فاز ترامب في الانتخابات أن يكون زعيما لحركة "ماغا".

ويوضح خبير شؤون الانتخابات باتيلو أنه "نادرا ما يصبح نائب الرئيس رئيسا فورا بعد خدمته. جورج بوش الأب الذي ترشح كان نائبا للرئيس رونالد ريغان وفاز في عام 1988، لكنه كان مثالا نادرا ورئيسا لولاية واحدة. وبالمثل، بعد الرئيس أوباما، كان لدينا أربع سنوات من حكم ترامب. ثم كانت لدينا ولاية واحدة لبايدن ويبدو أنه قد يكون لدينا ولاية أخرى لترامب".

لذا فإن تولي منصب نائب الرئيس "لا يعني بالضرورة أن تكون على رأس السياسة الأميركية. في كثير من الأحيان بعد وجود الشخص على المسرح الوطني لمدة أربع أو ثماني سنوات، يبحث الشعب الأميركي عن التغيير وصوت مختلف، سينظر إليه الشعب باعتباره من الماضي".

ويقول عقوري إنه لا بديل أمام المتشككين في الحزب إلا ترامب الآن، الذي أثبت قدرته على قيادة الحزب، بعد "فشل" المرشحين الذين سعوا خلال فترة الانتخابات التمهيدية إلى الحصول على الترشيح.

ويضيف متسائلا "والآن سيقبل ترامب رسميا الترشيح، الخميس، من مندوبي الحزب ومن الأميركيين الذين صوتوا في الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية. إذا ما هو البديل الذي يملكه من هم داخل الحزب؟".

ويختتم بالقول: "يبدو في الظاهر أنهم يدعمون الرئيس بمحض إرادتهم، ولكن الواقع هو ما هو الخيار الآخر؟ هل يريدون دعم هذا المرشح ضد شاغل البيت الأبيض الحالي؟ أم الوقوف على الهامش في الجانب الخطأ من التاريخ ودعم بايدن؟".

جانب من الاحتفال بيوم سانت باتريك في نيويورك في عام 2024
جانب من الاحتفال بيوم سانت باتريك في نيويورك في عام 2024

تزدهر بعض المناطق في بعض الولايات الأميركية بالاحتفال بيوم سانت باتريك في 17 مارس كل عام، بالرغم من أن أصله أيرلنديا.

يوافق هذا اليوم ذكرى وفاة القديس باتريك في القرن الخامس، لكن مجتمعات المهاجرين الأيرلنديين ساهمت في تعزيز هذه التقاليد بشكل خاص في الولايات المتحدة.

واحتفل حساب البيت الأبيض على منصة أكس الاثنين بهذا اليوم من خلال مقاتل الفنون القتالية المختلطة الأيرلندي الذي زار البيت الأبيض وتحدث للصحفيين. 

وتشتهر مدينة نيويورك بإقامة أكبر موكب مدني في العالم في هذا اليوم، حيث يشارك فيه أكثر من 150 ألف شخص، بينما يتابعه نحو 3 ملايين مشاهد على امتداد مساره الذي يبلغ 1.75 ميل.

تشتهر مدن أخرى مثل شيكاغو وبوسطن وفيلادلفيا وسافانا أيضا بموكبها الكبير بمشاركة آلاف المشاركين.

يصادف يوم سانت باتريك فترة الصوم المسيحي، حيث كان الأيرلنديون يحضرون قداسا صباحيا ثم يحتفلون في فترة ما بعد الظهر.

وخلال هذا اليوم، تُرفع القيود المتعلقة بتناول اللحوم، ما يسمح للأشخاص بتناول وجبات خاصة تشمل اللحم المقدد الأيرلندي والكرنب.

من هو القديس باتريك؟

القديس باتريك هو الراعي الروحي لأيرلندا وأحد أبرز شخصياتها الدينية.

ولد في بريطانيا الرومانية واختُطف عندما كان في السادسة عشرة من عمره ليعمل عبدا في أيرلندا، لكنه تمكن من الفرار.

لاحقا عاد إلى أيرلندا ونُسب إليه الفضل في نشر المسيحية بين شعبها.

تعود أول احتفالات بيوم سانت باتريك إلى القرن التاسع أو العاشر في أيرلندا.

ولكن الموكب الأول في هذا اليوم نظم في مدينة سانت أوغسطين بولاية فلوريدا الأميركية عام 1601.

ثم في عام 1762، نظم جنود أيرلنديون يخدمون في الجيش البريطاني موكبا في نيويورك احتفالا بتراثهم الأيرلندي، ما كان بداية لشعبية واسعة للحدث في الولايات المتحدة.

وخلال القرن التاسع عشر، عانى المهاجرون الأيرلنديون في أميركا من التمييز.

لكن مع تنامي أعدادهم، بدأوا في تنظيم أنفسهم سياسيا، ما جعل مواكب يوم سانت باتريك رمزا لإظهار قوتهم ونفوذهم.

وفي عام 1948، حضر الرئيس الأميركي هاري ترومان موكب نيويورك في لفتة رمزية لدعم المجتمع الأيرلندي.