السناتور الجمهوري جي دي فانس
السناتور الجمهوري جي دي فانس

أعرب أعضاء من الحزب الجمهوري عن "استيائهم" من السناتور جي دي فانس، الذي اختاره الرئيس السابق دونالد ترامب، نائبا له في حال عودته للبيت الأبيض، وذلك بعد انتشار مقاطع فيديو قديمة وثقت انتقاده من وصفهن بـ"نساء القطط"، في إشارة إلى نساء الحزب الديمقراطي.

وأوردت مجلة "بوليتيكو" الأميركية في تقرير لها، أن فانس مر بـ"أسبوع صعب"، مع عدم إخفاء بعض الجمهوريين إحباطهم بسبب انتشار تصريحات قديمة للسناتور اليميني من ولاية أوهايو، البالغ من العمر 39 عاما.

ويشعر جمهوريون بقلق متزايد بعد أسبوع من ظهور مقاطع فيديو لفانس وهو يصف نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، وديمقراطيات أخريات بأنهن "نساء قطط بلا أطفال"، ويقترح أن الآباء يجب أن "يتمتعوا بسلطة سياسية أكبر" ممن لا أطفال لهم.

وقالت "بوليتيكو" إن هذا الوضع يثير قلق بعض الجمهوريين وإحباطهم. ومن بينهم المعلق المحافظ بن شابيرو، الذي تساءل عما إذا كان يجب على ترامب اختيار فانس، قائلا: "إذا كانت هناك آلة زمن، وإذا عاد الوقت أسبوعين إلى الوراء، هل كان ترامب سيختار جي دي فانس مرة أخرى؟ أشك في ذلك".

وتساءل جمهوريون آخرون علنا عما إذا كانت حملة ترامب قد توقعت حقا الموجة العارمة من التعليقات القديمة للسناتور فانس، حسب المجلة.

ونقلت عن الاستراتيجي الجمهوري من ولاية ويسكونسن، بيل مكوشين، قوله: "من بين الأشخاص الذين تم ذكرهم كمرشحين محتملين لتولي منصب نائب ترامب، كان فانس أكبر مخاطرة، لأنه لم يتم اختباره على المستوى الوطني من قبل".

وأضاف: "سنرى خلال الأيام الـ102 المقبلة كيف سيصمد تحت الأضواء الساطعة في الحملة الانتخابية".

فيما اعتبر أحد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن هذه المخاوف بشأن فانس "لم تأت فقط من المنتقدين".

وقال عضو مجلس النواب الجمهوري لـ"بوليتيكو": "اعثر لي على مسؤول منتخب علنا في مجلس الشيوخ يدعم جي دي فانس غير مايك لي".

وتزامنت هذه التغيرات مع قرب نائبة الرئيس كامالا هاريس، من الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق، وتحطيم حملتها الانتخابية أرقاما قياسية في جمع التبرعات، وفق المجلة.

ومنذ بدأت هاريس حملتها الانتخابية، بدأ الديمقراطيون في شن هجمات على فانس. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن هذه الهجمات "بدأت تؤثر عليه"، حيث قال محلل شبكة "سي إن إن"، هاري إنتن، إن فانس "حصل على نسبة تأييد (سالب 5 بالمئة) في استطلاعات الرأي، وهو أقل من أي مرشح لمنصب نائب الرئيس في التاريخ".

وكانت شعبية فانس أقل بنحو 3 نقاط مئوية في استطلاعين للرأي أصدرتهما هذا الأسبوع صحيفة نيويورك تايمز/كلية سيينا وإذاعة "إن بي آر"/"بي بي إس نيوز"/كلية ماريست، حيث وجد الأخير أن 28 بالمئة من الناخبين المسجلين لديهم وجهة نظر إيجابية لفانس، بينما نظر إليه 31 بالمئة بشكل سلبي، و41 بالمئة غير متأكدين أو لم يسمعوا عنه.

وفي ردها على تعليقات فانس، أصدرت حملة هاريس بيانا بعنوان "يوم سعيد للتلقيح الاصطناعي للجميع باستثناء جيه دي فانس".

من جانبه، أشار المتحدث باسم فانس، لوك شرودر، لمجلة "بوليتيكو"، إلى التقارير التي تفيد بأن تجمعات فانس هذا الأسبوع وصلت إلى "أقصى طاقتها"، وأن فعاليات جمع التبرعات "حققت نتائج كبيرة"، وصلت إلى مبلغ مكون من 7 أرقام.

ومع ذلك، قال خبراء للمجلة إن اختيار فانس جاء "خلال مرحلة مختلفة تماما من السباق الرئاسي، وهي المنافسة بين بايدن وترامب قبل أسبوع واحد فقط، كوسيلة لتنشيط قاعدة كانت بالفعل موحدة بقوة خلف ترامب بدلاً من استقطاب أية دوائر انتخابية جديدة".

وقال جوشوا نوفوتني، وهو استراتيجي سياسي جمهوري في ولاية بنسلفانيا: "لم يكن فانس اختيارا سياسيا. لم يتم اختياره للحصول على أفضلية في بعض المجالات، بل تم اختياره كشخص يثق به ترامب ويريد أن يخدم معه".

وعلى الرغم من أسبوع فانس "السيئ"، حسب "بوليتيكو"، فقد أصر ترامب على أنه "لا يشعر بأي ندم" على اختياره لعضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو. وقال لشبكة "فوكس نيوز"، الخميس، إنه لم يكن ليختار بشكل مختلف، حتى لو كان يعلم بأن هاريس ستكون مرشحة الديمقراطيين.

FILE PHOTO: A supporter of U.S. President-elect Donald Trump hold flags and banners near U.S. Capitol
مؤيد للرئيس المنتخب دونالد ترامب بالقرب من مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن التي ستشهد يوم التنصيب الاثنين

في 20 يناير، تلتقي أميركا في مشهد يعكس عمق الديمقراطية وقوتها، حيث تستضيف العاصمة واشنطن مراسم تنصيب الرئيس، دونالد ترامب، لفترة رئاسية ثانية، وهو يوم استثنائي عند الأميركيين. 

المناسبة التي تجسد الانتقال السلمي للسلطة، تأتي هذه المرة وسط أجواء برد قارس في العاصمة، مع تحذيرات من موجة ثلوج وعواصف تضرب الولايات الشرقية للبلاد، وفق مراكز الأرصاد الجوية.

عمال يجهزون منصة في مكان حفل تنصيب الرئيس ترامب بالعاصمة واشنطن

في المقابل، يعيش الساحل الغربي واقعا مغايرا تماما، حيث تستمر جهود مكثفة للسيطرة على حرائق مدمرة اجتاحت مقاطعة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا.

وألحقت الحرائق دمارا واسعا ومشردة عشرات الآلاف من السكان. 

وتشير تحذيرات جديدة إلى رياح قوية مطلع الأسبوع المقبل قد تزيد من تأجيج النيران، مما يضاعف التحديات أمام فرق الإطفاء.

يوم التنصيب .. الأبرد منذ عام 1985 

105 ملايين شخص قد يتعرضون لدرجات حرارة تحت الصفر في 40 ولاية خلال النصف الثاني من يناير، في وقت سيتدفق مئات الآلاف من الأشخاص إلى "الناشونال مول" لمشاهدة ترامب يؤدي اليمين رئيسا لأميركا للمرة الثانية.

فمن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة بشكل حاد خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما يخلق ظروفا تهدد الحياة في أجزاء واسعة من الولايات المتحدة.

تشهد العاصمة واشنطن أجواء برد قارس بعد عاصفة لجية وتوقعات بتساقط الثلوج ثانية يوم التنصيب

وكان لواشنطن العاصمة نصيبها من الأيام الباردة في يناير، لكن درجات الحرارة المتجمدة عادة ليست سمة يوم التنصيب. 

ووفقا لخدمة الطقس الوطنية، كانت درجة الحرارة المتوسطة في 20 يناير تتراوح حول 45 درجة فهرنهايت كحد أقصى و30 درجة فهرنهايت كحد أدنى، في وقت يتوقع أن تصل الاثينن المقبل إلى 24 درجة فهرنهايت و8 درجات فهرنهايت كأدنى درجة.

وفي حفل تنصيب ترامب قبل ثماني سنوات، كانت درجة الحرارة 48 درجة فهرنهايت مع هطول لبعض الأمطار.

يتجول الناس عند بركة لينكولن التذكارية المغطاة بالثلوج مع مبنى الكابيتول الأميركي

ومن المحتمل أن لا يتم كسر الرقم القياسي لأبرد يوم تنصيب، والذي حدث في عام 1985 عندما وصلت درجة الحرارة إلى -2 درجة فهرنهايت في يوم مراسم أداء اليمين الثانية للرئيس رونالد ريغان.

تشهد العاصمة واشنطن والولايات الشرقية الأميركية موجة برد قارس وتساقط للثلوج

حينها، ، نقلت المراسم إلى الداخل بسبب الظروف القاسية، ومن المثير للسخرية أن ريغان شهد أيضا أدفأ يوم تنصيب، في حفل تنصيبه الأول عام 1981 وحيث وصلت درجة حرارة وصلت إلى 55 درجة فهرنهايت.

حرائق كاليفورنيا .. الخطر قائم

إلى غرب البلاد في ولاية كاليفورنيا، أسفرت الحرائق في منطقة لوس أنجلوس عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا، وتدمير أكثر من 12000 منشأة، واحتراق أكثر من 60 ميلا مربعا من الأراضي.

ونقلا عن السلطات، تم احتواء حريق باليسيد بنسبة 22% حتى صباح الخميس، مرتفعا من 19% صباح الأربعاء. 

والتهم الحريق أكثر من 23700 فدانا ودمر 1280 منشأة وتضرر 204 منشآت، في وقت أكد مسؤولون نقلا عن صحيفة لوس انجلوس تايمز، أن 10 أشخاص لقوا حتفهم نتيجة حريق باليسيدز.

من آثار حريق باليساديس في حي باسيفيك باليسادس في لوس أنجلوس/كاليفورنيا- أسوشيتد برس

أما حريق إيتون، فقد تم احتواء 55% منه حتى صباح الخميس، مرتفعًا من 45% صباح الأربعاء. والتهم الحريق 14117 فدانًا ودمر 4718 منشأة وتضرر 679 منشأة، مع توقعات بارتفاع الأعداد، في وقت أكّد المسؤولون أن 17 شخصًا لقوا حتفهم نتيجة حريق إيتون.

ضعف قوة الرياح، منح رجال الإطفاء استراحة كانت في أمس الحاجة إليها وقلل من بعض التهديدات، لكن خدمة الطقس الوطنية قالت إن الظروف الخطرة متوقعة الأسبوع المقبل.

كلفة الحرائق في كاليفورنيا هي الأعلى وقد تصل إلى 150 مليار دولار.

وقال المسؤولون إن عشرات الآلاف من الأشخاص في مقاطعة لوس أنجلوس ما زالوا تحت أوامر الإجلاء، ولايزال حظر التجول ساريا في مناطق حرائق باليسيدز وإيتون من الساعة 6 مساءً حتى 6 صباحًا.

وعد الرئيس بايدن بأن الحكومة الفيدرالية ستقدم "أي شيء وكل شيء" لمساعدة ولاية كاليفورنيا، لكن عملية التعافي قد تستغرق سنوات. 

ومع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه الاثنين المقبل، وسيطرة الجمهوريين على مجلس النواب والشيوخ، سيكون الحزب الجمهوري في السيطرة الكاملة على الإنفاق، بما في ذلك مساعدات الكوارث.

يقول العديد من الجمهوريين إن المساعدة إلى كاليفورنيا يجب أن تأتي مع بعض الشروط. 

ومن بين هؤلاء السيناتور رون جونسون من ولاية ويسكونسن، الذي قال إن قيادة كاليفورنيا اتخذت "قرارات غبية في سوء إدارة" التخفيف من حرائق الغابات، منتقدا اعتماد الولاية على دعم الحكومة الفدرالية.

وصدرت تحذيرات جديدة لسكان مقاطعة لوس أنجلوس من ضرورة الاستعداد، حيث من المتوقع أن تحدث عاصفة رياح أخرى في بداية الأسبوع المقبل.

وقال مسؤولو الإطفاء إن هناك كمية كبيرة من المواد القابلة للاحتراق والجافة مع رطوبة منخفضة، ومن المتوقع أن تعود رياح "سانتا آنا" في وقت لاحق من يوم الاثنين وحتى الثلاثاء من الأسبوع المقبل. 

وبالنسبة للكثيرين، لا يزال من غير المؤكد متى سيتمكنون من العودة إلى منازلهم. فقد دُمرت أحياء كاملة بسبب الحرائق التي أودت بحياة ما لا يقل عن 25 شخصًا.