نسبة الإجهاض دون تدخل طبي ترتفع في الولايات المتحدة إلى 11 بالمئة
نسبة الإجهاض دون تدخل طبي ترتفع في الولايات المتحدة إلى 11 بالمئة (صورة تعبيرية)

تضاعف معدل الإجهاض دون تدخل طبي في الولايات المتحدة خلال عام 2023 بعد أن ألغت المحكمة العليا قانون "رو ضد وايد"، حسبما كشفت دراسة جديدة أوردها موقع الإذاعة الوطنية العامة (أن بي آر).

وكشفت الدراسة المنشورة بمجلة "JAMA Network Open" الطبية عن ارتفاع نسبة الإجهاض دون تدخل طبي، باستخدام حبوب "الميفيبريستون" إلى 11 بالمئة في 2023، من 6.6 بالمئة قبل أن تلغي المحكمة العليا حق الإجهاض الفدرالي عام 2022، والذي دفع أكثر من 20 ولاية أميركية إلى حظر الإجهاض أو فرض القيود عليه.

وشملت الدراسة التي أجرتها مجموعة بحثية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، استطلاعا لآراء أكثر من 7000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما في الفترة من ديسمبر 2021 إلى يناير 2022، وأكثر من 7000 امرأة أخرى في الفترة من يونيو 2023 إلى يوليو 2023.

في 24 يونيو 2022، ألغت المحكمة الأميركية العليا التي بات غالبية قضاتها من المحافظين في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، الحكم التاريخي الصادر في قضية "رو ضد وايد"، وهو قانون كان يحمي حقوق الإجهاض، لتترك المسألة في أيدي الولايات المختلفة.

ونقلت "أن بي آر" عن عالمة الأوبئة المشاركة في الدراسة، لورين رالف، قولها إن أحد الأسباب الأكثر شيوعا للسعي إلى الإجهاض الذاتي هو المخاوف المتعلقة بالخصوصية.

وأضافت: "لذا، لم يرغبوا في أن يعرف الآخرون أنهم كانوا يسعون إلى الإجهاض أو كانوا في حاجة إليه أو أرادوا الحفاظ على استقلاليتهم في اتخاذ القرار. أحبوا أن يكون الأمر تحت سيطرتهم ويمكنهم القيام به بأنفسهم".

وتابعت: "وجدنا أن 6 بالمئة من النساء قالوا إن السبب الذي دفعهم إلى إدارة عملية الإجهاض بأنفسهم هو أن الإجهاض كان غير قانوني في المكان الذي يعيشون فيه".

الناخبون يظهرون دعما لحقوق الإجهاض في الولايات المتحدة
الإجهاض في أميركا.. معركة هاريس وترامب الساخنة
في المناظرة الرئاسية الأولى لعام 2024، برزت قضية الإجهاض كموضوع ساخن. المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، دافع بشدة عن قيود الإجهاض، واتهم الديمقراطيين بـ "دعم قتل الأطفال". فيما وصف الرئيس، جو بايدن، إنهاء الحماية الفيدرالية للإجهاض بـ"الفظيع".

في المقابل، قالت كريستي هامريك، نائبة رئيس قسم الإعلام والسياسة في منظمة "Students for Life Action"،  وهي مجموعة مناهضة للإجهاض، إنها لا تصدق نتائج الدراسة، التي "تفيد الأشخاص الذين يقدمون حبوب الإجهاض".

وأضافت هامريك في بيان عبر البريد الإلكتروني: "لا ينبغي أن يفاجأ أحد بأن جماعات الضغط المؤيدة للإجهاض تعلن أن أعمالها تسير على ما يرام، دون مشاكل".

وبحسب الدراسة، فإنه إلى جانب استخدام حبوب الإجهاض، أبلغت النساء اللائي حاولن الإجهاض دون تدخل طبي أنهن استخدمن مجموعة من الأساليب، بما في ذلك تعاطي المخدرات أو الكحول، ورفع الأشياء الثقيلة، والاستحمام بماء ساخن.

وقالت حوالي 22 بالمئة من تلك النسوة إنهن ضربن أنفسهن في البطن، و4 بالمئة أبلغن بإدخال جسما صلبا في أجسادهن، وفق "أن بي آر".

ويستحضر مصطلح "الإجهاض الذاتي" عمليات الإجهاض السرية التي كانت تجرى في خمسينات وستينات القرن الماضي، بحسب التقرير، غير أن طبيبة أمراض النساء والتوليد، لورا لورسن، قالت إن عمليات الإجهاض الذاتية باستخدام عقاقير "الميفيبريستون" و"الميزوبروستول" أكثر أمانا، سواء تم إجراؤها داخل نظام الرعاية الصحية أو خارجه.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلوح بيده أثناء صعوده إلى طائرة الرئاسة في أبو ظبي، 16 مايو 2025. رويترز
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلوح بيده أثناء صعوده إلى طائرة الرئاسة في أبو ظبي، 16 مايو 2025. رويترز

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن الإمارات والولايات المتحدة اتفقتا على فتح مسار يسمح للدولة الخليجية بشراء بعض أشباه الموصلات الأكثر تطورا في مجال الذكاء الاصطناعي من الشركات الأميركية.

وتكلل الصفقة جهود أبوظبي بالنجاح مع سعيها إلى أن تصبح مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي.

واختتم ترامب جولة في منطقة الخليج زار خلالها السعودية وقطر والإمارات وركزت على الصفقات الاستثمارية. وتعهدت أبوظبي برفع قيمة استثماراتها في مجال الطاقة في الولايات المتحدة إلى 440 مليار دولار في الأعوام العشرة المقبلة.

وغادر ترامب إلى واشنطن بعد اجتماعات مقتضبة مع زعماء الخليج بهدف الحصول على التزامات مالية من الدول الثلاث الغنية المنتجة للطاقة والتي يمكنها أن تعزز الاقتصاد الأميركي وتوفر فرص عمل.

وفي مارس الماضي عندما التقى مسؤولون إماراتيون كبار مع ترامب، تعهدت الإمارات بإطار استثماري حجمه 1.4 تريليون دولار على مدى 10 سنوات في قطاعات أميركية تشمل الطاقة والذكاء الاصطناعي والتصنيع لتعزيز العلاقات المتبادلة.

وقال ترامب في آخر محطة له في جولته الخليجية "نحقق تقدما كبيرا في ما يتعلق بمبلغ 1.4 تريليون دولار أعلنت الإمارات أنها تنوي إنفاقه في الولايات المتحدة".

وركزت زيارة ترامب، على الأقل بشكل علني، على صفقات الاستثمار وليس الأزمات الأمنية في الشرق الأوسط ومنها حرب إسرائيل في غزة.

واقتصرت جهود ترامب الدبلوماسية على اجتماع مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بعد أن قرر رفع العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، في تحول كبير في السياسة الأمريكية.

ويشكل اتفاق الذكاء الاصطناعي دفعة للإمارات التي تحاول موازنة علاقاتها مع حليفتها الولايات المتحدة وشريكتها التجارية الأكبر الصين.

ويعكس أيضا ثقة إدارة ترامب في إمكان إدارة الرقائق على نحو آمن بوسائل منها أن تدير شركات أميركية مراكز بيانات بموجب الاتفاق.

وقال ترامب "اتفق البلدان أمس أيضا على تمكين الإمارات من شراء بعض أكثر أشباه الموصلات تطورا على العالم في مجال الذكاء الاصطناعي من شركات أميركية. إنه عقد كبير جدا".

وأضاف "هذا من شأنه أن يدر المليارات والمليارات من الدولارات من الأعمال، وسيعمل على تسريع خطط الإمارات لتصبح كيانا رئيسيا حقا في مجال الذكاء الاصطناعي".

وتضمنت الصفقات الجديدة المعلنة مع الإمارات والتي تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار التزام قيمته 14.5 مليار دولار من شركة الاتحاد للطيران لشراء 28 طائرة بوينغ أميركية الصنع.

استثمارات الطاقة

أعلنت الإمارات عن التزامها بالاستثمار في الطاقة الأميركية خلال عرض قدمه سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وهي واحدة من عدد من التعهدات المالية الضخمة التي حصل عليها ترامب من الإمارات والسعودية وقطر.

وقال الجابر لترامب إن حجم الاستثمارات الإماراتية في قطاع الطاقة الأميركي سيرتفع إلى 440 مليار دولار بحلول 2035 ارتفاعا من 70 مليارا في الوقت الراهن، مضيفا أن شركات الطاقة الأميركية ستستثمر أيضا في الإمارات.

وقال الجابر أمام وسيلة عرض لمشروعات في الإمارات تحت شعارات شركات إكسون موبيل وأوكسيدنتال بتروليوم وإي.أو.جي ريسورسيز "تعهد شركاؤنا باستثمارات جديدة بقيمة 60 مليار دولار في التنقيب والإنتاج بقطاعي النفط والغاز، فضلا عن فرص جديدة وغير تقليدية".

وقال الجابر، الذي يشغل أيضا منصبي الرئيس التنفيذي لشركة أكس.آر.جي الذراع الاستثمارية الدولية لأدنوك‭‭‭ ‬‬‬ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، إن شركة أكس.آر.جي تسعى إلى ضخ استثمارات كبيرة في الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.

سوريا وإيران

ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا مهد الطريق لاتفاق أُعلن عنه اليوم الجمعة بين الحكومة السورية وشركة دي بي ورلد الإماراتية، ومقرها دبي.

ووقع الجانبان مذكرة تفاهم قيمتها 800 مليون دولار لتطوير ميناء طرطوس السوري.

وأكد ترامب أنه لم يتشاور مع حليفته إسرائيل، عدو سوريا اللدود، بشأن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، رغم الشكوك الإسرائيلية العميقة إزاء إدارة الرئيس الإسلامي أحمد الشرع.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، بعد مغادرته أبوظبي بوقت قصير "لم أسألهم عن ذلك. اعتقدت أنه كان القرار الصائب. حظيت بالكثير من الثناء على قيامي بذلك. انظروا، نريد لسوريا النجاح".

وحث ترامب الشرع على إقامة علاقات مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب توسط فيها الرئيس الأميركي خلال ولايته الأولى.

وقال ترامب اليوم إن إيران لديها مقترح أميركي للتوصل إلى اتفاق نووي، وإنها تعلم أن عليها التحرك سريعا، وذلك بعد يوم من قوله إن واشنطن وطهران قريبتان من التوصل إلى اتفاق نووي.

وأوضح للصحفيين "لديهم مقترح. والأهم من ذلك، أنهم يعلمون أن عليهم التحرك سريعا وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه".