في بريطانيا خرجت تظاهرات مضادة للتظاهرات المعادية للمهاجرين
في بريطانيا خرجت تظاهرات مضادة للتظاهرات المعادية للمهاجرين

عاد الحديث عن دور روسي محتمل في نشر المعلومات المضللة بعد أحداث العنف التي شهدتها بريطانيا، مؤخرا، والتي غذتها معلومات غير صحيحة عن حادث طعن في شمال إنكلترا.

ولطالما أثارت جهات محسوبة على النظام الروسي شبهات بسعيها لتهديد الديمقراطيات الغربية وإثارة البلبلة وعدم الاستقرار في مجتمعاتها، من خلال نشر معلومات مغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي أكتوبر الماضي، أصدرت الولايات المتحدة تقييما استخباراتيا أرسلته إلى أكثر من 100 دولة، يفيد بأن موسكو تستخدم الجواسيس ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الروسية التي تديرها الدولة لتقويض الثقة العامة في نزاهة الانتخابات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.

وقال التقييم: "تشير معلوماتنا إلى أن كبار المسؤولين الحكوميين الروس، بما في ذلك الكرملين، يرون قيمة في هذا النوع من عمليات التأثير ويعتبرونها فعالة".

ونقلت رويترز قبل أسابيع عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن روسيا تشجعت على تكثيف عمليات التأثير على الانتخابات الأميركية بسبب نجاحها في تضخيم المعلومات المضللة بشأن الانتخابات في عام 2020 وجائحة كوفيد-19.

وقال المسؤول "النجاح يولد المزيد، ونحن بالتأكيد نرى الانتخابات الأميركية محفزا".

وقالت وزارة العدل الأميركية إنها عرقلت خطة روسية مدعومة من الكرملين تهدف إلى نشر معلومات مضللة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتهدف الخطة إلى بث الفتنة في الولايات المتحدة وتعزيز أهداف الحكومة الروسية، بما في ذلك نشر معلومات مضللة عن حربها مع أوكرانيا. واستخدم القائمون على تنفيذ الخطة صفحات لشخصيات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأطلقت روسيا منذ غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير 2022 سيلا من المعلومات الكاذبة والمضللة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن سير العمليات العسكرية.

وتجددت المخاوف، الأسبوع الماضي، خلال الاحتجاجات العنيفة في بريطانيا، حيث وجه ناشطون ومراقبون وسياسيون أصابع الاتهام إلى روسيا بتدبير حملة تضليل واسعة كانت وراء إطلاق معلومة مغلوطة على موقع إلكتروني غامض، ما أدى إلى أعمال شغب واسعة النطاق.

احتجاجات عنيفة في بريطانيا
خبر زائف و"موقع غامض".. ما دور روسيا بإشعال الاحتجاجات العارمة في بريطانيا؟
في أعقاب أسبوع من الاحتجاجات العنيفة في بريطانيا، وجه ناشطون ومراقبون وسياسيون أصابع الاتهام لروسيا بتدبير حملة تضليل واسعة كانت وراء إطلاق شائعة على موقع إلكتروني غامض، ما أدى إلى أعمال شغب واسعة النطاق.

وشهدت مدن وبلدات بريطانية أعمال عنف، لم تشهدها البلاد منذ سنوات عدة، بعد عملية طعن ثلاث فتيات في ساوثبورت في شمال غرب إنكلترا.

واستغلت جماعات معادية للمهاجرين والمسلمين هذه الواقعة بعد انتشار معلومات مضللة عبر الإنترنت أن الجاني طالب لجوء، وتضخيمها من جانب شخصيات يمينية بارزة، لإشاعة الفوضى في المدن والبلدات.

ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن وزير الأمن السابق، ستيفن ماكبارتلاند، إن روسيا قد تكون وراء حملة تضليل على وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى "المشاهد المروعة في ساوثبورت، حيث قام المتظاهرون بأعمال شغب".

وقالت مصادر في وزارة الداخلية للصحيفة إن تحقيقا يجري بشأن أصل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي غذت الاضطرابات.

وأشارت مصادر أمنية للصحيفة إلى أن الصين وروسيا لديهما فرق وشبكات كبيرة تعمل على حملات التضليل التي تغذي الانقسام الاجتماعي والعنف في المملكة المتحدة والديمقراطيات الغربية الأخرى.

ورجحت صحيفة التليغرف البريطانية أن وراء الحملة الأخيرة منفذ إخباري غامض مرتبط بروسيا يسمى Channel3 Now.

جيف والتون، استاذ المعلومات والاتصالات في جامعة مانشستر متروبوليتان البريطانية، قال في مقابلة مع موقع "الحرة" إن هناك شكوكا قوية في أن لروسيا دورا في الأحداث الأخيرة، لكن لا يوجد تأكيد واضح.

ومع ذلك، فقد مارست روسيا دورا في نشر معلومات مضللة من قبل خلال الانتخابات العامة البريطانية وحرب أوكرانيا، وفق والتون.

والاضطرابات الأخيرة في المملكة المتحدة كانت بسبب بعض الجهات الفاعلة السيئة، في أقصى اليمين، الذين نشروا معلومات مضللة، وقاموا بالتنظيم عبر تيليغرام، وهذا التطبيق يثير شبهات بتدخل روسي، حسب والتون.

إريك نيسبيت، أستاذ الاتصال وتحليل السياسات في جامعة نورث وسترن الأميركية، قال لموقع "الحرة"، إن دولا مثل روسيا والصين وإيران تستخدم في الغالب أسلوب تضخيم المعلومات عندما يتعلق الأمر بالترويج للمعلومات الخاطئة أو المضللة في الدول الغربية.

وقال نيسبيت، وهو خبير في المعلومات المضللة والحملات الانتخابية، إن هذه المعلومات التي يتم تضخيمها غالبا ما يتم إنشاؤها في المجتمع المحلي سواء من أقصى اليمن أو أقصى اليسار وتستند إلى إيدولوجية حزبية.

وبدلا من خلق معلوماتهم الخاصة، تستفيد هذه الجهات من المصادر المحلية للمعلومات المضللة وتضخيمها.

ويعتقد أن هذه هي غالبا الاستراتيجية الأكثر فعالية التي تستخدمها الجهات الفاعلة الحكومية، سواء روسيا أو غيرها، من أجل تقويض الديمقراطية الغربية أو التأثير على الجماهير في هذه الدول.

وهذه الجهات تفعل ذلك عن طريق الروبوتات والحسابات المزيفة، ومن خلال مواقع إخبارية مزيفة تحاكي منافذ إخبارية حقيقية.

وقد يفعلون ذلك أيضا من خلال تضخيم نفس الروايات على حساباتهم الحكومية التي يسيطرون عليها، مثل المنافذ الإخبارية الروسية المعروفة التابعة للحكومة الروسية.

ويمكنهم أيضا استخدام "حسابات حليفة"، مثل مراكز الأبحاث أو المدونات أو أي مصادر تتوافق معها أو تتأثر بها.

لذلك، فهم لديهم قنوات مختلفة للقيام بذلك. 

"والاستراتيجية العامة هي استغلال القضايا الاستقطابية".

كانت صحيفة التليغراف قد ذكرت أن الشائعة التي أطلقها Channel3 Now أدت إلى رواج نظرية المؤامرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونشرت آلاف الحسابات المرتبطة بروسيا هذه الشائعة، وكررتها وسائل الإعلام الحكومية الروسية، التي استشهدت بـ Channel3 Now في تقاريرها.

وفي الوقت نفسه، تبنت شخصيات من أقصى اليمين هذه الأنباء، مثل تومي روبنسون، مؤسس رابطة الدفاع الإنكليزية المناهضة للهجرة، التي لعبت دورا رئيسيا في التحريض على أعمال الشغب في ساوثبورت وأماكن أخرى هذا الأسبوع، والمؤثر أندرو تيت، الذي حصدت منشوراته عن الشكاتي ملايين المشاهدات ومئات الآلاف من الإعجابات.

نظريات مختلفة لإطلاق النار على ترامب
من اليمين واليسار.. كيف انتشرت الشائعات عن محاولة اغتيال ترامب؟
منذ الدقائق الأولى لمحاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، مساء السبت الماضي، انتشرت نظريات المؤامرة على الإنترنت، وبعضها يتحدث عن مطلق نار "تحت أوامر" الرئيس جو بايدن أو "الدولة العميقة"، وبعضها يندد بـ"مسرحية مدبرة" لجعل الرئيس السابق بطلا، أو تورط الموساد

ويقول نيسبيت إنه لن يتفاجأ من انتشار كثير من نظريات المؤامرة في الفترة المقبلة خلال موسم الانتخابات الأميركية، مذكرا بما نشر من روايات متضاربة بعد محاولة اغتيال دونالد ترامب، سواء من  اليسار أو اليمين، وذلك من الترويج لنظرية أن ما حدث هو مؤامرة داخلية لإقصاء ترامب، أو الحديث عن محاولة اغتيال وهمية دبرها ترامب لزيادة شعبيته.

وهذا النوع من الحوادث، يقول نيسبيت، يمثل فرصة للاعبين حكوميين سيئين لتضخيم الأحداث من خلال قنواتهم المختلفة.

مزاعم ترامب سبقها ادعاءات تفيد أن مهاجرين هايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة
مزاعم ترامب سبقها ادعاءات تفيد أن مهاجرين هايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة

كرر المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، السبت، هجومه على المهاجرين في مدينة سبرنغفيلد بولاية أوهايو، وقال إن "مهاجرين غير شرعيين استولوا" عليها.

وأضاف خلال حديثه للصحفيين أثناء زيارته لجمعية حماية الشرطة في لاس فيغاس أنه "لا علم له بالتهديدات بالقنابل التي تتلقاها المدينة"، بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن".

يذكر أن المدينة تلقت تهديدات بقنابل تسببت بإخلاء عدة مبان خلال الأيام الماضية، وتزامنت هذه التهديدات مع ادعاءات صدرت عن ترامب في مناظرته مع منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، الثلاثاء، عندما تحدث عن أنباء تفيد أن مهاجرين هايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة في مدينة سبرينغفيلد ذاتها، وهو ما نفته السلطات الأمنية في المدينة.

وفي معرض حديثه عن قضية الهجرة الرئيسية في الانتخابات، كرر ترامب اتهامات لا أساس لها للمهاجرين القادمين من هايتي مفادها أنهم يأكلون الحيوانات الأليفة لسكان مدينة سبرنغفيلد في أوهايو. 

وقال ترامب "كانت سبرينغفيلد مدينة جميلة، الآن يعيشون جحيما"، مشيرا إلى أن الاستيلاء عليها من قبل مهاجرين غير شرعيين "شيء فظيع".

في سبرينغفيلد المدينة الصغيرة تقع في شمال شرق الولايات المتحدة ويشكل البيض غالبية سكانها.

وتعهد المرشح الجمهوري حال انتخابه مكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال عمليات ترحيل جماعية.

ويخشى مهاجرون هربوا من العصابات في هايتي واستقروا في سبرينغفيلد بأوهايو من التعرض للعنف العنصري منذ المزاعم التي أطلقها ترامب، والتي لم يتم إثباتها، بحسب وكالة فرانس برس.

وأتاحت الهجرة قيام نهضة اقتصادية في هذه المدينة التي بلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة في عام 2020، في أعقاب تراجع ديموغرافي سجله شمال الولايات المتحدة.

وسمحت خطة للمدينة باستقطاب أنشطة تجارية وبما يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف مهاجر من هايتي سمعوا بتوفر فرص عمل.

لكن خلق فرص العمل لم تصحبه سياسات لمعالجة المشاكل العامة التي تواجه المدينة، ولا سيما الفقر.

وبالتالي تفاقمت التوترات الموجودة بالفعل في سوق السكن والمرافق الطبية والتعليمية، بحسب ويس بابيان، القس السابق في الكنيسة المعمدانية المحلية.

وأضاف أن شكاوى السكان بدأ "يشوبها تزايد العنصرية"، لتصل خلال العام الماضي إلى مستويات "شبه خطيرة".

ويتمتع العديد من أفراد المجتمع الهايتي بوضع قانوني أو يستفيدون من وضع الحماية، ويعيش البعض في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات.

لكن اتهامات تطالهم بانتظام وتفيد بأنهم جاؤوا إلى سبرينغفيلد على متن حافلات استأجرتها الحكومة الفدرالية ويعتمدون على مساعدات تقدمها الدولة على عكس السكان المحليين الذين يتضاءل عددهم.