FILE PHOTO: A combination picture shows Republican presidential nominee and former U.S. President Trump and U.S. Vice President and Democratic presidential candidate Harris
اعترف مستشارو هاريس أن إصدار خطط أكثر تفصيلاً سيمنح ترامب المزيد من الذخيرة لمهاجمتها.

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه في الآونة الأخيرة، تجنب المرشحان الرئاسيان للانتخابات الأميركية، كاملا هاريس، ودونالد ترامب السياسات التفصيلية لصالح طرح أفكار كبرى، وتركا المقترحات الرئيسية غامضة، ما سمح للناخبين بوضع افتراضات وتصورات مختلفة.

وترى الصحيفة أن المؤتمر الديمقراطي الذي اختتم مؤخرا أوضح أمراً واحداً بشأن السباق الرئاسي، وهو أن هذه ليست انتخابات على أساس ورقة سياسية.

ووفقا للصحيفة، عرضت هاريس، التي قبلت ترشيح الحزب الديمقراطي، الخميس، في حملتها القصيرة مجموعة من الأفكار والدوافع حول المسار الذي ستتبعه كرئيسة، لكن بتفاصيل أقل مما قدمه العديد من المرشحين في الماضي.

وأوضحت أن هذا النهج قد يؤدي إلى إحباط الناخبين الذين يركزون على السياسة وهم يفكرون في كيفية دفعها لمقترحاتها الاقتصادية، بما في ذلك توسيع الائتمان الضريبي للأطفال والمساعدة لمشتري المنازل لأول مرة. كما لم تحدد كيف ستتعامل مع مسائل السياسة الخارجية الملحة، مثل مواجهة صعود الصين والتعامل مع الحرب بين إسرائيل وحماس.

ومن جانبه، كان المرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، شحيحًا أيضًا في التفاصيل، بحسب الصحيفة التي أوضحت أنه اقترح إنهاء الضرائب على مزايا الضمان الاجتماعي، لكنه لم يذكر كيف سيغطي التكلفة، التي يقدرها محللون مستقلون بنحو 1.6 تريليون دولار أو أكثر، أو التعامل مع عدم الاستقرار الإضافي الذي قد يسببه لملاءمة البرنامج.

ونقلت الصحيفة عن مارك غولدوين، نائب الرئيس الأول في اللجنة غير الحزبية للميزانية الفيدرالية المسؤولة، قوله "لقد كنت أحلل البرامج الرئاسية منذ انتخابات عام 2008، وباستثناءات قليلة يبدو أنه في كل انتخابات هناك تفاصيل أقل واهتمام أقل بشرح كيف سيت توفير نفقات العديد من الأشياء".

وقال بعض المحللين للصحيفة إن مجموعة مهمة من الناخبين على وجه الخصوص تريد المزيد من التفاصيل. وقال ديفيد وينستون، الاستراتيجي الجمهوري المخضرم، إن الـ 10% إلى 15% المتبقين من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم يركزون بشكل أكبر على الاقتصاد والتضخم، ولم يسمعوا تفاصيل كافية حتى الآن لإرضائهم. 

وأضاف: "إنهم يبحثون عن الجوهر، وما سمعوه عمومًا حتى الآن هو أخطااء المرشح الآخر، وربما عنصر أو عنصرين مما سيتم تقديمه".

لكن "وول ستريت جورنال" ترى أن الحملات الرئاسية لا تنظر إلى تفاصيل السياسة على أنها رسائل رابحة في حد ذاتها، بل كعناصر لقصة أوسع حول من هو مرشحهم ولماذا يتمتع بالمصداقية اللازمة لإنجاز ما يتم وعده به.

وهذا الأمر أوضحت الصحيفة أنه أحد الأسباب التي جعلت الديمقراطيين في مؤتمرهم يبرزون بشكل كبير عمل هاريس كمدعي عام لولاية كاليفورنيا لإجبار البنوك على تسوية تهدف إلى إبقاء أصحاب المساكن المتعثرين في منازلهم بعد الأزمة المالية في عام 2008.

ووفقا للصحيفة، تريد حملة هاريس من الناخبين أن ينظروا إلى سيرتها الذاتية كدليل على أنها تمتلك الخبرة اللازمة للوفاء بوعدها، إذا انتخبت رئيسة، بمحاربة الاحتكار المزعوم من قبل شركات الأغذية والدفع نحو تخفيضات الضرائب التي تهدف إلى مساعدة مشتري المنازل لأول مرة والآباء الجدد، من بين أمور أخرى.

وقال جون أنزالون، مسؤول استطلاعات الرأي في حملة الرئيس بايدن في عام 2020، للصحيفة إن تلك الأفكار وغيرها التي طرحتها هاريس في خطة اقتصادية قبل أسبوع كانت "إشارات" و"نقاط إثبات" لحجتها بأنها ستقاتل من أجل الطبقة المتوسطة بينما تزعم هاريس أن ترامب سيقاتل من أجل الأميركيين الأثرياء مثله.

وقالت هاريس إنها سترفع معدل ضريبة الشركات إلى 28٪، من معدل 21٪ الذي حدده ترامب في قانون ضريبي خفضه من 35٪، لكن الصحيفة ذكرت أن هذا لن يغطي إلا جزئيًا تكلفة التخفيضات الضريبية وغيرها من البنود التي اقترحتها الأسبوع الماضي لجعل الحياة أكثر تكلفة للعديد من الأسر، والتي تقدر لجنة الميزانية المسؤولة أنها ستزيد العجز بما لا يقل عن 1.7 تريليون دولار على مدى عقد من الزمان.

وبالإضافة إلى زيادة ضريبة الشركات، أشارت الصحيفة إلى أن هاريس أيدت المقترحات التي أدرجها بايدن في ميزانيته الأخيرة، بما في ذلك زيادات ضريبية لزيادة الإيرادات على الأفراد الأثرياء للغاية، لكن "وول ستريت جورنال" ذكرت أنها لم تكن محددة بشأن ما إذا كانت تخطط لاقتراح زيادات ضريبية إضافية.

ووفقا للصحيفة، شعر مستشارو هاريس بالغضب الشديد من الضغوط في واشنطن للإفصاح عن المزيد من تفاصيل السياسة. وهم يزعمون أنهم لم يكن لديهم سوى خمسة أسابيع لبناء أجندة. ويقولون إنهم يخضعون لمعايير أعلى من ترامب.

وفي الوقت نفسه، ذكرت الصحيفة أن فريق هاريس يعمل على خطط سياسية إضافية يمكن طرحها في الأسابيع المقبلة، بما في ذلك السياسات التي تهدف إلى تعزيز الشركات الصغيرة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات.

واعترف مستشارو هاريس بشكل خاص بأن إصدار خطط أكثر تفصيلاً من شأنه أن يمنح ترامب المزيد من الذخيرة لمهاجمتها. وانقض ترامب على إعلان هاريس الأسبوع الماضي أنها ستفرض أول حظر فيدرالي على الإطلاق على التلاعب بالأسعار على المواد الغذائية والبقالة، مدعيًا أن الاقتراح يرقى إلى مستوى ضوابط الأسعار على الطريقة السوفييتية.

 لكن مساعدي هاريس ردوا بأن الخطة سوف تعكس قوانين مكافحة التلاعب بالأسعار في عشرات الولايات.

من جانبه، تجنب ترامب إلى حد كبير تفاصيل السياسة رغم أنه أطلق حملته الحالية قبل ما يقرب من عامين. ومن بين أمور أخرى، قال إنه سيعمل على تحسين قانون الرعاية الميسرة، أو أوباما كير، والذي حاول إلغاؤه كرئيس. لكنه لم يقل ما الذي سيفعله لتغييره، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن جوهر أجندة ترامب في فترة ولايته الثانية هو تعهده بإجراء أكبر عملية ترحيل جماعي في التاريخ. وقدم ترامب في المقابلات تلميحات حول كيفية تنفيذه للخطة، بما في ذلك أنه سيعتمد على الحرس الوطني لترحيل المهاجرين وسيستند في جهوده إلى عملية ترحيل في عهد أيزنهاور.

 لكن حملته لم تصدر خطة مفصلة تحدد كيفية عمل الاقتراح، بحسب الصحيفةز

وترى الصحيفة أن ترامب نأى بنفسه عن الجهد الأكثر شمولاً لصياغة أجندة سياسية لولايته الثانية، وهو مشروع 2025. ونشرت المجموعة التي تديرها مؤسسة هيريتيغ كتابًا يزيد عن 900 صفحة يوضح قائمة أمنيات المحافظين للحكومة التي يديرها ترامب. 

لكن الخطة أصبحت بمثابة مغناطيس للنقد، حيث استعان الديمقراطيون بمقترحات المجموعة لتصوير ترامب على أنه خطير وجذري.

وأثار مشروع 2025 غضب ترامب ومستشاريه، الذين يصرون على أن مقترحات السياسة ليست رسمية ما لم تأت مباشرة من الحملة.

وذكرت الصحيفة أنه لأشهر، عرض موقع حملة ترامب على الإنترنت مقترحات سياسية بعبارات عامة حول كل شيء من التعليم إلى الطاقة. ووعد باتخاذ سلسلة من الخطوات في أيامه الأولى في منصبه، بما في ذلك توقيع الأوامر التنفيذية وبذل الجهود لإلغاء المقترحات التي طرحها بايدن.

ويوجه موقع حملة ترامب الآن الناخبين إلى المنصة الجمهورية، التي أقرها مسؤولو الحزب قبل وقت قصير من مؤتمر الشهر الماضي. وجرد ترامب ومستشاروه المنصة من العديد من تفاصيل السياسة التي كانت مدرجة في المنصات السابقة.

الذئاب المنفردة

فجر أول أيام يناير، 2025، وثقت كاميرا مثبتة على جسم أحد أفراد الشرطة الأميركية لحظات محاصرة شمس الدين جبّار، منفّذ عملية الدهس في مدينة نيو أورلينز الأميركية، أثناء محاولته الهروب بينما تناثرت أجساد ضحاياه على الأرض من حوله.

تحوّلَ جبّار من رقيب سابق في الجيش الأميركي، إلى إرهابي قاتل لـ 14 ضحية، ساقتهم الأقدار  إلى شارع بوربون الشهير للاحتفال بليلة رأس السنة.

يروي عباس الداهوك، وهو عقيد سابق في الجيش الأميركي، في مقابلة مع الحرة، أن حياة جبار كانت مليئة بالمشكلات، وكانت لديه خطة لجمع عائلته في مكان واحد لارتكاب العنف ضد أفرادها. لكنه في اللحظة الأخيرة قرر العدول عن تنفيذ الخطة، وسلك طريقا مختلفا. 

قاد شاحنته، وعليها علم داعش، ليفتك بأبرياء عزّل في مدينة نيو أورلينز. لم يُستبعد ارتباطه بالتنظيم الإرهابي، لكن على الأرجح كان يتصرف كذئب منفرد.

صباح اليوم نفسه، على بُعد 1700 ميل إلى الغرب، أطل الإرهاب بوجهه البشع مرة أخرى.

أمام فندق يعود للرئيس دونالد ترامب، في مدينة لاس فيغاس، انفجرت شاحنة كهربائية، بعد انتحار مستأجرها ماثيو ليفلسبيرغر، الرقيب الأول في القوات الخاصة الأميركية. 

يقول كولن كلارك، الخبير في قضايا الإرهاب، إن هذا كان أشبه بعرض لجذب الانتباه إلى ما كان للأسف نوعا من التشتّت الذهني لشخص ربما كان يعاني بشدة من اضطراب ما بعد الصدمة.

ويضيف أنه بعد 20 عاما من تركيز ضيّق للغاية على نوع واحد من الإرهاب، وهو الإرهاب الجهادي، "أدركنا الآن أن الأمور أكثر تعقيدا".

يشير كلارك إلى مفهوم الذئب المنفرد، أي كيف يمكن لشخص ما، من دون مقدمات، أن يتحوّل في أي بقعة من العالم، إلى ذئب منفرد يتبربص بضحاياه الغافلين، ليفتك بهم وينشر الرعب.

الذئب المنفرد، بحسب وزارة العدل الأميركية، هو شخص ينفّذ بمفرده هجوما إرهابيا ضد مجتمع يكون هو جزءا منه، بدوافع سياسية أو دينية، ولغرض التأثير على الرأي العام، أو عملية صنع القرار السياسي. وقد يستلهم أفكاره من مجموعة أو شبكة معينة، ولكنه لا يكون خاضعا لقيادتها.

برنامج "الحرة تتحرى" يعود بملف الذئاب المنفردة إلى بدايات هذا النوع من الإرهاب، وكيف تنامى، ويعرض أبرز الهجمات، ودوافع منفذيها، والأيديولوجيات التي تبنوها، إضافة إلى شرح الكوامن النفسية التي تدفع شخصا ما عن سابق إصرار وترصّد، إلى قتل آخرين، يراهم غالبا للمرة الأولى، وهو يدرك أنه سيدفع حياته ثمنا لذلك.

بحسب أحمد سلطان، الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب، يصعب في الغالب الكشف أو التنبؤ بهجمات الإرهابي الوحيد أو الذئب المنفرد، لأنك لا يمكن أن تراقب المجتمع بالكامل، كما أن الذئب المنفرد لا تظهر عليه أي علامات سابقة على تنفيذه الهجوم. 

في المقابل، يرى رامون سباي، وهو عالم اجتماع متخصص بظاهرة الذئاب المنفردة في ملبورن، أستراليا، أنه بمرور الوقت، أصبح إرهاب الذئاب المنفردة يشكّل نسبة أكبر بكثير من إجمالي الهجمات الإرهابية، وأن سياق هذه الهجمات، ورغم أن منفذيها أفراد، غالبا ما تكون نسخة متطرفة، أو تعبيرا عن الصراعات المجتمعية الأوسع الجارية في ذلك الوقت.

أما وائل سلامة، طبيب نفسي عمل على حالات لإرهابيين في السجون اللبنانية، فيؤكد أن هذه الحالات هي بلا شك نوع من البحث عن هوية.

"بالنسبة له (الذئب المنفرد) حتى عندما يتم قتله يصل إلى الغاية المنشودة، فالغاية الأساسية من الجريمة، أن يثبت قدراته".

قد يكون مصطلح "الذئاب المنفردة" حديث العهد، لكن فعل الهجوم الأحادي، ظهر قبل قرنين من الزمان.

يعود تاريخ الهجمات الأحادية، بحسب رامون سباي مؤلف كتابين عن إرهاب الذئاب المنفردة، إلى القرن التاسع عشر، لما يُعرف بإرهاب "الأناركية"، وهي تستند إلى فلسفة سياسية، وكان لديها استراتيجية تسمى "المقاومة القانونية"، و"الدعاية بالفعل".

وتتضمن استراتيجيتها ارتكاب أعمال عنف جماعي بشكل متفرق، وليس كجزء من مجموعة منظمة، من خلال قيام أفراد بشن هجمات عنيفة على مسؤولين حكوميين، رؤساء دول، وعائلات ملكية.

يشتق مصطلح الأناركية من الكلمة اليونانية "أنارخيا"، التي تعني بدون حاكم.

اكتسف فلسفة الأناركية شهرة في القرن التاسع عشر، ودعت إلى مجتمع بلا حكومة، أو هياكل هرمية.

في حديث مع "الحرة"، يقول ستيف كيليليا، مؤسس ومدير معهد الاقتصاد والسلام، الذي ينشر تقارير سنوية عن مؤشرات الإرهاب في العالم، إن مفهوم الذئب المنفرد، بدأ بالظهور فعليا في الفترة بين عامي 1870 و1930، مع حركة الأناركية في أوروبا والولايات المتحدة.وقد تكون إحدى أبرز هجمات هذه الحركة اغتيال الرئيس الأميركي، وليام ماكينلي، عام 1901.

أُعدم قاتل الرئيس، الأناركي ليون تشولغوش، بالكرسي الكهربائي، لكن هجمات الحركة استمرت على مدى عقود. وفي نهاية السبعينيات، شغل إرهابي مجهول الهوية السلطات الأميركية لسبعة عشر عاما كاملا.

وفق تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي أرسل هذا الشخص، أو سلّم باليد، سلسلة من القنابل التي كانت تزداد تطوراً، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أميركيين، وإصابة أكثر من عشرين آخرين. 

يخبر سباي فريق "الحرة تتحرى" أنه منذ التسعينيات، ومع صعود اليمين المتطرف، بدأت فعلياً استراتيجية الذئب المنفرد أو الفاعل المنفرد، واستُخدم المصطلح بشكل أكثر تحديدا وانتشارا بواسطة نشطاء اليمين خاصة المتطرفين منهم.

وظهر كثير من "الذئات المنفردة" يضيف سباي، في صفوف اليمين المتطرّف، وذلك نتيجة استراتيجية تسمى "المقاومة بلا قائد"، وهي طريقة لمنع اختراق أو تفكيك جماعة أو منظمة من قبل وكالات إنفاذ القانون، وهي أيضا وسيلة لحماية القيادة، من خلال جعل الأشخاص يتصرفون بشكل فردي، فإذا تم القبض عليهم، فلن يكون لديهم تفاصيل عن الشبكة أو المخطط الأكبر.

لا يقتصر وجود الإرهاب على طريقة الذئاب المنفردة على الولايات المتحدة، بل يمتد عبر الأطلنطي إلى القارة العجوز.

بحسب ستيف كيليليا مؤسس ومدير معهد الاقتصاد والسلام في أستراليا، فإن عددا من الدول التي لم تتعرض لهجمات في السنوات الخمس الأخيرة، شهد عام 2024 ثماني هجمات ذئاب منفردة في السويد. وفي كل من فنلندا وهولندا والدنمارك وقع هجومان، وتصاعدت الهجمات من هذا النوع في دول أخرى مثل النرويج.

أما ألمانيا، فمن أكثر الدول الغربية تعرضا للإرهاب، ومنها هجمات ذئاب منفردة. 

قبيل عيد الميلاد عام 2024، نفّذ طالب العبد المحسن، طبيب نفسي من أصول سعودية، عملية دهس في سوق مزدحم، في مدينة ماغديبورغ الألمانية، أدت إلى مقتل خمسة أشخاص، وإصابة مئات آخرين.

طبقا لتقارير متخصصة، 93 في المئة من الهجمات الإرهابية المميتة في الغرب خلال السنوات الخمس الماضية نفذت بواسطة "ذئاب منفردة". فما الذي يجذبهم إلى هذا الأسلوب دون سواه؟ 

يجيب أحمد سلطان، الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب، بأن الأسهل هي هجمات الذئاب المنفردة لأنها طبعا أصعب في الكشف والتوقع. ويعني أنها يمكن أن تحدث في أي وقت وأي مكان، "أما الهجمات المنسقة فتحتاج للموارد، وتأخذ وقتا طويلا في التجهيز والتخطيط والتنفيذ".

قد يبدو الفعل بعدائيته نابعا من قوة، إلا أن علم النفس له رأي آخر.

في الجزء الأكبر منه هو ناتج عن عقدة نقص "دائما ما تدفع بالشخص ليبالغ بردة الفعل"، ، يقول وائل سلامة، الطبيب النفسي، فمن ناحية المجرم أو الإرهابي فهو "يريد أن يضخم بجريمته لتضخيم ردة الفعل وبالتالي يغذي عقدة النقص الموجودة لديه".

يخبر رامون سباي "الحرة" أن ما لاحظه في كثير من حالات الذئاب المنفردة التي درسها هو أنه "بمرور الوقت يحدث تحوّل حقيقي في هويتهم"، فيرون ارتكاب العنف عملا ثوريا يمنحهم شعورا بالوجود والأهمية،  ... والإحساس القوي بالاستقامة الأخلاقية والتصرّف باسم الحق والخير"، رغم أن ما يقومون به هو فعل إجرامي ضحاياه في الغالب أناس أبرياء يُستهدفون بينما هم منشغلون بشؤونهم اليومية.