في تطور غير مألوف في الساحة السياسية الأميركية، أعلن أكثر من 700 مسؤول عسكري وخبراء في الأمن القومي في رسالة دعمهم للمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة، كامالا هاريس.
هذه الخطوة، التي أثارت جدلا واسعا، تطرح تساؤلات حول تأثير هذا التأييد على الناخبين الأميركيين.
وكان من بين الموقعين على الرسالة التي صاغتها مجموعة قادة الأمن القومي لأميركا، وزراء خارجية ودفاع سابقون، وسفراء سابقون، وجنرالات متقاعدون.
إلى ماذا يؤشر ذلك؟
تعتبر الخبيرة الاستراتيجية في الحزب الديمقراطي، شيري جاكوبس، في مقابلة مع "الحرة" أن هذه الخطوة تدل على إدراك العسكريين أن ترامب يمثل "تهديدا خطيرا، ويريدون التأكد من أن كل ناخب يفهم ذلك".
وتأتي تلك الرسالة بعد أيام قليلة من تأييد أكثر من 100 من قادة الأمن القومي الجمهوريين للمرشحة الرئاسية الديمقراطية للرئاسة، بما في ذلك 9 موظفين خدموا في البيت الأبيض، خلال ولاية الرئيس الجمهوري السابق.
وترى جاكوبس أن تأييد أكثر من 100 من قادة الأمن القومي الجمهوريين للمرشحة الرئاسية الديمقراطية للرئاسة "شيء أقل حزبية ويتعلق أكثر وأكثر بالأمن القومي والمشاعر الوطنية".
وتؤكد جاكوبس أن "من الغريب جدا في السياسة الأميركية أن يحدث شيء كهذا، ولكن هذه الأوقات ليست عادية".
في المقابل، تشير المسؤولة السابقة في وكالة المخابرات المركزية، كلير لوبيز، في مقابلة مع قناة "الحرة" إلى أن ترامب لا يمثل تهديدا للأمن القومي، بل بالعكس، إذ أن سياساته ساهمت في تقوية الأمن ونجاح الاقتصاد، بحسب قولها.
وتتابع: "أعتقد أن هذه أول مرة في التاريخ الأميركي تكون هناك انتخابات رئاسية والجمهور أمامه خيار بين مرشحين بين إدارتين خدمتا أربع سنوات، وبالتالي من السهل المقارنة، مقارنة السجل الخاص بالإداراتين، ويمكن أن نرى من إدارة ترامب الأولى سياساته التي عززت الأمن القومي الأميركي بكل طريقة ممكنة مثل الأمن على الحدود والقانون والنظام في مدننا وربما الآن الأهم هو أنه كان هناك اقتصاد متماسك وبطالة قليلة وتضخم قليل وتقدم اقتصادي".
ما فحوى الرسالة؟
وانتقدت الرسالة التي وقعها عليها أيضا وزير الدفاع السابق، تشاك هيغل، وهو جمهوري خدم في إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب، لإشادته بـ "الدكتاتوريين المعادين" بما في ذلك الرئيس الصيني، شي جين يينغ، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب هيغل.
وقال المسؤولون في الرسالة، الأحد، إن ترامب "يعرض المثل الديمقراطية للخطر".
وأضافوا: "يهدد نظامنا الديمقراطي" بالدعوة إلى "إلغاء" أجزاء من دستور الولايات المتحدة، وأن تعليقاته بشأن أن يكون ديكتاتورا ليوم واحد لم تكن مطمئنة.
واعتبر الموقعون أن ترامب "قوّض الثقة" في الانتخابات "بتكرار الأكاذيب دون دليل"، بشأن "ملايين" الأصوات الاحتيالية، مضيفين: "لم يُظهر أي ندم على محاولته قلب انتخابات 2020 في 6 يناير، ووعد بالعفو عن الجناة المدانين، وأوضح أنه لن يحترم نتائج انتخابات 2024 إذا خسر مرة أخرى".
واعتبر الموقعون أن "تأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس هو تأييد للحرية وعمل وطني. إنه تأييد للمثل الديمقراطية والكفاءة والتفاؤل الدؤوب بمستقبل أميركا".
في المقابل، قال مدير الاتصالات في حملة ترامب، ستيفن تشيونغ، في بيان عبر البريد الإلكتروني لأكسيوس، إن أولئك الذين أيدوا هاريس "هم نفس الأشخاص الذين دفعوا بلادنا إلى حروب خارجية لا نهاية لها، واستفادوا منها بينما عانى الشعب الأميركي".
وأضاف أن ترامب "هو الرئيس (الأميركي) الوحيد في العصر الحديث الذي لم يدفع بلادنا إلى أي حروب جديدة".
كيف ستؤثر على الناخبين؟
تظهر العديد من استطلاعات الرأي تقدم هاريس على ترامب، بما في ذلك استطلاع أجرته شبكة "أن بي سي نيوز"، الأحد، أظهر تقدمها على المستوى الوطني بنسبة 49 بالمئة.
وأظهر استطلاع أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن هاريس تتفوق قليلاً على منافسها الجمهوري في 4 ولايات متأرجحة.
وتؤكد جاكوبس أن هذه الرسالة ستؤثر على موقف ترامب لصالح منافسته الديمقراطية.
وتقول جاكوبس: "عندما يكون هناك ديمقراطيون وجمهوريون خبراء في الأمن وكلهم يتقدمون ويضعون أسماءهم وسمعتهم على المحك ويقولون إن ترامب خطير ويدعمون هاريس، فهذا شيء كبير وسيكون له تأثير على بعض المستقلين والناس الذين دعموا ترامب إلى حد كبير في الماضي".
في المقابل، تقلل لوبيز من تداعيات الرسالة وتأثيراتها، نظرا لأن بعض الناخبين الأميركيين لن يسمعوا عنها أو أنهم سيرون أن كثيرين ممن وقعوا لم يسمعوا عنهم من قبل.
وترى أن الموقف الاقتصادي الذي يعيش فيه الأميركيون ومحاولتهم العثور على المواد الغذائية ورؤيتهم للمهاجرين غير القانونيين و"الاغتصاب"، هو ما سيؤثر على قرارهم في النهاية.