مولته السعودية بملياري دولار ولم يحقق أي أرباح.. مخاوف من صندوق كوشنر
الحرة / ترجمات - واشنطن
25 سبتمبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن شركة الأسهم الخاصة التي يديرها جاريد كوشنر، صهر الرئيس السابق دونالد ترامب، حصلت على ما لا يقل عن 112 مليون دولار كرسوم منذ عام 2021 من السعودية ومستثمرين أجانب آخرين، رغم أنها لم تعد أي أرباح إلى الحكومات التي تمول الشركة إلى حد كبير حتى يوليو.
وهذا الأمر كشفت الصحيفة أنه من بين نتائج تحقيق لجنة المالية بمجلس الشيوخ في عمليات شركة "أفينيتي بارتنرز"، التي أسسها كوشنر ومقرها ميامي.
ووفقا للصحيفة، فتحت اللجنة تحقيقًا هذا الربيع ردًا على تقرير في "نيويورك تايمز" يفحص السنوات الثلاث الأولى من عمل الشركة.
وقال السيناتور رون وايدن، الديمقراطي من ولاية أوريغون، ورئيس اللجنة، إن المعلومات الجديدة لم تفعل سوى تعميق مخاوفه من أن شركة كوشنر تخلق تضاربًا في المصالح، خاصة مع ترشح والد زوجته لإعادة انتخابه.
وتساءل وايدن لماذا لم تقم شركة "أفينيتي بارتنرز" "بتوزيع فلس واحد من الأرباح على العملاء"، واقترح أنه ربما تم إنشاؤها في المقام الأول كوسيلة للكيانات الأجنبية لدفع أموال لعائلة كوشنر بدلاً من صندوق نموذجي يجني فيه الشركاء عائدات رأس المال المستغل.
وكتب وايدن في رسالة إلى "أفينيتي"، الأسبوع الجاري، طرح فيها عشرات الأسئلة: "قد لا يكون مستثمرو أفينيتي مدفوعين باعتبارات تجارية بل بفرصة تحويل أموال الحكومة الأجنبية إلى أفراد عائلة الرئيس ترامب، وبالتحديد جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب".
وفي مقابلات مع "نيويورك تايمز"، اعترف كوشنر بأن شركته تحركت ببطء في البداية لاستثمار 3 مليارات دولار جمعتها من مستثمريها منذ تأسيسها في عام 2021. وقال إن ذلك يرجع جزئيًا إلى تدفق رأس المال الاستثماري إلى الأسواق، ما جعل من الصعب في البداية العثور على صفقات جذابة. وهذا يعني تأخيرًا في توليد الأرباح لإعادة الأموال إلى مستثمريه.
وفي بيان، وصفت شركة "أفينيتي" رد وايدن بأنه خطوة سياسية. وقالت الشركة إنها اتبعت جميع القوانين الفيدرالية وقواعد الأخلاق. وأضافت أن تأخير شركة الأسهم الخاصة في إعادة الأرباح إلى المستثمرين ليس بالأمر غير المعتاد.
وقال تشاد ميزيل، كبير المسؤولين القانونيين في "أفينيتي بارتنرز"، في بيان: "بصرف النظر عن السياسة الحزبية، فإن أفينيتي بارتنرز هي شركة استثمارية مسجلة لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، وتصرفت دائمًا بشكل مناسب وأي اقتراح بخلاف ذلك كاذب".
وأضاف "نحن محظوظون بالحصول على دعم بعض المستثمرين الأكثر تطورًا في العالم ونعمل بجد نيابة عنهم كل يوم".
وكما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق، فإن 99% على الأقل من المبلغ المستثمر والذي يبلغ نحو 3 مليارات دولار جاء من مصادر خارجية، بما في ذلك 2 مليار دولار من صندوق الاستثمار العام التابع للحكومة السعودية.
ويأتي معظم المبلغ المتبقي من صناديق الثروة السيادية في قطر والإمارات، فضلاً عن جزء من تيري جو، الملياردير التايواني ومؤسس شركة فوكسكون، أكبر شركة تصنيع إلكترونيات في العالم. لكن هناك "مستثمر أجنبي غامض خامس رفضت شركة أفينيتي تحديده"، وفقاً للرسالة التي أرسلتها اللجنة هذا الأسبوع إلى ميزيل.
ووجدت البيانات التي جمعتها شركة "بيتشبوك"، وهي شركة أبحاث في صناعة الأسهم الخاصة، أن توزيع الأرباح هو الأكثر شيوعاً خلال العامين السادس والسابع من عمر الصندوق، ولم تصل "أفينيتي" إلى هذه النقطة. لكن شركة بيتشبوك وجدت أيضاً أن معظم شركات الأسهم الخاصة بدأت في دفع بعض الأرباح على الأقل في غضون عامين ونصف العام.
وتقوم شركات الأسهم الخاصة مثل "أفينيتي" بجمع الأموال من المستثمرين، ثم إعادة استثمار رأس المال هذا في شركات صغيرة، غالبًا ما لم يتم إدراجها في البورصة بعد، والتي تعتقد أنها تتمتع بفرصة جيدة للنمو بسرعة أو إدارتها بكفاءة أكبر. والأمل هو أن تولد هذه الرهانات عائدًا كافيًا لسداد المستثمرين الأصليين في النهاية بأرباح تتجاوز بكثير رسوم الإدارة.
وبحلول نهاية عام 2023، أي في منتصف الطريق، من خلال التزام الاستثمار لمدة خمس سنوات الذي قدمته السعودية والحكومات الأجنبية الأخرى لكوشنر، استثمرت الشركة حوالي 535 مليون دولار من 3 مليارات دولار، مع ارتفاع هذا الإجمالي إلى حوالي 1.1 مليار دولار اعتبارًا من يوليو، وفقًا للجنة، نقلاً عن معلومات قدمتها "أفينيتي".
وتدفع السعودية لشركة "أفينيتي" رسومًا سنوية تبلغ 1.25 في المائة من استثمارها، بينما يدفع المستثمرون الثلاثة الآخرون المعروفون ما بين 1.25 و 2 في المائة كرسوم، رغم أن "أفينيتي بارتنرز" لم تكشف عن المبلغ بالضبط.
وهذا الأمر دفع موظفي اللجنة إلى تقدير أنه حتى نهاية عام 2024، سيتم دفع إجمالي 157 مليون دولار من الرسوم إلى "أفينيتي"، منها 87 مليون دولار من السعودية. وإذا تم حساب المبلغ الإجمالي لمدة ثلاث سنوات فقط على أساس الحد الأدنى للرسوم بنسبة 1.25 في المائة لجميع المستثمرين، فهذا يعني ما لا يقل عن 112.5 مليون دولار من إجمالي الرسوم حتى يوليو وما لا يقل عن 75 مليون دولار من المملكة، بحسب الصحيفة.
ووفقا للصحيفة، تتوقع شركة أفينيتي، التي كان لديها 33 موظفًا اعتبارًا من أوائل العام الجاري، الحصول على حصة صغيرة من الأرباح المحققة من استثماراتها إذا نجحت. ولم يكشف كوشنر، الذي هو المالك الوحيد، عن المبلغ الذي يتقاضاه بشكل مباشر.
وأوضحت الصحيفة أنه حتى الآن، استثمرت أفينيتي في مجموعة متنوعة من الشركات، بما في ذلك شلومو غروب، وهي شركة إسرائيلية لتأجير السيارات والتمويل، ومجموعة دوبيزل، وهو موقع عقاري عبر الإنترنت مقره دبي، وإيجي إم، وهي شركة لياقة بدنية إلكترونية مقرها ميونيخ، وموزاييك، وهو موقع إقراض بالطاقة الشمسية مقره كاليفورنيا، وزامب، وهي شركة للوجبات السريعة مدعومة من أبو ظبي وتدير أكثر من 1000 مطعم في البرازيل. وتسارعت وتيرة الاستثمارات الجديدة بشكل كبير هذا العام.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق الذي تبلغ مدته خمس سنوات مع داعمي "أفينيتي" يمنح الشركة حتى أغسطس 2026 للعثور على الشركات التي تريد الاستثمار فيها، والتي ستكون في منتصف الطريق تقريبًا خلال فترة ولاية ترامب الثانية إذا فاز في نوفمبر.
ولذلك ذكرت الصحيفة أن وايدن كتب في رسالته أن هذا من شأنه أن يخلق تضاربًا واضحًا في المصالح، إذ قد تحاول السعودية والشركاء الأجانب الآخرون الضغط على عائلة ترامب وهم يزنون ما إذا كانوا سيسحبون أموالهم أو يعيدون التفاوض على شروط الصفقة.
"عندما استيقظتُ على الأخبار ورأيت ما يحدث، علمت أن حياتي لن تكون كما كانت"، تصف الطالبة الأميركية دانييلا كولومبي ذات العشرين عاما في حديثها مع موقع "الحرة" يوم السابع من أكتوبر وبدء الحرب في غزة.
تقول إن السابع من أكتوبر كان نقطة تحول في حياتها وحياة الكثيرين من أبناء جيلها.
ورغم أنها كانت حديثة العهد بالجامعة، إلا أن دانييلا سرعان ما أصبحت من بين القيادات البارزة في حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين (SJP)"، وهي منظمة ناشطة للطلاب الجامعيين المؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة.
تُعد الحركة أحد أبرز الأوجه التي تمثل الحراك الطلابي المناهض للسياسات الإسرائيلية داخل الحرم الجامعي، والذي ازداد زخمه بشكل ملحوظ خلال العام الدراسي الأخير.
لكن الطالبة التي كانت تشارك في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة الأميركية واشنطن خارج جامعتها منذ أيام قليلة وتستعد مع آخرين لتنظيم أخرى في ذكرى مرور عام على بدء الحرب، تقول إن ما أصبحت عليه من مناضلة من أجل حقوق الفلسطينيين وهي غير مسلمة، كان أمرا يمكن التنبؤ به منذ أن كانت طفلة.
ولدت دانييلا في الولايات المتحدة، لكنها نشأت في بيت لعائلة إيطالية، حيث كان الحديث عن فلسطين حاضرًا. تقول: "لقد تأثرت بشكل كبير بحكايات عائلتي عن الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني. جدي وجدتي كانا يشاركان في المظاهرات عندما يحدث هجوم على الأراضي الفلسطينية، وأبي كان من القيادات الطلابية أيضا وكان يساند حقوق الفلسطينيين".
آدم، قائد طلابي آخر من أصول سورية في جامعة ميريلاند، يعبر في حديثه مع موقع "الحرة" عن شعوره تجاه التحديات التي تواجهها الحركة الطلابية. ورغم أنه وُلِد في الولايات المتحدة ولا يتحدث اللغة العربية، إلا أن ارتباطه بالقضية الفلسطينية ينبع من إحساسه بالعدالة، بحسب قوله.
بدأ آدم، الذي رفض ذكر اسمه كاملا خوفا من استهدافه، ورفاقه في تنظيم المظاهرات في جامعتهم بعد وقوع عدد كبير من الضحايا في غزة، وبعد أن ألهمتهم وشجعتهم المظاهرات الحاشدة للطلاب في جامعة كولومبيا المرموقة في نيويورك.
كانت جامعة كولومبيا التي تعد من بين أعرق الجامعات الأميركية من أولى المؤسسات التعليمية التي خرجت فيها مظاهرات تضامن مع غزة، لتتسع رقعة الاحتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة مع توقيف الشرطة أكثر من ألفي شخص على مستوى البلاد.
وقال آدم: "هذا أجبرنا نحن فئة الشباب في الكثير من الجامعات للقيام بشيء ما"، مشيرا إلى أن معظم من كانوا يتظاهرون في الجامعة لم يكونوا من الطلاب المسلمين أو العرب.
"بل كان هناك 12 طالبا يهوديا ينشطون معنا في قيادة التظاهرات والتخطيط"، بحسب آدم الذي أكد أنه "ليس معنى كوننا ضد إسرائيل أن يُنظر إلينا كمعادين للسامية".
وأدّى هجوم حركة حماس المصنفة "إرهابية" في الولايات المتحدة في السابع من أكتوبر على تجمعات سكنية إسرائيلية على الحدود مع غزة إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام إسرائيلية رسمية.
وبين الضحايا رهائن قتلوا خلال احتجازهم في قطاع غزة، وهم من بين 251 رهينة خُطفوا في ذلك اليوم من جنوب إسرائيل.
وتعهّدت إسرائيل ردّا على الهجوم بـ"القضاء" على حماس. وتسبّبت الحرب الإسرائيلية والقصف العنيف المتواصل على قطاع غزة بمقتل أكثر من 41 ألف شخص، معظمهم من المدنيين بحسب الأمم المتحدة.
تشير لأستاذة الإعلام والاتصال بجامعة ميريلاند، سحر خميس في حديثها مع موقع "الحرة" إلى أن السبب في التحول من جانب الشباب وتزايد الحديث عن القضية الفلسطينية بينهم، هو لجوء العديد من الناشطين الشباب إلى منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك لنقل صورة ما يحدث في غزة "لأن وسائل الإعلام التقليدية تجاهلت بشكل كبير الانتهاكات التي تحدث في القطاع".
وتقول خميس إن "هناك نقصا كبيرا في التغطية الإعلامية لما يحدث في غزة... الشخص العادي في الولايات المتحدة لا يملك الدراية الكافية حول ما يحدث هناك".
تشير خميس إلى أن "هذا النقص" في التغطية الإعلامية التقليدية فتح الباب أمام وسائل التواصل الاجتماعي لتلعب دورا محوريا في نقل الأحداث.
ويرى كل من كولومبي وآدم أن وسائل الإعلام التقليدية لم تعد المصدر الموثوق للأخبار، وأن معظم الشباب الآن يعتمدون على وسائل الإعلام البديلة.
يوضح آدم أن "الإعلام التقليدي لم يعد يُصدَق. الشباب اليوم يتابعون وسائل التواصل الاجتماعي، يقرأون المقالات أو يشاهدون قنوات بديلة على الإنترنت. وهذا هو السبب في أننا نرى هذا التحول في وعي الجيل الجديد".
وتشير خميس إلى أن استخدام الصور والفيديوهات على المنصات الحديثة، مثل تيك توك وإنستغرام خاصة، ساعد في جعل القضية الفلسطينية محور اهتمام الشباب الأميركي، خصوصا من خلال الاعتماد على المحتوى المرئي.
وتعتبر خميس أنه "في حالة غزة، الصورة الواحدة تساوي مليون كلمة... وسائل التواصل الاجتماعي كانت وراء تنظيم مسيرات حاشدة في الولايات المتحدة لدعم غزة."
وسائل التواصل الاجتماعي لم تكتفِ بنقل الصور فقط، بل أصبحت أيضًا منصة للنقاشات السياسية. الشباب الأميركي، وخصوصًا الطلاب في الجامعات، بدأوا في استخدام هذه المنصات لتنظيم فعاليات واحتجاجات.
وتلاحظ كولومبي أن "عدد الأشخاص الذين يشاركون في الاحتجاجات الآن أكبر بكثير مما كان عليه في الماضي. الناس يدركون أكثر من أي وقت مضى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون".
التحول في الرأي العام الأميركي نحو تأييد الفلسطينيين سببه الوضوح الذي أتاحته وسائل التواصل والاتصال، بحسب الناشط السياسي الفلسطيني الأميركي من ولاية ميشيغان، خالد الترعاني في حديثه مع موقع "الحرة".
ويرى الترعاني أن "بث العديد من مشاهد العنف والانتهاكات الإسرائيلية على الهواء مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، جعل من الصعب على الإعلام الغربي التقليدي الدفاع عنها".
و أظهر استطلاع رأي في أبريل أن 75 في المئة من منتسبي الحزب الديمقراطي كانوا غير راضين عن تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب في غزة.
تداعيات الحرب على الحراك السياسي الأميركي
تؤثر القضية الفلسطينية على مواقف الناخبين الأميركيين، خاصة العرب والمسلمين. توضح خميس.
وتوضح أن "هناك من يقول إنه سيصوت للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على حساب المرشح الجمهوري دونالد ترامب على اعتبار أنها أقل ضررا، لكن هناك رأي يتصاعد بشأن التصويت لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين "التي تحدثت بشكل جيد عن الحرب في غزة".
وأظهر استطلاع للرأي أن الناخبين الأميركيين العرب والمسلمين الغاضبين من الدعم الأميركي للحرب في غزة يتحولون من تأييد نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة، كامالا هاريس، إلى دعم ستاين، بأعداد قد تحرم المرشحة الديمقراطية من الفوز في ولايات حاسمة ستحدد مصير انتخابات الرئاسة في الخامس من نوفمبر، وفق ما نقلته رويترز.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير"، في أواخر أغسطس الماضي ونشر في سبتمبر الحالي، أن 40 في المئة من الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان، وهي موطن جالية كبيرة من الأميركيين العرب، أيدوا ستاين.
الاستطلاع الذي أجري عبر الرسائل النصية قبل أسبوعين من مناظرة هاريس وترامب، التي تمت في العاشر من سبتمبر، أظهر أن هاريس متقدمة على ترامب بحصدها 29.4 في المئة مقابل 11.2 في المئة للمرشح الجمهوري، ويفضل 34 في المئة مرشحي طرفا ثالثا خاصة ستاين التي حصدت 29.1 في المئة.
وبين استطلاع "كير" الذي شمل 1155 ناخبا مسلما في أنحاء الولايات المتحدة أن هاريس تمثل الاختيار الأول للناخبين المسلمين في جورجيا وبنسلفانيا، بينما تقدم ترامب في نيفادا بحصوله على 27 في المئة، متفوقا بواحد في المئة فقط على هاريس. وجميعها ولايات متأرجحة لم تحسم إلا بهامش ضئيل في الانتخابات الأخيرة.
وحزب الخضر متواجد على قوائم التصويت في أغلب الولايات، بما في ذلك جميع الولايات التنافسية التي قد تحسم نتيجة الانتخابات، ما عدا ولايتي جورجيا ونيفادا حيث يخوض الحزب معركة قضائية من أجل إدراجه على قوائم التصويت.
كما تتقدم ستاين على هاريس بين المسلمين في أريزونا وويسكونسن، وهما ولايتان متأرجحتان تضمان عددا كبيرا من السكان المسلمين حيث هزم بايدن ترامب، في 2020، بهامش ضئيل.
ولا يتوقع منظمو استطلاعات الرأي أي فرصة لفوز ستاين، في عام 2024.
لكن دعمها لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وفرض حظر فوري على الأسلحة الأميركية لإسرائيل ولحركات الطلاب الهادفة لإجبار الجامعات على سحب استثماراتها في الأسلحة جعلها محط الأنظار في الدوائر المؤيدة للفلسطينيين. أما زميلها على بطاقة الترشح، بوتش وير، وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، فهو مسلم.
غير ملتزم
القضية الفلسطينية لم تعد مجرد قضية إنسانية على هامش السياسة الأميركية، بل قد تكون عاملاً حاسمًا في الانتخابات المقبلة.
ويشرح الترعاني، الذي كان أحد قادة حملة "التخلي عن بايدن"، كيف استطاعت الحملة أن تؤثر في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا.
وقال إن "القضية الفلسطينية أصبحت مهمة بعد أن نظمنا أنفسنا خصوصا في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن وأريزونا ونيفادا ونورث كارولاينا وجورجيا، وروجنا للحملة، وهذا أدى إلى أن حوالي 750 ألف ناخب في الولايات المتأرجحة بشكل خاص صوتوا بـ"غير ملتزم".
وحشدت حركة "غير ملتزم" أكثر من 750 ألف ناخب للتصويت لخيار غير ملتزم خلال منافسات الترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة في وقت سابق هذا العام للاحتجاج على سياسة بايدن الداعمة لحرب إسرائيل على غزة. وانسحب بايدن من السباق، في يوليو، وأيد ترشيح هاريس التي دشنت حملتها بعد ذلك.
وقطعت هاريس شوطا أكبر من مسؤولين آخرين في إدارة بايدن إذ عبرت عن تعاطفها مع الفلسطينيين وهي تنتقد بشدة سلوك إسرائيل في الوقت نفسه الذي تلتزم فيه بسياسة إدارة بايدن، وهو ما أحبط الناخبين الأميركيين من العرب والمسلمين.
وأفاد نحو 3.5 مليون أميركي بأنهم من أصول تعود لمنطقة الشرق الأوسط في تعداد الولايات المتحدة لعام 2020، وهو العام الأول الذي تسجل فيه مثل هذه البيانات. ورغم أنهم لا يشكلون سوى واحد في المئة تقريبا من إجمالي سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 335 مليون نسمة، فإن ناخبيهم قد يثبتون أنهم حاسمون في سباق تظهر استطلاعات الرأي أنه متقارب بين هاريس وترامب.
التعراني أشار إلى أن التصويت غير الملتزم كان رسالة واضحة إلى إدارة بايدن تعبر عن غضب الشارع من التعامل الأميركي مع الأوضاع في غزة.
وأضاف أن "الناخبين من غير العرب والمسلمين، بمن فيهم التقدميون واليهود المناوئون للاحتلال الإسرائيلي، انضموا إلى هذه الحركة الاحتجاجية من خلال التصويت ضد بايدن أو اختيار عدم التصويت بشكل ملتزم". يشير التعراني إلى أن هذه التحركات ساهمت في تغيير مواقف الحزب الديمقراطي
على سبيل المثال، لم يتم اختيار جوش شابيرو، حاكم ولاية بنسلفانيا، كمرشح لمنصب نائب الرئيس بسبب الاحتجاجات والمظاهرات التي نظمت ضده بسبب موقفه من القضية الفلسطينية.
قيود وتراجع
لكن يبدو أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية بدأ في التراجع مؤخرا بحسب الترعاني والعديد من الخبراء واستطلاعات الرأي، بل وحتى في الجامعات الأميركية التي اتخذت الكثير من الإجراءات خلال العطلة الصيفية، وبدأت في تنفيذ العديد من القيود على التظاهرات مع بدء العام الدراسي الجديد.
وفي استطلاع للرأي أجرته منظمة "ديموكراسي كوربس" في الفترة بين الأول والعاشر من أغسطس الماضي لـ2234 ناخبا مسجلا، لم تكن الحرب في غزة من بين القضايا الثلاث الأولى التي تقلق الأميركيين. بل إنها احتلت المرتبة الـ12 من بين 15 اختيارا. وأكد 10 في المئة فقط من الذين تم استطلاعهم أن قضية الحرب في غزة تمثل لهم أولوية.
أهم القضايا للأميركيين بحسب استطلاع منظمة "ديموكراسي كورس"
وفي أوائل أغسطس، أجرت مؤسسة زغبي استطلاعا للرأي بين الناخبين الأميركيين، بتكليف من المعهد العربي الأميركي، وطلبت من الناس على وجه التحديد اختيار ثلاث قضايا هي الأكثر أهمية لتحديد تصويتهم. واحتلت "الأزمة في غزة" المرتبة الـ11 من بين 12 اختيارا.
وجاءت قضية غزة في المرتبة الأخيرة من بين القضايا التي تم تسميتها بنسبة سبعة في المئة، رغم أن 15 في المئة قالوا إنها كانت مهمة للغاية عندما سئلوا بشكل منفصل عن هذه القضية.
وفي الاستطلاعين، بدا أن الأميركيين يهتمون في المرتبة الأولى بقضايا تكاليف المعيشة والوظائف والهجرة.
أهم القضايا للأميركيين بحسب استطلاع مؤسسة زغبي
ومنذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تنحى رؤساء خمس جامعات أميركية من مناصبهم، في ظل اضطرابات عصيبة تخللتها جلسات استماع في الكونغرس وكثير من الضغط من مختلف الجهات.
وبينما عينت أربع من هذه الجامعات رؤساء مؤقتين، قضى قادة جامعات أخرى وقت الإجازة الصيفية في الإعداد للعام الدراسي الجديد من خلال سن قواعد أكثر صرامة لتجنب تكرار مشاهد الاحتجاجات والمخيمات والاعتقالات.
وشهدت الاحتجاجات احتلال المتظاهرين لمباني جامعية وفي بعض الاحيان حدوث مواجهات بينهم وبين الشرطة.
"في جامعة ميريلاند، قاموا بتوسيع القيود المفروضة على وضع الملصقات والمنشورات، بل وحتى على استخدام الطباشير. هذا يظهر إلى أي مدى يحاولون منعنا من إيصال رسالتنا"، بحسب كولومبي لموقع "الحرة".
رغم هذه القيود، استمرت الحركة الطلابية في تصعيد أنشطتها وتنظيم مظاهرات داخل الجامعة وخارجها.
ويشير آدم إلى أن "الكثير من الطلاب يشعرون بالخوف من الانتقام، ويخشون أن يتهمهم البعض بالإرهاب أو فقدان وظائفهم إذا شاركوا في الاحتجاجات. لكن بالنسبة لنا، فإن القضية هي قضية عدالة، والناس الذين يشاركون في هذا الحراك، سواء كانوا عربًا أو غير عرب، يفعلون ذلك لأنهم يهتمون بالعدالة."
قيود وإجراءات أمنية في محيط جامعة كولومبيا الأميركية
من بين التحديات الكبرى التي تواجهها الحركات الطلابية المؤيدة لفلسطين هي الاتهامات بمعاداة السامية. يشير آدم إلى أن الطلاب اليهود الذين يرفضون دعم إسرائيل غالبًا ما يتعرضون للتهميش من مجتمعهم.
يقول آدم: "نحن لا نعارض اليهودية، بل نعارض الاحتلال. لكنهم يحاولون دائما إسكاتنا عن طريق اتهامنا بمعاداة السامية. يحاولون نشر أسمائنا على الإنترنت وتصويرنا كأعداء".
ويؤكد آدم أننا "كطلاب لن نستسلم أبدا. هذا الجيل من الشباب مختلف وتغير ولن يكون كما كان من قبل".