كوشنر أشرف على أول زيارة لترامب إلى السعودية
السعودية تعتبر المستثمر الأكبر في شركة كوشنر

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن شركة الأسهم الخاصة التي يديرها جاريد كوشنر، صهر الرئيس السابق دونالد ترامب، حصلت على ما لا يقل عن 112 مليون دولار كرسوم منذ عام 2021 من السعودية ومستثمرين أجانب آخرين، رغم أنها لم تعد أي أرباح إلى الحكومات التي تمول الشركة إلى حد كبير حتى يوليو.

وهذا الأمر كشفت الصحيفة أنه من بين نتائج تحقيق لجنة المالية بمجلس الشيوخ في عمليات شركة "أفينيتي بارتنرز"، التي أسسها كوشنر ومقرها ميامي.

ووفقا للصحيفة، فتحت اللجنة تحقيقًا هذا الربيع ردًا على تقرير في "نيويورك تايمز" يفحص السنوات الثلاث الأولى من عمل الشركة.

وقال السيناتور رون وايدن، الديمقراطي من ولاية أوريغون، ورئيس اللجنة، إن المعلومات الجديدة لم تفعل سوى تعميق مخاوفه من أن شركة كوشنر تخلق تضاربًا في المصالح، خاصة مع ترشح والد زوجته لإعادة انتخابه.

وتساءل وايدن لماذا لم تقم شركة "أفينيتي بارتنرز" "بتوزيع فلس واحد من الأرباح على العملاء"، واقترح أنه ربما تم إنشاؤها في المقام الأول كوسيلة للكيانات الأجنبية لدفع أموال لعائلة كوشنر بدلاً من صندوق نموذجي يجني فيه الشركاء عائدات رأس المال المستغل.

وكتب وايدن في رسالة إلى "أفينيتي"، الأسبوع الجاري، طرح فيها عشرات الأسئلة: "قد لا يكون مستثمرو أفينيتي مدفوعين باعتبارات تجارية بل بفرصة تحويل أموال الحكومة الأجنبية إلى أفراد عائلة الرئيس ترامب، وبالتحديد جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب".

وفي مقابلات مع "نيويورك تايمز"، اعترف كوشنر بأن شركته تحركت ببطء في البداية لاستثمار 3 مليارات دولار جمعتها من مستثمريها منذ تأسيسها في عام 2021. وقال إن ذلك يرجع جزئيًا إلى تدفق رأس المال الاستثماري إلى الأسواق، ما جعل من الصعب في البداية العثور على صفقات جذابة. وهذا يعني تأخيرًا في توليد الأرباح لإعادة الأموال إلى مستثمريه.

وفي بيان، وصفت شركة "أفينيتي" رد وايدن بأنه خطوة سياسية. وقالت الشركة إنها اتبعت جميع القوانين الفيدرالية وقواعد الأخلاق. وأضافت أن تأخير شركة الأسهم الخاصة في إعادة الأرباح إلى المستثمرين ليس بالأمر غير المعتاد.

وقال تشاد ميزيل، كبير المسؤولين القانونيين في "أفينيتي بارتنرز"، في بيان: "بصرف النظر عن السياسة الحزبية، فإن أفينيتي بارتنرز هي شركة استثمارية مسجلة لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، وتصرفت دائمًا بشكل مناسب وأي اقتراح بخلاف ذلك كاذب".

وأضاف "نحن محظوظون بالحصول على دعم بعض المستثمرين الأكثر تطورًا في العالم ونعمل بجد نيابة عنهم كل يوم".

وكما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق، فإن 99% على الأقل من المبلغ المستثمر والذي يبلغ نحو 3 مليارات دولار جاء من مصادر خارجية، بما في ذلك 2 مليار دولار من صندوق الاستثمار العام التابع للحكومة السعودية.

ويأتي معظم المبلغ المتبقي من صناديق الثروة السيادية في قطر والإمارات، فضلاً عن جزء من تيري جو، الملياردير التايواني ومؤسس شركة فوكسكون، أكبر شركة تصنيع إلكترونيات في العالم. لكن هناك "مستثمر أجنبي غامض خامس رفضت شركة أفينيتي تحديده"، وفقاً للرسالة التي أرسلتها اللجنة هذا الأسبوع إلى ميزيل.

ووجدت البيانات التي جمعتها شركة "بيتشبوك"، وهي شركة أبحاث في صناعة الأسهم الخاصة، أن توزيع الأرباح هو الأكثر شيوعاً خلال العامين السادس والسابع من عمر الصندوق، ولم تصل "أفينيتي" إلى هذه النقطة. لكن شركة بيتشبوك وجدت أيضاً أن معظم شركات الأسهم الخاصة بدأت في دفع بعض الأرباح على الأقل في غضون عامين ونصف العام.

وتقوم شركات الأسهم الخاصة مثل "أفينيتي" بجمع الأموال من المستثمرين، ثم إعادة استثمار رأس المال هذا في شركات صغيرة، غالبًا ما لم يتم إدراجها في البورصة بعد، والتي تعتقد أنها تتمتع بفرصة جيدة للنمو بسرعة أو إدارتها بكفاءة أكبر. والأمل هو أن تولد هذه الرهانات عائدًا كافيًا لسداد المستثمرين الأصليين في النهاية بأرباح تتجاوز بكثير رسوم الإدارة.

وبحلول نهاية عام 2023، أي في منتصف الطريق، من خلال التزام الاستثمار لمدة خمس سنوات الذي قدمته السعودية والحكومات الأجنبية الأخرى لكوشنر، استثمرت الشركة حوالي 535 مليون دولار من 3 مليارات دولار، مع ارتفاع هذا الإجمالي إلى حوالي 1.1 مليار دولار اعتبارًا من يوليو، وفقًا للجنة، نقلاً عن معلومات قدمتها "أفينيتي".

وتدفع السعودية لشركة "أفينيتي" رسومًا سنوية تبلغ 1.25 في المائة من استثمارها، بينما يدفع المستثمرون الثلاثة الآخرون المعروفون ما بين 1.25 و 2 في المائة كرسوم، رغم أن "أفينيتي بارتنرز" لم تكشف عن المبلغ بالضبط.

وهذا الأمر دفع موظفي اللجنة إلى تقدير أنه حتى نهاية عام 2024، سيتم دفع إجمالي 157 مليون دولار من الرسوم إلى "أفينيتي"، منها 87 مليون دولار من السعودية. وإذا تم حساب المبلغ الإجمالي لمدة ثلاث سنوات فقط على أساس الحد الأدنى للرسوم بنسبة 1.25 في المائة لجميع المستثمرين، فهذا يعني ما لا يقل عن 112.5 مليون دولار من إجمالي الرسوم حتى يوليو وما لا يقل عن 75 مليون دولار من المملكة، بحسب الصحيفة.

ووفقا للصحيفة، تتوقع شركة أفينيتي، التي كان لديها 33 موظفًا اعتبارًا من أوائل العام الجاري، الحصول على حصة صغيرة من الأرباح المحققة من استثماراتها إذا نجحت. ولم يكشف كوشنر، الذي هو المالك الوحيد، عن المبلغ الذي يتقاضاه بشكل مباشر.

وأوضحت الصحيفة أنه حتى الآن، استثمرت أفينيتي في مجموعة متنوعة من الشركات، بما في ذلك شلومو غروب، وهي شركة إسرائيلية لتأجير السيارات والتمويل، ومجموعة دوبيزل، وهو موقع عقاري عبر الإنترنت مقره دبي، وإيجي إم، وهي شركة لياقة بدنية إلكترونية مقرها ميونيخ، وموزاييك، وهو موقع إقراض بالطاقة الشمسية مقره كاليفورنيا، وزامب، وهي شركة للوجبات السريعة مدعومة من أبو ظبي وتدير أكثر من 1000 مطعم في البرازيل. وتسارعت وتيرة الاستثمارات الجديدة بشكل كبير هذا العام.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق الذي تبلغ مدته خمس سنوات مع داعمي "أفينيتي" يمنح الشركة حتى أغسطس 2026 للعثور على الشركات التي تريد الاستثمار فيها، والتي ستكون في منتصف الطريق تقريبًا خلال فترة ولاية ترامب الثانية إذا فاز في نوفمبر.

ولذلك ذكرت الصحيفة أن وايدن كتب في رسالته أن هذا من شأنه أن يخلق تضاربًا واضحًا في المصالح، إذ قد تحاول السعودية والشركاء الأجانب الآخرون الضغط على عائلة ترامب وهم يزنون ما إذا كانوا سيسحبون أموالهم أو يعيدون التفاوض على شروط الصفقة.

نائب الرئيس ووزير الدفاع في اجتماع سابق ـ صورة أرشيفية

أفاد البيت الأبيض، الإثنين، بأنه يجري مراجعة لمعرفة كيف تمت إضافة رقم هاتف عن غير قصد إلى مجموعة تراسل مشفرة على تطبيق "سيغنال" ضمت مسؤولين كبار في إدارة الرئيس دونالد ترامب، تناولت التخطيط لضربات عسكرية ضد جماعة الحوثي اليمنية، قبل تنفيذها في 15 مارس.

وكشفت مجلة "ذي أتلانتيك" أن رئيس تحريرها جيفري غولدبرغ، "أُضيف بالخطأ إلى المجموعة التي شارك فيها كبار المسؤولين، وبينهم نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، حيث جرت مناقشات حول توقيت وتفاصيل العملية.

وفيما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن ترامب "ما زال يثق تمامًا في فريق الأمن القومي"، فإنه سرعان ما انتقد المشرعون الديمقراطيون هذا الخطأ، معتبرين أنه "خرق" للأمن القومي الأميركي و"انتهاك للقانون" يجب أن يحقق فيه الكونغرس.

ماذا حدث؟

قال غولدبرغ في تقرير صدر الإثنين، إنه دُعي على غير المتوقع في 13 مارس، إلى مجموعة تراسل مشفرة على تطبيق سيغنال للمراسلة، تسمى "مجموعة الحوثيين الصغيرة".

وفي هذه المجموعة، كلف مستشار الأمن القومي مايك والتز، نائبه أليكس وونغ، بتشكيل فريق من الخبراء لتنسيق التحرك الأميركي ضد الحوثيين.

وقال برايان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، إن مجموعة التراسل تبدو حقيقية.

وتشن الإدارة الأميركية ضربات عسكرية واسعة النطاق على الحوثيين في اليمن منذ 15 مارس، بسبب هجمات الجماعة  على سفن في البحر الأحمر. وحذرت كذلك إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، من مغبة عدم وقفها فورا دعم الجماعة.

وقال غولدبرغ، إن وزير الدفاع، "نشر قبل ساعات من بدء تلك الهجمات تفاصيل عملياتية عن الخطة في مجموعة التراسل، بما في ذلك معلومات عن الأهداف والأسلحة.. وتسلسل الهجوم".

ولم يذكر في تقريره تفاصيل ما وصفه ‭‭‬‬‬بالاستخدام "المتهور بشكل صادم" لتطبيق سيغنال.

وكتب غولدبرغ، أن حسابات "تمثل فيما يبدو نائب الرئيس‭‭‭ ‬‬‬جيه.دي فانس، ووزير الخارجية‭‭‭ ‬‬‬ماركو روبيو، ومدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه)‭‭‭ ‬‬‬جون راتكليف، ومديرة المخابرات الوطنية تولسي جابارد، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، وكبار مسؤولي مجلس الأمن القومي، كانت حاضرة في مجموعة التراسل".

وكان جو كينت، مرشح ترامب لمنصب مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، على ما يبدو في مجموعة تطبيق سيغنال على الرغم من عدم تأكيد مجلس الشيوخ تعيينه بعد، وفق غولدبرغ.

ولدى سؤاله عن الواقعة، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، إنه "ليس على علم" بها، مستطردا: "لا أعرف أي شيء عن ذلك. أنا لست من كبار المعجبين بمجلة ذي أتلانتيك".

وقال مسؤول بالبيت الأبيض في وقت لاحق، إن التحقيق جار في الأمر، وتم تقديم إحاطة لترامب بشأنه.

وأوضح هيوز في بيان: "في الوقت الحالي، يبدو أن سلسلة الرسائل التي ذكرها التقرير صحيحة، ونراجع كيفية إضافة رقم غير مقصود إلى المجموعة".

وتابع: "توضح هذه المحادثة التنسيق السياسي الكبير والمدروس بين كبار المسؤولين. ويظهر النجاح المستمر لعملية الحوثيين عدم وجود أي تهديدات لجنودنا أو أمننا القومي".

من جانبه، نفى هيغسيث نشر خطط الحرب في مجموعة التراسل.

وقال للصحفيين أثناء زيارة رسمية إلى هاواي، الإثنين: "لم يرسل أحد خطط حرب عبر رسائل نصية، وهذا كل ما أستطيع قوله في هذا الشأن".

ورد غولدبرغ على نفي هيغسيث قائلا خلال مقابلة على شبكة "سي إن إن" في وقت متأخر الإثنين: "لا، هذا كذب. كان يكتب خطط الحرب في الرسائل".

واشنطن ترسل حاملة طائرات ثانية مع تصاعد العمليات ضد الحوثيين
قررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، بالتزامن مع استمرار الحملة الجوية المكثفة التي تشنها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي في اليمن، وفقا لما ذكر موقع "بوليتيكو" الإخباري.

"استغلال أوروبي"

وحسب لقطات للمحادثة التي ذكرها تقرير مجلة ذي أتلانتيك، ناقش المسؤولون في المجموعة "ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة تنفيذ الضربات"، وفي مرحلة ما من النقاش بدا أن فانس "يتساءل عما إذا كان حلفاء واشنطن الأوروبيون، الأكثر تأثرا باضطرابات الشحن في المنطقة، يستحقون المساعدة الأميركية".

وكتب شخص يظهر أن اسمه فانس مخاطبا هيغسيث: "إذا كنت تعتقد أن علينا أن نفعل ذلك، فلنفعله". وأضاف: "أكره فقط إنقاذ أوروبا مجددا".

ورد شخص يظهر باسم هيغسيث: "نائب الرئيس: أشاطرك تماما كراهيتك للاستغلال الأوروبي. إنه أمر مثير للازدراء".

وذكرت مجلة ذي أتلانتيك، أن الشخص الذي يظهر في المحادثة باسم فانس، "أثار أيضا مخاوف بشأن توقيت الضربات، وقال إن هناك أسبابا قوية تجعلهم يؤجلونها لمدة شهر".

وكتب: "لست متأكدا من أن الرئيس يدرك مدى تناقض هذا مع توجهه بشأن أوروبا حاليا. هناك خطر آخر يتمثل في أن نشهد ارتفاعا يتراوح بين متوسط إلى شديد في أسعار النفط"، لكنه عبر عن استعداده لدعم أي إجماع في المجموعة.

ولم يرد اليمن وإيران، حليفة الحوثيين، والخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، حتى الآن على طلبات من وكالة رويترز للتعليق.

ومن المقرر أن تدلي مديرة المخابرات الوطنية جابارد بإفادة أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، بشأن التهديدات العالمية التي تواجه الولايات المتحدة.

وبموجب القانون الأميركي، قد يعد سوء التعامل مع المعلومات السرية أو إساءة استخدامها جريمة، لكن من غير الواضح ما إذا كانت المحادثة قد انتهكت هذه الأحكام.

كما تثير الرسائل، التي ذكر تقرير المجلة أن والتز "مهد لاختفائها من تطبيق سيغنال بعد فترة"، تساؤلات حول احتمال انتهاك قوانين حفظ السجلات الاتحادية.

ووصف مشرعون ديمقراطيون استخدام مجموعة المراسلة على سيغنال بأنه غير قانوني وطالبوا بإجراء تحقيق.

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر: "هذا أحد أكثر الخروق الصادمة للمعلومات العسكرية التي قرأت عنها منذ فترة طويلة للغاية"، مضيفا أنه سيطلب من زعيم الأغلبية في المجلس جون ثون، التحقيق.

وقال ثون، وهو جمهوري: "اكتشفنا ذلك للتو. لكن من الواضح أنه يتعين علينا تحري الأمر ومعرفة ما حدث. ستكون لدينا خطة".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، لرويترز: "لا يزال الرئيس ترامب يثق تماما في فريق الأمن القومي، بما في ذلك مستشار الأمن القومي مايك والتز".