جانب من آثار الدمار الذي خلفه الإعصار هيلين
جانب من آثار الدمار الذي خلفه الإعصار هيلين

أودى الإعصار "هيلين" الذي ضرب 6 ولايات في جنوب شرق الولايات المتحدة، بحياة نحو 133 شخصا حتى الآن، وفقا لموقع "أكسيوس" الأميركي.

وأفاد الموقع بأن انقطاعات واسعة النطاق في الكهرباء والاتصالات والمواصلات، لا تزال تؤثر على مئات الآلاف من الأشخاص، صباح الثلاثاء، بما في ذلك ولايات نورث كارولاينا وساوث كارولاينا وجورجيا. 

من جانبها، أعلنت مستشارة الأمن الداخلي في البيت الأبيض، إليزابيث شيروود راندال، الإثنين، أن حصيلة الإعصار قد تصل إلى 600 قتيل، بسبب الفيضانات المدمرة التي تسبب بها في جنوب شرق البلاد. 

وأوضحت أن "هناك 600 شخص لم يعرف عنهم شيء".

وبينما يحاول عناصر الإنقاذ العثور على ناجين وتقديم الطعام للسكان المتضررين من الفيضانات ومن انقطاع الكهرباء والاتصالات وانسداد الطرق والسيول الطينية، تحدث الرئيس جو بايدن، الإثنين، للدفاع عن استجابة حكومته في مواجهة الكارثة.

وقال الرئيس الأميركي: "سنواصل تقديم الموارد، بما في ذلك الغذاء والماء والاتصالات ومعدات الإنقاذ.. أكرر ما قلته في السابق، سنكون هنا مهما طال الوقت لإنهاء المهمة".

وينتقد المعسكر الجمهوري إدارة بايدن لعدم تدخلها "بشكل كاف" لمساعدة الضحايا، إلا أن بايدن رد على سؤال صحفي بشأن هذه الاتهامات، بالقول: "توليت المسؤولية، وقضيت ساعتين على الأقل عبر الهاتف أمس، وكذلك في اليوم السابق". 

وأكد مجددا أنه سيزور المناطق المتضررة حين يتمكن من الذهاب إلى هناك، دون تعطيل عمليات الإغاثة.

واتهم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب، الذي وصل إلى منطقة منكوبة في جورجيا، الإثنين، السلطات الفدرالية وولاية نورث كارولاينا الشمالية، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، بـ"تعمد عدم مساعدة الناس في المناطق الجمهورية"، وذلك في منشور على منصته "تروث سوشال". 

وتضررت ولايتا جورجيا ونورث كارولاينا الشمالية بنحو خاص جراء هذه الكارثة الطبيعية، وهما من بين الولايات الـ7 المتأرجحة (تصوّت مرة للجمهوريين وأخرى للديموقراطيين)، والتي تعد حاسمة للفوز في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر.

وأعلنت المرشحة الديمقراطية بانتخابات الرئاسة، نائبة الرئيس، كامالا هاريس، أنها ستزور المناطق المنكوبة قريبا.

وقالت، الأحد، خلال تجمع انتخابي في لاس فيغاس: "سنساعد هذه المناطق طالما اقتضت الضرورة، للتحقق من أنها ستتمكن من النهوض وإعادة البناء".

وضرب هيلين شمال غرب فلوريدا مساء الخميس، كإعصار من الفئة الرابعة على مقياس من 5 درجات، مصحوبا برياح بلغت سرعتها 225 كيلومترا في الساعة.

وتقدم الإعصار بعد ذلك شمالا مع تراجع قوته ليصبح عاصفة تاركا رغم ذلك دمارا واسعا.

وتسببت الفيضانات المفاجئة في جبال أبالاش الجنوبية بحدوث دمار هائل. وتُظهر صور من محيط آشفيل في كارولاينا الشمالية أحياء تحولت إلى ركام وطرق دمرتها مياه الفيضانات، حسب وكالة فرانس برس.

ونظرا لعدم إمكانية الوصول عن طريق البر، ترسل السلطات إمدادات الإغاثة والمياه والمواد الغذائية جوا.

وتعد كارولاينا الشمالية أكثر الولايات تضررا، حيث قتل 39 شخصا على الأقل، بينهم 30 في منطقة بانكومب.

ولقي 25 شخصا على الأقل حتفهم في كارولاينا الجنوبية و25 في جورجيا و14 في فلوريدا و4 في تينيسي وشخص في فيرجينيا، وفقا للسلطات المحلية.

وحتى صباح الإثنين، كان أكثر من 1,5 مليون منزل من دون كهرباء، وفق موقع "باور آوتيتج" المتخصص.  

وبعد تشكله، تنقل الإعصار فوق مياه خليج المكسيك الدافئة التي تزيد حرارتها عن 30 درجة مئوية.

وأكدت خبيرة المناخ أندرا غارنر، لوكالة فرانس برس، أنه "من المرجح أن المياه الدافئة جدا هذه أدت دورا في تفاقم قوة الإعصار هيلين بسرعة".

ويقول العلماء إن تغير المناخ يؤدي على الأرجح دورا في التكثيف السريع للأعاصير، التي تنهل من طاقة المحيطات الأكثر دفئا، مما يؤدي إلى ارتفاع خطر حصول أعاصير أقوى.

الرئيس الأميركي ونجله هانتر بايدن - رويترز
الرئيس الأميركي ونجله هانتر بايدن - رويترز

أنقذ الرئيس الأميركي جو بايدن، نجله هنتر من قضاء عدة سنوات في السجن، بعد إصداره عفوا شاملا عنه، رغم إقراره بالذنب في قضية تهرب ضريبي وإدانته في اتهامات متعلقة بحيازة سلاح ناري.

وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض، الأحد: "منذ اليوم الذي توليت فيه منصبي، أكدت أنني لن أتدخل في قرارات وزارة العدل، والتزمت بوعدي حتى وأنا أشاهد ابني يحاكم بشكل انتقائي وغير عادل".

وأضاف: "لا يمكن لأي شخص عاقل ينظر إلى وقائع قضايا هنتر أن يصل إلى نتيجة أخرى سوى أنه استُهدف فقط لأنه ابني.. وهذا خطأ".

وتابع: "آمل أن يفهم الأميركيون السبب الذي جعل أباً ورئيسا يتخذ هذا القرار".

ما مدة السجن التي كان يواجهها هنتر؟

أدانت محكمة بولاية ديلاوير، هنتر بايدن، في يونيو الماضي بثلاث جنايات متعلقة بشراء سلاح ناري عام 2018، بعدما اتُهم بالكذب في استمارة اتحادية والادعاء بأنه لم يكن يتعاطى المخدرات أو مدمنا عليها حينما اشترى السلاح.

وفي ديسمبر 2023، واجه نجل الرئيس الأميركي لائحة اتهام أخرى بفشله في سداد حوالي 1.4 مليون دولار من الضرائب الاتحادية المستحقة عليه، عن السنوات الضريبية من 2016 إلى 2019.

وأقر هنتر بالذنب في اتهامات قضية الاحتيال الضريبي، وكان القاضي قد حدد لها جلسة للنطق بالحكم في 16 ديسمبر الجاري بلوس أنجلوس.

وأشار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن هنتر كان سيواجه عقوبة ربما تصل إلى الحبس 17 عاما في سجن فدرالي خلال تلك المحاكمة، لكنها نقلت عن خبراء أنه كان "من المرجح ألا يقضي أكثر من 36 شهرا خلف القضبان".

وأضافت أن العقوبة القصوى في قضية حيازة السلاح هي السجن لمدة 25 عاما، لكن كان من المتوقع أن يواجه هنتر "عقوبة أقصر تصل إلى 16 شهرا".

وخالف بايدن بقرار العفو الشامل وعودا كان قد قدمها، حيث قال في تصريحات سابقة: "ملتزم بقرار هيئة المحلفين. سأفعل ذلك ولن أعفو عنه".

كما كررت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، في عدة مناسبات أن بايدن لن يصدر قرارا بالعفو، وقالت في 8 نوفمبر، بعد أيام من فوز دونالد ترامب بالانتخابات، إن العفو أو تخفيف العقوبة عن هنتر "غير مطروح".

وأوضحت: "طُرح علينا هذا السؤال مرارا. وإجابتنا ثابتة، وهي لا".

من جانبها، ذكرت وكالة أسوشيتد برس، أن العفو الشامل الذي وقعه بايدن يغطي أيضا أي جرائم أخرى "ارتكبها أو ربما يكون قد شارك فيها" نجله خلال الفترة من 1 يناير 2014 إلى 1 ديسمبر 2024.

وفي بيان عقب قرار الرئيس الأميركي، قال هنتر إنه لن يأخذ هذا العفو "كأمر مسلم به"، وتعهد بـ"تكريس حياته التي أعاد بناءها لمساعدة من لا يزالون مرضى ويعانون".

وأضاف: "لقد اعترفت وتحملت المسؤولية عن أخطائي خلال الأيام الأكثر ظلمة من إدماني.. الأخطاء التي تم استغلالها لإذلالي وإحراجي أنا وعائلتي علنا لأغراض سياسية".