مع حلول ليل الأربعاء، اجتاح الإعصار ميلتون، الذي وصفته السلطات الأميركية بـ"الخطر للغاية"، سواحل فلوريدا، ليعيد إلى سكانها ذكريات مريرة لم يمضِ عليها سوى أسبوعين فقط، حين ضربتهم عاصفة مدمرة أخرى.
جاءت رياح ميلتون العاتية وأمطاره الغزيرة، لتحمل معها فيضانات مفاجئة وتترك المنطقة في حالة تأهب قصوى أمام ليلة تنذر بالكثير من الخطر والمجهول.
وفقا لما أعلنه المركز الوطني للأعاصير في آخر تحديث له عند الساعة 8:30 مساء بالتوقيت المحلي (00:30 بتوقيت غرينتش)، فقد وصل الإعصار إلى اليابسة بقوة الفئة الثالثة، مما يجعله واحدا من أخطر الأعاصير التي واجهتها المنطقة مؤخرا.
فماذا تعني تصنيفات الأعاصير من الدرجات 1 إلى 5؟
مقياس سافير-سيمبسون لرياح الأعاصير، وهو تصنيف من 1 إلى 5، يعتمد على سرعة الرياح المستمرة للإعصار. وبناء عليه تقدر احتماليات الأضرار التي قد تصيب الممتلكات.
وتعتبر الأعاصير التي تصل إلى الفئة 3 وما فوق، أعاصير كبرى، بسبب احتمالية حدوث خسائر كبيرة في الأرواح والأضرار.
الفئة الأولى
هي الأعاصير التي تكون رياحها بين 74-95 ميلا في الساعة، وتلحق أضرارا بالمنازل ذات الإطار المبنية جيداً، والألواح الجانبية المصنوعة من الفينيل والمزاريب.
ومن المتوقع أن تُحدث هذه الفئة، انقطاعاً بالتيار الكهربائي لعدة أيام.
ضربت هذه الفئة فلوريدا في عامي 1999 و2005 بإعصاري "إيرين" و"كاترينا".
الفئة الثانية
تتراوح سرعتها بين 96و110 ميلاً في الساعة، وسيتسبب بتعرض المنازل ذات الهياكل المبنية جيداً، لأضرار جسيمة في السقف والجوانب. كما سيتم كسر أو اقتلاع العديد من الأشجار ذات الجذور الضحلة، وسد العديد من الطرق.
ويتوقع أن تنقطع الكهرباء بالكامل لعدة أيام أو أسابيع.
هذه الفئة من الأعاصير، ضربت شمال مقاطعة بالم بيتش في فلوريدا عام 2004، وكان اسم الإعصار "فرانسيس"، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 10 أعاصير من ذات الفئة، ضربت جنوب فلوريدا منذ عام 1849.
الفئة الثالثة
تبلغ سرعة الرياح فيها بين 111و 129 ميلا في الساعة، وقد تتعرض بسببه المنازل لأضرار جسيمة، أو إزالة السقوف، وكسر واقتلاع الأشجار.
أما الكهرباء، فستنقطع لعدة أسابيع بعد مرور العاصفة، وفي بعض الأحيان لعدة أيام.
كانت الأعاصير التي لم تُذكر أسماؤها في أعوام 1909 و1910 و1929 و1933 و1945 و1949 كلها عواصف من الفئة الثالثة عندما ضربت جنوب فلوريدا، وكذلك إعصار "كينغ" في عام 1950، و"بيتسي" في عام 1965، و"جين" في عام 2004، و"إيرما" في عام 2017.
الفئة الرابعة
تكون سرعتها بين 130و156 ميلاً في الساعة. يوصفها ضررها بـ"الكارثي".
قد تتعرض بسببها المنازل لأضرار بالغة، مع فقدان أجزاء كبيرة من هيكل السقف، أو الجدران الخارجية للمنازل. ستسقط الأشجار أيضاً، وأعمدة الكهرباء.
في هذه الفئة، ستستمر انقطاعات التيار الكهربائي لأسابيع وربما أشهر. ستكون معظم المنطقة غير صالحة للسكن لأسابيع أو أشهر أيضاً.
ضرب إعصار "ميامي العظيم" في أعوام 1888 و1900 و1919 و1926 وبحيرة أوكيتشوبي/بالم بيتش في عام 1928 وإعصار "دونا" في عام 1960 جنوب فلوريدا كأعاصير من الفئة الرابعة.
الفئة الخامسة
وهي الفئة الأعلى، وتتجاوز سرعة الرياح فيه هذه الفئة 156 ميلا في الساعة، وهذا ما قد يدمر نسبة عالية من المنازل مع انهيار كامل للسقوف والجدران.
وتنقطع الكهرباء لأشهر وربما أسابيع، وستكون المناطق المتضررة غير صالحة للعيش لنفس الفترة.
ضرب إعصار "كيز" في عام 1935 وإعصار "أندرو" في عام 1992 جنوب فلوريدا كأعاصير من الفئة الخامسة.
وقال الباحث في الأعاصير بجامعة ولاية كولورادو فيل كلوتزباتش لوكالة الأسوشيتد برس: "كل ما تريده إذا كنت تبحث عن عاصفة تنطلق بعنف، ستجده في إعصار ميلتون".
وفي الخامس من أكتوبر الحالي، تشكل إعصار "ميلتون" كمنخفض استوائي فوق جنوب غرب خليج المكسيك. اعتبره المركز الوطني للأعاصير (NHC) عاصفة استوائية.
وقالت عالمة الأرصاد الجوية في شبكة سي بي إس نيوز نيكي نولان إن "إعصار ميلتون هو أسرع عاصفة مسجلة تكثفت بسرعة إلى الفئة الخامسة في خليج المكسيك".
وبحلول ظهر يوم الأحد، بعد 24 ساعة فقط من تحوله إلى عاصفة مسماة، اشتد إعصار ميلتون بسرعة إلى إعصار من الفئة 1. يُعرَّف التكثيف السريع بأنه زيادة في سرعة الرياح بمقدار 35 ميلاً في الساعة في 24 ساعة.
وبين يومي الأحد والاثنين الماضيين زادت سرعته بمقدار 95 ميلاً في الساعة، لكن بعد ظهر الاثنين، بلغت سرعة الرياح المستدامة 180 ميلاً في الساعة، أي ضعف ما كانت عليه قبل ساعات.
وبناءً على سرعة الرياح، صار ميلتون أقوى إصار في خليج المكسيك منذ إعصار ريتا في عام 2005 وفقاً لموقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف.
ويحذر المركز الوطني للأعاصير سكان فلوريدا من أن "ميلتون لديه القدرة على أن يكون أحد أكثر الأعاصير تدميراً على الإطلاق في غرب وسط فلوريدا".
وتحذر هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في تامبا بولاية فلوريدا من أن "إعصار ميلتون إذا استمر في مساره فسيكون هذا أقوى إعصار يضرب خليج تامبا منذ أكثر من 100 عام. لم يشهد أحد في المنطقة إعصاراً بهذه القوة من قبل".
وهذا هو الإعصار الثالث الذي يضرب اليابسة في فلوريدا في موسم الأعاصير الأطلسية لعام 2024، بعد إعصار هيلين قبل أسبوعين وإعصار ديبي في أوائل أغسطس.