صورة مركبة، يظهر فيها الرئيس الروسي فلاديمير، والملياردير الأميركي إيلون ماسك – المصدر: صوت أميركا
صورة مركبة، يظهر فيها الرئيس الروسي فلاديمير، والملياردير الأميركي إيلون ماسك – المصدر: صوت أميركا

 لا تزال التقارير التي تفيد بأن الملياردير إيلون ماسك كان يتحدث بشكل مستمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتردد بين المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين، بعد مرور ما يقرب من أسبوع على ظهور أخبار المحادثات لأول مرة.

ماسك، الذي يمتلك شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا ومنصة التواصل الاجتماعي X، يمتلك أيضاً سبيس أكس، وهي شركة رحلات فضائية تجارية لديها عقود عديدة مع الحكومة الأميركية، وتقوم بأعمال لصالح وزارة الدفاع ووكالة الفضاء الأميركية "ناسا".

بعض هذه الأعمال حساسة للغاية لدرجة أن الولايات المتحدة منحت ماسك تصاريح أمنية عالية المستوى بسبب معرفته بالبرامج، مما يثير مخاوف من أن المعلومات والقدرات الأميركية السرية للغاية قد تكون في خطر.

وفقًا لمسؤولين أميركيين وأوروبيين وروس حاليين وسابقين تحدثوا إلى صحيفة وول ستريت جورنال، قد تكون مثل هذه المخاوف مبررة.

خلال إحدى المحادثات، قال هؤلاء المسؤولون إن بوتين طلب من ماسك عدم توفير خدمة ستارلينك، وهي شركة تابعة لشركة سبيس أكس تقدم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، في تايوان محاباة للصين.

قال مدير وكالة ناسا، بيل نيلسون، في مؤتمر قمة سيمافور للاقتصاد العالمي الجمعة، بعد يوم من نشر صحيفة وول ستريت جورنال تقريرها: "أعتقد أنه يجب التحقيق في الأمر".

وقال نيلسون: "لا أعرف ما إذا كانت هذه القصة صحيحة"، وأضاف أنه إذا كانت كذلك، "أعتقد أن هذا سيكون مثيرا للقلق، وخاصة بالنسبة لوكالة ناسا، ووزارة الدفاع، وبعض وكالات الاستخبارات".

الذكاء الاصطناعي بات يقدم الكثير من المزايا لمستخدمي الهواتف (صورة تعبيرية من أسوشيتد برس)
التضليل بالذكاء الاصطناعي.. هكذا تستهدف روسيا والصين وإيران الانتخابات الأميركية
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر، تصاعدت التهديدات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق، حيث تتوسع حملات التضليل لتستهدف شرائح واسعة من المجتمع الأميركي عبر منصات متعددة.

روسيا وماسك ينفيان المكالمات المتكررة

سبق أن نفى ماسك أجراءه مكالمات متكررة مع بوتين. وفي عام 2022، قال إنه تحدث إلى الزعيم الروسي مرة واحدة فقط، لكن صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن هناك محادثات متكررة منذ ذلك الحين.

لم يعلق ماسك أو يرد على مقال الصحيفة حول X. ونفت روسيا وجود محادثات متكررة بين بوتين وماسك.

ورفض البنتاغون حتى الآن دحض أو تأكيد هذه المزاعم.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع، سو غوف" لإذاعة "فويس أوف أميركا" في رسالة بالبريد الإلكتروني في وقت متأخر من يوم الجمعة: "لقد رأينا التقارير من صحيفة وول ستريت جورنال ولكن لا يمكننا تأكيد صحة هذه التقارير".

وقالت غوف "نحيلكم إلى السيد ماسك للتحدث عن اتصالاته الخاصة"، مضيفة أنه بموجب القانون، لا تعلق الوزارة على تفاصيل أو حالة التصريح الأمني ​​لأي شخص.

وقالت "نتوقع من كل من حصل على تصريح أمني، بما في ذلك المتعاقدون، أن يتبع الإجراءات المقررة للإبلاغ عن الاتصالات الأجنبية".

وقال مسؤولون سابقون في الاستخبارات الأميركية تحدثوا إلى إذاعة "فويس أوف أميركا" إن المحادثات المداولة، والتي أكدتها منذ ذلك الحين مؤسسات إخبارية أميركية أخرى نقلا عن مصادرها السرية الخاصة، تثير أسئلة مهمة.

وقال بول بيلار، مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، والذي يدرس الآن في جامعة جورج تاون: "لا شك أن روسيا تزرع العديد من قنوات النفوذ المحتملة في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى".

وقال: "ستنظر روسيا إلى قطب أعمال ثري ومؤثر مثل ماسك باعتباره قناة مفيدة للغاية وبالتالي علاقة تستحق الرعاية".

كما أبدى لاري فايفر، وهو مسؤول سابق في الـ"سي.آي.أيه" ومدير سابق لغرفة العمليات في البيت الأبيض، حذره.

"إنها تثير حاسة الشم"، قال لـ"فويس أوف أميركا".

وقال فايفر: "إذا كانت التقارير عن محادثات ماسك المتكررة مع فلاديمير بوتين صحيحة، فمن المؤكد أنني سأشعر ببعض المخاوف". "ستستثمر روسيا تحت حكم بوتين الدعم أينما يمكن شراؤه أو نيله بالإقناع أو بالإكراه".

وقال إن الأجهزة الأمنية الروسية تستغل "أي فرصة لحمل قادة الأعمال الأجانب على التأثير على حكوماتهم لدعم المصالح الروسية".

شعار خدمات النفط الأميركية "شلمبرغر" في تكساس
أعضاء في الكونغرس: لماذا لا تزال شركة نفط أميركية تعمل في روسيا؟
وقع 52 عضوا في الكونغرس الاثنين على رسالة تدعو الحكومة الأميركية إلى تشديد العقوبات على النفط الروسي ويتساءلون فيها عن سبب الاستثناء الممنوح لشركة خدمات النفط الأميركية "شلمبرغر"، والذي سمح لها بمواصلة العمل في البلاد.

المخاوف لا تساوي المخالفات

ومع ذلك، يحذر المسؤولون السابقون مثل بيلار وفايفر من وجود فرق بين المخاوف والأفعال غير القانونية.

ويشير مسؤولون سابقون آخرون إلى أنه حتى إذا شارك ماسك في محادثات قد تجعل البعض في الحكومة غير مرتاحين، فإن مجرد إجراء هذه المحادثات ليس بالضرورة غير قانوني.

وقال مدع عام للأمن القومي سابق تحدث إلى "فويس أوف أميركا" بشرط عدم الكشف عن هويته: "يُسمح للأميركيين بالتحدث إلى من يريدون بشكل أساسي. لا يوجد قيد متأصل".

وفي حالة شخص رفيع المستوى يشرف على شركات ذات انتشار عالمي، قد تكون المحادثات مع المسؤولين الأجانب أمرا لا مفر منه، حسب قوله.

وأضاف المدعي العام السابق: "بالنسبة لرجل الأعمال، قد تكون هناك أسباب مشروعة تجاريا لإجراء مثل هذه الاتصالات. ولكن عندما يجري رجل أعمال مثل هذه الاتصالات، ربما لأسباب سياسية أو حتى لأسباب دبلوماسية أولية، فمن المحتمل أن يصبح الأمر أكثر إثارة للقلق من منظور مكافحة التجسس".

وقد لا تكون هناك أيضا أي تداعيات قانونية لفشل محتمل لشخص مثل ماسك في الكشف طواعية عن محادثات مع زعماء أجانب. ومع ذلك، فإن إخفاء مثل هذه المحادثات عند سؤاله عنها قد يدخل في مجال العمل الإجرامي.

ومع ذلك، ونظرا للقيمة التي تحصل عليها الولايات المتحدة من شركات ماسك، فقد يشعر المسؤولون الأميركيون بأنهم لا يملكون الكثير لفعله.

"إنها واحدة من تلك الأشياء غير العادلة في الحياة، فإذا كانت الحكومة لديها حاجة فريدة لك، فيمكنك أن تفلت من العقاب وتحصل على تصريح أمني،" قال المدعي العام السابق. 

"الشخص الذي يتمتع بأهمية خاصة سيحصل على معاملة خاصة".

الذئاب المنفردة

فجر أول أيام يناير، 2025، وثقت كاميرا مثبتة على جسم أحد أفراد الشرطة الأميركية لحظات محاصرة شمس الدين جبّار، منفّذ عملية الدهس في مدينة نيو أورلينز الأميركية، أثناء محاولته الهروب بينما تناثرت أجساد ضحاياه على الأرض من حوله.

تحوّلَ جبّار من رقيب سابق في الجيش الأميركي، إلى إرهابي قاتل لـ 14 ضحية، ساقتهم الأقدار  إلى شارع بوربون الشهير للاحتفال بليلة رأس السنة.

يروي عباس الداهوك، وهو عقيد سابق في الجيش الأميركي، في مقابلة مع الحرة، أن حياة جبار كانت مليئة بالمشكلات، وكانت لديه خطة لجمع عائلته في مكان واحد لارتكاب العنف ضد أفرادها. لكنه في اللحظة الأخيرة قرر العدول عن تنفيذ الخطة، وسلك طريقا مختلفا. 

قاد شاحنته، وعليها علم داعش، ليفتك بأبرياء عزّل في مدينة نيو أورلينز. لم يُستبعد ارتباطه بالتنظيم الإرهابي، لكن على الأرجح كان يتصرف كذئب منفرد.

صباح اليوم نفسه، على بُعد 1700 ميل إلى الغرب، أطل الإرهاب بوجهه البشع مرة أخرى.

أمام فندق يعود للرئيس دونالد ترامب، في مدينة لاس فيغاس، انفجرت شاحنة كهربائية، بعد انتحار مستأجرها ماثيو ليفلسبيرغر، الرقيب الأول في القوات الخاصة الأميركية. 

يقول كولن كلارك، الخبير في قضايا الإرهاب، إن هذا كان أشبه بعرض لجذب الانتباه إلى ما كان للأسف نوعا من التشتّت الذهني لشخص ربما كان يعاني بشدة من اضطراب ما بعد الصدمة.

ويضيف أنه بعد 20 عاما من تركيز ضيّق للغاية على نوع واحد من الإرهاب، وهو الإرهاب الجهادي، "أدركنا الآن أن الأمور أكثر تعقيدا".

يشير كلارك إلى مفهوم الذئب المنفرد، أي كيف يمكن لشخص ما، من دون مقدمات، أن يتحوّل في أي بقعة من العالم، إلى ذئب منفرد يتبربص بضحاياه الغافلين، ليفتك بهم وينشر الرعب.

الذئب المنفرد، بحسب وزارة العدل الأميركية، هو شخص ينفّذ بمفرده هجوما إرهابيا ضد مجتمع يكون هو جزءا منه، بدوافع سياسية أو دينية، ولغرض التأثير على الرأي العام، أو عملية صنع القرار السياسي. وقد يستلهم أفكاره من مجموعة أو شبكة معينة، ولكنه لا يكون خاضعا لقيادتها.

برنامج "الحرة تتحرى" يعود بملف الذئاب المنفردة إلى بدايات هذا النوع من الإرهاب، وكيف تنامى، ويعرض أبرز الهجمات، ودوافع منفذيها، والأيديولوجيات التي تبنوها، إضافة إلى شرح الكوامن النفسية التي تدفع شخصا ما عن سابق إصرار وترصّد، إلى قتل آخرين، يراهم غالبا للمرة الأولى، وهو يدرك أنه سيدفع حياته ثمنا لذلك.

بحسب أحمد سلطان، الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب، يصعب في الغالب الكشف أو التنبؤ بهجمات الإرهابي الوحيد أو الذئب المنفرد، لأنك لا يمكن أن تراقب المجتمع بالكامل، كما أن الذئب المنفرد لا تظهر عليه أي علامات سابقة على تنفيذه الهجوم. 

في المقابل، يرى رامون سباي، وهو عالم اجتماع متخصص بظاهرة الذئاب المنفردة في ملبورن، أستراليا، أنه بمرور الوقت، أصبح إرهاب الذئاب المنفردة يشكّل نسبة أكبر بكثير من إجمالي الهجمات الإرهابية، وأن سياق هذه الهجمات، ورغم أن منفذيها أفراد، غالبا ما تكون نسخة متطرفة، أو تعبيرا عن الصراعات المجتمعية الأوسع الجارية في ذلك الوقت.

أما وائل سلامة، طبيب نفسي عمل على حالات لإرهابيين في السجون اللبنانية، فيؤكد أن هذه الحالات هي بلا شك نوع من البحث عن هوية.

"بالنسبة له (الذئب المنفرد) حتى عندما يتم قتله يصل إلى الغاية المنشودة، فالغاية الأساسية من الجريمة، أن يثبت قدراته".

قد يكون مصطلح "الذئاب المنفردة" حديث العهد، لكن فعل الهجوم الأحادي، ظهر قبل قرنين من الزمان.

يعود تاريخ الهجمات الأحادية، بحسب رامون سباي مؤلف كتابين عن إرهاب الذئاب المنفردة، إلى القرن التاسع عشر، لما يُعرف بإرهاب "الأناركية"، وهي تستند إلى فلسفة سياسية، وكان لديها استراتيجية تسمى "المقاومة القانونية"، و"الدعاية بالفعل".

وتتضمن استراتيجيتها ارتكاب أعمال عنف جماعي بشكل متفرق، وليس كجزء من مجموعة منظمة، من خلال قيام أفراد بشن هجمات عنيفة على مسؤولين حكوميين، رؤساء دول، وعائلات ملكية.

يشتق مصطلح الأناركية من الكلمة اليونانية "أنارخيا"، التي تعني بدون حاكم.

اكتسف فلسفة الأناركية شهرة في القرن التاسع عشر، ودعت إلى مجتمع بلا حكومة، أو هياكل هرمية.

في حديث مع "الحرة"، يقول ستيف كيليليا، مؤسس ومدير معهد الاقتصاد والسلام، الذي ينشر تقارير سنوية عن مؤشرات الإرهاب في العالم، إن مفهوم الذئب المنفرد، بدأ بالظهور فعليا في الفترة بين عامي 1870 و1930، مع حركة الأناركية في أوروبا والولايات المتحدة.وقد تكون إحدى أبرز هجمات هذه الحركة اغتيال الرئيس الأميركي، وليام ماكينلي، عام 1901.

أُعدم قاتل الرئيس، الأناركي ليون تشولغوش، بالكرسي الكهربائي، لكن هجمات الحركة استمرت على مدى عقود. وفي نهاية السبعينيات، شغل إرهابي مجهول الهوية السلطات الأميركية لسبعة عشر عاما كاملا.

وفق تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي أرسل هذا الشخص، أو سلّم باليد، سلسلة من القنابل التي كانت تزداد تطوراً، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أميركيين، وإصابة أكثر من عشرين آخرين. 

يخبر سباي فريق "الحرة تتحرى" أنه منذ التسعينيات، ومع صعود اليمين المتطرف، بدأت فعلياً استراتيجية الذئب المنفرد أو الفاعل المنفرد، واستُخدم المصطلح بشكل أكثر تحديدا وانتشارا بواسطة نشطاء اليمين خاصة المتطرفين منهم.

وظهر كثير من "الذئات المنفردة" يضيف سباي، في صفوف اليمين المتطرّف، وذلك نتيجة استراتيجية تسمى "المقاومة بلا قائد"، وهي طريقة لمنع اختراق أو تفكيك جماعة أو منظمة من قبل وكالات إنفاذ القانون، وهي أيضا وسيلة لحماية القيادة، من خلال جعل الأشخاص يتصرفون بشكل فردي، فإذا تم القبض عليهم، فلن يكون لديهم تفاصيل عن الشبكة أو المخطط الأكبر.

لا يقتصر وجود الإرهاب على طريقة الذئاب المنفردة على الولايات المتحدة، بل يمتد عبر الأطلنطي إلى القارة العجوز.

بحسب ستيف كيليليا مؤسس ومدير معهد الاقتصاد والسلام في أستراليا، فإن عددا من الدول التي لم تتعرض لهجمات في السنوات الخمس الأخيرة، شهد عام 2024 ثماني هجمات ذئاب منفردة في السويد. وفي كل من فنلندا وهولندا والدنمارك وقع هجومان، وتصاعدت الهجمات من هذا النوع في دول أخرى مثل النرويج.

أما ألمانيا، فمن أكثر الدول الغربية تعرضا للإرهاب، ومنها هجمات ذئاب منفردة. 

قبيل عيد الميلاد عام 2024، نفّذ طالب العبد المحسن، طبيب نفسي من أصول سعودية، عملية دهس في سوق مزدحم، في مدينة ماغديبورغ الألمانية، أدت إلى مقتل خمسة أشخاص، وإصابة مئات آخرين.

طبقا لتقارير متخصصة، 93 في المئة من الهجمات الإرهابية المميتة في الغرب خلال السنوات الخمس الماضية نفذت بواسطة "ذئاب منفردة". فما الذي يجذبهم إلى هذا الأسلوب دون سواه؟ 

يجيب أحمد سلطان، الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب، بأن الأسهل هي هجمات الذئاب المنفردة لأنها طبعا أصعب في الكشف والتوقع. ويعني أنها يمكن أن تحدث في أي وقت وأي مكان، "أما الهجمات المنسقة فتحتاج للموارد، وتأخذ وقتا طويلا في التجهيز والتخطيط والتنفيذ".

قد يبدو الفعل بعدائيته نابعا من قوة، إلا أن علم النفس له رأي آخر.

في الجزء الأكبر منه هو ناتج عن عقدة نقص "دائما ما تدفع بالشخص ليبالغ بردة الفعل"، ، يقول وائل سلامة، الطبيب النفسي، فمن ناحية المجرم أو الإرهابي فهو "يريد أن يضخم بجريمته لتضخيم ردة الفعل وبالتالي يغذي عقدة النقص الموجودة لديه".

يخبر رامون سباي "الحرة" أن ما لاحظه في كثير من حالات الذئاب المنفردة التي درسها هو أنه "بمرور الوقت يحدث تحوّل حقيقي في هويتهم"، فيرون ارتكاب العنف عملا ثوريا يمنحهم شعورا بالوجود والأهمية،  ... والإحساس القوي بالاستقامة الأخلاقية والتصرّف باسم الحق والخير"، رغم أن ما يقومون به هو فعل إجرامي ضحاياه في الغالب أناس أبرياء يُستهدفون بينما هم منشغلون بشؤونهم اليومية.