بدأ عدد متزايد من النساء في الولايات المتحدة يبدين اهتماما على مواقع التواصل الاجتماعي بتبني حركة "4 بي" (4B) النسوية، في أعقاب فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة تبدأ في يناير 2025.
وبدأت بالفعل بعض الناشطات على مواقع التواصل بحلق رؤوسهن إعلانا عن تبني حركة "4 بي"، والتي بموجبها تتعهد النساء بعدم مواعدة الرجال أو ممارسة الجنس معهم، فضلا عن عدم الزواج أو الإنجاب.
وتخشى كثير من النساء الأميركيات، بخاصة المناصرات للحزب الديمقراطي، من احتمال فرض مزيد من القيود على الإجهاض وغيره من شؤون الصحة الإنجابية مع وصول الجمهوري دونالد ترامب للحكم ثانية.
وخلال فترة حكمه الأولى، عين الرئيس السابق ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة الأميركية العليا، ما كان له الأثر في قرار الهيئة القضائية في 2022 بإلغاء دستورية الحق في الإجهاض.
وترك الحكم القضائي قانونية الإجهاض من عدمها قرارا تحدده كل ولاية أميركية على حدة.
وتسبب القرار في موجة عارمة من الاحتجاجات التي اعتبرته قيدا على حرية المرأة الأميركية وسلطتها الشخصية على جسدها، في مقابل تأييد آخرين له.
ما هي حركة "4 بي"؟
ظهرت حركة "4 بي" النسوية على مواقع التواصل الاجتماعي في كوريا الجنوبية قبل سنوات، احتجاجا على ما وُصف حينها بـ"عدم المساواة" بين الجنسين في البلد الأسيوي.
و"4 بي" هي الأحرف الأولى من كلمات كورية أربع ترجمتها بالعربية هي "لا زواج، لا ولادة، لا مواعدة ولا جنس مع الرجال".
وتتضارب الأقاويل حول العام الذي ظهرت فيه حركة "4 بي"، تحديدا.
لكن تقارير صحفية تشير إلى واقعة قتل امرأة كورية جنوبية بالقرب من محطة قطار أنفاق في العاصمة سيول، عام 2016، باعتبارها كانت الشرارة التي أشعلت فتيل هذه الحركة النسوية.
آنذاك، قال الجاني إنه قتل الضحية "انتقاما من تجاهل النساء له"، ما أدى إلى إثارة الرأي العام في كوريا الجنوبية، والمطالبة بمحاسبة عامة على المعاملة التي تجري مع النساء الكوريات الجنوبيات.
وشمل الجدل الحديث عن عدم المساواة في الأجور، وفي القيام بالواجبات داخل المنزل، وامتد ليهم أيضا حوادث قتل النساء والجرائم الجنسية بحقهن.
ووفق بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تتقاضى النساء في كوريا الجنوبية أجورا أقل بنحو الثلث من الرجال، وهي أعلى فجوة في الأجور بين دول المنظمة.
"4 بي" في الولايات المتحدة
عبرت كثيرات من الأميركيات اللواتي تبنين قبل أيام قليلة أفكار حركة "4 بي" على منصات تيك توك وإنستغرام، عن شعورهن بالغضب بعد أن "صوت أغلب نظرائهن من الذكور لصالح ترامب".
وصوت لترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة 52 في المئة من الرجال بين 18 عاما، وهو السن القانونية للتصويت، و44 عاما، وفق مسح أجرته وكالة أسوشيتد برس.
المسح الذي جرى بعد النتائج الأولية للانتخابات أظهر أيضا أن 56 في المئة من الرجال الأميركيين في سن 45 عاما فما فوق صوتوا لصالح ترامب.
في حين صوتت 55 في المئة من النساء بين 18 و44 عاما للمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، وصوتت لها أيضا 51 في المئة من النساء في عمر 45 فأكثر، بحسب المسح نفسه.
وكان الإجهاض بين قضايا رئيسية قسمت أصوات الناخبين الأميركيين، وعكفت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس خلال حملتها على تأكيد رفضها لأية قيود على الإجهاض.
وتحدثت نساء عدة خلال حملة هاريس عن معاناتهن وإنهن كن على وشك الموت بسبب رفض المستشفيات والأطباء التدخل جراحيا لإنقاذ حياتهن، بعد وفاة الجنين داخل أرحامهن، وذلك بسبب القيود المفروضة على الإجهاض في ولاياتهن.
ورغم أن الجمهوري ترامب كان السبب في إلغاء قرار تاريخي جعل قبل 50 عاما الإجهاض حقا دستوريا للنساء، وعد الرئيس المنتخب مرارا بأنه لن يفرض حظرا فيدراليا على الإجهاض.
وخلال الانتخابات الأخيرة، سُئل الناخبون في 10 ولايات، على بطاقات الاقتراع، عن الإجهاض.
وأيد الناخبون ،في سبع منها، رفع القيود على الإجهاض التي تفرضها بعض من تلك الولايات، وتوسيع الحريات التي تتيحها حاليا البعض الآخر.
واللافت أن بعض تلك الولايات التي صوتت لصالح رفع القيود عن الإجهاض، انتخبت ترامب رئيسا للبلاد، وهي ميزوري وأريزونا، ومونتانا، ونيفادا، حسبما أفادت به وسائل إعلام أميركية.
ومن غير المعلوم ما إن كانت حركة "4 بي" الاحتجاجية ستحظى بانتشار واسع بين النساء الأميركيات في وقت لاحق أم لا.