في ضوء تقارير تفيد بأن السيناتور الجمهوري ماركو روبيو سيصبح وزير خارجية ادارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يشهد مقعد روبيو في مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا حالة من الغموض. إذ تطرح تساؤلات عدة بشأن مصير هذا المقعد ومن سيشغله في حال تعيين روبيو في الإدارة الجديدة.
وتزيد أهمية هذا القرار بالنظر إلى أن مقعد روبيو كان محط الأنظار في ولاية فلوريدا التي تمثل ثقلًا سياسيًا كبيرًا في الولايات المتحدة، وهو ما يجعل هذه التطورات محل اهتمام واسع من المواطنين والسياسيين على حد سواء.
ماذا يقول قانون فلوريدا؟
وفقًا للأنظمة القانونية في ولاية فلوريدا، يتم شغل المقعد الشاغر من خلال تعيين مؤقت يقوم به حاكم الولاية، رون ديسانتيس، إذ يمنحه القانون صلاحية اختيار شخص ليشغل هذا المقعد، حتى يحين موعد الانتخابات العامة في عام 2028.
ويخدم أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين لمدة 6 سنوات، وتم اعادة انتخاب روبيو عام 2022، إلا أن احتمال انتقاله إلى الخارجية قد يعيد ترتيب خطط حاكم فلوريدا، الذي قد يجد نفسه مضطرًا لتعيين شخصية تحظى بتأييد حزبي وشعبي واسع.
ورغم قلة المعلومات المؤكدة علنياً بشأن الشخصية التي سيعينها ديسانتيس لشغل هذا المنصب، إلا أن العديد من المتابعين والمحللين السياسيين يتوقعون أن يكون التعيين لصالح حليف سياسي مقرب من الحاكم.
ويعتقد بعض المتكهنين أن الاختيار يقع على أحد العاملين في مكتب ديسانتيس التنفيذي أو على شخصية بارزة من مجلس تشريعي فلوريدا أو من الكونغرس.
ويُعرف ديسانتيس بميله لتعيين شخصيات قريبة منه سياسيًا، ويشمل ذلك احتمال تعيين أحد الأعضاء الجمهوريين الذين يدعمون سياساته أو ممن يتوافقون مع رؤيته المستقبلية للولاية.
هل يعين ديسانتيس نفسه؟
ما يثير الاهتمام أنه وفقًا لقوانين فلوريدا، يمكن للحاكم تعيين أي شخص يراه مناسبًا، حتى لو كان التعيين يشمله هو شخصيًا، وهذا من الناحية النظرية قد يعني إمكانية أن يشغل ديسانتيس المقعد بنفسه، إذا ما اختار ذلك، وهو خيار قد يبدو بعيدًا لكنه ممكن قانونيا.
ويعود آخر شاغر في مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا إلى عام 2009، حين عيّن الحاكم آنذاك تشارلي كريست، جورج إس. ليميو، الذي شغل المقعد لفترة مؤقتة دون أن يسعى للترشح لاحقًا في انتخابات ذلك المقعد، مما أثار جدلاً حينها حول دور الحاكم في اختيار خليفته وأهمية هذا القرار.
وتأتي هذه الأخبار عن رحيل محتمل لروبيو باتزامن مع مهمة تجارية لديسانتيس في أوروبا، مما يضفي على المشهد مزيدا من التعقيد.
ويُعرف عن روبيو أنه من الداعمين البارزين لترامب طوال حملة 2024، بل وكان من بين أبرز المرشحين لشغل منصب نائب الرئيس في مرحلة معينة، ما يعزز فرصه للانضمام إلى فريق إدارة ترامب القادمة.
وفي ظل هذه التطورات، يتابع الجميع باهتمام كبير الكيفية التي سيتعامل بها الحاكم ديسانتيس مع هذا الشاغر المحتمل، وما إذا كان سيختار شخصية تعزز قوته السياسية في الولاية، أم أنه سيختار شخصًا يمكنه التعاون معه لضمان استمرار تأثيره السياسي القوي في المشهد الفيدرالي والمحلي على حد سواء.