عين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الاثنين، مستشاره السابق، ستيفن ميلر، المتشدد حيال ملف الهجرة، نائبا لكبير موظفي البيت الأبيض للسياسات في إدارته الجديدة.
ويعد هذا التعيين أول العلامات على نية ترامب المضي قدما في سياسته المناهضة للهجرة غير الشرعية، إذ كان ميلر مهندس سياسة الهجرة في إدارة ترامب خلال فترة ولايته الأولى.
وكان ميلر في قلب المحاولة الأولى لفرض حظر السفر على سبع دول ذات أغلبية مسلمة في أواخر يناير 2017
من هو؟
وُلد ستيفن ميلر، البالغ من العمر 39 عاما، في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، لعائلة يهودية.
نشأ في بيت ليبرالي، حيث كان والداه من الديمقراطيين، لكنه قال إنه تحول نحو اليمين، وفق موقع "فوروورد".
يقول موقع "جينيستار" إن جد ميلر من والدته، وولف ليب غلوتزر، وزوجته بيسي، هاجرا إلى الولايات المتحدة من مدينة أنتوبول التابعة للإمبراطورية الروسية (المنطقة تقع في ما يعرف حاليا ببيلاروسيا).
ووفق الموقع الذي يعنى بـ"نسب العائلات" فإن أجداد ميلر وصلوا إلى نيويورك في السابع من يناير عام 1903 على متن السفينة الألمانية "S.S. Moltke"، هاربين من الأعمال المناهضة لليهود التي وقعت بين عامي 1903 و1906 في بيلاروسيا وأجزاء أخرى من الإمبراطورية الروسية.
أثناء دراسته في السنة الثانية من المرحلة الثانوية في عام 2002، بعد هجمات 11 سبتمبر في نيويورك، بدأ ميلر في انتقاد مدرسته الثانوية لما اعتبره توجهات يسارية.
وكتب في عمود صحفي يستذكر تلك الفترة: "خلال ذلك الوقت المروع من المأساة الوطنية، كان العداء لأميركا منتشراً في جميع أنحاء المدرسة كأنه طفح جلدي".
عمله في السياسة
عمل ميلر مع أعضاء مجلس النواب الجمهوريين السابقين مثل ميشيل باخمان من ولاية مينيسوتا، وجون شاديغ من ولاية أريزونا.
وبدءًا من عام 2009، عمل مع السيناتور جيف سيشينز، الجمهوري من ولاية ألاباما، وشغل منصب مدير الاتصالات وساهم في مساعدة سيشينز على هزيمة مشروع قانون إصلاح الهجرة لعام 2013، وفقًا لذات الموقع.
في عام 2021، أسس ميلر منظمة "أميركا فيرست ليغل" التي تُعنى بحماية الولايات المتحدة من تهديد "التحالفات المضادة"، كما يؤكد التعريف الذي تقدمه الهيئة في موقعها الرسمي على الإنترنت.
تقول المنظمة التي يرأسها ميلر: "أمننا، حريتنا، سيادتنا، وأبسط حقوقنا وقيمنا الأساسية يتم تدميرها بشكل منهجي من جانب تحالف غير مقدس من المصالح الخاصة الفاسدة، عمالقة التكنولوجيا الكبرى، وسائل الإعلام المزيفة، والسياسيين الليبراليين في واشنطن".
يذكر أن ميلر كان مستشارًا كبيرًا للسياسات في حملة ترامب الرئاسية لعام 2016، وانضم إلى الإدارة مع سيشينز، الذي أصبح أول مدع عام لترامب.
موقفه من الهجرة
يُعزى إلى ستيفن ميلر تشكيل السياسات المضادة للهجرة خلال ولاية الرئيس ترامب الأولى، والتي تشمل سياسة "درجة التسامح صفر"، والتي شهدت فصل عائلات عن أطفالها، وحظر دخول المسلمين، وإنهاء برنامج الإجراء المؤجل للوصول الخاص بالأطفال (DACA).
وقام ميلر أيضا بـ"حظر" الموظفين المدنيين في الوكالات الحكومية الذين لا يبدون ولاءً كاملاً لأجندته، وفقًا لتعبير تقرير سابق نشرته مجلة "فانيتي فير".
خلال جائحة كورونا، كان قرار إدارة ترامب بوقف إصدار البطاقات الخضراء الجديدة الخاصة بالإقامة مثالاً آخر على موقف ميلر الصارم تجاه الهجرة.
يؤكد ميلر أن أغلب الجرائم التي ترتكب في الولايات المتحدة، ينفذها مهاجرون غير شرعيين، وهو يبني على أساس هذا الموقف سياسته تجاه المهاجرين غير النظاميين.
في حديث سابق عن تأثير الهجرة غير القانونية في الولايات المتحدة، قال ميلر وفق ما ينقل موقع "ساوثرن بوفرتي لو سانتر" الحقوقي "لقد رأيتم ما تفعله بمستويات المعيشة. لقد رأيتم ما تفعله بالأجور. لقد رأيتم ما تفعله من حيث الكارتلات العابرة للحدود. لقد رأيتم ما تسببت فيه من ضحايا أبرياء نتيجة للجريمة من المهاجرين غير الشرعيين.. لقد رأيتم الموت. لقد رأيتم التدمير غير الضروري لأننا لا يمكننا تأمين هذه الحدود".