سيعقد الرئيس جو بايدن محادثات، السبت، مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، على هامش قمة دولية في بيرو، وهو اجتماع وجهاً لوجه يأتي في الوقت الذي تستعد بكين لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وأكد مسؤول كبير في إدارة بايدن، أطلع الصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته قبل الإعلان الرسمي، خطط عقد الاجتماع أثناء وجود الزعيمين في ليما لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. وسيأتي ذلك قبل شهرين فقط من تنصيب ترامب.
ورفض المسؤول التعليق على كيفية تعامل بايدن ومستشاريه مع الأسئلة التي من المؤكد أن يثيرها شي والمسؤولون الصينيون حول إدارة ترامب القادمة أو ما إذا كان بايدن ناقش العلاقة بين الولايات المتحدة والصين مع ترامب خلال زيارة الرئيس المنتخب للبيت الأبيض، الأربعاء.
ولم يقدم المسؤول تفاصيل سوى أن الإدارة القادمة "ستحتاج إلى إيجاد طرق لإدارة هذه العلاقة الصعبة والمعقدة".
ويعمل البيت الأبيض منذ أشهر على ترتيب اجتماع نهائي بين شي وبايدن قبل أن يغادر منصبه في يناير.
وسافر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، إلى بكين في أواخر أغسطس، للقاء نظيره الصيني وجلس أيضًا مع شي. وبعد ذلك، أشار سوليفان إلى أنه قد يكون هناك اجتماع نهائي بين شي وبايدن في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ أو في قمة مجموعة العشرين الأسبوع المقبل في ريو دي جانيرو، والتي من المقرر أن يحضرها الزعيمان.
وسعى بايدن إلى الحفاظ على علاقة ثابتة مع شي حتى مع إثارة إدارته مرارًا وتكرارًا للمخاوف بشأن ما تراه أفعالًا خبيثة من جانب بكين.
وقال مسؤولون استخباراتيون أميركيون إن الصين زادت مبيعاتها إلى روسيا من أدوات الآلات والإلكترونيات الدقيقة وغيرها من التكنولوجيا التي تستخدمها موسكو لإنتاج الصواريخ والدبابات والطائرات والأسلحة الأخرى لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.
وفرضت الإدارة الأميركية، الشهر الماضي، عقوبات على شركتين صينيتين متهمتين بمساعدة روسيا بشكل مباشر في بناء طائرات هجومية بعيدة المدى تستخدم ضد أوكرانيا.
وذكر موقع "إذاعة صوت أميركا" أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حث الولايات المتحدة، بعد انتخاب ترامب، على إيجاد الطريقة الصحيحة للتوافق مع الصين في العصر الجديد، بما يعود بالنفع على "كلا البلدين والعالم الأوسع".
ووفقًا لبيان أصدرته وكالة أنباء شينخوا الرسمية الصينية، في ٧ نوفمبر، أعرب شي جين بينغ عن أمله في أن "يتمسك الجانبان بمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، وتعزيز الحوار والتواصل، وإدارة الخلافات بشكل صحيح وتوسيع التعاون المتبادل المنفعة".
وعلى شبكة الإنترنت الصينية، يقول بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إنهم يتوقعون أن يفرض ترامب تعريفات جمركية عالية على المنتجات الصينية، لكنهم أعربوا عن آراء متباينة حول كيفية تأثير الحرب التجارية الوشيكة على الاقتصاد الصيني، بحسب الموقع.
وفي أغسطس الماضي، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن فوز ترامب بانتخابات الرئاسة سيكون بمثابة "كابوس للصين"، التي تستعد لجولة ثانية أكثر صعوبة من الحرب التجارية إذا عاد الرئيس السابق للبيت الأبيض.
واندلعت حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين عام 2018 عندما فرض ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى، رسوما جمركية تصل إلى 25 بالمئة على واردات بقيمة 350 مليار دولار من الصين، تمثل 65 بالمئة من إجمالي واردات عام 2018. فيما ردت بكين بفرض رسوم جمركية على السلع الأميركية.
ومن المتوقع بعد فوز ترامب بالسباق الرئاسي أن تكون الجولة الثانية "أكثر صعوبة" لأن الرسوم الجمركية ستكون أعلى في ظل المخاطر المرتفعة التي تحيط بالاقتصاد الصيني، وفق تقرير "وول ستريت جورنال".
ويقول خبراء الاقتصاد، وفق "وول ستريت جورنال"، إن هذه التأثيرات سوف تتكرر وتتضاعف هذه المرة لأن ترامب سوف يفرض رسوما جمركية على كل الواردات الصينية.
وتعهد ترامب برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 60 بالمئة أو أكثر إذا فاز في الانتخابات الرئاسية هذا العام.