أثارت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول ضم الضفة الغربية قلقا لدى الإدارة الأميركية، التي رأت في هذه الخطط عقبة أمام جهود السلام في المنطقة. وجاءت التحذيرات الأميركية لتؤكد أن افتراض دعم واشنطن لهذه الخطط ليس مضمونا، حتى مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة.
المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، قال إن التصريحات التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشأن ضم الضفة الغربية لإسرائيل "ليست مؤاتية لبناء سلام دائم".
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، عن مصادر مطلعة، أن مسؤولين اثنين على الأقل من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وجهوا تحذيرات لوزراء إسرائيليين بارزين من فكرة افتراض أن ترامب سيدعم مخططات ضم الضفة الغربية خلال ولايته الثانية.
مايك هاكابي، مرشح الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب السفير الأميركي في إسرائيل، قال في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي "سأعتبر دعم هذا الهدف شرفا عظيما بالنسبة لي" لكنه أوضح "أنا لا أقرر السياسة، ولكنني سأقوم بتنفيذ السياسة التي يحددها الرئيس".
وقال غوردون غراي، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى، في تصريح لقناة "الحرة" إن سياسة إدارة الرئيس بايدن كانت واضحة منذ البداية برفض ضم أرض فلسطينية إلى إسرائيل، والسبب برأيه، "ليس فقط لأنه غير قانوني، بل أيضا سيمثل عقبة كبيرة في مفاوضات السلام".
واستبعد غراي أن يتخذ الاسرائيليون "إجراءات متسرعة" في الأيام الأخيرة من عمر إدارة بايدن، وقبل تسنم ترامب منصبه الرئاسي في يناير المقبل.
وأضاف نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى أن العديد من الشخصيات المقربة لترامب حذرت هي الأخرى من تبعات طموح إسرائيل بضم الضفة الغربية.
وقلل غراي من شأن تصريحات المرشح الجديد لمنصب السفير الأميركي لدى إسرائيل، مشيرا إلى أنها "لا تعكس موقف الحكومة الأميركية الرسمي".
وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أثار الجدل بتصريحاته بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية، في وقت كشفت تقارير إعلامية عبرية عن تحذيرات أميركية من أنه لا ينبغي الافتراض أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب سوف تدعم مخططات الضم.
وقال سموتريتش، الاثنين، خلال اجتماع كتلة حزبه "الصهيونية الدينية" في الكنيست إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية "فرصة" لضم الضفة الغربية لإسرائيل.
لكن صحيفة تايمز أوف إسرائيل نقلت الثلاثاء، عن مصادر مطلعة أن مسؤولين اثنين على الأقل من إدارة ترامب السابقة، وجهوا تحذيرات لوزراء إسرائيليين بارزين من فكرة افتراض أن الرئيس المنتخب سوف يدعم مخططات ضم الضفة الغربية خلال ولايته الثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك التحذيرات جاءت قبل إعلان سموتريتش، ما يعني أن الوزراء المتشددين في حكومة بنيامين نتانياهو لم يلتفتوا إلى تلك التحذيرات.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد غدعون ساعر، قال أيضا، الاثنين، إن إنشاء دولة فلسطينية ليس أمرا "واقعيا"، خلال مؤتمر صحفي في القدس.
وانتقدت رئاسة السلطة الفلسطينية تصريحات الوزير بشأن فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مؤكدة في بيان أن تلك التصريحات تؤكد أن الحكومة الإسرائيلية "تنوي استكمال مخططاتها بالسيطرة على الضفة عام 2025".
ويتمتع ترامب بعلاقة وثيقة مع نتانياهو الذي وصف فوز الجمهوريين في الانتخابات بأنه "انتصار كبير".