الولايات المتحدة- مستشفى- تعبيرية
استقبلت مستشفيات في الولايات المتحدة حالات إصابة بجرثومة "إي كولاي"

توفي شخص وأصيب ما لا يقل عن 39 آخرين بجرثومة "إي كولاي" في عدد من الولايات الأميركية بعد تناول جزر عضوي ملوث بالبكتيريا.

وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي.دي.سي"، في بيان الأحد، إنها رصدت حالات الإصابة في 18 ولاية أميركية.

وظهرت الحالات، بحسب البيان، بين 6 سبتمبر و28 أكتوبر، فيما سجلت ولايات واشنطن ومينيسوتا ونيويورك أعلى عدد من الحالات. 

صورة تظهر الولايات التي سجلت حالات إصابة بجرثومة "إي كولاي" – "سي.دي.سي"

وحذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من أن تفشي العدوى ربما وصل إلى ولايات إضافية، وأن العدد الفعلي للمصابين من المرجح أن يكون أعلى بكثير مما أُبلغ عنه. إذ قد يتعافى البعض من العدوى دون مراجعة طبيب أو الحصول على رعاية طبية، كما ترجح الوكالة الصحية في بيانها.

تحقيقات

تشير التحقيقات إلى أن شركة فلاحية كانت المورِّد للجزر العضوي الذي استهلكه المصابون، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

من جانبها، بدأت الشركة، وهي واحدة من أكبر منتجي الجزر في العالم، السبت، في سحب كميات وعلامات تجارية عديدة من الجزر العضوي الصغير والكامل من الأسواق، حسبما أفادت به الإذاعة الوطنية العامة "إن.بي.آر".

ويشمل ذلك الجزر العضوي الصغير الذي يحمل تاريخ انتهاء صلاحية بين 11 سبتمبر و 12 نوفمبر، والجزر العضوي الكامل الذي بيع في المتاجر في الفترة من 14 أغسطس إلى 23 أكتوبر.

وحثت الشركة الموجود مقرها في ولاية كاليفورنيا، المستهلكين الذين لا يزال لديهم في ثلاجاتهم كميات من الجزر الملوث بالبكتيريا على التخلص منه وتعقيم أي أسطح تواجد المنتج عليها.

وأكدت الشركة أن المزارع المتورطة في انتشار هذه العدوى أبعدت من سلاسل الإنتاج، بحسب "إن.بي.آر".

خطورة العدوى

تعيش بكتيريا "إي كولاي" عادة في أمعاء الإنسان والحيوانات مثل الأبقار. ولا تسبب أغلب سلالات هذه الجرثومة المرض، لكن الأنواع التي تنتج السموم منها هي الأكثر خطورة.

وقالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إن منتجات الجزر، التي جرى سحبها من الأسواق، ربما تكون ملوثة بنوع "إي كولاي" المنتجة لسموم "شيغا"، وهي مجموعة من السموم البكتيرية القوية التي تؤثر على خلايا الجسم عن طريق تعطيل إنتاج البروتين، مما يؤدي إلى تلف الخلايا، وقد يتسبب في حالات مرضية خطيرة، مثل الإسهال الدموي، ومتلازمة "انحلال الدم اليوريمية" التي يمكن أن تؤثر على الكلى بشدة.

وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها  إن عدوى "إي كولاي" يمكن أن تسبب الإسهال والتهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي وتسمم الدم وأمراض أخرى.

وعادة ما تظهر الأعراض بعد ثلاثة إلى أربعة أيام من تناول الطعام الملوث بالبكتيريا.

ويتعافى معظم الأشخاص من تلقاء أنفسهم بعد خمسة إلى سبعة أيام.

رغم ذلك، يمكن أن تؤدي العدوى في بعض الأحيان إلى حالة صحية خطيرة تسمى "متلازمة انحلال الدم اليوريمية"، والتي يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي، ومشاكل صحية دائمة، وحتى الموت.

وحتى الآن، من بين الحالات الـ39 التي راجعتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لم تتطور "متلازمة انحلال الدم اليوريمية" إلى أي منها حسبما أفاد به موقع الإذاعة الوطنية العامة.

استوديو الحرة في فرجينيا أطفأ كاميراته بينما لا تزال الاستوديوهات في دبي تعمل لإكمال المسيرة
استوديو الحرة في فرجينيا أطفأ كاميراته بينما لا تزال الاستوديوهات في دبي تعمل لإكمال المسيرة

 بينما تشهد غرفة الأخبار في فرجينيا الأميركية خروج معظم فريقها في إجازة مؤقتة غير مدفوعة، يتواصل بث قناة "الحرة" من مكتب دبي بوتيرة متصاعدة، مع فريق متكامل من الصحفيين والفنيين، حمل المشعل بكفاءة ومهنية، مؤكداً أن صوت الحقيقة لا يخبو مهما تبدلت الظروف أو تعاظمت التحديات.

في المقر الرئيسي للقناة في سبرينغفيلد بفرجينيا، حيث اعتادت أروقة المبنى على حركة دؤوبة ونقاشات تحريرية محتدمة، يخيّم الآن صمت غير معتاد. 

صورة من مكتب قناة الحرة في فرجينيا

الشاشات مطفأة، المقاعد فارغة، والميكروفونات صامتة.. ما كان بالأمس مركزا نابضاً بالحياة والإبداع، بات اليوم في حالة استراحة مؤقتة، مع خروج مئات الصحفيين والفنيين والإداريين في إجازة غير مدفوعة لأسبوعين، ضمن خطط إدارية لمواجهة مشاكل تمويلية طارئة. 

هذه الخطوة جاءت في أعقاب قرار مفاجئ من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإلغاء تمويل البث الدولي، وإلغاء تمويل صوت أميركا، وراديو أوربا الحرة، وقناة "الحرة"، بعد يوم واحد فقط من مصادقة الكونغرس على تمديد الميزانية الفيدرالية حتى سبتمبر.

وبينما تسعى إدارة القناة لإيجاد حلول قانونية وتشريعية للأزمة، تتواصل عمليات البث والإنتاج من مكتب دبي بوتيرة متصاعدة، حيث يعمل الفريق هناك بطاقة مضاعفة لتعويض غياب الزملاء في المقر الرئيسي، مع الحفاظ على مستوى الخدمة المعهود.

غرف التحرير تملؤها النقاشات والاستوديوهات تعمل والبرامج تبث في مواعيدها، ومراسلو القناة يتنقلون بين المواقع في المنطقة ليكونوا عين الجمهور من كل مكان.

متمسكة بالتزام صارم: لا تراجع عن المهنية، لا تقليص للمحتوى، ولا تنازل عن الجودة.. تقدّم قناة "الحرة" مرة أخرى درسا صحفيا ومؤسساتيا لنموذج إعلامي رائد لا تحدّه الحدود الجغرافية، ولا تُعيقه التحديات المالية المؤقتة، ولا الظروف السياسية المتغيرة.

وفي هذا السياق، شدد الرئيس والمدير التنفيذي لشبكة الشرق الأوسط للإرسال، جيفري غيدمان، على أن الشبكة "هي الوحيدة الممولة من قبل الولايات المتحدة والتي تبث باللغة العربية".

وتشمل التلفزيون والوسائل الرقمية، وتمتد تغطيتها إلى 22 دولة عبر العالم العربي، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا.

وأضاف غيدمان: "نحن نريد أن نسلط الضوء على القصة الأميركية.. نريد أن يكون لدى مستمعينا، ومشاهدينا، وقرائنا فهماً أفضل لما يحدث في الولايات المتحدة من خلال السياسة في واشنطن".

واستطرد: "نحن أيضًا مهتمون بالديمقراطية والتنمية. ومهتمون بما تفعله دول مثل إيران والصين وروسيا عبر المنطقة. لذا أعتقد أن الشبكة اليوم ما زالت ذات صلة بشكل كبير، ولدينا مواهب رائعة تعمل لدينا".

وفيما يتعلق بالنجاح الذي حققته الحرة، قال غيدمان: "لدينا أدوات، رغم أنها غير كاملة، لقياس النجاح. في الأسبوع الجيد، نصل إلى 30 مليون شخص أو أكثر عبر المنطقة. ثم، بالطبع، من الناحية النوعية، بما أن جمهورنا هو أساسًا، إذا جاز لي القول، صناع القرار والأشخاص المؤثرين وفي الحكومة والإعلام وفي تلك المجالات ذات التأثير الكبير، لذلك لدينا الكثير والكثير من التفاعل والتواصل والشهادات".

وربما تكون الرسالة الأسمى التي نقدمها لجمهورنا في هذه الأيام: في زمن التحديات، ترفع الحرة شعارها "الحقيقة أولاً"، مؤكدة أن المهنية الحقيقية تخلق دائماً بدائلها، وأن صوت الحقيقة سيظل مسموعا مهما تغيرت الظروف.

من فرجينيا إلى دبي، ومن دبي إلى كل بيت عربي، تستمر قناة الحرة في تقديم نموذج فريد للإعلام الذي يتجاوز الحدود والعقبات، متمسكة بقيمها الأساسية ورسالتها الإعلامية الهادفة، حتى في أصعب لحظاتها.