اعتبارا من يناير المقبل، ستباشر لجنة "الكفاءة الحكومية" في واشنطن مهامها، بقيادة الملياردير إيلون ماسك، وزميله المرشح الجمهوري السابق لانتخابات الرئاسة فيفيك راماسوامي، لكن هذه اللجنة تثير الجدل بين الأميركيين بشأن طبيعة عملها والمهام الموكله إليها.
الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، يأمل أن تضبط اللجنة الإنفاق الحكومي، بل وخفضه بمقدار تريليوني دولار، كما تعهد ماسك.
لكن لجنة الكفاءة الحكومية تثير الجدل في الأوساط الأميركية، بشأن الدور الذي ستقوم به، وانعكاساتها على عمل المؤسسات الفيدرالية.
"الناس قلقون من خسارة وظائفهم، وسيكون من الصعب على ترامب أن يمرر هذه الفكرة، وسيتواصل الناس مع ممثليهم في الكونغرس ويبلغونهم بأن هذا سيهدد قوتهم اليومي" يقول تشارلز ويلسون، رئيس الحزب الديموقراطي في واشنطن خلال مقابلة مع قناة "الحرة" بشأن الموضوع.
ويضيف: "تهديد وظائف العمال فقط لأنهم يدعمون هذا الحزب أو ذاك، ليست سياسة جيدة. هذه ليست الطريقة الأميركية. دافعوا الضرائب يتفقون بأن هناك تبذيرا حكوميا، لكن هذا يتم من الحزبين، وهناك تبذير من القطاع الخاص لأن بعض الشركات تزور حساباتها المالية".
لن تكون المؤسسة الجديدة، بإدارة ماسك وراماسوامي، وزارة، بل مجموعة أو لجنة تعمل من خارج الحكومة، لها مختلف الصلاحيات للاطلاع على أداء المؤسسات الحكومية ونفقاتها، بحسب تصريحات لترامب.
ويقول النائب الجمهوري السابق عن ولاية ميشيغان كلينت كيستو لقناة "الحرة": "أعتقد أنها فكرة عظيمة، وأن هذا أوانها. الجمهوريون والديموقراطيون استمروا في الماضي بزيادة حجم الحكومة، وهناك عدم كفاءة في القطاع العام. الحكومة مستمرة في التوسع، ويجب التخلص من التبذير والاحتيال".
ويضيف: "الديموقراطيون يرون هذا تهديداً، لأن ناخبيهم يريدون منهم زيادة حجم الحكومة على حساب دافعي الضرائب".
ومنذ ظهور الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، إلى جوار دونالد ترامب، خلال الحملة الانتخابية، ثارت تكهنات بشأن الدور الذي سيلعبه أغنى رجل في العالم، في الحياة السياسية الأميركية، في حال فاز المرشح الجمهوري بسباق الرئاسة.
بدأت رحلة ماسك مع ترامب بمنشور على منصته "أكس" كتبه في غضون دقائق بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها ترامب في يوليو الماضي، معلنا فيه صراحة دعم ترامب في السباق.
وتوطدت علاقة المليارديرين مع مواصلة الأخير سباقه الانتخابي المحتدم ثم إعلان النصر، ليل الخامس من نوفمبر.
والأربعاء الماضي، انكشف أخيرا الدور الذي سيلعبه صاحب بعض أكبر الشركات في العالم، بعدما أعلن ترامب، الرئيس المنتخب حديثا، أن ماسك سيتولى الإشراف على لجنة "الكفاءة الحكومية" .
وبحسب دونالد ترامب، ستقدم اللجنة "المشورة والتوجيه من خارج الحكومة"، والهدف "تفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات الباهظة وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية".
وأمام إيلون ماسك مهلة حتى الرابع من يونيو 2026 للانتهاء من المهمة، وفق ترامب، لكن الميلياردير الأميركي توقع أن ينهي المهمة قبل ذلك الوقت بكثير.
وتم إطلاق الحساب الرسمي للجنة على منصة "أكس"، الأربعاء، وجاء في أول منشور أنها ستعمل على "ضمان إنفاق أموال الضرائب بحكمة".
وكان لافتا أنها طلبت تعيين موظفين "ثوريين" يعملون لديها، على أن يكونوا مستعدين "للعمل لمدة 80 ساعة أو أكثر في الأسبوع".