أميركا

فوكوياما يتحدث لـ"الحرة" عن الحرب بالشرق الأوسط و"حقيقة" محور الشر

-- تحالف "لم يحدث من قبل" بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية --- "عالم متعدد الأقطاب" تصعد فيه "قوى متوسطة" مثل تركيا وإيران ودول الخليج-- الولايات المتحدة "فشلت تماما" في فرض نظام على الشرق الأوسط بعد 2003، وترامب لن ينجح أيضا لو حاول. -- أي استقرار في الشرق الأوسط يلزمه حكومات متماسكة، ومؤشرات إيجابية في الخليج. -- -- النظام والمجتمع في أميركا سيمنعان ترامب من الانتقام لكن الديمقراطية والمؤسسات ستتضرر-- الذكاء الاصطناعي سيزيد الفجوة بين الدول، والإعلام الرقمي مدمر. -- روسيا تريد استعادة الاتحاد السوفيتي لكنها غير قادرة، ووقف الدعم الأميركي لأوكرانيا سيزيد من عدم الاستقرار.-- الصين ستظل قوية لكن عجلة النمو لن تتسارع مثلما كانت قبل 10 سنوات. --
الحرة - واشنطن
12 ديسمبر 2024

عندما قدم جد المؤرخ الأميركي من أصول يابانية، فرانسيس فوكوياما، إلى الولايات المتحدة، لم تكن الدولة الأميركية هي تلك التي نعرفها الآن، كانت أميركا تتحول تدريجيا وتتغير حالة الديمقراطية فيها كما تغيرت علاقتها بالعالم.

في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" تحدث الأستاذ الجامعي البارز صاحب كتاب "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" الصادر عام 1992، عن حالة الديمقراطية والهوية الأميركية التي عادت لواجهة النقاش السياسي مع عودة دونالد ترامب، كم تحدث عن الحرب في الشرق الأوسط وعن رؤيته لمواضيع أميركية داخلية وأخرى عالمية.

ماذا جرى في أميركا؟ 

يستشهد المؤرخ، المولود في شيكاغو والحاصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد في العلوم السياسية، قصة جده لشرح الحالة الأميركية. 

خلال الحرب العالمية الثانية، فقد الجد عمله، وظل لثلاث سنوات حبيس معسكر خاص بذوي الأصول اليابانية. 

كانت الولايات المتحدة تظن أن فوكوياما الجد من مؤيدي اليابان في الحرب العالمية الثانية. لكن، بعد سنوات، قدمت أميركا الاعتذار للجالية اليابانية وصرفت لهم التعويضات المناسبة. 

كانت أميركا تتحول تدريجيا

وبحلول حقبة الحقوق المدنية في ستينيات القرن الماضي، نال الأميركيون من أصول أفريقية حقوقهم المدنية وانتقلت الهوية الأميركية من واحدة قائمة على العنصر والنوع إلى أخرى قائمة على التعددية والتنوع. 

"حياتي كانت ستكون مختلفة لو لم يحدث هذا التحول"، يقول فوكوياما. 

يعتقد المؤرخ أن الولايات المتحدة تمر حاليا بحالة من عدم اليقين مع انتخاب دونالد ترامب، لأنه لا يؤمن بالأفكار الليبرالية، وهذا الأمر "سيحدث ضررا كبيرا بالديمقراطية الأميركية". 

يشرح فوكوياما بأن النظام الأميركي قائم على فكرة الفصل بين السلطات، وهذا النظام لا يزال قائما في غالبيته، فلدينا سلطة قضائية قوية وقفت ضد ترامب في ولايته الأولى، وبيروقراطية لم تفعل كل ما أمرها به، ولدينا صحافة حرة تستطيع انتقاد الرئيس. 

هذا النظام على الأرجح سيمنع ترامب من الانتقام من خصومه لأن فكرة "الحكومة السلطوية" بعيدة عن التجربة الأميركية، كما أن المجتمع لن يقبل بحدوث ذلك، يقول. 

لكن... بلا شك سوف تضع مثل هذه المحاولات ضغطا على المؤسسات. 

أما لماذا خسر الحزب الديمقراطي؟ 

يتحدث فوكوياما عن حالة استقطاب قائمة بالفعل منذ سنوات، لكن المفاجأة كانت خسارة الحزب لفئاته التقليدية، خاصة الطبقة العاملة، دعامته الرئيسية التي أوصلته للسلطة في استحقاقات سابقة. 

وهناك تفسيرات مختلفة، يشرح المؤرخ. من بينها ما قاله السيناتور البارز، بيرني ساندرز، وهي أن الحزب لم يكن يساريا أو تقدميا بما فيه الكفاية فيما يتعلق بسياساته الاقتصادية. 

آخرون يرون أن الحزب كان يجب عليه أن يميل إلى الوسط أكثر في قضايا مثل الإجهاض وحقوق مجتم الميم عين. 

يتحدث فوكوياما عن "صراع" بين هذه التفسيرات، وكيف أن هذا الصراع لم ينته بعد، لكن "من المؤكد أن الحزب لن يعود إلى سابق عهده إلا بالاقتراب أكثر من الناس العاديين، خاصة الطبقة العاملة، الذين تحولوا خلال السنوات الماضية إلى الحزب الجمهوري، يقول. 

يؤكد: "مستقبل الحزب يعتمد على استعادة الطبقة العاملة". 

كانت المفاجأة أيضا "انتفاضة العرب والمسلمين ضد الحزب"، والتي هي بحد ذاتها "دليل آخر على أن الديمقراطية الأميركية تعمل، وأن الأميركيين مسموح لهم بالتعبير عن آرائهم بحرية". 
لكن العرب والمسلمين "لم يفكروا جيدا في عواقب ذلك"، لأن ترامب "أكثر تأييدا لإسرائيل، على عكس ما يتوقعون"، أما بايدن فقد انتقدها على الأقل، وقيد وصول الأسلحة إليها، وكان واعيا بالضرر الذي يحدث للفلسطينيين، وفي مقابل ذلك هناك ترامب الذي "لا يكترث كثيرا بالقضية الفلسطينية، وربما سوف يؤيد ضم الضفة الغربية"، يقول فوكوياما. 

"تدمير" وأمل 

يتحدث فوكوياما عن "تدمير" و"مأساة" حلتا بالشرق الأوسط. 

يعتقد أن الشرق الأوسط يمر بـ"سابقة تاريخية" وهي أن الدول تتعامل مع ظروفها الأمنية من خلال استخدام الوسائل العسكرية. 

لكن، رغم قتامة الوضع هناك بارقة أمل. يتحدث المؤرخ عن عناصر "إيجابية" تنبئ بمستقبل جيد. 

لا يستبعد تعزيزا للديمقراطية في دول الشرق الأوسط، ويشرح ذلك: "هناك دول خليجية مثلا اتخذت إجراءات نحو سيادة القانون، ولديها حكومات مستقرة، ووفرت الأمن لمواطنيها، وحسنت اقتصادها". 

ويرى أن أي نوع من الاستقرار شهدته المنطقة يعود إلى وجود حكومات متماسكة، وهو ما يعني ازدهارا اقتصاديا، ومردودا إيجابيا على مناح أخرى في الحياة. يقول: "لا أشعر باليأس أبدا من تحسن الوضع في الشرق الأوسط". 

يدلل على التغير الإيجابي بتحسن وضع المرأة في الشرق الأوسط، فهناك المزيد من الفتيات في فصول الدراسة الجامعية، ولهذا مرود إيجابي على الاقتصاد لأن أي اقتصاد جيد يعتمد على التعليم الجيد، وهذا أمر سينعكس إيجابا على المجتمع لأن تعليم أكثر من نصف المجتمع (المرأة) سيؤدي إلى تغييرات اجتماعية كبيرة. 

لكنه يأسف لأن السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط تتأثر بعوامل محلية وبعض هذه العوامل غير إيجابية، وعلى سبيل المثال، فإن تقلص اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبي أثر على رؤية الولايات المتحدة للمنطقة، وخلق سياسة غير متماسكة وحالة من عدم اليقين والاستقطاب، ومع انتخاب ترامب يعتقد أن حالة عدم اليقين سوف تزداد لأننا لا نعرف كيف سيتعامل مع الصراعات. 

يقول إن الولايات المتحدة حاولت فرض نظام على المنطقة بعد غزو العراق في 2003 "وفشلت في ذلك تماما"، ولا يعتقد أن ترامب سوف ينجح أيضا لو حاول التدخل في المنطقة. 

ترامب والعالم

انتخاب ترامب سيكون سيئا أيضا لأوكرانيا، لأنه متردد في استمرار المساعدات، ويريد اتفاق سلام يشمل التنازل عن أراض أوكرانية، وتعهدا من كييف بعدم الانضمام للناتو أو الحصول على ضمانات أمنية أجنبية، يقول فوكوياما. 

"ترامب وعد بالخروج من الناتو، وليس واضحا ما إذ كان قادرا على فعل ذلك، لكن لو فعل، سيضعف التحالف وسيتزعزع الاستقرار في أوروبا وآسيا"، يؤكد. 

لكن، هل تحدث حرب نووية؟  "على الأرجح لا" لأن التكلفة ستكون كبيرة جدا. 

لكننا نمر بمرحلة من تراجع الديمقراطية، "والصراعات الجيوسياسية التي لم نرها منذ منتصف القرن العشرين بدأت تعود". 
يشرح: روسيا الآن أكثر ثقة بنفسها، ووضعها أفضل في ساحة المعارك مع أوكرانيا مع تراجع في الدعم الأميركي لكييف، وهذا يعني أنها لن تكون قادرة على تسوية الصراع بطريقة تخدم مصالحها. 

وروسيا لا تسعى فقط لاستقطاع أجزاء من أوكرانيا، ولكن استعادة الاتحاد السوفييتي والدول التي انحلت منه بدءا من أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا ودول البلطيق، وهذا سيعني مزيدا من عدم الاستقرار إذا توقفت الولايات المتحدة عن "استيعاب أوكرانيا". 

هل يعود الاتحاد السوفييتي؟ 

يعتقد فوكوياما أنها ستكون مهمة صعبة فليس لدى روسيا موارد الحقبة السوفييتية، واقتصادها قائم على بيع النفط والغاز ولم تعد قادرة على بيعه كما كانت تفعل من قبل، وهي أقل تطورا تكنولوجيا من الغرب، لذلك فهي وضعية "أضعف" مما كانت عليه خلال الحقبة السوفيتية. 

ماذا عن الصين؟ 

يقول إن الصين باتت أقل حرية في عهد شي، وتراجع اقتصاد السوق، بعد محاولة الدولة تفكيكه وزيادة سيطرتها على الموارد. هذا الأمر أضر بالاقتصاد وتراجع النمو وسوف يستمر في التراجع. "الصين ستظل قوية لكن عجلة النمو لن تتسارع مثلما كانت قبل 10 سنوات" يقول المؤرخ. 

بالإجمال، يعتقد فوكوياما أننا نتجه إلى عالم متعدد الأقطاب أكثر، هذا لا يعني بالضرورة مراكز قوى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا فقط، لكن أيضا قوى متوسطة مثل تركيا وإيران ودول الخليج التي باتت أكثر نفوذا، "وهذا أمر جيدا لان هذا الدول تستطيع أن تكون استقلالية في تحديد مساراتها". 

على المدى البعيد "ليس واضحا أن نرى توازنا مختلفا للقوى حول العالم"، يقول، لكنه يتوقع "ضعفا" للولايات المتحدة. 
هناك جنود كوريون شماليون يحاربون إلى جانب الروس في أوكرانيا، وهناك إيران التي تزود الروس بالأسلحة والمعدات، والصين التي تزودها بالتقنية، يقول. 

وهذا يعني أننا نرى تحالفا حقيقيا ودعما عسكريا متبادلا بين هذه الدول، وهذا "أمر لم يحدث من قبل" وهذا يعني أيضا أن "الضعف والانقسام في الغرب يحدث في التوقيت الخطأ". 

يخلص فوكوياما إلى القول إن دول "دول محور الشر"، وهو المصطلح الذي أطلقه جورج بوش الابن، بات حقيقة واقعة الآن. 

فجوة رقمية 

بعيدا عن التحليل الجيوسياسي، يرى فوكوياما أن انتشار الإعلام الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي بات يشكل هاجسا مع التطور الذي طرأ على هذه المجالات خلال السنوات القليلة الماضية. 

يعتقد أن تأثير الإعلام الرقمي بات "مدمرا" لأنه خلق عالما معلوماتيا بديلا سهل نشر المعلومات المضللة، لأن أي شخص بات يستطيع أن يقول ما يشاء مع أقل قدر من المحاسبة. 

تأثير الذكاء الاصطناعي أيضا بات أكثر تعقيدا فقد أحدث تشتتا لكنه أيضا مفيد في نواح أخرى: زيادة الإنتاجية الاقتصادية وتعزيز المساواة.

الحرة - واشنطن

لاجئون أفغان قرب حدود أفغانستان وإيران - أرشيفية
لاجئون أفغان (صورة تعبيرية- رويترز)

أصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا يوقف برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، مما أثر بشكل كبير على عشرات آلاف اللاجئين حول العالم، وخاصة الأفغان.

و هذا القرار لم يأتِ بمعزل عن السياسات المتشددة التي تبنتها إدارة الرئيس الجمهوري تجاه الهجرة واللجوء، حيث يعكس نهجًا يضع الأولوية لما يُعتبر مصلحة الأمن القومي الأميركي من وجهة نظر ترامب.

تاريخيًا، يُعتبر برنامج اللجوء الأميركي أحد أبرز البرامج الإنسانية العالمية التي تهدف إلى حماية الأفراد من الاضطهاد والحروب. 

إلا أن القرارات الأخيرة تركت عشرات الآلاف من الأشخاص في حالة من عدم اليقين، بمن فيهم أولئك الذين خاطروا بحياتهم لدعم الجهود الأميركية في أفغانستان على مدى نحو عقدين.

خلفية برنامج اللجوء

برنامج قبول اللاجئين الأميركي (USRAP) يعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية، حيث تم تصميمه لتوفير ملاذ آمن للأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد. 

ويتضمن البرنامج عملية فحص دقيقة تشمل التحقق من الخلفية الأمنية والصحية للاجئين، لضمان توافقهم مع متطلبات الدخول إلى الولايات المتحدة.

وفي العقدين الأخيرين، أصبح البرنامج أداة أساسية لإعادة توطين اللاجئين من دول مثل العراق، وسوريا وأفغانستان، ودول أفريقية تعاني من النزاعات. 

كما ذلك البرنامج يعد أيضًا وسيلة لتحقيق التزامات أخلاقية تجاه الحلفاء الذين ساعدوا القوات الأميركية في العديد من الدول مثل العراق وأفغانستان.

تعليق برنامج اللجوء

عقب تنصيبه رئيسا للبلاد، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يوقف برنامج قبول اللاجئين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "غير قادرة على استيعاب تدفق اللاجئين والمهاجرين بشكل يضمن المصلحة الوطنية." 

وشمل القرار إلغاء جميع الرحلات المجدولة للاجئين الذين حصلوا مسبقًا على الموافقة، وتعليق معالجة الطلبات الجديدة.

وفقًا لوثيقة حصلت عليها  شبكة "سي إن إن"، فإن القرار ألغى رحلات حوالي 10,000 لاجئ كانوا يستعدون للقدوم إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك آلاف اللاجئين الأفغان.

المتضررون الرئيسيون

  • العاملون مع القوات المسلحة: يشمل القرار آلاف الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأميركي كموظفين أو مترجمين، والذين تأهلوا للحصول على تأشيرات خاصة (SIV). 

ورغم أن تلك التأشيرات لم تُذكر في القرار التنفيذي، إلا أن تعليق البرنامج عرقل جهودهم للانتقال إلى الولايات المتحدة.

  • النساء والأقليات: خصوصًا الناشطات والصحفيات، اللواتي تأثرن بشكل كبير نتيجة للقيود المفروضة من طالبان، وكثير منهن هربن إلى دول مجاورة مثل باكستان وقطر على أمل الحصول على إعادة توطين في الولايات المتحدة.
  • أصحاب طلبات لم الشمل: أسر بأكملها كانت تنتظر لمّ شملها في الولايات المتحدة تُركت في مواجهة مصير مجهول، كما أفادمدير السياسات في منظمة "خدمة الكنيسة العالمية"، دانيلو زاك.

الحياة  تحت وطأة طالبان

تعاني النساء الأفغانيات من قيود متزايدة منذ استعادة طالبان السيطرة على البلاد في 2021، بما في ذلك حظر التعليم والعمل.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير حديث لها أن بعض النساء، مثل سبيسالي زازاي (52 عامًا)، اضطررن إلى الانتظار لسنوات في دول مجاورة مثل باكستان. 

وتقول زازاي: "العودة إلى أفغانستان ليست خيارًا. لا شيء تبقى للنساء هناك."

من جانبها، أعربت منظمات إنسانية مثل"اللجنة الأميركية للاجئين والمهاجرين" عن قلقها العميق، إذ وصرّح رئيسها إسكندر نيغاش: "هذا القرار يعرّض حياة اللاجئين للخطر ويقوّض القيادة الأخلاقية لأميركا."

منظمة "إكزودوس ريفيوجي إمغريشن" في ولاية إنديانا أشارت إلى أنها كانت تستعد لاستقبال 118 لاجئًا في فبراير، ولكن تم إلغاء جميع الخطط.

وفي باكستان، ينتظر آلاف اللاجئين الأفغان الحصول على إعادة توطين، بينما أشارت الحكومة الباكستانية إلى نفاد صبرها بشأن بقاء اللاجئين على أراضيها. في عام 2023، أجبرت باكستان حوالي 800,000 أفغاني على العودة إلى بلادهم.

انتقادات.. ومقارنات

تعرضت إدارة ترامب لانتقادات واسعة بسبب سياساتها المتشددة تجاه اللاجئين، مقارنة بمواقف إدارة سلفه، الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، التي رفعت سقف القبول إلى 100,000 لاجئ سنويًا.

وفي هذا الصدد، أشار آدم بيتس من مشروع المساعدة الدولية للاجئين إلى أن "تعليق البرنامج يُعد هجومًا مباشرًا على وعود الولايات المتحدة تجاه الأفغان الذين خاطروا بحياتهم لدعمها."

تداعيات إنسانية

وحسب منظمات حقوقية، فإن تعليق البرنامج أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، فقد حذر يان إيغلاند، الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي، من أن وقف المساعدات الأميركية سيزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية في أفغانستان.

ومع تعليق الرحلات والبرامج، يبقى آلاف اللاجئين عالقين في بلدان وسيطة مثل قطر وباكستان، مما يهدد حياتهم ومستقبلهم.

وفي هذا الصدد قالت، هوميرا حيدري،  وهي صحفية أفغانية تبلغ من العمر 28 عامًا: "كنا نأمل في بناء مستقبل لعائلاتنا في الولايات المتحدة، ولكن يبدو أن أحلامنا تنهار."

يشار إلى أن مسألة تعليق برنامج اللجوء سوف يتم مراجعتها بعد 90 يومًا، لكن لا توجد ضمانات بعودة الأمور إلى طبيعتها.