"أفضل طريقة لوصف ما حدث هو: كأننا في منطقة حرب".. شهادات خرجت من أفواه من عاشوا لحظات الرعب والهلع في نيو أورليانز الأميركية، حين شاهدوا بأعينهم ما حدث عندما أقدم رجل على دهس المارة في واحد من أكثر شوارع المدينة اكتظاظا، خلال احتفالات رأس السنة.
وكان شمس الدين جبّار (42 سنة) قد استأجر سيارة وقادها إلى منطقة مكتظة بالمحتفلين بالعام الجديد، في شارع كانال وبوربون في الحي التاريخي والسياحي الشهير المعروف باسم "الحي الفرنسي"، في هجوم تحقق السلطات في ما إذا كان على علاقة بتنظيم داعش الإرهابي.
زيون بارسونز (18 عاما) كان من بين من شهدوا هجوم الدهس، الذي أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة 30 آخرين. وقال لشبكة "سي إن إن" الأميركية: "أفضل طريقة لوصف ما حدث هو أنها منطقة حرب. رأيت أشخاصا يبكون في وضعية الجنين بعد إطلاق النار. كان الناس مرعوبين، ويركضون ويصرخون".
وأضاف: "رأيت سيارة (فورد إف 150) تندفع نحوي"، مشيرا إلى أنه شاهد بعد ذلك المركبة "ترمي أشخاصا في الهواء" خلال مرورها.
أما كيمبرلي ستريكلين وزوجها مايكل القادمان من ألاباما، وهي ولاية مجاورة للويزيانا، فوصفت ما حدث لصحيفة "نيويورك تايمز"، بأنه بدا "كمشهد من فيلم رعب".
وأوضحت: "سمعناه وهو يفتح الصمام، ثم سمعنا صوت الاصطدام، ثم الصراخ.. احتجنا إلى بعض بعض الوقت لندرك ما حصل. كان الأمر مرعبا، كأنه مشهد من فيلم رعب".
وأكدت أن صورة ضحية شابة ما زالت في ذهنها، قائلة: "لا أستطيع التوقف عن التفكير في صراخ هذه الفتاة".
"نجونا من الموت"
جيمي كوثران كان هو الآخر ممن نجوا من الهجوم، حيث ركض مع أصدقائه نحو مبنى لحماية أنفسهم، ثم صعدوا إلى إحدى شرفاته وشاهدوا ما كان يحصل في الأسفل.
وقال لشبكة "إيه بي سي": "ما رأيناه كان جنونيا. كأنه مشهد من فيلم.. أحصينا على الفور 10 ضحايا، كان من الواضح أن 6 منهم لقوا حتفهم فيما الآخرون يصرخون مع عدم وجود أحد" لمساعدتهم.
وأشار إلى أنه وأصدقاءه "بقوا في مكانهم"، منتقدا عدم وجود حواجز لحماية منطقة يتجمع فيها الناس بأعداد كبيرة، خصوصا في يوم رأس السنة، في مدينة تشتهر بالحفلات والموسيقى.
أما إيثان أيرسمان، وهو سائح يبلغ من العمر 20 عاما، فقد أتى للمدينة لتمضية إجازة مع شقيقه، وذهب إلى فراشه قبل الهجوم... لكن في غرفة استأجرها قرب المأساة.
ووصف ما حدث بالقول: "كان الأمر مخيفا حقا، خصوصا لأنه كان باستطاعتنا رؤية جثث مصطفة من نافذتنا. لقد بكيت"، حسب وكالة فرانس برس.
بدورها، روت تيسا دوفال التي جاءت للاحتفال من هيوستن في تكساس، كيف نجت من الهجوم المرعب، قائلة: "(قبل الهجوم) كان الجميع سعداء وكانت الشوارع مذهلة. كنا نخطط للخروج. ذاك كان الحي الذي كنا سنأتي إليه لأن فيه كل الموسيقى والمرح.. لكن قررنا في نهاية المطاف البقاء في فندقنا القريب (من الموقع). وهو قرار أنقذ حياتنا على الأرجح".