إجراءات أمنية مشددة تحيط الكابيتول- رويترز
إجراءات أمنية مشددة تحيط الكابيتول- رويترز

في السادس من يناير قبل أربع سنوات، عمت الفوضى محيط مبنى الكابيتول الأميركي أثناء التصديق على فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة. واليوم، سيصدق المشرعون، في المكان ذاته والتاريخ ذاته، على فوز دونالد ترامب الذي رفض في 2020 الاعتراف بفوز منافسه، بايدن.

وتخيم على إجراءات التصديق هذا العام ذكرى اقتحام أنصار ترامب مقر السلطة التشريعية، بينما أصبحت واشنطن الاثنين تحت وطأة عاصفة ثلجية كبيرة. لكن ذلك كله لم يعرقل الجهود لإقامة الحدث في موعده وفق الدستور.

وتطلق عملية التصديق بعد ذلك عدا تنازليا على مدى أسبوعين باتجاه تنصيب ترامب في 20 يناير ليبدأ ولاية رئاسية ثانية في مراسم تقام على سلم الكابيتول حيث وقعت أعمال الشغب في العشرين من يناير 2021.

إجراءات أمنية مشددة

ويجتمع المشرعون من مجلسي النواب والشيوخ، ظهر الاثنين، وسط إجراءات أمنية تعيد إلى الأذهان مشاهد الجهوم الأكبر  على مقر الديمقراطية الأميركية منذ 200 عام.

وبدا رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، قلقا بشأن العاصفة الثلجية التي تضرب واشنطن، إذ دعا النواب إلى عدم مغادرة العاصمة في نهاية الأسبوع، حتى لا يجدوا أنفسهم عالقين خارجها.

مراسم احتفالية ولكن..

والمفارقة أن منافسة ترامب في انتخابات نوفمبر الماضي، كاملا هاريس، سيتعين عليها، وفق الدستور، ترؤس جلسة المصادقة على فوزه في الانتخابات باعتبارها نائبة الرئيس الحالي.

وبينما يتوقع أن تتم عملية المصادقة بشكل سلس، يخيم القلق على البلاد. فعام 2025 بدأ بأحداث مفرعة مع دهس متشدد إسلامي أميركي حشدا من المحتفلين برأس السنة في مدينة نيو أورلينز، بينما فجّر انتحاري شاحنة "تسلا" من طراز "سايبرتراك" خارج "فندق ترامب" في لاس فيغاس.

في غصون ذلك، بدأت نهاية الأسبوع مراسم جنازة الرئيس الأسبق، جيمي كارتر، التي تستمر ستة أيام، وستبقى جميع أعلام الولايات المتحدة فوق المباني الحكومية منكسة على مدى شهر، بما في ذلك أثناء تنصيب ترامب.

والمصادقة في الكونغرس على فوز الرئيس في السادس من يناير منصوص عليها في الدستور، وهي إلى حد كبير احتفالية، إذ عادة ما يكون قد تم إقرار الفائز بالفعل في انتخابات نوفمبر.

في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات، اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول- رويترز

وبعد أن يرسل المندوبون في الولايات الأميركية شهادات التصويت إلى مجلس الشيوخ والأرشيف الوطني ومسؤولي الدولة، يجتمع الكونغرس بغرفتيه لفرز الأصوات الانتخابية والتصديق رسميا على الفائز.

وهذه العملية احتفالية في العادة، ولكن يمكن أن تكون هناك اعتراضات مثل ما حدث في عامي 1969 و2005، إذ كانت هناك اعتراضات على بعض أصوات الكلية الانتخابية، لكن مجلسي النواب والشيوخ رفضا الاعتراضات وتم فرز الأصوات المعنية.

وفي 2022 أقر الكونغرس قانونا جديدا بشأن آلية تقديم في ذلك اليوم.

في السابق، كان الأمر يتطلب عضوا واحدا فقط من مجلس النواب وعضوا واحدا من مجلس الشيوخ لتقديم اعتراض يدفع المجلس إلى مناقشته، وهو ما قد يستمر أياما

والقانون الجديد يقيد مستوى الاعتراضات على نتائج الانتخابات (التي تم التصديق عليها بالفعل من قبل كل ولاية على حدة) إذ بات يتطلب أن يوقع خُمس أعضاء المجلسين على الاعتراض حتى يمكن مناقشته، فضلا عن تقييد الأسباب التي يمكن أن يحدث اعتراض بموجبها.

تذكير بما حدث أم صفحة جديدة؟

قبل أكثر من أربع سنوات، أطلق ترامب الذي كان رئيسا حينذاك حملة سعى من خلالها لإقناع الأميركيين بأن الانتخابات سُرقت منه وبأنه هو الفائز الحقيقي وليس الديمقراطي بايدن. وحاول أخيرا الضغط على نائبه حينها، مايك بنس، لكي يرفض المصادقة على فوز منافسه.

وفي يوم التصديق، تظاهر آلاف من مناصري ترامب وهاجموا الكابيتول وقوات الشرطة بالقضبان المعدنية وأعمدة الأعلام، فيما حطموا النوافذ وهتفوا "الإعدام لمايك بنس".

ورغم هذه الأحداث، استطاع النواب المذعورون التصديق على فوز بايدن.

لكن بعد أربع سنوات، صوت معظم الناخبين في آخر اقتراع رئاسي لصالح ترامب، الذي أصر على أنه لم يرتكب أي خطأ.

من جانبه، كتب بايدن في صحيفة واشنطن بوست الأحد "هناك جهود مستمرة لإعادة صياغة أو حتى محو تاريخ ذلك اليوم.. لا يمكننا أن نسمح بأن تُمحى الحقيقة".

أما زعيم الغالبية الجمهورية الجديد في مجلس الشيوخ، جون ثون، فعبر عن موقف جميع أعضاء حزبه تقريبا عندما قال لشبكة "سي بي سي نيوز" "لا يمكنكم النظر في المرآة الخلفية".

وتجنب ثون التعليق على تعهد ترامب بالعفو عن الأشخاص الذين نفذوا التمرد، قائلا إن القرار في هذا الشأن سيعود إلى الرئيس.

أما إيان باسين، المدير التنفيذي لمنظمة "حماية الديمقراطية" غير الربحية، فقال: "لا ينبغي لنا أن نستسلم للرضا عن الذات". ورأى هو وآخرون أن تصويت الناخبين الأميركيين لإعادة انتخاب ترامب بعد أن رفض علنا التنحي في المرة الأخيرة، هو أمر غير مسبوق تاريخيا.

وتتساءل صحيفة "إي به سي" عما إذا كان يوم 6 يناير 2021 عندما هاجم أميركيون الكونغرس حالة شاذة.

لكن مسؤولي الانتخابات يقولون إن مكاتبهم لا تتلقى مكالمات تهديد مثلما حدث قبل أربع سنوات، وتقول الاستطلاعات إن غالبية الأميركيين يثقون بالنتائج.

وتتوقع الإذاعة الأميركية العامة أن تعود عملية التصديق في الكابيتول إلى ما كانت عليه قبل عام 2020: خطوة بيروقراطية بسيطة تجعل النتيجة التي يعرفها الأميركيون منذ فترة طويلة رسمية.

وتشير إلى أنه قبل أربع سنوات، عندما طالب محتجون بإعدام مايك بنس، كانوا يظنون أن لديه سلطة لتغيير نتائج الانتخابات، لكن هذا الأمر غر صحيح بموجب القانون.

والقانون الجديد أكثر صراحة إذ يقول إن نائب الرئيس "ليست لديه سلطة تحديد أو قبول أو رفض أو الحكم أو حل النزاعات...".

وزير الدفاع الأميركي الجديد بيت هيغسيث
اختيار هيغسيث لتولي منصب وزير الدفاع أثار احتجاجات

وجه وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، رسالة إلى القوات المسلحة بمناسبة استلامه مهامه أكد فيها التزامه بتنفيذ المهمة التي كلفه بها الرئيس دونالد ترامب وهي أين وضع أميركا أولاً وتحقيق السلام من خلال القوة. 

و أشار هيغسيث إلى تحقيق هذه المهمة "عبر ثلاث طرق هي استعادة روح المحارب الأميركي عبر إعادة الثقة بالجيش و إعادة بناء القوات المسلحة و تعزيز الردع".

وأكد على ضرورة إحياء قاعدة الدفاع الصناعي وإجراء تدقيق مالي والعمل مع الحلفاء والشركاء لردع العدوان في منطقتي المحيطين الهادىء و الهندي في مواجهة الصين.

وحث على دعم أولويات الرئيس لإنهاء الحروب بشكل مسؤول وإعادة توجيه الأولويات نحو التهديدات الرئيسية.

وصادق مجلس الشيوخ الأميركي، الجمعة، بفارق ضئيل على تعيين هيغسيث وزيرا للدفاع، رغم معارضة المعسكر الديموقراطي وثلاثة أعضاء جمهوريين في المجلس.

ورغم الغالبية الجمهورية البالغة 53 مقعدا من أصل 100 في الغرفة العليا للكونغرس، توجَّب على نائب الرئيس الجديد جي دي فانس أن يتدخّل بنفسه، وهو أمر نادر الحدوث، لكي يكسر بتصويته الحاسم نسبة الأصوات المتعادلة التي بلغت 50 مقابل 50.

وكان اختيار هيغسيث، الميجور السابق في الجيش البالغ 44 عاما، لتولي منصب وزير الدفاع، قد أثار احتجاجات، خصوصا بسبب قلة خبرته في إدارة أقوى جيش في العالم فضلا عن بعض التصريحات المثيرة للجدل الصادرة عنه مثل معارضته وجود نساء في الوحدات القتالية.

وسيتولّى هيغسيث إدارة وزارة مزوّدة بميزانية مقدارها 850 مليار دولار سنويا توظّف نحو ثلاثة ملايين عسكري وجندي احتياطي ومدني.