The FBI, left, and Louisiana State Police examine a glass jar along Conti Street that intersects with Bourbon Street during the…
عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي في موقع هجوم نيو أورليانز

"إرهابيون محليون" مصطلح تطلقه السلطات الأميركية على مرتكبي جرائم الإرهاب الذين يعيشون داخل البلاد. أحدث مثال على هؤلاء شمس الدين جبار الذي تعمد دهس الحشود ليلة رأس السنة الميلادية، وترك علم "داعش" وراءه حتى يتأكد أننا نعرف دوافعه جيدا.

من هم هؤلاء؟ وما أعدادهم؟ وكيف يعتنقون الأفكار الإرهابية رغم أنهم ولدوا ونشأوا في الولايات المتحدة؟

ووفقا لمراجعة أجراها مطلع العام الجاري "المركز الوطني للابتكار والتكنولوجيا والتعليم في مجال مكافحة الإرهاب" للقضايا الجنائية منذ عام 2014، تم توجيه الاتهام إلى أكثر من 250 فردا على صلة بأنشطة مرتبطة بداعش.

وتقول وزارة الخزانة الأميركية إن تنظيم داعش يشكل تهديدا محليا وعالميا". وفي دراسة لوزارة الأمن الداخلي نشرت في 2022 فإن الإرهابين الإسلاميين المحليين ينتشرون في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

هل يتلقون دعما من الجماعات الأجنبية؟

تقول الوزارة "لا" على الأغلب. هذه الجماعات لا توجههم مباشرة وتترك لهم التحرك بحرية، لكنها تلهمهم، وقد يتصلون بأفراد هؤلاء الجماعات عبر الإنترنت أو وسائل التواصل، ومع ذلك، لهم حرية اختيار الموعد ومكان التنفيذ.

ولديهم نزعة إلى السفر إلى الخارج للانضمام إلى المنظمات الإرهابية الأجنبية، وفي الداخل يحبذون جمع الأموال أو المشاركة في أنشطة نيابة عن منظمة إرهابية أجنبية.

كان مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) كان قد قال إن الجندي الأميركي السابق المؤيد لتنظيم داعش الذي نفذ هجوم ليلة رأس السنة في نيو أورليانرز تصرف على الأرجح بمفرده خلال عملية الدهس.

داعش
من سوريا إلى نيو أورليانز.. خطر "داعش" يعود للواجهة
كشف الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز، الذي نفذه جندي أميركي سابق موالي لتنظيم "داعش" وأودى بحياة 15 شخصا وإصابة 30 آخرين خلال احتفالات رأس السنة، عن استمرار قدرة التنظيم على إلهام الهجمات في الغرب، حتى مع تراجع سيطرته الجغرافية في مناطق نفوذه.

وزار المدينة في وقت سابق في مهام استطلاعية على ما يبدو، واستخدم في إحداها نظارات مزودة بكاميرا، كما زار مصر وكندا في 2023.

وقبل عملية الدهس، نشر عدة تسجيلات مصورة على منصة إلكترونية أعلن فيها تأييده لداعش، وأثناء التنفيذ، وضع راية التنظيم في الجزء الخلفي من مركبته.

كم عدد الهجمات؟

منذ الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 وحتى عام 2022 تم تنفيذ 21 هجوما في الولايات المتحدة أسفرت عن مقتل 92 شخصا على الأقل وإصابة 442 شخصا.

أما الأهداف، فيفضل هؤلاء تلك المرتبطة بالحكومة الأميركية ووكالات إنفاذ القانون والجيش، لكن بدءا من 2015 بدأ هؤلاء في اختيار أهداف أسهل، وباتوا يبحثون عن أدوات للتنفيذ يمكن الحصول عليها بسهولة مثل الأسلحة النارية والأدوات الحادة والمركبات.

أغلب من تم القبض عليهم هم من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، وهناك أيضا أناث وقاصرون.

ووفقا لمراجعة "المركز الوطني للابتكار والتكنولوجيا والتعليم في مجال مكافحة الإرهاب" فغالبية من وجه إليهم الاتهام ضمن أكثر من 250 فردا على صلة بأنشطة مرتبطة بداعش هم مواطنون أميركيون أو مقيمون دائمون، ومن الذكور، وتتراوح أعمارهم بين 15 و62 عاما، ولكن معظمهم أصغر سنا بكثير من منفذ هجوم نيو أورليانز البالغ 42 عاما.

وقد أقر معظمهم بالذنب أثناء محاكمتهم، ولم يحكم ببراءة أو يتم إسقاط قضية أي متهم منهم سوى مرة واحدة.

وليس مستغربا أن يكون جبار قد عمل في الجيش الأميركي. فهناك حالات سابقة لعسكريين سابقة استخدموا خبرتهم العسكرية لتنفيذ مثل هذه الهجمات، لكن هذا لا يعني أن الالتحاق بالجيش مؤشر على تشدد محتمل.

وفي المجمل، فإن عدد مؤيدي داعش في الولايات المتحدة ضئيل، ومع ذلك، فإن تصرفات القلة لها تأثير كبير.

على مدى العقد الماضي، تفيد بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه حقق في أكثر من ألف حالة لتنظيم داعش في جميع الولايات الخمسين.

ولا يوجد أي مؤشر على ما إذا كان جبار على رادار السلطات الأميركية، وهو ما حدث في الحالات السابقة، إذ لم يكن للمتهمين ارتباط سابق أو لم يخضعوا لتحقيقات سابقة.

فرقة مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي في مهمة سابقة
فرقة مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي في مهمة سابقة

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين عن تصنيف جماعة "تيرورغرام" تنظيما إرهابيا كما وضعت ثلاثة من قادتها في قائمة "الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص".

وأشارت الخارجية الأميركية في بيان لها إلى أن وزارة العدل الأميركية وجهت في سبتمبر الماضي إلى اثنين من قادة "تيرورغرام" الأميركية لائحة اتهام مكونة من 15 تهمة بالتحريض على جرائم الكراهية والتحريض على قتل مسؤولين فيدراليين والتآمر لتقديم الدعم المادي للإرهابيين.

من هي جماعة "تيرورغرام"؟

وفق الخارجية الأميركية، "تيرورغرام" جماعة إرهابية عابرة للحدود تعمل بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصة الرسائل الرقمية تيليغرام، وقد ارتبطت بهجمات إرهابية في بلدان متعددة.

وتروج المجموعة لنظرية "التفوق الأبيض العنيف"، وتحث على شن هجمات على خصوم مفترضين، وتقدم إرشادات ومواد تعليمية حول التكتيكات والأساليب والأهداف للهجمات، بما في ذلك على البنية التحتية الحيوية والمسؤولين الحكوميين. كما تمجد المجموعة أولئك الذين نفذوا مثل هذه الهجمات".

ومن أبرز أهداف "تيرورغرام" إحداث الفوضى من خلال استهداف شخصيات سياسية وفئات اجتماعية مثل الأقليات العرقية والدينية. وتدعي الجماعة أنها تسعى لبدء "حرب عنصرية تدمر الحكومات وتؤدي إلى انهيار الأنظمة السياسية والاجتماعية الراهنة في سبيل إقامة دولة يهيمن عليها العنصريون البيض".

عمليات إرهاب

بحسب بيان الخارجية، تورطت الجماعة في عدة هجمات وتحركات إرهابية منذ عام 2022، حيث قامت بتنظيم هجوم مسلح في أكتوبر 2022 خارج أحد حانات لـ"مجتمع الميم" في سلوفاكيا.

وفي يوليو 2024، كانت الجماعة على وشك تنفيذ هجوم على منشآت طاقة في نيوجيرسي، كما كان لها دور في هجوم سكين في أغسطس 2024 قرب مسجد في تركيا.

هذه الأنشطة كانت السبب في توجيه لائحة اتهام ضد اثنين من قادتها في سبتمبر الماضي بتهم التحريض على جرائم الكراهية، وقتل المسؤولين الفيدراليين، والتآمر لتقديم الدعم المادي للإرهابيين.

من قادة "تيرورغرام"؟

في خطوة إضافية لملاحقة قادة هذه الجماعة، صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية ثلاثة من أبرز زعماء "تيرورغرام" كإرهابيين عالميين. هؤلاء القادة هم سيرو دانييل أموريم فيريرا، وهو مسؤول قناة في "تيرورغرام" يقيم في البرازيل، ونواه ليكول، العضو البارز في الجماعة ويقيم في كرواتيا، وهندريك-وال مولر، مسؤول قناة آخر في الجماعة، ويقيم في جنوب أفريقيا.

"لا مكان لهيمنة البيض".. طريق الولايات المتحدة الطويل لمكافحة العنصرية
"لا مكان لهيمنة البيض في الولايات المتحدة"، بهذه العبارة، ذكَّر الرئيس الأميركي، جو بايدن، بجهود الولايات المتحدة في محاربة العنصرية وتحقيق المساواة بعد حادث إطلاق النار في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، حيث قتل مسلح ثلاثة أميركيين من أصل أفريقي قبل أن يطلق النار على نفسه

إضافة إلى ذلك، وجهت وزارة العدل الأميركية تهمًا لاثنين من القادة الأميركيين في الجماعة وهما دالاس هامبروماثيو أليسون، لتورطهم في عمليات تحريض على جرائم الكراهية، وقتل المسؤولين الفيدراليين، والتآمر لتقديم الدعم المادي للإرهابيين.