أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الإثنين، وعقب وقت قصير من أدائه اليمين الدستورية أن إدارته سوف تعمد بعد "فترة قصيرة" إلى تغيير اسم "خليج المكسيك" إلى خليج أميركا، مما أثار بعضا من ردود الأفعال الدولية والجدل بشأن ذلك القرار.
وفي هذا الصدد، أكد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق أن إعادة تسمية المواقع الجغرافية في العالم ومنها خليج المكسيك تخضع لأنظمة واتفاقيات دولية.
وفي معرض إجابته على سؤال بشأن رد فعل منظمة الأمم المتحدة على قرار ترامب بتغيير تسمية خليج المكسيك، أجاب: "ليس لدي أي رد على هذا الموضوع، هناك نظام معمول به قائم على الاتفاقيات الدولية بشأن تسمية المواقع الجغرافية، وهو نظام أثبت كفاءته، هذه المسألة ليست من صلاحيات أي دولة بمفردها".
"أميركا المكسيكية"
وفعليا، سيكون إجراء ترامب كافياً لتغيير اسم خليج المكسيك في الوثائق الرسمية داخل الولايات المتحدة، بيد أنه لن يكون ملزما للدول الأخرى.

وفي لهجة ساخرة، قالت الرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، إن الولايات المتحدة كانت تسمى في القرن السابع عشر بـ"أميركا المكسيكية"، مضيفة أنه "اسم جميل مع احترامي لترامب".
وسوف تحتاج المنظمة الهيدروغرافية الدولية (IHO)، المسؤولة عن توحيد الأسماء البحرية عالميًا، إلى الموافقة على أي تغيير رسمي للاسم الدولي - وهي العملية التي تتطلب الإجماع بين الدول الأعضاء، بما في ذلك المكسيك وكوبا.
وكانت الدول الأعضاء في تلك المنظمة، قد وافقت في اجتماع عقدته، سنة 2020 علىعلى خطة لاستبدال الأسماء بمعرفات رقمية، وتطوير معيار رقمي جديد لأنظمة المعلومات الجغرافية الحديثة.
كما أن هيئة الأسماء الجغرافية في الولايات المتحدة، والتي يناط بها مسؤولية الحفاظ على الاستخدام الموحد للأسماء الجغرافية في مختلف أنحاء الحكومة الفيدرالية، تذكر في موقعها الرسمي أنها «لا تحض تغيير الأسماء ما لم يكن هناك سبب وجيه"، ذلك الأمر.
وتعتبر تلك الهيئة أن "السياسة الأكثر أهمية فيما يتصل بالأسماء هي الاستخدام والقبول المحلي"لها.
خلافات أخرى
يشار إلى أن الخلافات على مسيمات البحار والخلجان في العالم أثار الكثير من التوترات السياسية والدبلوماسية ففي منطقة الشرق الأوسط ثمة خلاف بين إيران وبعض الدول العربية على تسمية الخليج المشترك بينهما، إذ تصر الأولى على تسميته بـ"الخليج الفارسي"، بينما تدعم الدول العربية تسمية "الخليج العربي".

وجرت بعض الطروحات للوصول إلى حل وسط من قبل تسميته بـ"الخليج الإسلامي"، دون أن يتغير أي شيء بشأن ذلك الخلاف.
وفي سياق ذي صلة، تخوض اليابان وكوريا الجنوبية نزاعًا مستمرًا حول تسمية المياه الواقعة بين شبه الجزيرة الكورية والأرخبيل الياباني. تُصر اليابان على تسميته بـ"بحر اليابان"، مستشهدة بخرائط تاريخية تعود إلى القرن السابع عشر، أعدها قساوسة كاثوليك ومستكشفون أوروبيون.
وفي المقابل، ترى كوريا الجنوبية أن هذه التسمية تحمل إيحاءات استعمارية مرتبطة بفترة احتلال اليابان لشبه الجزيرة بين عامي 1910 و1945، وتطلق عليه اسم "بحر الشرق".
من ناحية أخرى، البحر الذي يقع بين بروناي والصين وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام يُعرف في اللغة الإنكليزية بـ"بحر الصين الجنوبي".
ومع ذلك، تختلف تسميته باختلاف الدول المحيطة؛ فهو "بحر الفلبين الغربي" في الفلبين، و"بحر الشرق" في فيتنام، و"بحر الجنوب" في الصين.