طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من وزير الكفاءة الحكومية بالشراكة إيلون ماسك أن يعيد رائدي فضاء إلى الديار، "تخلت" عنهما إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وقال عبر منصته "تروث سوشال": "طلبت للتو من إيلون ماسك وسبيس إكس (المملوكة له) إحضار رائدي الفضاء الشجاعين اللذين تخلت عنهما إدارة بايدن فعلياً في الفضاء".
وأشار ترامب إلى وجود رائدي الفضاء -دون تسميتهما- منذ أشهر في محطة الفضاء الدولية التابعة لوكالة ناسا.
وأضاف "نأمل أن يكون كل شيء آمنا. حظا سعيدا إيلون".
ماسك، من جهته، سارع بمشاركة الخبر في حسابه الرسمي على "إكس" الذي يملكه أيضاً.
قال "طلب الرئيس إحضار رائدي الفضاء الاثنين العالقين في محطة الفضاء الدولية إلى الوطن في أقرب وقت ممكن".
"سنفعل ذلك"، أكد ماسك.
وتابع "من الفظيع أن إدارة بايدن تركتهم هناك لفترة طويلة".
The @POTUS has asked @SpaceX to bring home the 2 astronauts stranded on the @Space_Station as soon as possible. We will do so.
— Elon Musk (@elonmusk) January 28, 2025
Terrible that the Biden administration left them there so long.
وسائل الإعلام الأميركية التي تداولت الخبر قالت إن رائدي الفضاء هما سونيتا ويليامز وبارو (بوتش) ويلمور.
في المقابل، نجد ضمن ملخصي سيرتهما الذاتية على الموقع الرسمي لوكالة ناسا أنهما سيعودان في فبراير المقبل.
وكانا وصلا إلى محطة الفضاء الدولية في 6 يونيو 2024.
Two @NASA_Astronauts are ready for a science and maintenance spacewalk planned for 8am ET on Thursday. The Exp 72 crew also worked on space agriculture and Earth observations on Wednesday. https://t.co/MjZbqwtV8W
— International Space Station (@Space_Station) January 29, 2025
ورغم أن ماسك أشار لحساب المحطة الدولية في الخبر الذي نشره مساء الثلاثاء، إلّا أن الأخيرة لم تشارك شيئاً مشابهاً.
تتحدث آخر أخبارها عن السير في الفضاء الذي تحضرت له سونيتا وبوتش.
فما القصة؟
فبراير: عودة متأخرة أم مخططة؟
في سيرة رائدة الفضاء سونيتا ويليامز الذاتية، كتبت ناسا: "بعد قرار الوكالة بإعادة مركبة ستارلاينر (غير مأهولة)، يعيش الثنائي حاليا (سونيتا وبارو) ويعملان على متن المحطة الفضائية كجزء من طاقم إكسبيديشن 71/72، وسيعودان للوطن في فبراير 2025 على متن المركبة الفضائية (سبيس إكس دراغون) مع رائدي فضاء آخرين".
استعانت "الحرة" بموقع "أرشيف الإنترنت" الذي يحدد تاريخ أغلب المواد المنشورة على الإنترنت، ومواقيت إجراء تحديثات عليها.
وعن سيرة سونيتا، يظهر أن آخر تحديث لها كان في 26 يناير الحالي (الأربعاء)، أي قبل يومين من طلب ترامب.
كذلك كانت الصفحة الخاصة بسيرة بوتش.
مع ذلك، لا نعلم بالضرورة أي أجزاء النص تم تحديثها.
وفي أبريل 2024، نشر موقع "سبيس دوت كوم" تقريراً حول رحلة مركبة "ستايلنر" الفضائية، المشتركة بين "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، وشركة بوينغ، بتمويل من وكالة ناسا.
جاء فيه أنها ستكون أول رحلة تجريبية مأهولة، يطير فيها رائدا الفضاء سونيتا وبوتش، في مهمة اختبار طيران ستستغرق 10 أيام بين الذهاب والإياب.
أي أنهما سيعودان بعد 10 أيام إلى الأرض.
لكن ناسا قررت أن تعود المركبة من دونهما، بسبب مشاكل تقنيّة جعلتها تقلق على سلامة رائدي الفضاء إذا ما عادا داخل المركبة نفسها.
وبين وقت وآخر، كانت المحطة الدولية تنشر رسائل ومقاطع فيديو لسونيتا وبوتش، والمهام التي يقومان بها هناك، وأيضاً احتفالاتهما ببعض الأعياد الوطنية.
تعليق ناسا
قالت وكالة ناسا الأربعاء، إنها تعمل "على وجه السرعة" لإعادة رواد فضاء سبيس إكس وكرو-9 التابعين لها "بأمان".
وأضافت في تصريح لشبكة "سي أن أن"، أن إعادتهم ستتم "في أقرب وقت ممكن"، دون أن تشير إلى شهر فبراير!
وكانت ناسا أعلنت في ديسمبر 2024، أن عودة سوني (سونيتا) وبوتش إلى الأرض ستتأخر حتى أواخر مارس على الأقل.
وقالت وكالة رويترز، إن الثنائي سافر لمهمة اختبار مدته أيام تمددت لثمانية أشهر بعد أن اعتبرت كبسولة "بوينج ستارلاينر" التي وصلوا عليها غير صالحة لإعادتهم إلى الأرض.
NASA astronauts Suni Williams and Butch Wilmore's return to Earth will be further delayed until at least late March, the agency said, taking what should have been an eight-day stay on the International Space Station to more than nine months https://t.co/XY3EU02bRA pic.twitter.com/S4UjOgU7eW
— Reuters (@Reuters) December 19, 2024
وأضافت ناسا أن سونيتا وبوتش، إلى جانب رائد فضاء ناسا هيغ ورائد الفضاء الروسي ألكسندر جوربونوف، سيعودون للأرض بعد وصول مهمة "Crew-10/ كرو-10" المكونة من أربعة أعضاء.
يتوقع إقلاع "كرو-10" في أواخر مارس إلى محطة الفضاء الدولية.
من الطيران العسكري للفضاء
سونيتا المعروفة أيضاً باسم (سوني)، من ولاية ماساتشوستش، وحاصلة على بكالوريوس في العلوم الفيزيائية وماجستير في إدارة الهندسة.
عملت في مجال الطيران التابع للقوات البحرية الأميركية، وفي عام 1998 اختيرت لتدريب مكثف في أنظمة المكوك والفضاء، والطيران، وتقنيات البقاء.
وقبل أن تعمل مع ناس، عملت لصالح وكالة الفضاء الروسية من أجل تطوير محطة الفضاء الدولية.
وهي حائزة على عدة أوسمة، منها وسام الخدمة المتميزة مرتين، ووسام فيلق الاستحقاق، وميدالية الخدمة الإنسانية.
أما باري ويلمور، المعروف بـ"بوتش"، فهو من ولاية تينيسي كابتن متقاعد في البحرية الأمريكية، ورائد فضاء مخضرم شارك في رحلتين فضائيتين.
حصل على بكالوريوس وماجستير في الهندسة الكهربائية، وماجستير في أنظمة الطيران.
لديه خبرة في الطيران العسكري، مثل سونيتا.
وشارك في حروب عدة خاضتها الولايات المتحدة مثل "عاصفة الصحراء" و"درع الصحراء"، أي حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت من الغزو العراقي الذي قاده صدام حسين.
علاقة الرئيس الأميركي بوكالة ناسا
وفق القوانين السارية في الولايات المتحدة، يملك دونالد ترامب صلاحيات عدة مرتبطة بناسا.
بحسب قانون الفضاء الوطني (1958)، تم إنشاء ناسا كهيئة مدنية تابعة للحكومة الأميركية.
وللرئيس سلطة توجيه سياسات الفضاء بما في ذلك الإشراف على برامج ناسا.
في المقابل، يجب أن تعمل ناسا وفقا لتوجيهات الرئيس الذي يتلقى المشورة بدوره من المجلس الوطني للفضاء.
كما أن له سلطة تعيين مدير الوكالة الفضائية، ويستطيع التأثير على برامجها ذات الطابع الأمني والعسكري، بصفته القائد العام للقوات المسلحة.
ويحق لترامب أيضاً أن يقترح ميزانية ناسا، لكن القرار الأخير بيد الكونغرس.