قال ديفيد دي روش، الخبير في الشؤون العسكرية وأستاذ في جامعة الدفاع الوطني، لقناة "الحرة" إن حادث تصادم طائرة الركاب التابعة لـ"أميركان إيرلاينز" مع مروحية عسكرية قرب مطار ريغان في واشنطن وقع في أجواء صافية ما يجعل فرضية الإهمال قيد التحقيق.
وأضاف أن المجال الجوي في العاصمة الأميركية يعاني من ازدحام كبير، كما أن التحليق فوق المطار يخضع لقيود صارمة بسبب قربه من مواقع حساسة مثل البنتاغون والبيت الأبيض والكونغرس.
لكن دي روش أكد أنه من المبكر تحديد ما إذا كان حادث التصادم يقع ضمن الحوادث الطبيعية، أم أنه ناتج عن إهمال.
وقال إن طاقم الطائرة العسكرية استخدم نظارات ليلية كجزء من تدريبه المعتاد، لكن احتمال وجود فشل ميكانيكي قد يكون له دور في الحادث.
وتواصل السلطات الأميركية جهود انتشال الجثث والتحقيق في ملابسات التصادم.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب مقتل جميع الضحايا، واصفا الحادث بـ"المأساة الحقيقية"، لكنه أبدى استغرابه من وقوعه بهذه الطريقة، معتبرا أنه كان بالإمكان تجنبه.
وقال دي روش، في حديثه لقناة "الحرة"، إن سلاح الجو الأميركي كان قد نشر وثيقة في الماضي حول تقليص عدد الضباط البيض في صفوفه من 64% إلى 40%، متوقعا أن تظهر في المستقبل وثائق أخرى تتعلق بسياسات التوظيف التي اعتمدتها تلك الإدارات.
وفيما يخص مسألة مطار ريغان، أكد دي روش أن هناك تباينًا في مواقف أعضاء الكونغرس بشأن استمرار تشغيله، حيث يطالب ممثلو ولايتي فيرجينيا وماريلاند بإغلاقه، بينما يدعو آخرون إلى إبقائه مفتوحًا.
واعتبر أن تقييمًا موضوعيًا قد يستدعي إغلاق مطار ريغان وتحويل جميع الرحلات إلى مطار داليس في ولاية فيرجينيا، نظرًا لموقعه البعيد عن المناطق السكنية، وعزلته عن القيود الشديدة.
وأشار دي روش إلى أن القيود الكبيرة المفروضة على المجال الجوي في العاصمة واشنطن تجعل من مطار ريغان واحدًا من أسوأ ثلاثة مطارات في الولايات المتحدة، وفقًا لآراء الخبراء والطيارين.
كما أوضح أن المسار الذي سلكته الطائرة (من الشرق إلى الغرب) يُعد أقل استخدامًا مقارنة بمسار آخر (من الشمال إلى الجنوب) الذي يتم تفضيله لتجنب القيود.
وأكد دي روش أن حالة الاكتظاظ في مطار ريغان قد تكون أحد العوامل التي تسهم في وقوع الحوادث، مشددًا على ضرورة أن تكشف التحقيقات الجارية عن جميع الحقائق المتعلقة بالحادث.
ويعد حادث التصادم الكارثة الجوية الأكثر دموية في الولايات المتحدة منذ نوفمبر 2001، عندما تحطمت طائرة بعد إقلاعها من مطار جون إف كينيدي الدولي في نيويورك، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 260 شخصا وخمسة أشخاص على الأرض.
