تنفذ إدارة الرئيس دونالد ترامب اعتبارا من السبت وعدها بفرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الكندية والمكسيكية والصينية
ووعد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على السلع المستوردة من المكسيك وكندا، وبنسبة 10% على الصين وذلك ردا على ما يعتبره فشل هذه الدول في وقف تدفق المخدرات.
وتجاوز التبادل التجاري بين دول أميركا الشمالية الآن الصين، حيث بلغ 1.8 تريليون دولار عام 2023، مقارنة بنحو 643 مليار دولار قامت الولايات المتحدة بتبادلها مع الصين في ذات العام.
سلع مستهدفة
صناعة السيارات
على مدار عقود، أنشأت شركات السيارات سلاسل إمداد تتجاوز حدود الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وفقًا لـ S&P Global Mobility، فإن أكثر من 20 بالمئة من السيارات والشاحنات الخفيفة المباعة في الولايات المتحدة تم تصنيعها في كندا أو المكسيك.
ففي عام 2023، استوردت الولايات المتحدة سيارات وشاحنات خفيفة بقيمة 69 مليار دولار من المكسيك – أكثر من أي دولة أخرى – و37 مليار دولار من كندا.
كما استوردت قطع غيار سيارات بقيمة 78 مليار دولار من المكسيك و20 مليار دولار من كندا.
فعلى سبيل المثال، تأتي محركات شاحنات فورد F-Series وMustang الرياضية من كندا.
وتقول أسوشييتد برس نقلا عن مراقبين، إن وضع رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على هذا القطاع تُعتبر مشكلة حقيقية و"تصبح مثل القنبلة."
وأشارت S&P Global Mobility إلى أن "المستوردين من المرجح أن يمرروا معظم، إن لم يكن كل، هذه الزيادة في التكاليف للمستهلكين."
كما توقعت "TD Economics" أن أسعار السيارات الأميركية قد ترتفع بحوالي 3000 دولار، في وقت بلغ فيه متوسط سعر السيارة الجديدة بالفعل 50000 دولار ومتوسط سعر السيارة المستعملة 26000 دولار.
ارتفاع الأسعار في محطات الوقود
تعد كندا المورد الأكبر للنفط الخام للولايات المتحدة. فبين يناير ونوفمبر من العام الماضي، صدرت كندا إلى الولايات المتحدة نفطًا خامًا بقيمة 90 مليار دولار، متفوقة على المكسيك (11 مليار دولار).
بالنسبة للعديد من مصافي النفط الأميركية، لا يوجد الكثير من الخيارات، فكندا تنتج نوعا من النفط الخام الذي تم تصميم المصافي الأميركية لمعالجته.
في حين أن النفط الخام الأميركي هو من النوع الأخف الذي لا تعالجه الكثير من المصافي، سيما في الولايات الغربية.
وقال الرئيس ترامب يوم الخميس إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيتضمن نفط كندا والمكسيك في الرسوم التي يعتزم فرضها يوم السبت.
لكن في حال فرض هذه الرسوم، فالنتيجة ستكون ببساطة زيادة في أسعار البنزين، خصوصًا في الغرب الأوسط".
وتقدّر "TD Economics" أن الرسوم الجمركية لترامب قد ترفع أسعار البنزين في الولايات المتحدة بحوالي 30 إلى 70 سنتًا للغالون.
الخضراوات والمواد الغذائية
بالنسبة للمستهلكين الأميركيين الذين ما زالوا يشعرون بالإحباط بسبب الأسعار المرتفعة للبقالة، قد تكون الحرب التجارية مع كندا والمكسيك مؤلمة.
في عام 2023، اشترت الولايات المتحدة أكثر من 45 مليار دولار من المنتجات الزراعية من المكسيك، بما في ذلك 63% من الخضروات المستوردة و47% من الفواكه والمكسرات.
كما بلغت واردات الولايات المتحدة من كندا من المنتجات الزراعية 40 مليار دولار.
وقد تؤدي الرسوم الجمركية بنسبة 25% إلى زيادة الأسعار، حيث لن تستطيع المتاجر تحمل هذه الرسوم لوحدها وبالتالي سيضطر المستهلك الى تحمل جزء من هذه المشكلة.
المزارعون الأميركيون قلقون أيضًا من أن كندا والمكسيك قد تردان بفرض رسوم على المنتجات الأميركية مثل فول الصويا والذرة.
حدث هذا في فترة ولاية ترامب الأولى، حيث ردت الصين ودول أخرى بفرض رسوم على المنتجات الزراعية الأميركية، مما أدى إلى انخفاض صادرات فول الصويا ومنتجات أخرى، فأنفق ترامب مليارات من أموال دافعي الضرائب الأميركيين لتعويض المزارعين.
ارتفاع أسعار المشروبات الروحية
الرسوم الجمركية ستزيد من تكلفة المشروبات الروحية المستوردة من المكسيك وكندا.
ففي عام 2023، استوردت الولايات المتحدة مشروب التكيلا بقيمة 4.6 مليار دولار ومشروب ميزكال بقيمة 108 مليون دولار من المكسيك، وفقًا لمجلس المشروبات الروحية المقطرة في الولايات المتحدة.
كما استوردت الولايات المتحدة مشروبات كحولية كندية بقيمة 537 مليون دولار، بما في ذلك 202.5 مليون دولار من الويسكي.
كانت كندا والمكسيك أيضًا ثاني وثالث أكبر مستوردين للمشروبات الروحية الأميركية في 2023، بعد الاتحاد الأوروبي، حسبما ذكر المجلس.