أعلن ريتشارد غرينيل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فنزويلا، الجمعة بعد لقائه الرئيس نيكولاس مادورو أن كراكاس أفرجت عن ستة معتقلين أميركيين، وأنهم معه في الطائرة التي تقلهم إلى الولايات المتحدة.
وكتب غرينيل على منصة إكس "لقد أقلعنا وسنعود إلى الوطن مع هؤلاء المواطنين الأميركيين الستة"، ناشرا صورة لهم دون أن يحدد هوياتهم.
We are wheels up and headed home with these 6 American citizens.
— Richard Grenell (@RichardGrenell) February 1, 2025
They just spoke to @realDonaldTrump and they couldn’t stop thanking him. pic.twitter.com/sCvCO4HQQv
وتعتبر زيارة غارنيل الى كاراكاس هي أول لقاء مباشر بين مسؤول أميركي والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو منذ عام 2022.
وأظهرت قناة البث العامة الفنزويلية غرينيل وهو يصافح مادورو المبتسم في القصر الرئاسي، وهي صورة لافتة تلتقط أول زيارة للإدارة الأميركية إلى أميركا اللاتينية.
وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، غرد غرينيل بأنه عائد الى الولايات المتحدة مع الأميركيين الستة.
واجتمع غرينيل، المدير السابق المؤقت للاستخبارات الوطنية، ومادورو، الذي يحكم فنزويلا منذ عام 2013، لمناقشة الأميركيين المعتقلين في البلاد، ورحلات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، والتعاون لمواجهة عصابة "ترين دي أراجوا" والطاقة، وفقاً لشخص مطلع على الخطة، تحدث لصحيفة واشنطن بوست، شريطة عدم الكشف عن هويته.
وادعى مادورو إعادة انتخابه لولاية ثالثة في يوليو الماضي بعد انتخابات بدا أنه خسرها، في وقت أظهرت استطلاعات الرأي أن المنافس إدموند غونزاليس حصل على ضعف عدد الأصوات.
وقد اعترفت إدارتا بايدن وترامب بغونزاليس كرئيس منتخب للبلاد، وكان الدبلوماسي السابق، الذي فر من فنزويلا العام الماضي تحت تهديد الاعتقال، في واشنطن هذا الشهر لحضور مراسم تنصيب ترامب.
وتعد رحلة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى فنزويلا الأولى التي يستخدم فيها طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية لنقل مسؤول حكومي رفيع إلى كاراكاس منذ أكثر من عقد.
وتعهد الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية بخطط ل"ترحيل جماعي" للمهاجرين، مشيرا الى ان إعادة المواطنين الفنزويليين إلى بلادهم غير ممكنة دون التعاون من مادورو الذي أشار بدوره إلى استعداده لقبول هذه الرحلات مقابل الحفاظ على تراخيص النفط وزيادة صادرات النفط الخام، بحسب الصحيفة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها غرينيل مع الحكومة الفنزويلية. ففي عام 2020، بعد أن عمل مديرًا مؤقتًا للاستخبارات الوطنية الأميركية، التقى مع حليف مؤثر لمادورو، خورخي رودريغيز، في مدينة مكسيكو، بحسب إليوت أبرامز، الذي كان مبعوثًا خاصًا لفنزويلا خلال ولاية ترامب الأولى.
وأثار هذه الزيارة مخاوف لدى مؤيدي المعارضة الفنزويلية، الذين جادلوا بأن التعامل المباشر مع مادورو سيمنحه الشرعية بعد الانتخابات التي يقولون إنه سرقها.
ومن غير الواضح بالضبط عدد الأميركيين الذين تم احتجازهم في فنزويلا، ولكن المسؤولين الفنزويليين تحدثوا علنًا عن وجود ما لا يقل عن تسعة، اتهموا بالإرهاب.
وتتهم الحكومة الفنزويلية بانتظام أعضاء المعارضة والمعتقلين الأجانب بالتآمر مع الولايات المتحدة لارتكاب أعمال إرهابية. في وقت تنفي الحكومة الأميركية دائمًا هذه الاتهامات.
في أواخر عام 2023، أفرجت الحكومة الفنزويلية عن العشرات من السجناء، بينهم 10 أميركيين، بعد شهور من المفاوضات، في حين أفرجت الولايات المتحدة عن حليف مقرب من مادورو.
ولا تعني زيارة غرينيل أن الولايات المتحدة تعترف بمادورو زعيما شرعيا لفنزويلا، كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في وقت سابق من يوم الجمعة.
وأضافت أن غرينيل كان يركز أيضًا على ضمان إعادة 400 من أعضاء عصابة "ترين دي أراجوا" المحتجزين في الولايات المتحدة إلى فنزويلا.
قال المدعي العام الفنزويلي طارق صعب الأسبوع الماضي إن العصابة تم تفكيكها في فنزويلا في عام 2023، لكنهم مستعدون لاستئناف التعاون القانوني مع الولايات المتحدة من أجل تسليم أعضاء العصابة.
وأعادت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن فرض عقوبات واسعة على النفط بعد أن قالت إن مادورو فشل في الوفاء بوعده بإجراء انتخابات رئاسية حرة.
ولطالما رفضت حكومة مادورو العقوبات الأمريكية وغيرها، قائلة إنها تدابير غير شرعية تمثل "حربًا اقتصادية" تهدف إلى إضعاف فنزويلا.
وأفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" الجمعة أن شركة شيفرون تحاول حماية ترخيص خاص من الولايات المتحدة يسمح لها بالعمل في فنزويلا.
وهناك حوالي 600 ألف فنزويلي في الولايات المتحدة كانوا مؤهلين للحصول على إعفاءات من الترحيل التي منحتها إدارة بايدن.
لكن وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نويم، قالت إنها ستقلل مدة هذه الحماية. ويجب عليها أن تقرر بحلول يوم السبت ما إذا كانت ستنهيها.