ريتشارد غرينيل في الطائرة مع الأميركيين الستة الذين اطلقت فنزويلا سراحهم
ريتشارد غرينيل في الطائرة مع الأميركيين الستة الذين اطلقت فنزويلا سراحهم

أعلن ريتشارد غرينيل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فنزويلا، الجمعة بعد لقائه الرئيس نيكولاس مادورو أن كراكاس أفرجت عن ستة معتقلين أميركيين، وأنهم معه في الطائرة التي تقلهم إلى الولايات المتحدة. 

وكتب غرينيل على منصة إكس "لقد أقلعنا وسنعود إلى الوطن مع هؤلاء المواطنين الأميركيين الستة"، ناشرا صورة لهم دون أن يحدد هوياتهم.

وتعتبر زيارة غارنيل الى كاراكاس هي أول لقاء مباشر بين مسؤول أميركي والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو منذ عام 2022.

وأظهرت قناة البث العامة الفنزويلية غرينيل وهو يصافح مادورو المبتسم في القصر الرئاسي، وهي صورة لافتة تلتقط أول زيارة للإدارة الأميركية إلى أميركا اللاتينية.

وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، غرد غرينيل بأنه عائد الى الولايات المتحدة مع الأميركيين الستة.

واجتمع غرينيل، المدير السابق المؤقت للاستخبارات الوطنية، ومادورو، الذي يحكم فنزويلا منذ عام 2013، لمناقشة الأميركيين المعتقلين في البلاد، ورحلات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، والتعاون لمواجهة عصابة "ترين دي أراجوا" والطاقة، وفقاً لشخص مطلع على الخطة، تحدث لصحيفة واشنطن بوست، شريطة عدم الكشف عن هويته.

وادعى مادورو إعادة انتخابه لولاية ثالثة في يوليو الماضي بعد انتخابات بدا أنه خسرها، في وقت أظهرت استطلاعات الرأي أن المنافس إدموند غونزاليس حصل على ضعف عدد الأصوات.

وقد اعترفت إدارتا بايدن وترامب بغونزاليس كرئيس منتخب للبلاد، وكان الدبلوماسي السابق، الذي فر من فنزويلا العام الماضي تحت تهديد الاعتقال، في واشنطن هذا الشهر لحضور مراسم تنصيب ترامب.

وتعد رحلة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى فنزويلا الأولى التي يستخدم فيها طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية لنقل مسؤول حكومي رفيع إلى كاراكاس منذ أكثر من عقد.

وتعهد الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية بخطط ل"ترحيل جماعي" للمهاجرين، مشيرا الى ان إعادة المواطنين الفنزويليين إلى بلادهم غير ممكنة دون التعاون من مادورو الذي أشار بدوره إلى استعداده لقبول هذه الرحلات مقابل الحفاظ على تراخيص النفط وزيادة صادرات النفط الخام، بحسب الصحيفة.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها غرينيل مع الحكومة الفنزويلية. ففي عام 2020، بعد أن عمل مديرًا مؤقتًا للاستخبارات الوطنية الأميركية، التقى مع حليف مؤثر لمادورو، خورخي رودريغيز، في مدينة مكسيكو، بحسب إليوت أبرامز، الذي كان مبعوثًا خاصًا لفنزويلا خلال ولاية ترامب الأولى.

وأثار هذه الزيارة مخاوف لدى مؤيدي المعارضة الفنزويلية، الذين جادلوا بأن التعامل المباشر مع مادورو سيمنحه الشرعية بعد الانتخابات التي يقولون إنه سرقها.

ومن غير الواضح بالضبط عدد الأميركيين الذين تم احتجازهم في فنزويلا، ولكن المسؤولين الفنزويليين تحدثوا علنًا عن وجود ما لا يقل عن تسعة، اتهموا بالإرهاب.

وتتهم الحكومة الفنزويلية بانتظام أعضاء المعارضة والمعتقلين الأجانب بالتآمر مع الولايات المتحدة لارتكاب أعمال إرهابية. في وقت تنفي الحكومة الأميركية دائمًا هذه الاتهامات.

في أواخر عام 2023، أفرجت الحكومة الفنزويلية عن العشرات من السجناء، بينهم 10 أميركيين، بعد شهور من المفاوضات، في حين أفرجت الولايات المتحدة عن حليف مقرب من مادورو.

ولا تعني زيارة غرينيل أن الولايات المتحدة تعترف بمادورو زعيما شرعيا لفنزويلا، كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في وقت سابق من يوم الجمعة.

وأضافت أن غرينيل كان يركز أيضًا على ضمان إعادة 400 من أعضاء عصابة "ترين دي أراجوا" المحتجزين في الولايات المتحدة إلى فنزويلا.

قال المدعي العام الفنزويلي طارق صعب الأسبوع الماضي إن العصابة تم تفكيكها في فنزويلا في عام 2023، لكنهم مستعدون لاستئناف التعاون القانوني مع الولايات المتحدة من أجل تسليم أعضاء العصابة.

وأعادت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن فرض عقوبات واسعة على النفط بعد أن قالت إن مادورو فشل في الوفاء بوعده بإجراء انتخابات رئاسية حرة.

ولطالما رفضت حكومة مادورو العقوبات الأمريكية وغيرها، قائلة إنها تدابير غير شرعية تمثل "حربًا اقتصادية" تهدف إلى إضعاف فنزويلا.

وأفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" الجمعة أن شركة شيفرون تحاول حماية ترخيص خاص من الولايات المتحدة يسمح لها بالعمل في فنزويلا.

وهناك حوالي 600 ألف فنزويلي في الولايات المتحدة كانوا مؤهلين للحصول على إعفاءات من الترحيل التي منحتها إدارة بايدن.

لكن وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نويم، قالت إنها ستقلل مدة هذه الحماية. ويجب عليها أن تقرر بحلول يوم السبت ما إذا كانت ستنهيها.

 عملة أميركية من فئة سنت واحد تصور الرئيس الأميركي الأسبق أبراهام لينكولن
عملة أميركية من فئة سنت واحد تصور الرئيس الأميركي الأسبق أبراهام لينكولن

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأحد، وقف إنتاج العملة النقدية من فئة السنت "البنس".

وقال في تصريح على منصته "تروث سوشيال" إن "تكلفة سكّ كل بنس (سنت) تتجاوز السنتين (2 سنت)، مما يشكل إهدارا غير مقبول للمال العام".

وأضاف: "لقد قمنا بسكّ البنسات لفترة طويلة جدا، رغم أنها تكلفنا أكثر من قيمتها الفعلية. هذا إهدار ضخم. لذلك، أصدرت تعليماتي لوزير الخزانة بوقف إنتاج البنسات الجديدة".

قال أيضا: "علينا أن نقضي على الهدر في ميزانية أمتنا العظيمة، حتى لو كان ذلك بنسا واحدا في كل مرة".

يأتي هذا القرار في إطار سياسة ترامب الهادفة إلى تقليص الإنفاق الحكومي ومعالجة أوجه الهدر المالي، حيث شدد على ضرورة إعادة توجيه الأموال إلى مجالات أكثر أهمية، بدلا من الاستمرار في إنتاج عملة تكلف أكثر من قيمتها.

هذا القرار هو جزء من توجه ترامب الأوسع لإصلاح الميزانية، إذ أكد مرارا على ضرورة القضاء على أي إنفاق غير ضروري داخل الحكومة.