ترامب تحدث مجددا عن دواعي فرض التعريفات الجمركية
ترامب تحدث مجددا عن دواعي فرض التعريفات الجمركية

تتصاعد حدة المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة من جهة، وكندا والمكسيك والصين من جهة أخرى، ووسط تساؤلات عن تداعيات التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لم يستبعد الأخير حدوث "ألم اقتصادي" على المواطنين في الداخل.

وكتب ترامب على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، الأحد، غداة فرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا والصين، إن الأميركيين قد يشعرون "بألم" اقتصادي بسبب الرسوم الجمركية، لكنه اعتبر أن تأمين المصالح الأميركية "يستحق هذا الثمن".

وكتب ترامب: "هل سيكون هناك بعض الألم؟ نعم، ربما (وربما لا)". وأضاف "لكننا سنجعل أميركا عظيمة مجددا، ويستحق هذا الثمن الذي يجب دفعه".

وفي منشور آخر، اتهم دولا مثل "كندا والمكسيك والصين بممارسة عمليات "احتيال منذ عقود" في "التجارة أو الجريمة أو المخدرات".

وقال: "لقد ولت تلك الأيام".

وفي تبريره لفرض التعريفات الجمركية على كندا، قال إنه يمكن الاستعاضة عما تستورده الولايات المتحدة من هناك:"نحن لا نحتاج أي شيء لديهم. لدينا طاقة غير محدودة، ويجب أن نصنع سياراتنا الخاصة، ولدينا من الأخشاب أكثر مما يمكننا استخدامه على الإطلاق".

واعتبر أنه لولا الدعم "الأميركي "الضخم" لكندا لزالت من الوجود، مضيفا: "أمر قاس لكنه الحقيقة".

وأعاد الحديث عن مقترحه بأن تكون كندا "الولاية الـ51" الأميركية، في إعادة لتصريحات سابقة بهذا الشأن.

وكان ترامب أعلن عن فرض رسوم بنسبة 25 في المئة على المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، إلى جانب رسوم بنسبة 10 في المئة على موارد الطاقة الكندية. 

وأشار إلى أن هذه الإجراءات ستظل سارية حتى تتعاون الدولتان مع واشنطن في مكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية.

وذكر البيت الأبيض أن السلع الواردة من الصين ستفرض عليها رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة، إضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية.

ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، في خطاب شديد اللهجة أن بلاده ستفرض رسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على ما مجموعه 155 مليار دولار كندي من المنتجات الأميركية، مع بدء تطبيق هذه الإجراءات، الثلاثاء، على بضائع بقيمة 30 مليار دولار أميركي".

أما في المكسيك، فقد استنكرت رئيسة البلاد، كلاوديا شينباوم، اتهامات ترامب لحكومتها بالتواطؤ مع تهريب المخدرات، ووصفتها بأنها "افتراء لا أساس له".

وأكدت أن المكسيك سترد بفرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية.

ولم يستبعد الرئيس الأميركي في تصريحات السبت، فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، قائلا إنه "عاملنا بشكل سيء للغاية".

وفي المقابل أعرب الاتحاد الأوروبي "أسفه" لفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين، معلنا أنه "سيرد بحزم" إذا فرضت عليه رسوم جمركية "غير عادلة".

إيلون ماسك أمام عقبة قضاية جديدة. أرشيفية
إيلون ماسك أمام عقبة قضاية جديدة. أرشيفية

عطل قاض فيدرالي أميركي السبت قرار إشراف لجنة الكفاءة الحكومية التي كلف بها إيلون ماسك، على نظام المدفوعات في وزارة الخزانة، ما يطرح عقبة قضائية جديدة أمام الإصلاحات التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب.

وفي أمر بمفعول فوري، حظر القاضي بول إنغيلمير الوصول إلى البيانات المخزنة في وزارة الخزانة الأميركية على "جميع السياسيين المعينين" و"جميع العملاء الخاصين للحكومة" و"جميع موظفي الحكومة المنتدبين إلى وكالة خارج وزارة الخزانة".

كذلك، ينص الأمر الموقت الذي يسري حتى جلسة مقررة في 14 فبراير على أن يقوم أي شخص تمكن من الوصول إلى بيانات من أرشيف وزارة الخزانة منذ تنصيب دونالد ترامب في 20 يناير بـ "مسح جميع نسخ الوثائق التي تم تحميلها على الفور".

وقبل أيام قليلة، تولى ماسك وموظفون تابعون له الإشراف على نظام المدفوعات في وزارة الخزانة الأميركية الذي يدير تعاملات بتريليونات الدولارات كل عام، ما أثار قلق مشرعين ديمقراطيبن باعتباره "خطيرا جدا".

وكتب ماسك الاثنين على إكس "الطريقة الوحيدة لوقف الاحتيال وهدر أموال دافعي الضرائب، هي في متابعة تدفقات صرف الأموال ووقف التعاملات المشبوهة بشكل موقت لدراستها".

وبرر ماسك عمله بضرورة "وقف الاحتيال وإهدار أموال دافعي الضرائب".

ودان  قرار قاض "متشدد" واتهم الديمقراطيين بمحاولة "التستر على أكبر عملية احتيال في تاريخ البشرية".

قدم ممثلون عن النيابة العامة في 19 ولاية أميركية شكوى معتبرين أن إدارة الرئيس الأميركي انتهكت القانون من خلال السماح لأفراد يعملون في لجنة الكفاءة الحكومية بالوصول إلى بيانات الخزانة الحساسة التي تقتصر عادة على موظفين محترفين.

وأوضح القاضي في قراره أن هذه الولايات "ستعاني ضررا لا يمكن إصلاحه في ظل عدم وجود إجراء الزامي".

وأضاف أن "هذا يعود إلى المخاطر التي تشكلها السياسة الجديدة في الكشف عن المعلومات الحساسة والسرية، فضلا عن الخطر المتزايد المتمثل في أن تصبح الأنظمة المعنية أكثر عرضة للاختراق مقارنة بالماضي".

وأثار إشراف ماسك أغنى أغنياء العالم على نظام مدفوعات الخزانة معارضة شرسة من النقابات ومنظمات حقوق الإنسان.

وأوردت وسائل إعلام أميركية مذكرة داخلية لوزارة الخزانة الأميركية، مفادها أن إشراف هذه اللجنة بقيادة ماسك على نظام المدفوعات الفيدرالية يشكل "أكبر تهديد داخلي يواجهه مكتب المالية على الإطلاق".

"أسوأ الأخطاء"

ودعا ترامب الجمعة إلى إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس إيد" التي توزع مساعدات إنسانية حول العالم.

والخميس، أكد مسؤول نقابي تقارير أفادت بأن القوة العاملة العالمية للوكالة ستخفض من أكثر من 10 آلاف إلى أقل بقليل من 300.

انتقدت سامانثا باور الرئيسة السابقة للوكالة الجمعة قرار ترامب تفكيك الوكالة الإنسانية، بالقول "نحن نشهد واحدا من أسوأ الأخطاء وأكثرها كلفة في السياسة الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة".

بناء على طلب نقابة تمثل موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أعلن قاض فيدرالي الجمعة أنه سيعلق قرار إدارة ترامب بوضع بعض الموظفين في إجازة إدارية.

وتدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية برامج صحية وطارئة في حوالي 120 دولة، بما في ذلك أفقر مناطق العالم.

وكتب ترامب بالأحرف الكبيرة في منشور على منصته "تروث سوشل" أن "الفساد بلغ مستويات نادرا ما شوهدت من قبل. أغلقوها!".

وأيده ماسك على "إكس" قائلا "نعم السيد الرئيس".

وفي وقت سابق، قال أغنى رجل في العالم إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هي "عش أفاع من الماركسيين.. الذين يكرهون أميركا".