ترامب عين ماسك في وزارة الكفاءة الحكومية لتقليص التكلفة المالية الفيدرالية
ترامب عين ماسك في وزارة الكفاءة الحكومية لتقليص التكلفة المالية الفيدرالية

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين عن وجود الملياردير إيلون ماسك على رأس وزارة الكفاءة الحكومية الجديدة، قائلا إنه "لا تضارب في المصالح بين أعمال ماسك الخاصة ومهامه الحكومية".

من جهة أخرى، نقلت رويترز عن مسؤول وصفته بالكبير في البيت الأبيض تأكيده أن ماسك "موظف حكومي خاص" لكنه لا يتلقى راتبا.

وأضاف أن ماسك، الذي لا يزال يدير شركتي تسلا وسبيس إكس بينما يرأس إدارة مشروع كفاءة الحكومة في عهد ترامب، يتبع القانون.

وكشف ترامب عن خطته لتعيين الملياردير لإدارة الكفاءة الحكومية في سبتمبر الماضي، قبل نحو شهر من الرئاسيات، قائلا إن ماسك سيعمل على "الحد من الهدر في الإنفاق الذي يكلف تريليونات الدولارات".

ومنذ إحداثها، أعلنت وزارة الكفاءة الحكومية عن قرارات إنهاء عقود وتسريح عمال في مؤسسات فيدرالية.

وصباح اليوم الاثنين، كشفت الوزارة أنه تم إنهاء 20 عقدا استشاريا يربط هيئات حكومية بشركات خاصة، معظمها في "التواصل الاستراتيجي" و"التدريب التنفيذي"، ما أفضى إلى "توفير فوري قدره 26 مليون دولار".

كما ارتفع في الأيام الستة الماضية، بحسب المصدر، عدد عقود إيجار المباني الحكومية غير المستغلة التي فسخها من 3 إلى 22، الأمر الذي وفر للخزانة الأميركية 44.6 مليون دولار.

غير أن أكثر قرارات وزارة الكفاءة الحكومية إثارة للجدل هو إلغاء عقود مرتبطة ببرامج التنوع والمساواة والإدماج (DEI).

وتلك البرامج اعتمدتها المؤسسات منذ سنوات بهدف "تعزيز التنوع العرقي والجندري، وضمان تكافؤ الفرص"، وسلط الضوء على دورها بشكل أكبر منذ 2020 عقب احتجاجات مطالبة بالعدالة الاجتماعية إثر مقتل جورج فلويد على يد شرطي.

وتُقدَّر ثروة إيلون ماسك حاليا بحوالي 447 مليار دولار. ويملك شركات عملاقة أبرزها تسلا المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية وسبيس إكس التي تعمل في مجال استكشاف الفضاء وتطوير الصواريخ والمركبات الفضائية.

إيلون ماسك
إيلون ماسك.. قصة نجاح على الأرض وفي الفضاء
لم يكن نجاح الملياردير الأميركي إيلون ماسك (47 عاما)، صاحب شركة تسلا للسيارات الكهربائية وشركة سبايس إكس للصواريخ التي تقدر قيمتها حاليا بحوالي 20 مليار دولار محض صدفة.

الرجل الذي أحدث "ثورة" في عالم النقل على الأرض وفي الفضاء، بحسب وصف موقع فوربس، يمتلك قصة نجاح كبيرة تخللتها محطات فشل.

إيلون ماسك أمام عقبة قضاية جديدة. أرشيفية
إيلون ماسك أمام عقبة قضاية جديدة. أرشيفية

عطل قاض فيدرالي أميركي السبت قرار إشراف لجنة الكفاءة الحكومية التي كلف بها إيلون ماسك، على نظام المدفوعات في وزارة الخزانة، ما يطرح عقبة قضائية جديدة أمام الإصلاحات التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب.

وفي أمر بمفعول فوري، حظر القاضي بول إنغيلمير الوصول إلى البيانات المخزنة في وزارة الخزانة الأميركية على "جميع السياسيين المعينين" و"جميع العملاء الخاصين للحكومة" و"جميع موظفي الحكومة المنتدبين إلى وكالة خارج وزارة الخزانة".

كذلك، ينص الأمر الموقت الذي يسري حتى جلسة مقررة في 14 فبراير على أن يقوم أي شخص تمكن من الوصول إلى بيانات من أرشيف وزارة الخزانة منذ تنصيب دونالد ترامب في 20 يناير بـ "مسح جميع نسخ الوثائق التي تم تحميلها على الفور".

وقبل أيام قليلة، تولى ماسك وموظفون تابعون له الإشراف على نظام المدفوعات في وزارة الخزانة الأميركية الذي يدير تعاملات بتريليونات الدولارات كل عام، ما أثار قلق مشرعين ديمقراطيبن باعتباره "خطيرا جدا".

وكتب ماسك الاثنين على إكس "الطريقة الوحيدة لوقف الاحتيال وهدر أموال دافعي الضرائب، هي في متابعة تدفقات صرف الأموال ووقف التعاملات المشبوهة بشكل موقت لدراستها".

وبرر ماسك عمله بضرورة "وقف الاحتيال وإهدار أموال دافعي الضرائب".

ودان  قرار قاض "متشدد" واتهم الديمقراطيين بمحاولة "التستر على أكبر عملية احتيال في تاريخ البشرية".

قدم ممثلون عن النيابة العامة في 19 ولاية أميركية شكوى معتبرين أن إدارة الرئيس الأميركي انتهكت القانون من خلال السماح لأفراد يعملون في لجنة الكفاءة الحكومية بالوصول إلى بيانات الخزانة الحساسة التي تقتصر عادة على موظفين محترفين.

وأوضح القاضي في قراره أن هذه الولايات "ستعاني ضررا لا يمكن إصلاحه في ظل عدم وجود إجراء الزامي".

وأضاف أن "هذا يعود إلى المخاطر التي تشكلها السياسة الجديدة في الكشف عن المعلومات الحساسة والسرية، فضلا عن الخطر المتزايد المتمثل في أن تصبح الأنظمة المعنية أكثر عرضة للاختراق مقارنة بالماضي".

وأثار إشراف ماسك أغنى أغنياء العالم على نظام مدفوعات الخزانة معارضة شرسة من النقابات ومنظمات حقوق الإنسان.

وأوردت وسائل إعلام أميركية مذكرة داخلية لوزارة الخزانة الأميركية، مفادها أن إشراف هذه اللجنة بقيادة ماسك على نظام المدفوعات الفيدرالية يشكل "أكبر تهديد داخلي يواجهه مكتب المالية على الإطلاق".

"أسوأ الأخطاء"

ودعا ترامب الجمعة إلى إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس إيد" التي توزع مساعدات إنسانية حول العالم.

والخميس، أكد مسؤول نقابي تقارير أفادت بأن القوة العاملة العالمية للوكالة ستخفض من أكثر من 10 آلاف إلى أقل بقليل من 300.

انتقدت سامانثا باور الرئيسة السابقة للوكالة الجمعة قرار ترامب تفكيك الوكالة الإنسانية، بالقول "نحن نشهد واحدا من أسوأ الأخطاء وأكثرها كلفة في السياسة الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة".

بناء على طلب نقابة تمثل موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أعلن قاض فيدرالي الجمعة أنه سيعلق قرار إدارة ترامب بوضع بعض الموظفين في إجازة إدارية.

وتدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية برامج صحية وطارئة في حوالي 120 دولة، بما في ذلك أفقر مناطق العالم.

وكتب ترامب بالأحرف الكبيرة في منشور على منصته "تروث سوشل" أن "الفساد بلغ مستويات نادرا ما شوهدت من قبل. أغلقوها!".

وأيده ماسك على "إكس" قائلا "نعم السيد الرئيس".

وفي وقت سابق، قال أغنى رجل في العالم إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هي "عش أفاع من الماركسيين.. الذين يكرهون أميركا".