افتتاح السجن جاء وسط حرب الرئيس السلفادوري على العصابات
افتتاح السجن جاء وسط حرب الرئيس السلفادوري على العصابات

رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، بمقترح نظيره السلفادوري نجيب بوكيلة، القاضي بنقل سجناء أميركيين لقضاء عقوبتهم في الدولة الواقعة في أميركا الوسطى.

وأبدى ترامب حماسه للمقترح السلفادوري، مؤكدا استعداده لتنفيذه فوراً في حال توفر الغطاء القانوني المناسب.

وأشار إلى أن النظام المقترح يشبه نظام السجون الأميركي الحالي، لكنه سيتميز بتكلفته المنخفضة وقدرته على ردع الجريمة بشكل أكبر.

وجاء هذا المقترح في إطار حملة واسعة يقودها الرئيس بوكيلة لمكافحة الجريمة في بلاده، حيث عرض استخدام سجنه الجديد، الذي يعد الأكبر في المنطقة، لاستقبال سجناء من الولايات المتحدة.

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، إن إدارة ترامب ستبحث الاقتراح، لكنه أقر بوجود عوائق قانونية محتملة، إذ أنه لا يمكن للحكومة الأميركية ترحيل مواطنيها.

وصرّح روبيو للصحفيين في كوستاريكا التي وصل إليها قادما من السلفادور: "سيتعين علينا دراسة الأمر من جانبنا. من الواضح أن هناك جوانب قانونية متضمنة"، مستطردا: "لدينا دستور.. لكن هذا عرض سخي للغاية".

سياسات "الديكتاتور الأروع"

وبنى الرئيس بوكيله، الذي كان يصف نفسه على حسابه على منصة إكس، بأنه "الديكتاتور الأروع"، نجاحه الانتخابي وشعبيته الكبيرة على سياسة أمنية لمكافحة الجريمة وعنف العصابات في بلاده، إذ سجن الآلاف من المشتبه بانتمائهم للعصابات.

وبفضل سياساته المثيرة للجدل، سجلت البلاد، في 2023، أدنى معدل لجرائم القتل منذ ثلاثة عقود، مما جعلها واحدة من أكثر دول أميركا اللاتينية أمانًا.

السلفادور بنت سجنا يوصف بأنه الأكبر في العالم
"أروع ديكتاتور".. هل قضى على خطر العصابات أم انتهك حقوق الإنسان في السلفادور؟
يواجه الرئيس السلفادوري نجيب أبو كيله، الذي يصف نفسه بـ"أروع ديكتاتور" في الأميريكتين، اتهامات متزايدة بأن حربه على عصابات الجريمة المنظمة تؤجج ظاهرة الاعتقالات العشوائية والتعسفية، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية.

ورغم الانتقادات الحادة من منظمات حقوق الإنسان لنهج بوكيله الصارم، إلا أن سياسته عززت شعبيته ليصبح الزعيم الأكثر شعبية في أميركا اللاتينية وفقاً لاستطلاعات الرأي الإقليمية، وهو ما انعكس في فوزه الكاسح في انتخابات فبراير 2024 بإجمالي 85 بالمئة من الأصوات.

وأعلن بوكيله، البالغ من العمر 43 عاماً، المنحدر من أصول فلسطينية، في مارس 2022، حالة الطوارئ التي لا تزال سارية، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 80 ألف شخص من قبل قوات الأمن.

وجعل الرئيس السلفادوري من سجون بلاده القاسية والصارمة علامة مميزة في حربه الشرسة ضد الجريمة.

وحتى قبل حملته على العصابات، كانت سجون السلفادور معروفة بعنفها واكتظاظها، لكن درة تاج حرب بوكيله كان مركز مكافحة الإرهاب، أو" CECOT"، الذي افتتحه في عام 2023.

ما هو سجن "CECOT"؟

السجن يتسع لأكثر من 40 ألف سجين

أمر بوكيله ببناء السجن العملاق مع بداية حملته ضد عصابات السلفادور في 2022. وتم افتتاحه بعد عام في بلدة تيكولوكا، على بعد حوالي 72 كيلومتراً، شرق العاصمة.

وتبلغ مساحة المركز العملاق 23 هكتارا، ويمكنه استيعاب 40 ألف سجين، بما في ذلك قادة وأعضاء العصابات الإجرامية العنيفة في البلاد، خاصة مارا سالفاتروتشا (MS-13) ومنافستها "باريو 18".

ويتكون السجن، الذي تقول سلطات السلفادور إنه الأكبر في أميركا اللاتينية من 8 أجنحة واسعة. وتضم كل زنزانة ما بين 65 إلى 70 سجيناً. لا يُسمح لهم بتلقي الزيارات.

ولا يتوفر السجن على برامج لتأهيل السجناء للعودة إلى المجتمع بعد انتهاء محكوميتهم، ولا ورش عمل أو برامج تعليمية. كما لا يُسمح لهم بالخروج إلى الخارج مطلقاً، بحسب "أسوشيتد برس".

وتبقى الاستثناءات الوحيدة، وفقا للمصدر ذاته، المحاضرات التحفيزية التي يقدمها من حين لآخر سجناء اكتسبوا درجة من ثقة مسؤولي السجن. 

ويجلس السجناء في صفوف في الممر خارج زنازينهم للاستماع إلى هذه المحاضرات، أو يتم توجيههم لأداء تمارين رياضية تحت إشراف الحراس.

وصرح وزير العدل في حكومة بوكيله أن المحتجزين في السجن لن يعودوا أبداً إلى مجتمعاتهم.

أما صالات الطعام، وغرف الاستراحة، وصالة الألعاب الرياضية، والألعاب اللوحية، فهي مخصصة للحراس فقط.

وخلال زيارة رسمية إلى كوستاريكا في نوفمبر الماضي، كشف بوكيله أن تجهيز وتشييد السجن تكلف 115 مليون دولار.

لماذا يثير السجن جدلا كبيراً؟

يجذب "CECOT" اهتماما عالميا، وتتباين الردود بشأنه بين الإيجابية والسلبية.

وأشادت وزيرة الأمن الأرجنتينية، باتريشيا بولريتش، بالمنشأة في منشور في يونيو 2024، قائلة: "هذا هو الطريق. التشدد مع المجرمين".

وزار وفد من الحزب الجمهوري الأميركي من مجلس النواب، بقيادة النائب آنذاك، مات غايتز، السجن بعد شهر من ذلك.

وفتح السجن أبوابه أمام العديد من مشاهير يوتيوب، وحققت مقاطع فيديو زياراتهم ملايين المشاهدات، وسلطت الضوء على الظروف القاسية في السجن.

وعارضت العديد من منظمات حقوق الإنسان المركز وسياسة بوكيله الأمنية بشكل عام.

وحذر تقرير للجنة الأميركية لحقوق الإنسان (IACHR)، نُشر في سبتمبر 2024، من أن عدد السجناء في السجن كان أعلى بكثير من آخر الأرقام الرسمية، المعلنة، وأن الاكتظاظ قد يصل إلى 133 بالمئة.

وخلص التقرير إلى أن كل سجين لديه مساحة متوسطة تبلغ 0.60 متر مربع، في انتهاك للمعايير الدولية.

وتشير بيانات تقرير موجز السجون العالمي (WPB)، إلى أن السلفادور تضم أعلى معدل لنزلاء السجون للفرد في العالم، بواقع 1659 سجيناً لكل 100 ألف مقيم.

انقسام داخلي بعد مقترح الرئيس

وأثار اقتراح الرئيس بوكيله باستقبال سجناء من الولايات المتحدة في سجون السلفادور انقساماً كبيرا في الشارع السلفادوري.

ويرى معارضو المقترح، مثل ربة المنزل جورجينا غارسيا وخوان خوسيه أوردونيز الذين تحدثوا لفرانس برس، أن استقبال مجرمين إضافيين سيشكل عبئاً على البلاد التي تكافح بالفعل لحل مشاكلها الداخلية.

من جهتها، تقول مديرة المنظمة غير الحكومية السلفادورية "المساعدة القانونية الإنسانية" إنغرد إسكوبار، في تصريح لفرانس برس، "سنصبح غوانتانامو 2.0 وهذا أمر لا يمكننا تقبّله"، في إشارة إلى القاعدة العسكرية الأميركية الشهيرة.

فيما يرى مؤيدو المقترح، مثل العسكري السابق خوسيه ألبيرتو كلاروس، أن هذا الاتفاق قد يجلب منافع للسلفادور، خاصة إذا تضمن تسوية أوضاع المهاجرين السلفادوريين في الولايات المتحدة.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى بائع الصحف، خوان أسونسيو، الذي يرى أنّ خطوة كهذه مهمة "إذا كان هناك مال" في المقابل.

ترامب وجه رسالة إلى إيران - رويترز
ترامب وجه رسالة إلى إيران - رويترز

تحدث المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، عن أسباب تجدد القتال في قطاع غزة، كما تطرق إلى رسالة الرئيس الأميركي إلى إيران، والغرض منها.

واعتبر ويتكوف أن حركة حماس مسؤولة عن تجدد القتال في قطاع غزة بعد رفضها الجهود المبذولة للمضي قدما، فيما كان يُعتبر "اتفاقا مقبولا".

وأضاف في تصريح لقناة فوكس نيوز "المسؤولية تقع على حماس. الولايات المتحدة تقف إلى جانب دولة إسرائيل".

وفي سياق آخر أشار ويتكوف إلى أن رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي بشأن اتفاق نووي جديد محتمل هي محاولة لتجنب العمل العسكري.

وقال: "لسنا بحاجة إلى حل كل شيء عسكريا".

لكنه أكد أن إيران لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية و"هذا لا يمكن أن يحدث ولن يحدث".

وأضاف ويتكوف "رسالتنا لإيران هي: دعونا نجلس معا ونرى ما إذا كان بإمكاننا، من خلال الحوار والدبلوماسية، الوصول إلى الحل الصحيح. إذا استطعنا، فنحن مستعدون لذلك. وإذا لم نستطع، فإن البديل ليس خيارا جيدا".

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال، الخميس، إن بلاده ستدرس "الفرص" كما ستدرس التهديدات الواردة في رسالة ترامب التي حث فيها طهران على التوصل إلى اتفاق نووي جديد وسترد قريبا.

وكان خامنئي رفض رسالة ترامب قائلا إن مطالب ترامب "ستضيق خناق العقوبات على إيران وتزيد الضغط عليها".

لكن عراقجي قال إن طهران ما زالت تقيم الرسالة، وتفكر في الرد.

وذكر موقع أكسيوس، الأربعاءن أن رسالة ترامب أمهلت إيران شهرين للتوصل لاتفاق نووي أو التعرض لفرض عقوبات أكثر صرامة في إطار حملة "أقصى الضغوط".

وانسحب ترامب من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران وقوى كبرى خلال ولايته الرئاسية الأولى، وأعاد فرض العقوبات على إيران.

وخالفت إيران منذ ذلك الحين القيود التي وضعها الاتفاق على برنامجها النووي.

وتتهم قوى غربية إيران بالسعي لتطوير أسلحة نووية بتخصيبها اليورانيوم لنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، بما يتخطى ما يقولون إنه نسبة مبررة في برنامج نووي مدني.

وتقول طهران إن تطوير برنامجها النووي يتم لأغراض سلمية، وإنها تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي.