FILE PHOTO: Ukrainian President Volodymyr Zelenskiy visits Washington, D.C.
شهد لقاء ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض مشادة كلامية

يعقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون كبار مباحثات، الثلاثاء في جدة، تتناول الحرب في أوكرانيا وسبل إنهائها، والتي تأتي في خضم خلافات غير مسبوقة بين واشنطن وكييف بعد ثلاث سنوات من الحرب.

وتوجه وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الذي سيقود الوفد الأميركي والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى السعودية، بالفعل، قبل المحادثات المرتقبة الثلاثاء.

وسيكون الاجتماع الأول بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين منذ المشادة الكلامية بين زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، نهاية فبراير، والتي علقت واشنطن بعدها المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخبارية معها، فيما تحاول كييف إصلاح العلاقة مع حليفتها الأهم.

من جانبه، قال ترامب، الأحد، إنه يتوقع نتائج جيدة من المحادثات وإن الولايات المتحدة أنهت "تقريبا" تعليق تبادل معلومات الاستخبارات مع كييف.

وأكد الرئيس الأوكراني، الاثنين، أن كييف تريد السلام مع روسيا التي حملها المسؤولية عن عدم تحقيقه. 

وقال عبر حساباته في منصات التواصل الاجتماعي "أوكرانيا تبحث عن السلام منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب".

ومن المتوقع أن ينضم إلى روبيو في المباحثات مستشار الأمن القومي، مايك والتز، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

ويضم الفريق الأوركاني رئيس الأركان أندريه يرماك، ووزير الخارجية، أندريه سيبيا، ووزير الدفاع، رستم عمروف.

ماذا يريد الطرفان؟

أوضح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي سيحضر الاجتماعات، أن المحادثات ستساهم في "تحديد إطار لاتفاق سلام ووقف إطلاق نار أولي" بين روسيا وأوكرانيا.

وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تسعى جزئيا من خلال الاجتماع إلى تحديد ما إذا كانت أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات ملموسة لروسيا لإنهاء الحرب.

وقال أحد المسؤوليين إن الوفد الأميركي سيراقب أيضا أي إشارات على أن الأوكرانيين جادون بشأن تحسين العلاقات مع إدارة ترامب بعد مشادة البيت الأبيض. 

وأضاف "لا يمكنك أن تقول أريد السلام  وأرفض التنازل عن أي شيء".

وقال المسؤول الآخر "نريد أن نرى ما إذا كان الأوكرانيون مهتمين ليس فقط بالسلام، ولكن بسلام واقعي. إذا كانوا مهتمين فقط بحدود عام 2014 أو 2022، فهذا يخبرك بشيء".

ومن المتوقع أن يناقش الاجتماع اتفاقية المعادن النادرة التي رفضها الرئيس الأوكراني، وكان من المقرر توقيعها خلال زيارة زيلينسكي الأخيرة، لكنه عاد وأعرب عن استعداه لإبرام صفقة بعد ذلك.

ويسعى ترامب إلى إنهاء الحرب بالضغط على أوكرانيا من خلال وقف الدعم العسكري وتبادل الاستخبارات. وبينما كان ترامب متصالحا مع روسيا، هدد مؤخرا أيضا بفرض عقوبات جديدة عليها بسبب هجماتها المتواصلة على المدن الأوكرانية.

وإذا توصلت أوكرانيا والولايات المتحدة إلى تفاهم مقبول للطرفين في جدة، فقد يؤدي ذلك إلى إبرام اتفاق سلام، ومع ذلك، تظل بقية أوروبا متشككة بعد تهميشها من المحادثات.

من اجتماع سابق لقادة دول أوروبية دعما لأوكرانيا - فرانس برس
"المظلة النووية".. خطة أوروبية ضد "طموحات روسية إمبريالية"
في خطوة تفتح الباب أمام تحول استراتيجي كبير، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداده لمناقشة إنشاء "مظلة نووية أوروبية"، مشيرًا إلى أن بلاده قد تسهم في حماية دول الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل تزايد التهديدات الأمنية القادمة من روسيا.

وأوردت صحيفة "التليغراف"، الاثنين، أن بريطانيا تقدم المشورة للمسؤولين الأوكرانيين بشأن كيفية التعامل مع الاجتماعات.

وسافر جوناثان باول، مستشار الأمن القومي البريطاني، إلى أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع لإطلاع زيلينسكي على المستجدات قبل المحادثات.

ومن المقرر أن يقود رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اجتماعًا ثانيا لـ"تحالف الراغبين" الذي تم الإعلان عنه، الأسبوع الماضي، لمساعدة أوكرانيا دفاعيا.

ويؤكد زيلينسكي أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، "لا يريد السلام"، وأن "روسيا ستهاجم دولا أوروبية أخرى إذا لم يسفر غزوها لأوكرانيا عن هزيمة واضحة".

وتؤكد كييف أنها ترغب في "سلام عادل ومستدام يضع حدا للحرب التي بدأتها روسيا مطلع عام 2022"، مع ضرورة أن يقترن أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بـ"ضمانات أمنية غربية تردع روسيا عن مهاجمتها مرة أخرى".

وقال مسؤول أوكراني، الاثنين، إن كييف ستقترح خلال اجتماع، الثلاثاء، هدنة مع روسيا في الجو والبحر، وقال "لدينا اقتراح لوقف إطلاق نار في الجو ووقف إطلاق نار في البحر، لأن هذان هما خياران لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما ومن الممكن البدء بهما".

يأتي ذلك بينما تواجه كييف صعوبات على الجبهات.

 وأعلنت موسكو في نهاية الأسبوع الماضي إحراز تقدم في منطقة كورسك الروسية التي تسيطر أوكرانيا على جزء منها، والسيطرة على قرية في منطقة سومي بشمال أوكرانيا، في أول تقدم من نوعه منذ 2022.

يقود المسؤولون الأميركيون جهودا لوقف الحرب الأوكرانية
يقود المسؤولون الأميركيون جهودا لوقف الحرب الأوكرانية

أكد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن محادثات مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا ستجرى يوم الأحد المقبل في مدينة جدة السعودية.

وأضاف في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الثلاثاء "لدينا فريق سيتوجه إلى السعودية، بقيادة مستشارنا للأمن القومي (مايك والتس) ووزير خارجيتنا (ماركو روبيو)، وأعتقد، مثلما تعلمون، أن علينا تحديد هذه التفاصيل".

وكان البيت الأبيض أعلن، في بيان الثلاثاء، أن الرئيسين الأميركي، دونالد ترامب، والروسي، فلاديمير بوتين ، تحدثا خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما عن ضرورة السلام ووقف إطلاق النار في حرب أوكرانيا.

واتفق الزعيمان على ضرورة إنهاء هذا الصراع بسلام دائم، وأكدا ضرورة تحسين العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا.

أول تعليق من زيلينسكي بعد مكالمة ترامب وبوتين
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ستدعم المقترح الأميركي بوقف الضربات على البنية التحتية للطاقة الروسية، وإنه يأمل في التحدث مع الرئيس دونالد ترامب بشأن مكالمته الهاتفية اليوم الثلاثاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ستدعم المقترح الأميركي بوقف الضربات على البنية التحتية للطاقة الروسية، وإنه يأمل في التحدث مع الرئيس دونالد ترامب بشأن مكالمته الهاتفية اليوم الثلاثاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يأتي ذلك بعد أيام من مباحثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في السعودية أفضى إلى موافقة أوكرانيا على مقترح هدنة.

وشمل الاتفاق وقف القتال لمدة 30 يوما وانطلاق مباحثات لإنهاء الحرب وموافقة أوكرانيا على صفقة المعادن مع الولايات المتحدة.