الفولاذ والألومنيوم جزء لا يتجزأ من حياة الأميركيين، فالثلاجة المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ ستجد في داخلها علب الصودا المصنوعة من الألومنيوم. ويدور دولاب من الفولاذ المقاوم للصدأ داخل غسالة من الألومنيوم.
هذه المعادن تستخدم أيضا في صناعة السيارات والطائرات، والهواتف، إلى ناطحات السحاب.
لهذا السبب، تقول وكالة أسوسييتد برس، قد تكون للرسوم الجمركية بنسبة 25% التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على جميع واردات الفولاذ والألومنيوم، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء، تأثيرات واسعة النطاق على الشركات والمستهلكين.
مشاريع البناء
تستخدم صناعة البناء حوالي ثلث جميع شحنات الفولاذ الأميركية، وهو أكثر من أي صناعة أخرى.
تعتمد هذه الصناعة على سلسلة إمدادات عالمية لبناء كل شيء من المطارات إلى المدارس إلى الطرق، وفقًا لجمعية المقاولين والبناة، وهي مجموعة تجارية تضم أكثر من 23000 عضو.
تقول الجمعية إن بعض المقاولين تمكنوا من تثبيت الأسعار على الفولاذ أو الألومنيوم قبل فرض الرسوم الجمركية.
ولكن إذا استمرت الرسوم، فإن ضرائب الاستيراد سترفع الأسعار في وقت تعاني فيه صناعة البناء بالفعل من زيادة التكاليف على العمالة والمواد.
كما أن حالة عدم اليقين حول الرسوم الجمركية ستجعل من غير المحتمل أن تلتزم الشركات بالمشاريع الكبيرة، بحسب الجمعية.
وتحاول العديد من شركات البناء الكبيرة تثبيت الأسعار والعمل مع شركاء تجاريين وعملاء على استراتيجيات مختلفة. ولكن في النهاية، تجعل التكاليف المتزايدة من الصعب على أصحاب الأعمال الصغيرة التفكير في المشاريع الكبيرة التي تمتد لعدة سنوات.
علب الفولاذ
يتم استخدام فولاذ مطاحن القصدير لمجموعة واسعة من التعبئة والتغليف، من علب الحساء إلى علب مستحضرات التجميل.
وتستورد الولايات المتحدة حاليا 70 بالمئة من فولاذ مطاحن القصدير الخاص بها، وفقًا لمعهد مصنعِي العلب الذي قال إن الرسوم الجمركية المحدودة التي فرضها الرئيس ترامب عام 2018 أدت إلى إغلاق تسع خطوط فولاذ مطاحن القصدير في الولايات المتحدة.
وتحول المصنعون إلى أنواع أخرى من الفولاذ أو ببساطة أغلقوا مصانعهم. ونتيجة لذلك، لا توجد سوى ثلاث خطوط فولاذ مطاحن القصدير في الولايات المتحدة مفتوحة الآن.
وتحاول الشركات الأميركية التي تستورد فولاذ مطاحن القصدير من كندا، أن تعمل الان مع مورديها للتخفيف من تأثير الرسوم الجمركية، لكنها قد تضطر إلى رفع الأسعار.
وقالت جمعية العلامات التجارية للمستهلكين، التي تمثل الشركات المصنعة للمنتجات الغذائية المعبأة، إنها تحث إدارة ترامب على استثناء منتجات الألومنيوم والفولاذ التي لا تتوفر بكميات كافية في الولايات المتحدة. وإلا، فمن المحتمل أن يشهد المستهلكون زيادة في أسعار المواد الغذائية.
صناعة السيارات
يأتي معظم الفولاذ والألومنيوم لشركات فورد وجنرال موتورز وستيلانتيس بالفعل من الولايات المتحدة، مما يقلل من التأثير المباشر الذي قد تشعر به هذه الشركات من الرسوم الجمركية المرتفعة.
لكن الخبراء حذروا من أن الرسوم الجمركية قد تعني أن شركات صناعة السيارات الثلاث في ديترويت قد تضطر إلى رفع أسعارها.
إذ سيتعين على منتجي الفولاذ والألومنيوم المحليين زيادة طاقاتهم الإنتاجية لتلبية الطلب أو المخاطرة بنقص في الإمدادات على المدى القصير، مما يجعل هذه المنتجات أكثر تكلفة ويزيد من تكلفة السيارات.
وقد يكون لهذا تأثير ضار على مشتري السيارات الأميركيين الذين يعانون بالفعل من التضخم. حيث وصل متوسط سعر شراء سيارة جديدة أكثر من 48 ألف دولار الشهر الماضي.
وكما هو الحال مع رسوم الفولاذ والألومنيوم في فترة ولاية الرئيس ترامب الأولى، من المرجح أن تضطر شركات صناعة السيارات إلى إعادة النظر في توقعاتها المالية للسنة مع استعدادها للتأثير المحتمل.

الأجهزة المنزلية
يبحث صانعو وبائعو المنتجات التي تتراوح من الميكروويف إلى غسالات الصحون في كيفية التعامل مع الزيادات في التكاليف.
بعض الشركات مثل ويرلبول، التي تنتج 80% من منتجاتها في الولايات المتحدة، يبدو أنها أكثر عزلاً عن تأثير الرسوم الجمركية.
وقال المسؤولون التنفيذيون في ويرلبول في مؤتمر عقد في وقت سابق من هذا الشهر إن الشركة قد أبرمت عقودًا لتوريد المواد الخام، بما في ذلك الفولاذ، لمدة لا تقل عن عام.
لكن بعض المتاجر المتخصصة ببيع الأجهزة المنزلية والإلكترونيات تلقت هذا الأسبوع إشعارات من الشركات المصنعة تفيد بأنها ستزيد الأسعار الموصى بها لمنتجات مثل أجهزة صنع قهوة الإسبريسو وغيرها بدءًا من 1 أبريل، وذلك بنسبة تتراوح بين 10 و15 بالمئة.
السلع المنزلية
قالت جمعية قادة صناعة التجزئة إن التأثير المركب للرسوم الجمركية على الواردات، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية السابقة على السلع الصينية التي فُرضت خلال فترة رئاسة ترامب واستمر تطبيقها من قبل الرئيس السابق جو بايدن، ودفعة جديدة من الرسوم على المنتجات الصينية الشهر الماضي، قد يكون كبيرًا.
وطالبت المجموعة التجارية، التي تمثل سلاسل متاجر أميركية كبرى، أعضاءها بإعداد قائمة بالأشياء المنزلية الشائعة لتوضيح كيفية تأثير هذه الرسوم الجمركية على تكلفة المنتجات النهائية.
تضمنت القائمة 20 عنصرًا مثل الدبابيس، سلال القمامة، السلالم، الشوايات، حوامل مناديل الورق، أوعية الخلط، حظائر الدجاج.
وفقًا لحسابات الجمعية، فإن هذه الواردات المحددة تواجه رسومًا محتملة تتراوح بين 45% إلى أكثر من 70% عند مرورها عبر الجمارك الأميركية.
وقد اختلفت المبالغ وفقًا للمكان الذي صنعت فيه المنتجات وما إذا كانت بالفعل خاضعة لضريبة أساسية أو رسوم جمركية من فترة ترامب الأولى.
على سبيل المثال، الشوايات المحمولة والشوايات الطاولة من الصين، التي كانت تبدأ بأعلى رسوم جمركية، ستخضع لضريبة تصل إلى 75% من قيمتها.
علب الألومنيوم
تستخدم شركات المشروبات الأميركية أكثر من 100 مليار علبة ألمنيوم كل عام، وفقًا لمعهد مصنعِي العلب.
يتم تصنيع معظم ألواح الألومنيوم المدلفنة الرقيقة التي تستخدم في العلب في الولايات المتحدة، لكن صانعي العلب يستوردون نسبة صغيرة منها، حسبما قال المعهد.
وحذرت بعض الجهات من أن الرسوم الجمركية على الألومنيوم ستجبر شركات صغيرة على دفع المزيد مقابل العلب، في حين أن الرسوم الجمركية على الفولاذ ستزيد من تكلفة المعدات مثل البراميل والأحواض.
لكن ليس جميع الشركات المصنعة قلقة بشأن الرسوم الجمركية على الألومنيوم، فهناك شركات حولت إنتاجها في السنوات الأخيرة وأصبحت الآن تحصل على "معظم" الألومنيوم الذي يُستخدم في استهلاك الولايات المتحدة من المصادر الأميركية.
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة كوكا كولا، جيمس كوينسي، في تصريح صحفي مؤخرا إنه إذا أصبحت علب الألومنيوم أكثر تكلفة، يمكن لشركة كوكا كولا التحول إلى مواد أخرى مثل البلاستيك. وأخبر المستثمرين أنه لا يريد المبالغة في تأثير الرسوم الجمركية على الألومنيوم.
صناعة الطائرات
تتكون الطائرات من مزيج من الأجزاء المعدنية، من هياكل الألومنيوم، والأجنحة، وألواح الأبواب، إلى عجلات الهبوط الفولاذية وأجزاء المحركات. العديد منها متخصص للغاية ويُستورد من الخارج.
تقول جمعية صناعات الفضاء الجوي، التي تمثل ما يقرب من 300 شركة في صناعة الفضاء والدفاع، إن الرسوم الجمركية تعرض صناعتهم، وأمن البلاد، للخطر.
وأوضحت الجمعية أنها تبحث في استراتيجيات التخفيف التي من شأنها تقليل تأثيرات الرسوم الجمركية الجديدة على صناعة الطائرات، معربة عن أملها في العمل مع إدارة ترامب لتسليط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه في ازدهار الاقتصاد الأميركي، والدفاع الوطني، حسب تعبيرها.