الرسوم الجمركية صعدت الخلاف بين الولايات المتحدة ومنافسين عالميين
الرسوم الجمركية صعدت الخلاف بين الولايات المتحدة ومنافسين عالميين

دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على واردات الصلب والألمنيوم من كندا حيز التنفيذ يوم الأربعاء، ما أدى إلى تصعيد الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة ومنافسين عالميين، بينهم حلفاء مقربون.

الرئيس الاميركي دونالد ترامب أكد ثقته بأن الولايات المتحدة "ستكسب" الحرب التجارية مع الاتحاد الأوروبي مع إعلان كل طرف فرض مزيد من الرسوم الجمركية.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أكدت أن الاتحادَ الأوروبي سيردُّ بإجراءاتٍ مضادةٍ بقيمة 28 مليارَ دولار، مشددة على أن الخطوةَ الأميركيةَ تزيد من حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، وتهدد الوظائف وترفع الأسعار في كل من أوروبا والولايات المتحدة.

فيما تعهدت الصين باتخاذ "كل التدابير اللازمة" ردا على رسوم الصلب الأميركية، بينما أعربت اليابان عن أسفها لعدم إعفائها من الرسوم.

اما كندا فقالت أنها ستعلن عن رسوم جمركية انتقامية تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار. في وقت سابق قال بيتر نافارو، كبير مستشاري البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترامب قرر التراجع عن تهديده بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الكندية من الصلب والألمنيوم إلى 50%، وذلك بعد مفاوضات أميركية-كندية.

غاري هوفباور زميل أول غير مقيم، في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن، قال لقناة "الحرة" إن المستفيد من هذه الرسوم هو شركات إنتاج الصلب "بسبب ارتفاع قيمة حصصها وهي سعيدة بهذا الشيء".

ولكنه أوضح أن الخاسر مثلا في هذه الحالة هو شركات صناعة السيارات ومواد البناء التي ستجبر على دفع تكاليف أكثر لشراء الصلب، وهذا جانب بسيط من التبعات السلبية لقرار رفع الرسوم الجمركية.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تصنع الكثير من الألمنيوم وتضطر إلى الاستيراد من كندا والصين وأوروبا لسد حاجة السوق المحلية. شركات تصنيع السيارات والطائرات في الولايات المتحدة ستكون من أبرز الشركات التي ستتأثر من هذا القرار.

وأوضح هوفباور تراجع الرئيس ترامب أكثر من مرة عن قرارات اتخذها سابقا بشأن رفع الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك مثلا سببت إرباكا وحالة عدم يقين في الاقتصاد الأميركي بشكل عام.

1.1 مليون شخص حصل على جنسية إحدى دول الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي يعلن الرد على الرسوم الجمركية الأميركية
أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيفرض رسوما جمركية "قوية لكن متناسبة" على حزمة من الواردات الأميركية اعتبارا من الأول من أبريل، ردا على رسوم نسبتها 25 بالمئة فرضتها واشنطن على واردات الصلب والألومنيوم وبدأ تطبيقها، الأربعاء.

كيف ستؤثر التعريفات على الاقتصاد الأميركي والعالمي؟

أشارت صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن التعريفات الجمركية على المعادن، تطبَّق على الواردات التي تدخل الولايات المتحدة من أيِّ دولة في العالم.

ويُتوقع أن ترفع هذه الخطوة، التي يدعمها العديد من مصنِّعي الصلب والألمنيوم المحليين، تكاليف شركات صناعة السيارات، والعلب المعدنية، والألواحِ الشمسية وغيرها من المنتجات الأميركية، ما يحتمل أن يتسبب في تباطؤ الاقتصاد الأميركي على نطاق أوسع.

وبسبب التوترات في الأسواق على خلفية الرسوم الجمركية، واجه الدولارصعوبة في الارتفاع عن أدنى مستوى في خمسة أشهر مقابل العملات الرئيسية مع تصاعد المخاوف بشأن الاقتصاد في ضوء سياسات التجارة غير المتوقعة.

ورجّح خبراء اقتصاديون أنه على المدى القصير، قد تحدث بعض الارتدادات على الأسعار، سيما أسعارِ الصلب والنفط، كما يرى آخرون أن سياسات ترامب قد تنجح على المدى البعيد في تعافي الاقتصاد، وفي الحدِّ من سيطرة الصين على هذه المعادن.

وردا على قرار ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم، قالت كندا، أكبر مورّد للصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، إنها ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على منتجات الصلب، بالإضافة إلى رفع الضرائب على العديد من المنتجات مثل الأدوات، الحواسيب والخوادم، وشاشات العرض، المعدات الرياضية، ومنتجات الحديد الزهر.

وعبر الأطلسي، سيزيد الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية على لحوم البقر والدواجن وغيرها من المنتجات الأميركية كالدراجات النارية وزبدة الفول السوداني.

وستكلف هذه الضرائب الجديدة الشركات الأميركية مليارات الدولارات، وستتحمل هذه الخسائر وتحقق أرباحًا أقل، أو على الأرجح، ستمرر التكاليف إلى المستهلكين على شكل أسعار أعلى.

وارتفعت أسعار النفط بأكثر من واحد بالمئة بدعم من تراجع الدولار، لكن المخاوف تتزايد من تباطؤ الاقتصاد الأميركي وتأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي العالمي.

محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية
محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية

في خطوة وصفها مراقبون بـ "الاستراتيجية"، تستعد الولايات المتحدة وأوكرانيا لإبرام اتفاقية جديدة تتعلق بالمعادن النادرة والطاقة النووية.

ورغم التحديات العديدة، من أبرزها التعقيدات القانونية والسيطرة الروسية على بعض المنشآت الحيوية مثل محطة زابوريجيا النووية، إلا أن هذه الاتفاقية قد تفتح آفاقًا جديدة لأوكرانيا في إعادة بناء اقتصادها واستعادة قدرتها على إنتاج الطاقة.

هذه الاتفاقية، التي تضم بنودًا مثيرة أبرزها إدارة أميركا محطات الطاقة النووية الأوكرانية، تفتح الباب أمام تساؤلات حول تأثير هذا التعاون على أمن أوكرانيا، وكيف ستساهم هذه الصفقة في دفع جهود السلام مع روسيا.

مايكل كيربي، الدبلوماسي الأميركي السابق، قال لقناة الحرة إن "الشيطان دائماً يكمن في التفاصيل"، مشيرًا إلى أن التعامل مع محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية لن يؤدي إلى نتائج ملموسة في حال لم تتم معالجة جوانب محددة بعناية.

وأضاف أن أوروبا تعتبر المستفيد الرئيسي من هذه المحطة، وأن إعادة تشغيلها سيكون خطوة هامة للغاية.

وأوضح أن شركات أميركية أبدت اهتمامها في تشغيل المحطة سابقًا، ولكن في الوقت الراهن، لا يمكن تشغيلها وفقًا للمعايير الأميركية.

وأوضح كيربي أن إعادة تشغيل محطة زابوريجيا ستكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأوكرانيا، خاصة لشبكتها الكهربائية، ولكن هذا يتطلب التعاون مع روسيا التي تسيطر حاليًا على المحطة.

كما أشار إلى أنه من الضروري عودة العمال والمشغلين إلى المحطة النووية، الأمر الذي سيعزز الاقتصاد الأوكراني ويساعد في استعادة قدرة الإنتاج للطاقة.

وفيما يتعلق بالمعادن، أكد كيربي أن الاقتصاد المعاصر يعتمد بشكل كبير على المعادن الثقيلة والنادرة، وأن حصول الولايات المتحدة على هذه المعادن يعد هدفًا استراتيجيًا حيويًا لتعزيز صناعة البطاريات وقطاع الطاقة.

لكن في الوقت ذاته، لفت إلى أن القوانين الأوكرانية معقدة إلى حد كبير، ولا تسمح بتسهيل مشاركة هذه الثروات الطبيعية بما يتماشى مع الأهداف الأميركية.

جهود أميركية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. فرص النجاح والعراقيل
يسعى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشكل حثيث نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المدمرة والمستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويقوم باتصالات دورية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني، فولوديمير زيلينكي، للبحث في فرص إحلال السلام.

وقال الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستوقِّع اتفاقيةً تتعلق بالمعادن والموارد الطبيعية مع أوكرانيا قريبا، وإن جهوده للتَّوصل إلى اتفاق سلام في الحرب الأوكرانية تسير "بشكل جيد" بعد محادثاته هذا الأسبوع مع الزعيمين الروسي والأوكراني.

هذا ونقلت صحيفة فايننشال تايمز الجمعة عن مسؤولين أوكرانيين أن إدارة الرئيس ترامب تسعى لوضع بنود جديدة فيما يتعلق بوصول الولايات المتحدة إلى المعادن الحيوية وأصولِ الطاقة في أوكرانيا، مما يزيد مطالبها الاقتصادية من كييف، في وقت تدفع فيه من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.

ونقلا عن مسؤولين أوكرانيين، فأن واشنطن تريد من كييف على أحكام مفصلة بشأن من يملك ويدير صندوق استثمار مشترك واحتمال ملكية الولايات المتحدة لأصول اقتصادية أخرى مثل محطات الطاقة النووية.

زيلينسكي: خبراء أوكرانيون سيحضرون محادثات في السعودية
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن خبراء من بلاده سيحضرون المحادثات القادمة التي ستشارك فيها الولايات المتحدة وروسيا، لكنهم لن يكونوا في نفس القاعة مع روسيا، وذلك في الوقت الذي يجري فيه تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.

وتتمتع أوكرانيا بكمية كبيرة من هذه المعادن، وقد كانت محورية في المفاوضات بين الولايات المتحدة وكييف بينما يدفع ترامب نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتوسطت إدارة ترامب في اتفاق مع أوكرانيا لإعطاء الولايات المتحدة حق الوصول إلى تلك المعادن.

وأكد الرئيس ترامب أن منح الولايات المتحدة مصلحة اقتصادية في هذه المعادن الحيوية سيوفر حافزًا أمنيًا أكبر لحماية كييف من العدوان الروسي.