عقب عودة طاقم مهمة أوبلو ١١ من رحلته التاريخية إلى سطح القمر في عام ١٩٦٩، أخضعت وكالة ناسا رواد الفضاء العائدين للحجر الصحي.
وكان الحجر الصحي يستهدف القضاء على أي جراثيم محتملة قادمة من القمر، وكان الحجر الصحي مختلفا عن ذاك الذي يطبقه الناس حول العالم اليوم، حيث استلزم معدات خاصة، بحسب موقع "VOX".
ومن أجل عزل رواد الفضاء العائدين إلى الأرض، لجأت ناسا إلى إجراءات غير عادية، مثل إلباسهم "ملابس عزل بيولوجية"، ونقلهم على مقطورة "أيرستريم".
ولعقود تستخدم وكالة ناسا مقطورات "أيرستريم" التي تتميز بغطائها الخارجي المصنوع من الألومنيوم، وقد أخضعت ناسا هذا النوع من المقطورات ليتناسب مع المهام.
كما وضعت الوكالة رواد الفضاء في حجر صحي لمدة 21 يوما في معمل الاستقبال القمري المخصص لتحليل العينات التي تم تجميعها من على أسطح القمر، وذلك بمجرد ما تخطوا عتبة المكوك الذي أعادهم إلى الأرض.
وبحسب موقع "Space"، فقد بدأت إجراءات التحضير للعزل، قبل إطلاق رحلة أبولو ١١ إلى القمر بنحو ثلاثة أسابيع، حيث كان هناك حجر صحي أيضا قبل عملية الإطلاق.
وكان الهدف من وراء ذلك الحجر ألا يلتقط رواد الفضاء عدوى قبل صعودهم إلى القمر، حتى لا يتم تفسير أي سعال أو عطس صادر عن الطاقم عقب رجوعه، أنه يعود إلى بيئة القمر، بحسب تشارلز بيري، الذي كان مسؤولا عن العمليات الطبية خلال مهمة أبولو.
وقد خططت ناسا لتطبيق الحجر الصحي للرحلات اللاحقة بدءا من أبولو 12 إلى 14، إلا أن الحجر الصحي الذي كان مخصصا لطاقم أبولو 13 في عام 1970 تم إلغاؤه، بعد أن أجبر أفراد الطاقم على عدم تنفيذ الهبوط على القمر.
وبعد رحلة أبولو 14 في عام 1974، استقرت ناسا على أن الأرض آمنة من الجراثيم القمرية، ولا يوجد ضرورة لوضع رواد الفضاء العائدين من القمر في الحجر الصحي.