للمرة الأولى منذ عقود، تمكن أهالي مناطق في الهند، من مشاهدة سلسلة جبال الهيمالايا من بعد تجاوز 200 كيلومتر، وذلك بفضل انخفاض نسب التلوث في الهواء، بالتزامن مع الإغلاقات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، ما ساهم بتحسن بيئي ملحوظ في مناطق عدة.
وتفرض الهند إغلاقا منذ 24 مارس الماضي، ضمن جهود تبذلها للحد من تفشي الفيروس على أراضيها.
وهذه هي المرة الأولى التي يشاهد الهنود فيها الهيملايا بهذا الوضوح ومن هذه المسافة البعيدة، منذ 30 عاماً.
وتشير تقارير إلى انخفاض حاد في نسب التلوث في الهند، المعروفة بهوائها الملوث.
وشارك سكان مقاطعة جالاندار في البنجاب، بالإضافة إلى سكان مناطق مجاورة، صورا تظهر مشاهدتهم لسلسلة الجبال وقممها من بيوتهم البعيدة عنها.
وقال لاعب الكريكيت السابق هارباجان سينغ، إن هذه هي المرة الأولى في حياته التي يتمكن من مشاهدة جبال الهيمالايا فيها من منزله.
وحذر سينغ من الانعكاس الواضح لتأثير التلوث على الطبيعة.
ويعيش في الهند 1.4 مليار نسمة على الأقل.
وتربعت مدن هندية على عرش المدن الأكثر تلوثا في العالم في عام 2019.
وساهم الإغلاق الصارم، الذي فرضته الهند ليستمر 21 يوما، بخفض استخدام السيارات ووقف الأعمال الملوثة للبيئة، ما ساهم بخفض معدلات التلوث بشكل كبير.
وقال المجلس المركزي للتلوث في الهند، إن الإغلاق على مستوى الدولة تسبب بزيادة واضحة في جودة الهواء في البلاد.
وبحسب تقرير لوحدة تقصي البيانات في صحيفة "إنديا توداي"، فقد أظهرت البيانات أن "المدن الهندية، بالمعدل، سجلت تحسنا بمستوى جودة الهواء بمقدار 115 بين 16 و24 مارس".
"بدأت جودة الهواء تظهر تحسنا منذ اليوم الأول من أيام الإغلاق الـ21"، يقول التقرير، موضحا أن الرقم المسجل لجودة الهواء في الأيام الثلاثة الأولى هبط إلى 75 ملغ لكل متر مكعب.
وفي مؤشرات جودة الهواء، يعتبر التلوث طفيفا لما دون 50 ملغ لكل متر مكعب، بينما تعتبر الأرقام ما بين 52 و100 مؤشر تلوث متوسط.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الحد الآمن لتلوث الجو يجب أن يكون دون 20 ملغ لكل متر مكعب.
وفي الهند، تسجل المؤشرات أرقاما تتجاوز الحد الذي أشارت إليه منظمة الصحة العالمية، بخمسة أضعاف.