في واقعة نادرة، نجا 2712 شخصا على متن سفينة "كوستا ديليزيوسا" الإسبانية السياحية من عدوى كورونا، في رحلة دامت 35 يوما من الإبحار المستمر دون اتصال مباشر مع العالم الخارجي.
وغادرت السفينة ميناء البندقية في الخامس من يناير الماضي، أي قبل تفشي كورونا في أوروبا، وعلى متنها أكثر من 1814 سائحا إضافة إلى 898 شخصا من أفراد طاقمها، على أن تعود وفق المخطط إلى البندقية في 26 أبريل الجاري.
وقال كارلوس بايا (58 عاما)، إنهم قضوا 35 يوميا من الإبحار المستمر، بعد أن رفضت عدة موانئ استقبال سفينتهم، مشيرا إلى ان الأنباء التي كانت تردهم من اليابسة كانت مخيفة لهم للغاية، الأمر الذي جعلهم يقتنعون بالبقاء على متن السفينة لما تتوفر عليه من أماكن ترفيه.
وبخلاف السفن السياحية الأخرى التي عانت من تفشي المرض وتم وضع الراكبين فيها، في الحجر الصحي، لم تصل العدوى أصلا الى اي من ركاب السفينة، وفقًا لمعلومات الشركة المالكة للسفينة.
وخلال رحلتها، انتشر وباء "كورونا"، وبدأت أعداد الإصابات والوفيات بسببه ترتفع في أوروبا، وكانت السفينة وصلت الى أستراليا مع نهاية فبراير وكان يمكن للركاب مغادرتها لكنهم فضلوا البقاء لسبب من اثنين، العودة إلى إسبانيا للالتحاق بعوائلهم، والرهان على أن القارب آمن أكثر.
في رحلة العودة، بدأ التشدد في إجراءات الإغلاق و"التباعد الاجتماعي" على البرّ، وسجّلت عدة سفن سياحية أخرى، إصابات ووفيات بفيروس "كورونا"، ولأن السفينة ترفع العلم الإيطالي، التزمت قرارات الحكومة الإيطالية وطبّقت "التباعد الاجتماعي" على متنها.
في طريقها من أستراليا إلى البحر المتوسط عبر المحيط الهندي في قناة السويس، رفضت موانئ عدّة السماح للركاب بالنزول إلى البرّ، إذ منذ 14 ماس، لم يغادر أي نزيل السفينة، وهذا ما كان إيجابيا لهم حيث تصل العدوى إليهم بتاتا.
رفض فرنسا
وفي الوقت الذي كان فيه الرئيس الفرنسي، يفتخر بإعادة الفرنسيين من الخارج خلال أزمة "كورونا"، رفضت سلطات مارسيليا الفرنسية، رسوّ الشفينة، في موانئها، لإجلاء الركاب متعددي الجنسيات، وبينهم نحو 400 فرنسي.
وخلال الرحلة، جمعت امرأة فرنسية، في عريضة الكترونية، 100 توقيع، لمطالبة السلطات الفرنسية بالتدخل وإعادة المواطنين إلى بلدهم.
لكن السلطات الفرنسية لم تستجب، وبررت الموانئ في جنوب البلاد موقفها، بوجود قرار على مستوى البلاد، يحظر رسوّ الرحلات السياحية الأجنبية.
وبعد الرفض الفرنسي، أعلنت شركة "كوستا كروز" المالكة للسفينة أنها ستنقل الركاب إلى مدينة جنوة الإيطالية، بعد توقف في برشلونة لينزل الركاب الإسبان هناك. لتقوم لاحقاً بنقلهم إلى بلدانهم.
والآن تستعد السفينة للرسوّ في برشلونة، على أن تصل إيطاليا في وقت لاحق، وفق المخطط.