أحمد وحيد كاتب عمل بنج عام مع مخرج العمل علي فاضل
أحمد وحيد كاتب عمل بنج عام مع مخرج العمل علي فاضل

وجهت نقابة الفنانين العراقيين، السبت، انتقادات شديدة لسياسيين وشيوخ عشائر هاجموا أعمالا فنية عراقية عرضت في شهر رمضان، واعتبرت أن مهاجمة تلك الأعمال تمثل تحريضا على الفنانين.

ويدور الجدل حول عملين، الأول مسلسل (بنج عام) الذي يقدم في كل حلقة قصة مختلفة، كان منها سبي الإيزيديات، والظلم على المرأة، والتمييز ضد المعاقين، وبر الوالدين.. إلخ.

وقدم مسلسل أحلام السنين حلقة ظهر فيها أحد شيوخ العشائر في الخمسينات في منطقة الأهوار، وهو يتوجه بكلام جارح لامرأة، مما أثار حفيظة بعض المتابعين.

وانضمت النقابة إلى الجدل الذي يدور حاليا بشأن العملين اللذين قدما محتوى عده بعض المتابعين "صادما" وغير ملائم.

فيما عد متابعون آخرون، من بينهم فنانون عراقيون مشهورون أن هذين العملين يقدمان صورة دقيقة لما يجري في المجتمع العراقي، والجرائم التي قام بها داعش.

واقتبس بيان للنقابة من الفنان الراحل جواد سليم عبارة "الزمرةُ التي تتذوق الفن من جمهورِنا تفرض إرادتها بصورةٍ عجيبة، هؤلاء يريدوننا أن نرسم تفاحة ونكتب تحتها (هذه تفاحة)"، مضيفا "يمتدّ بنا الزمن السيء، لنجد أنّ عدوّ الفن الأول في عراق ما بعد 2003، وهي الطبقة السياسية، تدسُّ أنفها في الشأن الفني الذي لا تفهمُ منه شيئاً، لتمارس التحريض وتشويه السمعة بحقّ خيرة فنّانينا، بسبب عملين تلفزيونيين، هما في طليعة ما قُدّم عراقياً في شهر رمضان المبارك لهذا العام".

وبحسب البيان فإن "السياسيّ الذي لا يفهم المعالجة الدراميّة، ولا طريقة البناء السرديّ، ولا وظيفة الفن، مُستغربٌ منه أن يُفتي، ويُطالب، ويهدّد، ويزمجر، وكأنَّ الفنانين ما زالوا يعيشون الحقبة الديكتاتورية المظلمة".

وهدد ناشطون إيزيديون بمقاضاة كادر مسلسل (بنج عام) بسبب ماعدوه "تشويها للقضية الإيزيدية"، على خلفية استخدام الممثل الذي يلعب دور عنصر في داعش، ألفاظا جارحة ضد الإيزيديين.

ووجه سياسيون، بينهم مشعان الجبوري وآخرون، انتقادات لمسلسل بنج عام، الذي يعده ويمثل فيه الفنان المسرحي العراقي المشهور أحمد وحيد، ويخرجه الفنان علي فاضل، ويمثل فيه فريق "ولاية بطيخ" المعروف محليا.

ويعرف عن وحيد وفاضل اهتمامهما بالشأن الاجتماعي والسياسي، حيث حظي تقليد وحيد وسخريته من أبو بكر البغدادي قبل أعوام، باهتمام إعلامي محلي ودولي.

وقال بيان النقابة "حين تخرجُ أصوات نشاز، لتحرّض على فريق عمل مسلسل (بنج عام)، والحلقة المتعلّقة بالجريمة التي تعرّض لها أهلنا الإيزيديون، هؤلاء يدوسون على جراح الضحايا، ولا يفهمون أنّ إبراز قبح الجلاّد هو تثبيتُ حقّ الضحيّة في التاريخ".

 وتابع "لا ريب في أنّ هذه الطبقة لم تشاهد السرديّات السينمائيّة العملاقة التي أُنتجت في القرن الماضي بشأن مذابح الأرمن، أو الهولوكوست، أو الحروب الأهلية الفرنسيّة والإسبانية والأميركية، أو معاناة الملوّنين في الولايات المتحدة إبّان العنصرية".

ويوم أمس، استنكر رئيس لجنة حل النزاعات العشائرية السابق، يعرب المحمداوي مسلسلا تناول الحياة في الأهوار، مشيراً إلى أن المسلسل "صور العشائر وكأنها لا تحترم المرأة".

وقال المحمداوي إن "المسلسل تعمد الإساءة إلى عشائرنا الأصيلة وتقاليدهم النبيلة وموروثهم الاجتماعي العريق وتجاوزت وبشكلٍ سافر على المرأة العراقية بشكل عام والنساء الكريمات من محافظات الجنوب بشكل خاص من خلال مشهدٍ تمثيلي يعطي صورة للمشاهد بأن العشائر العراقية لا تحترم المرأة وتنتهك حقوقها بل وذهبت الى أبعد من ذلك".

لكن بيان نقابة الفنانين دافع عن المسلسل، مؤكدا أن "شيوخ العشائر هم بشرٌ فيهم الشريف والخيّر وحاقن الدم الكريم، وفيهم مَن هو عكس هذا، ولا ننسى التأريخ القريب حين اشترك كثيرٌ ممّن يسمّون بـ (شيوخ التسعين) بقمع انتفاضة الشعب عام 1991".

ولفت البيان الى أن "الرمزيّة المُستخدمة بالعمل، هي من حقّ أصحاب الأثر الفنّي، ولهم حريّة التعامل معها، وهذه حريّة الكاتب، ولا نحسب أن السادة وجهاء العشائر الذين ساهموا بالتحريض ضدّ هؤلاء الفنانين خبراء بالدراما". ويقول الفنان المسرحي العراقي علاء الدوري إن "مجرد جعل أشخاص محافظين مثل شيوخ العشائر يدينون بشدة الإساءة للمرأة والتمييز ضدها هو دليل نجاح العمل الفني بخلق حالة من الجدل الصحي في المجتمع".

ويضيف الدوري لموقع "الحرة"، "في الفترة التي تناولها المسلسل، وإلى الآن، عانت النساء من التمييز بشكل مخيف، وخاصة في المجتمعات المتزمتة دينيا أو اجتماعيا"، مبينا "هل نسينا نظام (الفصلية) العشائري، حينما كانت النساء يجبرن على الزواج من أغراب كجزء من التعويض أو الدية، ليعشن حياة كاملة من الإساءات"؟

وبحسب الدوري فإن "من المضحك الحديث عن مطالبة بأن لا يستخدم الممثل الذي يؤدي دور داعشي مغتصب مجرم لعبارات مسيئة عند الحديث عن السبايا الإيزيديات، كأنهم يقولون أن الداعشيين كانوا مجرمين ومغتصبين مؤدبين".

لكن آخرين يقولون إن "المسلسلين استخدما مآسي مر بها المجتمع العراقي كأداة للانتشار"، فيما يقول الناشط الإيزيدي شهاب أحمد "ربما حاول المخرج إيصال صوت الإيزيديات ومعاناتهن ولكن بهذه الطريقة الهزيلة تصويرياً واخراجياً لم يكونوا موفقين".

 

 فرصة اصطدام الكويكب بالأرض عام 2032 ارتفعت الى 2%
فرصة اصطدام الكويكب بالأرض عام 2032 ارتفعت الى 2%

زادت قليلا تهديدات الكويكب 2024 YR4 المكتشف حديثًا في الأسابيع القليلة الماضية، حيث تسارع التلسكوبات في جميع أنحاء العالم لتتبع مساره، لكن فرصة اصطدامه بالأرض لا تزال ضئيلة جدا.

وتشير الحسابات الجديدة إلى أن هناك فرصة بنسبة 2% أن يصطدم الكويكب بالأرض عام 2032، وهذا يعني أيضًا أن هناك فرصة بنسبة 98% أن يمر الكويكب بأمان بالقرب من كوكبنا.

من المؤكد تقريبًا أن احتمالات الاصطدام ستستمر في الارتفاع والانخفاض مع فهم العلماء بشكل أفضل لمسار الكويكب حول الشمس، وسط توقعات فلكيون أن ينخفض الخطر إلى الصفر.

سيقوم تلسكوب ويب التابع لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية بمراقبة هذا الكويكب القريب من الأرض في مارس قبل أن يختفي الكويكب من الأنظار.

وبعد ذلك، سيضطر العلماء إلى الانتظار حتى عام 2028 عندما يمر الكويكب مجددًا في طريقنا.

الكويكبات هي بقايا من تكوين النظام الشمسي قبل 4.6 مليار سنة.

ما هو الكويكب؟

الكويكبات هي صخور فضائية تدور حول الشمس وهي أصغر بكثير من الكواكب، ويعتقد العلماء أنها بقايا من تكوين النظام الشمسي قبل 4.6 مليار سنة.

توجد العديد من الكويكبات التي تدور بين كوكبي المريخ والمشتري، ملايين منها، مما يجعل هذه المنطقة تُعرف بحزام الكويكبات الرئيسي. وأحيانًا يتم دفع هذه الكويكبات خارج الحزام وقد تنتهي في أماكن مختلفة، مثل هذا الكويكب.

كيف يتتبع العلماء الكويكبات التي قد تشكل خطرًا؟

اكتشف تلسكوب في تشيلي الكويكب 2024 YR4 في ديسمبر، ويقدر قطره ما بين 40 مترًا إلى 90 مترًا.

كانت وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية قد قدّرت في البداية فرصة الاصطدام بأكثر من 1%. وبحلول يوم الخميس، ارتفعت إلى حوالي 2% ووصفته ناسا بأنه لا يزال "منخفضًا للغاية".

حتى يحصل العلماء على فهم أفضل لمسار الكويكب حول الشمس، فإنهم يحذرون من أن الاحتمالات ستستمر في التقلب، ومن المحتمل أن تنخفض إلى الصفر.

في عام 2021، أعطت ناسا الضوء الأخضر لكويكب آخر كان قد يسبب القلق، وهو "أبوفيس"، بعد أن استبعدت الملاحظات الجديدة من التلسكوبات أي فرصة لاصطدامه بالأرض عام 2068.

بمجرد تحديد حجم الكويكب، ستتمكن ناسا من التنبؤ بمدى خطورة تأثيره

هل يجب أن نقلق بشأن الكويكب 2024 YR4؟

من المبكر جدًا القلق بشأن هذا الكويكب، وفقًا للخبراء. فنظرًا لأن حجم الكويكب ومداره غير مؤكدين، فإنه من غير الواضح أين قد يصطدم وما هي الآثار المحتملة إذا اصطدم بالأرض.

إذا كان الكويكب صغيرًا، تقول وكالة الفضاء الأوروبية إن أي تأثير محتمل سيكون محليًا مشابهًا ل "تونغوسكا" الذي دمر آلاف الأميال المربعة من الغابات في سيبيريا النائية عام 1908.

ولكن إذا كان حجمه قريبًا من 100 متر، فإن الآثار ستكون أسوأ، وبمجرد أن يحدد تلسكوب ويب حجم الكويكب، ستتمكن ناسا من التنبؤ بمدى خطورة تأثير هذا الكويكب وكيفية صعوبة محاولة انحرافه.

وتتمتع ناسا ببعض الخبرة في دفع الكويكبات. فقد اصطدم مركبة الفضاء "دارت" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية بكويكب غير ضار في عام 2022 في أول اختبار دفاع كوكبي من نوعه، مما غيّر مدار الكويكب حول رفيقه الأكبر.

وقال مسؤولون من ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية إن الكويكب سيختفي تدريجيًا عن الأنظار خلال الأشهر القليلة المقبلة. وحتى ذلك الحين، ستستمر بعض أقوى التلسكوبات في العالم في مراقبته لتحديد حجمه ومساره بشكل أفضل، وعندما يختفي عن الأنظار، لن يكون مرئيًا حتى يمر مجددًا عبر مسارنا عام 2028.

كان الكويكب قد اقترب من الأرض في يوم عيد الميلاد — حيث مرّ على بُعد حوالي 800000 كيلومتر من الأرض، أي تقريبًا ضعف المسافة بين الأرض والقمر، وتم اكتشافه بعد يومين من ذلك.

ووفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، تصطدم الأرض بكويكب بهذا الحجم كل عدة آلاف من السنين، مع إمكانية حدوث أضرار شديدة. ولهذا السبب، يعد هذا الكويكب الآن في مقدمة قائمة مخاطر الكويكبات لدى وكالة الفضاء الأوروبية.

من المتوقع حدوث الاصطدام المحتمل في 22 ديسمبر 2032. ومن المبكر جدًا معرفة مكان الهبوط إذا ما اصطدم بالكوكب.