عمل غنائي مشترك يثير ضجة على شبكات التواصل الاجتماعي
عمل غنائي مشترك يثير ضجة على شبكات التواصل الاجتماعي | Source: @elissakh

أطلقت الفنانة اللبنانية إليسا والفنان المغربي سعد المجرد، الأربعاء، عملا غنائيا مشتركا على شكل ديو رومنسي، بعنوان "من أول دقيقة"، وذلك بالتزامن مع عيد الفطر، وهو من كلمات أمير طعيمة وألحان رامي جمال.

وسرعان ما أثار العمل الغنائي ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى قبل أن يصدر، حيث دارت تساؤلات وانتقادات بشأنه منذ بدء الترويج له على حسابات كل من إليسا والمجرد الرسمية.

وتصدرت الأغنية قائمة الترند في دول عربية عدة من بينها لبنان، حيث حققت أكثر من 3 ملايين مشاهدة على قناة إليسا على موقع يوتيوب بعد مرور 24 ساعة على طرحها، واحتلت المرتبة الثانية كأكثر الأغاني استماعا. وعبر عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية عن إعجابهم بالأغنية وطابعها الرومنسي، إضافة إلى كلماتها وألحانها. 

 وقالت إليسا في تغريدة، صباح الخميس، "لقد استيقظت على هذه الأرقام: 1.7 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب. 2.4 مليون مشاهدة على إنستغرام"، معربة عن سعادتها بأصداء عملها الفني الجديد. 

وفيما تباينت آراء المستمعين على مواقع التواصل بالأغنية، جاء الجدل الأوسع من زاوية بعيدة عن الأغنية نفسها، ليطلق التعاون نفسه بين إليسا والمجرد انتقادات حادة وصلت إلى حد الدعوة لمقاطعة العمل ومن خلفه الفنانة اللبنانية، اعتراضا على ما وصفته مجموعات نسوية ونشطاء مدافعون عن حقوق المرأة بـ "الترويج لمغتصب"، في إشارة إلى لمجرد الذي يواجه اتهامات عدة بعنف وتحرش واغتصاب طال عددا من النساء في أوقات وأماكن مختلفة.

 حملات الهجوم تركزت على الفنانة اللبنانية منذ أن نشرت الفيديو الترويجي لأغنيتها الجديدة، لكونها تقدم نفسها، عبر أعمالها وفي تعريفها عن نفسها، كمدافعة عن حقوق النساء، وهو ما اعتبره نشطاء مسؤولية مضاعفة على إليسا كي لا تسقط في مغبة ما وصف بـ "تطبيع الاغتصاب والعنف وتلميع صورة لمجرد"، مطالبين إليسا بتجميد الديو وعدم الترويج له.  

وذكرت جمعية "نسوية فلسطينية" بتاريخ الفنان المغربي وعدد قضايا العنف والاعتداء الجنسي التي يتهم بها لمجرد في دول عدة. وقالت الجمعية "إليسا تقوم بالدعاية لعمل فني مع لمجرد مع معرفتها التامة أنه متهم "بضرب النساء حتى يفقدن الوعي ليغتصبهن"، مضيفة "لن نرضى بتطبيع الاغتصاب والعنف ولن نرضى أن يكون المعتدون على النساء والمتعاطفون معهم قدوة لأطفالنا". 

من جهتها نشرت مبادرة Speak Up على موقع تويتر، المعنية بدعم ضحايا العنف ولاسيما النساء، الصورة التي جمعت إليسا ولمجرد في الإعلان الترويجي للأغنية، وأرفقته بتعليق: "ليه حد ممكن يقرر يعمل أغنية مع شخص متهم بأكثر من قضية اغتصاب واتحبس أكتر من مرة وممنوع من دخول كذا دولة لنفس السبب؟".   

 وعلق حساب موقع "شريكة ولكن" اللبناني، المتخصص بدعم قضايا النساء، على إعلان إليسا بالقول "لم يكن منتظرا من فنانة سجلت في أرشيفها الفني أعمالا غنائية متعددة لمساندة النساء، ودعمهن مثل إليسا أن تسقط في فخ منح الشرعية لمتهم بعدة قضايا اغتصاب مثل سعد لمجرد".

وأضاف: "بضحكة واسعة، وغمرة حب وانسجام، ضربت إليسا بعرض الحائط شهادات لناجيات عديدات فضحن تعرضهن للتعنيف والاعتداء الجنسي من قبل الفنان المغربي.. صورة مستفزة ومخيبة للآمال، عبارة عن إعلان ترويجي للعمل المشترك، عكست استهانة بقضية أخلاقية وإنسانية ونسوية". 

وعلى الرغم من الانتقادات والحملات، تابعت أليسا الترويج لعملها الجديد دون أن تصدر أي تعليق على ما طالها، وحاول موقع "الحرة" التواصل مع إليسا لمنحها حق الرد على الاتهامات التي طالتها، إلا أن مدير أعمالها نقل عدم رغبتها بالتعليق على الأمر. 

يذكر أن لمجرد متهم بـ 4 قضايا تعنيف واغتصاب، لم يصدر حكم نهائي في أي منها يثبت الاتهام على المغني المغربي، أولها كان عام 2010، حيث اتهمته فتاة أميركية بالاعتداء عليها بالضرب، وهو ما أدى إلى إلقاء القبض عليه بشبهة الضرب الاغتصاب في نيويورك في العام نفسه، ليعاد ويطلق سراحه مقابل كفالة مالية، غادر بعدها الولايات المتحدة نهائيا، ولم يعد إليها مرة أخرى.  

وفي العام 2017 اعتقلت السلطات الفرنسية لمجرد بشبهة الاعتداء الجنسي والاغتصاب مرة أخرى، وذلك بعدما اتهمته فتاة فرنسية بالاعتداء الجنسي عليها في غرفته في أحد الفنادق. ليعاد ويطلق سراحه بتخفيف قضائي لمحاكمته، ملزما بارتداء سوار مراقبة إلكتروني، وتطورت القضية في مسارها القضائي، حيث نقضت محكمة الاستئناف حكم التخفيف وأعيد تصنيف التهمة في خانة الجنايات بعد أن سبق أن صنفت كجنحة، حيث رأت المحكمة في القضية "تهما كافية لتوصيف الوقائع بأنها اغتصاب". 

وفي العام نفسه اتهمت فتاة فرنسية – مغربية لمجرد من جديد بالاغتصاب والاعتداء عليها بالضرب عام 2015، في الدار البيضاء، وقد انسحبت المدعية لاحقا من القضية وقرر القضاء رد الدعوى في هذا الجزء من الملف. 

بعد عام واحد، تعرض لمجرد لاتهام رابع من النوع نفسه، وجهته له فتاة عام 2018، على خلفية حادثة وقعت في مدينة سان تروبيه الساحلية جنوب شرق فرنسا.

وسبق أن شنت حملات عدة ضد لمجرد في أكثر من مناسبة ودولة. فقد عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، عن رفضهم زيارة لمجرد إلى مصر لإحياء حفل غنائي عام 2020، حيث جرى سحب إعلانات الحفل من قبل الجهة المنظمة "احتراما للمصريين" بحسب تعبيرها.  

وشهد أكتوبر الماضي إلغاء مقابلة إعلامية مع الفنان المغربي أيضا على إحدى القنوات المصرية، حيث أطلقت حملة "مش عايزين سعد لمجرد في مصر"، بسبب الاتهامات التي طالته، رضخت بعدها القناة المصرية للضغوط وأوقفت المقابلة.

وكان سعد لمجرد قد أكد في تصريح صحفي أنه وإليسا سارعا إلى تنفيذ الأغنية عند لقائهما في العاصمة الفرنسية باريس، وقال إن "الكيميا" بينهما كانت عالية، وإنها دخلت قلبه "من أول دقيقة". وصور كليب الأغنية في باريس، وتضمن مشاهد من كواليس التحضير للأغنية في الأستوديو، وقال لمجرد إنه متفائل بنجاحها. 

وسبق للفنان المغربي أن دافع عن نفسه في تصريحات صحفية، واصفا إثارة هذه القضايا بأنها محاولة للتدخل في حياته الشخصية، مطالبا الجمهور بعدم التركيز على الحياة الشخصية للفنانين، وطالب بالفصل بين تلك القضايا وبين الأعمال الفنية التي يبذل فيها الفنان مجهوده، داعيا الجمهور إلى ما وصفه بـ "قلب الصفحة، والعبور عن الموضوع". 

 عدد الكلاب المُدجّنة في العالم يقدر بحوالي مليار كلب

يقدَّر عدد الكلاب المُدجّنة في العالم بحوالي مليار كلب. معظمها حيوانات مملوكة – حيوانات أليفة، أو رفقاء، أو حيوانات "عاملة" تعيش جنبًا إلى جنب مع البشر.

وتحدثت دراسات عدة على التأثيرات السلية للقطط، سواء كانت مملوكة أو ضالة، على الحياة البرية.

وغالبًا ما يُنظر إلى الكلاب الضالة أيضًا على أنها تهديد للتنوع البيولوجي، رغم أن كلاب الدِنغو (البرية) قد يكون لها دور إيجابي في بعض الأحيان. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن كلابنا الأليفة تحظى بنوع من "المعفى من الحساب".

للأسف، هذا الانطباع قائم على المشاعر أكثر من اعتماده على البيانات. فكلابنا الأليفة المحبوبة تُحدث تأثيرًا أكبر، وأكثر إثارة للقلق على البيئة والحياة البرية مما نرغب في تصديقه.

دراسة جديدة عرضت الأضرار التي تتسبب بها الكلاب الأليفة، وما يمكن فعله حيال ذلك.

الكلاب حيوانات مفترسة، فهي تصطاد أنواعًا عديدة من الكائنات البرية، ويمكن أن تؤذيها أو تقتلها. كما أن رائحتها وبرازها يُرعبان الحيوانات الأصغر حجمًا. ناهيك عن التكلفة البيئية الضخمة لإطعام هذه الحيوانات، والكمية الهائلة من فضلاتها.

حب الناس للكلاب الأليفة، يأتي بتكلفة حقيقية، وتقول الدراسة انه يجب أن نعترف بذلك ونتخذ خطوات لحماية الحياة البرية، كأن نقيد الكلاب أو نمنعها من التجول بحرية.

المفترس في منزلك

الكلاب هي ذئاب مُدجّنة، تم تربيتها لتكون أصغر حجمًا، وأكثر وداعة، وشديدة الاستجابة للبشر. لكنها ما زالت مفترسات.

الكلاب الأليفة مسؤولة عن عدد أكبر من الهجمات المبلّغ عنها على الحياة البرية مقارنة بالقطط، وفقًا لبيانات من مراكز رعاية الحياة البرية، كما أنها تصطاد حيوانات أكبر حجمًا.

الكلاب الأليفة غير المقيّدة هي السبب الرئيس وراء اقتراب مستعمرات البطاريق الصغيرة من الانهيار في تسمانيا.

في نيوزيلندا، يُقدّر أن كلبًا أليفًا واحدًا هرب من صاحبه قد قتل ما يصل إلى 500 طائر كيوي بني من إجمالي عدد السكان البالغ 900، وذلك خلال فترة امتدت خمسة أسابيع.

بمجرد أن تُترك الكلاب بدون قيد، فإنها تحب مطاردة الحيوانات والطيور. قد يبدو هذا غير ضار.

لكن المطاردة يمكن أن تُرهق الطيور المهاجرة المتعبة، مما يُجبرها على استخدام المزيد من الطاقة. يمكن للكلاب أن تقتل صغار الطيور التي تعشش على الشواطئ، بما في ذلك الطيور المهددة بالانقراض مثل طائر الزقزاق المقنع.

مجرد وجود هذه المفترسات يُرعب العديد من الحيوانات والطيور. حتى عندما تكون الكلاب مقيدة، تكون الحياة البرية المحلية في حالة تأهب قصوى. وهذا له آثار سلبية قابلة للقياس على وفرة وتنوع الطيور في مواقع الغابات في شرق أستراليا.

وفي الولايات المتحدة، تكون الغزلان أكثر يقظة وتهرب بشكل أسرع وأبعد إذا رأت إنسانًا مع كلب مقيد مقارنة برؤية إنسان بمفرده.

عدة أنواع من الثدييات في الولايات المتحدة اعتبرت الكلاب المصاحبة للبشر تهديدًا أكبر من القيوط (ذئب البراري).

الكلاب لا تحتاج حتى إلى أن تكون حاضرة لتؤثر سلبًا على الحياة البرية. فهي تترك علامات رائحة على الأشجار والأعمدة من خلال التبول، وتترك فضلاتها في أماكن عديدة.

هذه تُعد بمثابة تحذيرات لأنواع عديدة من الحيوانات. وقد وجد باحثون في الولايات المتحدة أن حيوانات مثل الغزلان، والثعالب، وحتى الوشق الأميركي تجنبت المناطق التي كانت الكلاب تُسير فيها بانتظام، مقارنة بالمناطق التي يُمنع فيها دخول الكلاب، وذلك بسبب الآثار التي تتركها وراءها.

الحفاظ على صحة الكلاب وإطعامها له ثمن

الأدوية التي نستخدمها لتخليص كلابنا الأليفة من البراغيث أو القراد يمكن أن تبقى لأسابيع على الفراء، وتغسل عندما تغوص الكلاب في جدول ماء أو نهر.

لكن بعض هذه الأدوية تحتوي على مكونات سامة للغاية للكائنات اللافقارية المائية، مما يعني أن غطسة سريعة قد تكون مدمّرة.

وقد وجد الباحثون أنه عندما تجمع الطيور مثل القَرقَف الأزرق والقَرقَف الكبير فراء الكلاب المُزال لتبطين أعشاشها، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل عدد البيوض التي تفقس وزيادة عدد الفراخ النافقة.

ثم هناك موضوع الفضلات. في الولايات المتحدة، هناك حوالي 90 مليون كلب أليف، بينما يوجد في المملكة المتحدة 12 مليون، وفي أستراليا 6 ملايين.

ينتج الكلب الواحد في المتوسط حوالي 200 غرام من البراز و400 مل من البول يوميًا.

هذا يُترجم إلى طن متري من البراز و2,000 لتر من البول خلال فترة حياة تمتد 13 عامًا. وإذا ضُرب هذا الرقم في عدد الكلاب، فستحصل على جبل من النفايات.

يمكن أن تُساهم هذه النفايات في تلويث المياه بالنيتروجين، وتغيير تركيبة التربة الكيميائية، بل ونقل الأمراض إلى البشر والحياة البرية الأخرى.

أكثر من 80 بالمئة من مسببات الأمراض التي تُصيب الحيوانات المُدجّنة تُصيب الحياة البرية أيضًا.

الكلاب تأكل في الغالب اللحوم، مما يعني أن ملايين الأبقار والدجاج تُربى فقط لإطعام حيواناتنا الأليفة، ويؤدي إطعام كلاب العالم إلى انبعاثات تعادل ما تنتجه دولة الفلبين.

لا أحد يحب التفكير في هذا

الناس يحبون كلابهم، فهي دائمًا سعيدة برؤيتنا، ورفقتها تجعلنا أكثر صحة، جسديًا ونفسيًا. العديد من المزارع لا يمكنها العمل بدون الكلاب، و نحن لا نريد الاعتراف بأنها يمكن أن تتسبب بالأذى أيضًا.

الكلاب، بالطبع، ليست سيئة. إنها حيوانات، لها غرائز طبيعية، إلى جانب غريزة مُكتسبة لإرضائنا. لكن أعدادها الهائلة تعني أنها تُحدث ضررًا حقيقيًا.

تختم الدراسة بالقول، اختيار امتلاك كلب يأتي بمسؤوليات. فأن تكون مالكًا جيدًا لكلب لا يعني فقط الاعتناء بالحيوان الذي نُحبه، بل أيضًا الاعتناء بباقي العالم الطبيعي.