"المذنب الأخضر يقترب من الأرض"| مصدر الصورة: Sky & Telescope
"المذنب الأخضر يقترب من الأرض"| مصدر الصورة: Sky & Telescope

يستعد سكان الجزء الشمالي من الأرض لحدث فلكي نادر يظهر بوضوح أكثر ليلتي 1 و2 فبراير، ولم يحصل منذ نحو 50 ألف سنة عندما كان العالم في العصر الجليدي قبل تكون الحضارات.

عاد المذنب C / 2022 E3 (ZTF) إلى سماء الأرض ليلا، ووفق واشنطن بوست، لن يكون من السهل إلقاء نظرة عليه، ولكن بالنظر إلى أنها اللقطة الأخيرة (والأولى لجميع سكان الأرض الحاليين)، لذلك فإن الأمر يستحق المحاولة.

كيف يمكن مشاهدة "المذنب الأخضر"؟

يقول مجدي سعد، رئيس تحرير مجلة علم وعالم، إنه "خلال اليوم الـ33 من العام 2023 يصل المذنب C / 2022 E3 (ZTF) إلى أقرب نقطة له من الأرض، أي في 2 فبراير".

ويشير في حديث لموقع "الحرة" إلى أنها ليست المرة الأولى التي يمر خلالها مذنب أخضر ويكون واضح للعيان، وأنه خلال العام 1997 مر مذنب يشبهه وكان يمكن رؤيته بالعين المجردة، ولكنه يوضح أن المذنبات تختلف من حيث الأحجام، ومن المواد التي تتكون منها، وهذا ما يؤدي إلى اختلاف ألوان المذنبات، وأنه للمذنب C / 2022 E3 (ZTF) خصائص مختلفة.

وقال إن المذنب سيظهر للعين المجردة في المناطق التي لا تعاني من التلوث الضوئي (أضواء المدن أو المجمعات السكنية)، في أواخر يناير وأوائل فبراير.

وتابع أن المذنب كان قد مر بأقرب نقطة له من الشمس في 12 يناير، ويقترب تدريجيا من كوكب الأرض إلى حين يصل إلى أقرب نقطة بين 1 و2 فبراير.

ومن أجل ضمان رؤيته بشكل جيد وواضح يُنصح باستخدام تلسكوبات صغيرة أو المنظار العادي، حسب سعد.

وتابع أن المذنب الأخضر سيكون خلال الثاني من فبراير على مسافة 42 مليون كيلومتر من كوكب الأرض. وأنه خلال ليل الأربعاء، سيكون منظورا للعين في السماء الشمالية بارتفاع 58 درجة فوق الأفق الشمالي نحو الساعة 02:46 بتوقيت غرينتش.

وسيغيب المذنب عن العيان عند الساعة السادسة صباحا (توقيت غرينتش) عند شروق الشمس.

وسيصبح خلال فترة لاحقة من الشهر متاحا للنظر إليه من الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية، وفق سعد.

المذنب قرب الأرض

من جهته، قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، ماجد أبوزاهرة، في حديث لموقع "الحرة"، إنه "الليلة، المذنب الأخضر سيمر قرب الأرض".

وأشار إلى أنه "يتوقع أن يرتفع لمعانه للراصدين في الشرق الأوسط"، موضحا أنه "بعد غروب الشمس، الأربعاء، وبداية الليل يرصد المذنب أعلى يمين نجم الشمال (بولاريس الجدي)".

وشرح أنه "بعد يوم من اقتراب المذنب من الأرض سيتحرك عاليا في السماء خلال المساء باتجاه النجم الساطع (العيوق) حتى 5 فبراير، ثم سيمر بالقرب من كوكب المريخ في 10 فبراير".

وحسب أبوزاهرة، تظهر أحدث صور للمذنب أن له ذيلان هما ذيل غباري والذيل الأيوني. ويتكون الذيل الأيوني من الغاز ويدفعه بعيدا من الشمس بواسطة الرياح الشمسية. وينحني ذيل الغبار الأثقل ويتتبع مدار المذنب عن كثب.

ويروي أن "اللون الأخضر للمذنب هو بسبب أن نواته تطلق الكربون ثنائي الذرة وهو مادة غازية شائعة"، وأنه ومن الممكن أن يصبح اللون الأخضر أكثر كثافة مع اقتراب المذنب من الأرض".

وتدور المذنبات حول الشمس في مدار إهليلجي ضخم، لذلك يمكنها أن تقضي مئات وآلاف السنين في أعماق النظام الشمسي. ومثل جميع الأجسام المدارية، تتبع المذنبات قوانين كيبلر - كلما اقتربت من الشمس، وكلما كانت حركتها أسرع وكلما ابتعدت كانت حركتها بطيئة، حسب أبوزاهرة.

ولفت إلى أن "المذنب سيظل يرصد في سماء الشرق الأوسط حتى نهاية أبريل 2023 عبر التلسكوب ثم سيضيع في ضوء شفق المساء".

ويثير المذنب، الخارج عن المألوف، اهتمام عشاق الفضاء هذا الأسبوع، فهو ليس مثل غيره من المذنبات، إذ يتوقع أن يخلف وراءه وهجا أخضر اللون.

واكتشف الباحثون في منشأة "Zwicky Transient" الفلكية في ولاية كاليفورنيا الأميركية المذنب "C/2022 E3 (ZTF)" في مارس من عام 2022، وحظي بلقب "المذنب الأخضر" بسبب وهجه، ويظن العلماء أنه يأتي من سحابة أورط، وهي مجموعة من الأجسام الجلدية، يعتقد أنها تقع في الجزء الخارجي من المجموعة الشمسية. 

ورغم أن بعض المذنبات باتت بمثابة "زوار مألوفين" وفق وصف صحيفة الغارديان، مثل مذنب "هايلي" الذي يمر كل 76 سنة، فإن "المذنب الأخضر" يدور حول الشمس مرة كل 50 ألف عام. 

وتشير الصحيفة إلى أن المشاهدة الأخيرة للمذنب من الأرض كانت في العصر الحجري، وأنها من المؤكد أنها لفتت أنظار البشر البدائيين نحو السماء.

ورغم أن المذنبات لا تظهر عادة بالعين المجردة، إلا أن الكثيرين أكدوا رؤيتهم للمذنب مع غياب ضوء القمر، ومن المرجح أن تبلغ فرص مشاهدته ذروتها مع اقترابه أكثر إلى الأرض يومي الأربعاء والخميس، حيث سيبعد حوالي 0,28 وحدة فلكية (نحو 42 مليون كلم) عن كوكبنا. 

 عدد الكلاب المُدجّنة في العالم يقدر بحوالي مليار كلب

يقدَّر عدد الكلاب المُدجّنة في العالم بحوالي مليار كلب. معظمها حيوانات مملوكة – حيوانات أليفة، أو رفقاء، أو حيوانات "عاملة" تعيش جنبًا إلى جنب مع البشر.

وتحدثت دراسات عدة على التأثيرات السلية للقطط، سواء كانت مملوكة أو ضالة، على الحياة البرية.

وغالبًا ما يُنظر إلى الكلاب الضالة أيضًا على أنها تهديد للتنوع البيولوجي، رغم أن كلاب الدِنغو (البرية) قد يكون لها دور إيجابي في بعض الأحيان. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن كلابنا الأليفة تحظى بنوع من "المعفى من الحساب".

للأسف، هذا الانطباع قائم على المشاعر أكثر من اعتماده على البيانات. فكلابنا الأليفة المحبوبة تُحدث تأثيرًا أكبر، وأكثر إثارة للقلق على البيئة والحياة البرية مما نرغب في تصديقه.

دراسة جديدة عرضت الأضرار التي تتسبب بها الكلاب الأليفة، وما يمكن فعله حيال ذلك.

الكلاب حيوانات مفترسة، فهي تصطاد أنواعًا عديدة من الكائنات البرية، ويمكن أن تؤذيها أو تقتلها. كما أن رائحتها وبرازها يُرعبان الحيوانات الأصغر حجمًا. ناهيك عن التكلفة البيئية الضخمة لإطعام هذه الحيوانات، والكمية الهائلة من فضلاتها.

حب الناس للكلاب الأليفة، يأتي بتكلفة حقيقية، وتقول الدراسة انه يجب أن نعترف بذلك ونتخذ خطوات لحماية الحياة البرية، كأن نقيد الكلاب أو نمنعها من التجول بحرية.

المفترس في منزلك

الكلاب هي ذئاب مُدجّنة، تم تربيتها لتكون أصغر حجمًا، وأكثر وداعة، وشديدة الاستجابة للبشر. لكنها ما زالت مفترسات.

الكلاب الأليفة مسؤولة عن عدد أكبر من الهجمات المبلّغ عنها على الحياة البرية مقارنة بالقطط، وفقًا لبيانات من مراكز رعاية الحياة البرية، كما أنها تصطاد حيوانات أكبر حجمًا.

الكلاب الأليفة غير المقيّدة هي السبب الرئيس وراء اقتراب مستعمرات البطاريق الصغيرة من الانهيار في تسمانيا.

في نيوزيلندا، يُقدّر أن كلبًا أليفًا واحدًا هرب من صاحبه قد قتل ما يصل إلى 500 طائر كيوي بني من إجمالي عدد السكان البالغ 900، وذلك خلال فترة امتدت خمسة أسابيع.

بمجرد أن تُترك الكلاب بدون قيد، فإنها تحب مطاردة الحيوانات والطيور. قد يبدو هذا غير ضار.

لكن المطاردة يمكن أن تُرهق الطيور المهاجرة المتعبة، مما يُجبرها على استخدام المزيد من الطاقة. يمكن للكلاب أن تقتل صغار الطيور التي تعشش على الشواطئ، بما في ذلك الطيور المهددة بالانقراض مثل طائر الزقزاق المقنع.

مجرد وجود هذه المفترسات يُرعب العديد من الحيوانات والطيور. حتى عندما تكون الكلاب مقيدة، تكون الحياة البرية المحلية في حالة تأهب قصوى. وهذا له آثار سلبية قابلة للقياس على وفرة وتنوع الطيور في مواقع الغابات في شرق أستراليا.

وفي الولايات المتحدة، تكون الغزلان أكثر يقظة وتهرب بشكل أسرع وأبعد إذا رأت إنسانًا مع كلب مقيد مقارنة برؤية إنسان بمفرده.

عدة أنواع من الثدييات في الولايات المتحدة اعتبرت الكلاب المصاحبة للبشر تهديدًا أكبر من القيوط (ذئب البراري).

الكلاب لا تحتاج حتى إلى أن تكون حاضرة لتؤثر سلبًا على الحياة البرية. فهي تترك علامات رائحة على الأشجار والأعمدة من خلال التبول، وتترك فضلاتها في أماكن عديدة.

هذه تُعد بمثابة تحذيرات لأنواع عديدة من الحيوانات. وقد وجد باحثون في الولايات المتحدة أن حيوانات مثل الغزلان، والثعالب، وحتى الوشق الأميركي تجنبت المناطق التي كانت الكلاب تُسير فيها بانتظام، مقارنة بالمناطق التي يُمنع فيها دخول الكلاب، وذلك بسبب الآثار التي تتركها وراءها.

الحفاظ على صحة الكلاب وإطعامها له ثمن

الأدوية التي نستخدمها لتخليص كلابنا الأليفة من البراغيث أو القراد يمكن أن تبقى لأسابيع على الفراء، وتغسل عندما تغوص الكلاب في جدول ماء أو نهر.

لكن بعض هذه الأدوية تحتوي على مكونات سامة للغاية للكائنات اللافقارية المائية، مما يعني أن غطسة سريعة قد تكون مدمّرة.

وقد وجد الباحثون أنه عندما تجمع الطيور مثل القَرقَف الأزرق والقَرقَف الكبير فراء الكلاب المُزال لتبطين أعشاشها، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل عدد البيوض التي تفقس وزيادة عدد الفراخ النافقة.

ثم هناك موضوع الفضلات. في الولايات المتحدة، هناك حوالي 90 مليون كلب أليف، بينما يوجد في المملكة المتحدة 12 مليون، وفي أستراليا 6 ملايين.

ينتج الكلب الواحد في المتوسط حوالي 200 غرام من البراز و400 مل من البول يوميًا.

هذا يُترجم إلى طن متري من البراز و2,000 لتر من البول خلال فترة حياة تمتد 13 عامًا. وإذا ضُرب هذا الرقم في عدد الكلاب، فستحصل على جبل من النفايات.

يمكن أن تُساهم هذه النفايات في تلويث المياه بالنيتروجين، وتغيير تركيبة التربة الكيميائية، بل ونقل الأمراض إلى البشر والحياة البرية الأخرى.

أكثر من 80 بالمئة من مسببات الأمراض التي تُصيب الحيوانات المُدجّنة تُصيب الحياة البرية أيضًا.

الكلاب تأكل في الغالب اللحوم، مما يعني أن ملايين الأبقار والدجاج تُربى فقط لإطعام حيواناتنا الأليفة، ويؤدي إطعام كلاب العالم إلى انبعاثات تعادل ما تنتجه دولة الفلبين.

لا أحد يحب التفكير في هذا

الناس يحبون كلابهم، فهي دائمًا سعيدة برؤيتنا، ورفقتها تجعلنا أكثر صحة، جسديًا ونفسيًا. العديد من المزارع لا يمكنها العمل بدون الكلاب، و نحن لا نريد الاعتراف بأنها يمكن أن تتسبب بالأذى أيضًا.

الكلاب، بالطبع، ليست سيئة. إنها حيوانات، لها غرائز طبيعية، إلى جانب غريزة مُكتسبة لإرضائنا. لكن أعدادها الهائلة تعني أنها تُحدث ضررًا حقيقيًا.

تختم الدراسة بالقول، اختيار امتلاك كلب يأتي بمسؤوليات. فأن تكون مالكًا جيدًا لكلب لا يعني فقط الاعتناء بالحيوان الذي نُحبه، بل أيضًا الاعتناء بباقي العالم الطبيعي.