في قرار وصف بـ"التاريخي"، قضت المحكمة العليا في إيطاليا بعدم إجبار الأطفال على زيارة أجدادهم في حال لم تكن لديهم رغبة في ذلك، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" اللندنية.
وجاء القرار عقب معركة قانونية طويلة شملت درجات عدة من التقاضي، وذلك قبل أن تعلن أعلى محكمة استئناف في إيطاليا إنه لا يمكن إجبار الأحفاد على إقامة علاقة "لا يتمتعون بها ولا يريدونها" مع أجدادهم.
وأوضحت المحكمة أن القاعدة تطبق بشكل أكبر على الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا.
وكانت فصول القضية قد بدأت بمدينة ميلانو، شمالي البلاد، في العام 2019 عندما قرر جدة وجدة من جهة الأب مع عم طفلين، لم يتم الكشف عن هويتها، رفع قضية تسهل إجراءات الجدين التواصل مع الحفيدين بعد أن منعهما والديهما من زيارة بيت الجد بسبب خلافات أسرية.
ووافقت إحدى المحاكم على أن الجدة تصرفت بطريقة عدوانية تجاه زوجة ابنها، مما أزعج الأطفال، وبالتالي زعم الوالدان أن طفليهما لا يودان رؤية الجدين.
ورغم ذلك قضت المحكمة لصالح الجدين، وأمرت بزيارة الطفلين لهما تحت إشراف أحد موظفي الخدمات الاجتماعية، مما جعل الوالدان يستأنفان ضد الحكم.
بيد أن النتيجة لم تكن في صالح الزوجين للمرة الثانية، إذ قضى حكم الاستئناف باستمرار الزيارات مع ضرورة أن تخضع العائلة لجلسات علاج نفسية جماعية لإصلاح ذات البين.
وأقرت محكمة الاستئناف بأن الجدة وزوجة ابنها لديهما "علاقة كراهية متبادلة"، لكن القضاة حذروا الزوجين من أن الطفلين قد يعانيان أضرار نفسية إذا حرموا من رؤية الجدين.
وعندما استأنف الوالدان أمام المحكمة العليا في إيطاليا، نقض القضاة الأحكام الصادرة عن المحكمتين الأدنى.
وفي حكمهم، قرر القضاة أن القرار النهائي بشأن ما إذا كان ينبغي على الأطفال قضاء أيام الأحد مع جدتهم وجدهم يجب ألا يكون من قبل الأجداد أو الآباء، بل من لدن الأبناء أنفسهم.
ولما قال الأطفال إنهم لم يكونوا حريصين على رؤية الجدين المسنين، جرى إلغاء الزيارات في حكم ملزم وغير قابل للطعن.