شرطة لندن
صورة أرشيفية لعناصر من شرطة لندن (صورة تعبيرية)

يستمع القضاء الإنكليزي إلى شهادات ضحايا ضابط الشرطة ديفيد كيرك، الذي اعتاد على ارتكاب جرائم اغتصاب واعتداء جنسي على مدى عقدين من خدمته، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت إحدى السيدات في شهادتها أن آخر كلمات كاريك قبل أن يهاجمها ويعتدي عليها بوحشية، كانت: "أنت يا سيدتي متواجدة مع أكثر شخص يمكن أن يشعرك بالأمان". 

وقالت تلك السيدة التي لم يتم الكشف عن هويتها على غرار بقية الضحايا إن كاريك قد اغتصبها تحت تهديد السلاح بعد أن احتجزها لساعات عدة.

وفي جلسة المحاكمة، عرض المدعون التفاصيل المروعة للعنف الجنسي الذي ارتكبه كاريك بحق 12 فتاة وسيدة على الأقل.

وتسلط قضية كاريك الضوء على الانتهاكات لتي يرتكبها بعد أفراد الشرطة في العاصمة البريطانية لندن إذ ظلت جرائمه دون عقاب لما يقرب من 20 عامًا على الرغم من التقارير السابقة ضده عن عنفه مع النساء. 

ديفيد كاريك.. المتهم بجرائم الاغتصاب

وكان سلك الشرطة البريطانية قد ابتلي في الأعوام الأخيرة بالعديد من الفضائح والانتهاكات، إذ جرى الكشف عن عدد جرائم القتل والاغتصاب بحق نساء وفتيات.

ويقول منتقدون إن قيادات الشرطة والجهات المختصة لم تحرز سوى تقدم ضئيل في تغيير الثقافة التي يتصرف بها الضباط منذ فترة طويلة، وأن الكثير من العناصر يفلتون من العقاب.

وأثارت جرائم الاغتصاب والعنف التي اقترفها كاريك، إلى جانب جريمة قتل وصفت بالمروعة ارتكبها ضابط آخر في العام 2021 بحق الشابة، سارة إيفيرارد، أسئلة عميقة بشأن كيفية استمرار هذا من العنف من قبل بعض عناصر إنفاذ القانون دون وجود رادع قوي ومحاسبة زاجرة.

وكان كاريك، 48 عامًا، قد انضم إلى صفوف شرطة العاصمة، لندن، في العام 2001، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى وحدة مكلفة بمهام الحماية البرلمانية والدبلوماسية.

وفي الشهر الماضي، أقر المتهم بأنه مذنب في 49 تهمة بحق 12 سيدة وفتاة، بما في ذلك 24 تهمة اغتصاب، بالإضافة إلى العديد من الاتهامات بالاعتداء الجنسي ووضع أشخاص في الحجز  دون أي وجه حق وغيرها من التهم الأخرى.

وبحسب التحقيقات فإن ديريك ارتكب جرائمه على مدى 17 عامًا من العام 2003 إلى عام 2020.

 وصف توم ليتل، أحد المدعين العامين في القضية، جرائم كاريك بأنها سلسلة من الجرائم الجنسية العنيفة والوحشية ضد العديد من الضحايا. 

ومن بين الضحايا كان هناك شرطية اعتدى عليها كاريك في العام 2004، وأوضحت في شهادتها إنها كانت مترددة في الإبلاغ عما حدث لها "بسبب الثقافة السائدة" في قوة الشرطة في ذلك الوقت.

وصف المدعي، توم ليتل، كيف هدد كاريك ضحية أخرى، كان على علاقة بها، بهراوة الشرطة وأرسل لها صورًا لسلاحه المرخص، وكتب عليها أنها يجب أن تطيعه ولا ترفض له طلبا.

وبحسب ليتل فإن تلك السيدة قد تعرضت للعنف وجرى حبسها في خزانة صغيرة لساعات.

ومن المتوقع أن يواجه كاريك يواجه حكما بالسجن المؤبد في حال إدانته بما نسبه إليه من جرائم، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المتهم كان قد أقر في الشهر بالماضي بأنه "مذنب".

وأوضحت كبيرة المدعين العامين في القضية، شيلبا شاه، أن قضية ذلك الضابط من أهم القضايا في تاريخ الإدعاء العام البريطاني بسبب العدد الكبير والخطير من الجرائم التي اقترفها ديريك.

وتابعت: "كان من المروع معرفة كيف كان يتلاعب بضحاياه بلا هوادة.. لقد عزلهم جسديا ونفسيا عن عائلاتهم وأحبائهم، وتعرضت النساء للاغتصاب والاعتداء الجنسي بشكل متكرر وأثر عليهن جسديا وذهنيا".

كان قد جرى طرد كاريك من سلك الشرطة بشكل رسمي في الشهر الماضي بعد اعترافه ببعض جرائمه، في حين تقوم دائرة الشرطة بمراجعة 1633 حالة من الجرائم الجنسية المزعومة والعنف المنزلي التي تورط فيها أكثر من ألف عنصر وضابط وموظف في الشرطة.

المذنب تسوتشينشان-أطلس
رحلة المذنب تستغرق ملايين السنين

سيتمكن سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية من رؤية مذنب "تسوشينشان-أطلس"، مساء السبت ولمدة "عشرة أيام"، وذلك عند عودته بعد عبوره بمحاذاة الشمس، مواصلا مساره الذي بدأ قبل ملايين السنين.

ورُصد الجسم الصغير المؤلف من صخور وجليد في يناير 2023 بواسطة مرصد الجبل الأرجواني الصيني "تسوشينشان" الذي سُمي المذنّب على اسمه. وأكد مرصد من برنامج أطلس الجنوب إفريقي وجوده.

والمذنّب الذي سبق أن تمت رؤيته بالعين المجردة في نصف الكرة الجنوبي خلال سبتمبر، شوهد مرة جديدة مساء الجمعة في أميركا الشمالية، على ما قال لوكالة فرانس برس إريك لاغاديك، وهو عالم فيزياء فلكية في مرصد كوت دازور (جنوب فرنسا).

ولم يُرصد عندما كان بين الأرض والشمس، حيث كان مهددا بالاختفاء متأثرا خصوصا بالعاصفة الشمسية التي ضربت الأرض الخميس وأنارت بأضوائها القطبية سماء عدد من دول العالم.

عندما تقترب المذنبات من نجمنا، يتطاير الجليد الموجود في نواتها ويطلق سحبا كثيفة من الغبار، مما يعكس ضوء الشمس. ويقال إنّ المذنب يطلق غازات مع تكوين ذيل يعرّض المذنب أحيانا لخطر التفكك.

وسيكون مذنب "تسوشينشان-أطلس" الذي يمكن رؤيته اعتبارا من السبت في مختلف أنحاء نصف الكرة الشمالي، "أعلى قليلا" في السماء كل مساء، ويمكن رؤيته عبر النظر إلى الغرب "لنحو عشرة أيام"، بحسب لاغاديك.

وأوضح عالم الفيزياء الفلكية أنّ "سطوعه سيخف قليلا كل يوم" مع ابتعاده من الشمس.

وباستثناء العوائق التي تعترض طريقه وتعدّل مساره، يتبع "تسوشينشان-أطلس" مدارا ينبغي ألا يقرّبه من الأرض قبل 80 ألف عام، وفق لاغاديك.

واستنادا إلى مدار المذنب ونماذج معينة، تشير التقديرات إلى أنه قد يكون اجتاز مسافة تعادل 400 ألف مرة المسافة بين الأرض والشمس قبل أن يصل إلينا.

وهي رحلة تستغرق ملايين السنين لهذا المذنب الذي قد يكون نشأ في سحابة أورت، وهي تجمع عملاق لكواكب صغيرة وأجرام سموية على أطراف النظام الشمسي.