برز اسم الممثل الأميركي، بروس ويليس، في وسائل الإعلام خلال الساعات الماضية بعد أن أعلنت عائلته أنه مصاب بمرض خطير ونادر.
وأفادت عائلة الممثل الشهير، في بيان، بأن ويليس يعاني من "الخرف الجبهي الصدغي" أو "أف تي دي"، وهو مرض ليس له علاج.
وصرحت عائلة النجم البالغ من العمر 67 عاما، أنه "رغم صعوبة وقسوة هذه الأخبار، فمن المريح الحصول على تشخيص واضح في النهاية".
وويليس هو ممثل ومغني أميركي ظهر في أكثر من مائة فيلم، إذ حقق شهرة واسعة من خلال دوره في المسلسل الكوميدي الدرامي "Moonlighting" (ضوء القمر) خلال منتصف الثمانينات بالقرن الماضي.
وكانت عائلة ويليس في عام 2022، قد كشفت أنه مصاب بمرض الحبسة الكلامية، وهي حالة فقدان جزئي أو كلي للقدرة على التعبير والكلام مما جعلته يعتزل التمثيل.
ما هو مرض "الخرف الجبهي الصدغي"؟
ووفقا لمايو كلينيك، فإن "الخرف الجبهي الصدغي هو مصطلح شامل لمجموعة من الاضطرابات الدماغية التي تصيب الفصين الجبهي والصدغي من الدماغ بشكل أساسي. وترتبط هذه المناطق من الدماغ عامة بالشخصية والسلوك واللغة".
وتضمر أجزاء من هذه الفصوص في اضطرابات الخرف الجبهي الصدغي. وتتنوع المؤشرات والأعراض حسب الموضع المصاب في الدماغ. فبعض الأشخاص المصابين يجدون تغيرات جذرية في شخصياتهم، وتصبح تصرفاتهم غير ملائمة اجتماعيا أو اندفاعية أو تتسم باللامبالاة العاطفية، في حين يفقد آخرون القدرة على استخدام اللغة بشكل صحيح.
وغالبا ما يُشخص على أنه مرض نفسي أو إصابة بداء الزهايمر. إلا أن الخرف الجبهي الصدغي عادة ما يحدث في سن أصغر من داء الزهايمر، إذ تبدأ الأعراض بالظهور في سن تتراوح بين 40 و65 عاما، وقد تحدث في مرحلة عمرية متأخرة عن ذلك أيضا. ويعد الخرف الجبهي الصدغي سببا لنحو 10 إلى 20 بالمئة من حالات الخرف.
وفي الخرف الجبهي الصدغي، ينكمش حجم الفص الجبهي والصدغي للدماغ. وعِلاوة على ذلك، تتراكم بعض المواد في المخ علما بأن سبب هذه التغييرات عادة ما يكون مجهولا، بحسب مايو كلينيك.
وقالت الرئيسة التنفيذية لجمعية الخرف الجبهي الصدغي، سوزان ديكنسون، إن المرض هو السبب الأكثر شيوعا للخرف للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما.
وأضافت في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" أن هناك ما يقرب من 50 ألف شخص في الولايات المتحدة مصابون بهذا المرض، على الرغم من أن العديد من الخبراء يعتبرون هذا الرقم أقل من العدد الحقيقي بسبب صعوبة التشخيص.
ولا يوجد فحص دم أو علامة بيولوجية واحدة لتشخيص الحالة، وبدلا من ذلك يحددها الأطباء بناء على الأعراض والتصوير العصبي.
وقالت ديكنسون إن الأمر يستغرق في المتوسط أكثر من ثلاث سنوات للحصول على تشخيص دقيق لهذه الحالة.
من جانبه، قال الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية الطب بجامعة نورث وسترن، إيان غرانت، إن المصابين بهذا المرض يعيون لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات بعد ظهور الأعراض الواضحة عليهم للمرة الأولى.
وقال غرانت إن "هناك فرقا بين المرض الذي ليس له علاج والقول لا يوجد شيء يمكننا القيام به".
نشأة ويليس وبداياته
ولد ويليس في يوم 19 مارس لعام 1955 بألمانيا الغربية على اعتبار أن والده يعمل بالجيش الأميركي هناك بالإضافة إلى أن والدته ألمانية.
بعد عامين من ولادته، عاد ويليس مع عائلته إلى للولايات المتحدة قبل أن يلتحق بالمدرسة في كارني بوينت بولاية نيو جيرسي.
في المرحلة الثانوية، انضم ويليس إلى نادي الدراما بعد أن وجد في التمثيل على خشبة المسرح يقلل من تلعثمه في الكلام، وانتُخب رئيسا لمجلس الطلاب بمدرسته الثانوية، بحسب موقع "بايوغرافي" الذي ذكر أن مشكلة التلعثم لدى ويليس اختفت بعد أداءه للأدوار أمام الجمهور.
وتزوج من زميلته، ديمي مور، عام 1987 قبل أن ينفصلا عام 2000، ولديهما ثلاثة أطفال، رومر ويليس (مواليد 1988)، سكاوت لارو ويليس (مواليد 1991)، وتالولا بيل ويليس (مواليد 1994).
في 2009، عاد للزواج مرة أخرى بالممثلة، إيما هيمنغ، في كاليفورنيا، حيث أنجب منها ابنتين هما، مابيل راي (مواليد 2002) وإيفلين بن (مواليد 2014).
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، حاول ويليس أن يجد له عملا أولا في مصنع كيميائي ثم كحارس أمن. لكن شغف التمثيل لم يبتعد عنه، وفقا للموقع ذاته.
وعاد ويليس إلى الدراسة كطالب دراما في جامعة مدينة مونتكلير بولاية يوجيرسي. ومع ذلك، ترك الدراسة بعد عامين وانتقل إلى دينة نيويورك سعيا وراء هوايته.
جاء أول دور حقيقي لويليس عام 1977 عندما ظهر للمرة الأولى في مسرحية الجنة والأرض خارج برودواي. تبع ذلك المزيد من الأعمال المسرحية، ولكن في عام 1980 صور ويليس دورا صغيرا في فيلم "The First Deadly Sin".
بعد ذلك بعامين، حصل على دور ثانوي آخر في فيلم "The Verdict" مع ظهوره بشكل متكرر في أدوار ثانوية في مسلسلات تلفزيونية خلال ذلك الوقت.
النجومية المطلقة
لكن النجاح الأول وبداية الشهرة جاءت عبر دور المحقق، ديفيد أديسون، في المسلسل التلفزيوني الكوميدي "Moonlighting" (ضوء القمر) في عام 1984 والذي استمر عرضه حتى عام 1989.
في 1987، صور ويليس الفيلم السينمائي الكوميدي "Blind Date"، وهو العام الذي تزوج فيه من الممثلة الأميركية، ديمي مور.
في صيف عام 1988، ظهر فيلم "Die Hard" الذي تسبب بضجة في الولايات المتحدة وكان ويليس هو بطل هذا العمل السينمائي.
كان الفيلم لافتا للانتباه حتى ما قبل عرضه في السينما بعد أن رفض كلا من سيلفستر ستالون وأرنولد شوارزنيجر دور البطولة، بحسب موقع "بايوغرافي".
وعندما استقر منتجو الفيلم على ويليس، وافقوا على دفع 5 ملايين دولار للنجم الأميركي، وهو مبلغ ضخم لممثل ما زال كثيرون يعتبرونه في ذلك الوقت مبتدئا في هوليوود.
كان فيلم "Die Hard" شاهدا على نجومية ويليس بعد أن حصد 81 مليون دولار في شباك التذاكر بالولايات المتحدة.
واعتبر الفيلم مجرد بداية ويليس، الذي لعب دور البطولة خلال العقود التالية في الأفلام التي حققت أكثر من 3 مليارات دولار من مبيعات التذاكر، بحسب "بايوغرافي".
واستمرت نجوميته كأحد أبرز ممثلي هوليوود خلال التسعينات والألفية الجديدة، ففي عام 2010، لعب ويليس دور البطولة مع ستالون وشوارزنيجر في فيلم "The Expendables".
وفي عام 2012، صوروا النجوم الثلاثة الجزء الثاني من الفيلم ذاته، وهو العمل الذي حقق المركز الأول في شباك التذاكر خلال الأسبوع الأول من عرضه بعد تحقيقه 28.6 مليون دولار، وفقا لـ "بايوغرافي".