في محاولة للتخفيف من حوادث السير الناجمة عن السرعة في بعض البلدات والقرى الفرنسية، جرى تركيب إشارات مرور ضوئية من نوع خاص تقوم بمكافأة السائقين الملتزمين بالسرعة عن طريق تغير لونها إلى الأخضر للسماح لهم بمتابعة طريقهم دون توقف.
وأوضحت صحيفة "التايمز" البريطانية أن ما بات يعرف باسم بـ"إشارات المرور المكافآت" ظهرت في إسبانيا قبل أن تنتشر في العديد من الدول الأوروبية على مدى العقد الماضي، وذلك بغية ترويض حركة المرور من خلال تشجيع الملتزمين بالقانون بدلاً من معاقبة السائقين المسرعين بغرامات تلقائية.
وعادة ما تكون إشارة المرور حمراء، ولكنها تتحول إلى اللون الأخضر عندما تكتشف الكاميرا وصول المركبات إلى سرعات تقل عن 30 كيلومترا في الساعة أو 50 كيلومترا، وذلك بحسب السرعات القصوى المسموح بها.
والسائقون الذين يتجاهلون الضوء الأحمر يخضعون للغرامة تبلغ 135 يورو (حوالي 147 دولار أميركي) لعدم احترامهم للقوانين.
تقوم المجالس البلدية والقروية في جميع أنحاء فرنسا، بما في ذلك بعض ضواحي باريس، بتركيب الأجهزة كبديل أقل تكلفة لمخالفات المرور والمطبات الصناعية، والتي تم استخدامها في العشرين عامًا الماضية لجعل السائقين يلتزمون بحدود السرعة عند المرور عبر البلدات والقرى الصغيرة.
وبحسب إحصائية فإن القرى التي لديها كاميرات "استشارية" تعرض سرعة المركبات القادمة وجدت أن أكثر من 80 في المائة من السائقين كانوا يقودون مركباتهم متجاوزين الحد الأعلى من السرعة المسموح به.
وقبل العام 2021، قامت مئات القرى بتركيب "إشارات مرور إسبانية" خاصة بها ، و تم إعلان أنها غير قانونية لأنها كانت مثبتة باللون الأخضر وتتحول إلى اللون الأحمر لإيقاف السيارات.
وسمح قرار حكومي صدر في عام 2021 بتركيب تلك الإشارات المرورية إذا كان لونها الافتراضي هو الأحمر، مع اعتبار التحول إلى اللون الأخضر بمثابة "مكافأة".
وأوضح رئيس البلدية، ميشيل بوريواتر، أن إحدى مجموعات إشارات المرور في ميسنيل، وهي قرية شمالية تقع بين مدينتي أميان وليل، قد أبطأت حركة المرور ما بين 8 كيلومترات في الساعة و 15 كيلومترًا في الساعة.
وقال لصحيفة إقليمية: "لقد تلقيت رسالة واحدة فقط من شخص غير سعيد أخبرني أنه يتعين عليه الإسراع مرة أخرى بعد إشارة المرور".