عدد المواليد الجدد في اليابان انخفض بنسبة خمسة في المئة - صورة تعبيرية. أرشيف
عدد المواليد الجدد في اليابان انخفض بنسبة خمسة في المئة - صورة تعبيرية. أرشيف

قالت وزارة الصحة اليابانية، الجمعة، إن معدل المواليد انخفض للعام السابع على التوالي في 2022 إلى مستوى قياسي، الأمر الذي يلقي الضوء على أزمة ديمغرافية، مع تقلص عدد السكان وارتفاع سريع في نسبة المسنين.

وبلغ معدل الخصوبة، وهو متوسط عدد الأطفال الذين تلدهم المرأة في حياتها، 1.2565 وذلك بالمقارنة مع مستوى منخفض سابق بلغ 1.2601 في 2005، بما يقل بكثير عن معدل 2.07 الذي يعتبر ضروريا للحفاظ على استقرار عدد السكان.

وجعل رئيس الوزراء، فوميو كيشيدا، من وقف تراجع معدل المواليد أولوية قصوى، وتخطط حكومته لتخصيص 3.5 تريليون ين (25 مليار دولار) سنويا لرعاية الأطفال وإجراءات أخرى لدعم الآباء على الرغم من مستويات الدين المرتفعة.

وقال هذا الأسبوع أثناء زيارته لمركز رعاية نهارية "سيبدأ عدد الشباب في الانخفاض بشكل كبير في العقد المقبل. الفترة الزمنية حتى ذلك الحين هي فرصتنا الأخيرة لعكس اتجاه انخفاض المواليد".

وأدت جائحة كورونا إلى تفاقم التحديات الديمغرافية في اليابان، إذ ساهم انخفاض عدد الزيجات في السنوات القليلة الماضية بانخفاض عدد المواليد، كما كانت الجائحة من أسباب زيادة الوفيات.

وأظهرت البيانات أن عدد المواليد الجدد في اليابان انخفض بنسبة خمسة في المئة إلى 770747 في العام الماضي، وهو مستوى منخفض جديد، بينما ارتفع عدد الوفيات تسعة في المئة إلى مستوى قياسي بلغ 1.57 مليون. وسجلت اليابان أكثر من 47 ألف وفاة في العام الماضي نتجت عن جائحة كورونا.

طهران تصدر تعليمات بـ"لزوم المنازل" بسبب التلوث
طهران تصدر تعليمات بـ"لزوم المنازل" بسبب التلوث

تلقى تلاميذ المدارس وبعض موظفي الدوائر الحكومية في طهران أمراً بـ "لزوم منازلهم" هذا الأسبوع بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء، في ظاهرة تتكرر في الشتاء، وتزداد سوءاً من سنة إلى أخرى.

وتعاني طهران التي تضم تسعة ملايين نسمة، تلوثاً مزمناً للهواء وغالباً ما تُصنف من المدن الأكثر تلوثاً في العالم.

وفي الأيام الأخيرة، طالت الإنذارات من تلوث الهواء غالبية المدن الإيرانية الكبرى من أصفهان إلى تبريز.

وأُغلقت المدارس والثانويات منذ الأحد في طهران، وتُنظم الصفوف افتراضياً. 

وأشارت السلطات إلى أنّ على السكان "الأكثر تأثراً" مثل الأطفال والمسنين والحوامل "تجنّب الخروج وممارسة التمارين البدنية".

كما دعت موظفي الدوائر الحكومية الذين يعانون من مشكلات صحية إلى العمل عن بعد.

وقالت عزام كيفان، وهي موظفة تبلغ 40 عاماً، "الوضع مروع. أشعر بحكة في حلقي بمجرد خروجي إلى الشارع"، لافتةً إلى أنها "لم تتمكن من ممارسة الرياضة منذ أيام عدة".

وقال سعيد ستاري، البالغ 42 عاماً، الذي يبيع وجبات مطبوخة في الشارع "لا نستطيع التنفس" مضيفا "سأفلس بسبب التلوث" إذ يتجبّب الناس الخروج.

ويتكرر المشهد عينه منذ أيام عدة: ضباب أصفر كثيف يملأ تدريجياً سماء الفجر الزرقاء فيحجب رؤية جبال البرز المهيبة التي ترتفع فوق الأحياء الشمالية للعاصمة الإيرانية.

تعتبر طهران إحدى أكثر مدن العالم تلوثاً، على الرغم من أن الوضع فيها ليس بخطورة ما هو عليه في مدن كبرى أخرى مثل نيودلهي، حيث تتجاوز مستويات الجسيمات الدقيقة المسبّبة للسرطان المستويات القصوى التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

وقال الجهاز المكلف مراقبة نوعية الغلاف الجوي، الاثنين: "منذ بداية العام، شهدت طهران تسعة أيام فقط من الهواء النظيف".

المازوت

وبين نوفمبر وفبراير يبلغ التلوث ذروته في المدينة الواقعة على ارتفاع 1800 متر فوق سطح البحر، عندما يحبس الهواء البارد ونقص الرياح التلوث الكثيف والخطير فوق العاصمة لأيام متتالية. وتُعرف الظاهرة باسم الانقلاب الحراري.

ويُعزى قرابة 40 ألف وفاة سنوياً في كل أنحاء إيران إلى تلوث الهواء، وفق وسائل إعلام إيرانية.

ويشير عدد كبير من الخبراء إلى التكلفة الصحية والاقتصادية الهائلة للتعرّض للجسيمات الدقيقة، والتي تسبّب الوفاة المبكرة.

واعتبر مهدي، وهو طالب يبلغ 20 عاماً أنّ "إغلاق المدارس يمكن أن يساعد ولكنه ليس كافياً". 

ورأت عزام كيفان أنه "يجب أيضًا إغلاق المكاتب بهدف التقليل من حركة المرور" في العاصمة المعروفة بزحمة السير الهائلة فيها.

وأكد البروفيسور صادق بارتاني أنّ "إغلاق المدارس لا يفيد في الحد من التلوث، لكنه يساعد في خفض تعرّض الأطفال له".

وأشار تقرير للبنك الدولي إلى المركبات الثقيلة والدراجات النارية ومصافي النفط ومحطات الطاقة الحرارية، على أنها أسباب رئيسية للتلوث.

وأفاد أعضاء في المجلس البلدي هذا الأسبوع بأن المازوت ذات النوعية الرديئة الذي تستخدمه محطات الطاقة هو السبب الرئيسي للتلوث، الأمر الذي نفته الحكومة.

وقال بارتاني: "أصبحت إمدادات الكهرباء أكثر اعتماداً على محطات الطاقة الحرارية والغاز، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة التلوث". 

وأضاف الخبير في القضايا البيئية أن "أفضل حل للحد من التلوث هو منح الأولوية للطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية". 

وتشكل هذه المسألة إحدى القضايا المطروحة في قمة "كوب28" للمناخ المنعقدة حالياً في دبي، لكن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، امتنع عن حضورها احتجاجا على مشاركة إسرائيل فيها في ظل الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة.