التخلص من صور الزفاف.. كيف تحوّل إلى تجارة مربحة في الصين؟
الحرة / ترجمات - دبي
15 نوفمبر 2023
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
أضحى تدمير وتحطيم صور الزفاف مهنة رائجة ومربحة في إحدى المقاطعات الصينية، بعد أن كان التخلص من تلك المقتنيات غير المرغوب بها، هاجسا لدى الكثير من الأشخاص الذين انفصلوا عن شركاء حياتهم، وفقا لتقارير محلية.
وتمزيق صور الزفاف بعد زواج فاشل "ليس بالأمر السهل في الصين"، حيث اعتاد العديد من الأزواج تخليد لقطات الزفاف على لوحات أكريليك صلبة، تتميز بمقاومتها الشديدة للنار، مما يجعل حرقها حتى خيارا صعبا.
وهذا يترك الأزواج المطلقين أمام خيارات قليلة، مثل إلقاء صور زفافهم في سلة المهملات، وهو الأمر الذي يتردد الكثيرون في القيام به خوفًا من أن يتعرف عليهم شخص ما.
وقد استغلت شركة جديدة في مقاطعة شاندونغ الواقعة على الساحل الشرقي للصين تلك "المعضلة"، والتي أنشأها شاب يدعى ليو، لتكون متخصصة في تدمير وتمزيق صور الزفاف، ومساعدة العملاء على ترك ماضيهم وراءهم مع حماية خصوصيتهم.
وقال ليو في تصريحات إعلامية: "الحفاظ على الخصوصية كان دافعي وراء إنشاء شركتي، إذ أن صور الزفاف تدخل ضمن فئة الخصوصية الشديدة".
وتابع: "هناك طلب كبير على خدماتنا، فقد تلقينا طلبات من كل مقاطعة وبلدية في جميع أنحاء الصين، باستثناء التبت".
وتقدم شركة ليو العديد من الخيارات من حيث السعر، بدءًا من 10 يوانات (1.38 دولار أميركي) إلى أكثر من 100 يوان (14 دولارًا) ، وذلك بالاعتماد على حجم صور الزفاف التي يجب تدميرها.
وبمجرد التوصل إلى اتفاق، يقوم العميل بشحن الصور إلى مقر الشركة بمدينة لانغفانغ بمقاطعة شاندونغ، حيث يقوم الموظفون هناك أولاً بتغطية الصور باستخدام رذاذ الطلاء لضمان عدم رؤية الشخصيات الرئيسية، ثم يضعونها في آلة تمزيق قوية.
ويتم تصوير العملية بأكملها وإرسال اللقطات إلى العميل كدليل على تنفيذ المطلوب.
وقد فاجأ نجاح الخدمة الكثير من الناس في الصين بمن فيهم صاحبها، خاصة أنه وجد طريقة لتمزيق الصور وتدميرها دون اللجوء إلى حرقها، وذلك في بلد يسود فيه التشاؤم والخرافات بشأن حرق صور الأشخاص الأحياء.
المسرح في موريتانيا.. إرهاصات بنكهة سياسية وبحث متواصل عن الدعم
إبراهيم ميطار
08 نوفمبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
رغم البدايات المبكرة للمسرح في موريتانيا إلا أن هذه التجربة الفنية ما تزال تواجه تحديات تعرقل ازدهارها وتشكو ضعف الدعم الحكومي وقلة المسارح وفضاءات العرض.
وعرف هذا البلد المغاربي المسرح عامين قبل استقلاله عام 1960، بظهور فرقة "الكيكوطة" على يد همام أفال الذي يلقب بمؤسس "أبو الفنون" في بلاده.
وتوضح المصادر التاريخية التي تناولت هذه التجربة الفنية أن "الكيكوطة" قد لا تكون مسرحا بالمعنى المتعارف عليه اليوم كنمط تعبيري يعتمد على الحوار والحركة والموسيقى والديكور، بل كانت مجرد سهرات يجري فيها تقليد بعض الشخصيات العامة أو محاكاة بعض الأحداث التي شهدتها البلاد.
ورغم بساطة عروض الكيكوطة خلال تلك الفترة، تؤكد المصادر نفسها، أن المختار ولد داداه، أول رئيس لموريتانيا بعد الاستقلال، كان يداوم على حضور هذه السهرات ويجد فيها متعة رغم تهكمها منه ومن حاشيته.
وتوضح وزارة الثقافة الموريتانية في مقال عن المسرح بعنوان "المسرح الموريتاني أوضاع قاتمة وجمهور مريض بالفرجة"، أن هذا الفن "افتقر" خلال تلك المرحلة "للكثير من شروط الفن المسرحي"، قبل أن تستدرك "لكنها (التجربة) مهدت لميلاد مدارس مسرح الهواة لاحقا وجيل الرواد كمحمد ولد ممين، والكاتب محمد فال ولد عبد الرحمن".
ولم تشهد هذه التجربة الفنية أي تطور خلال السنوات الممتدة بين 1960 و1970، بل تحولت إلى مسرح "تحت الطلب" يعرض في الأعياد والمناسبات العامة.
ومع مطلع ثمانينيات القرن الماضي، شهد هذا الفن قفزة نوعية بظهور جيل جديد من الرواد، أمثال محمد الأمين ولد عداهي وأحمد ولد محمد الأمين، وعبد الرحمن أحمد سالم، وتكفل هذا الجيل بتطوير هذه التجربة الفتية لتواكب ما راكمه الجيران ودول المشرق من نجاحات.
وخلال تلك المرحلة شهد "أبو الفنون" تطورا ملحوظا مقارنة ببداياته، وخاصة على مستوى الكتابة والموسيقى والعرض، ثم شهد نقلة نوعية أخرى بظهور عدد من الفرق المسرحية أمثال المرابطون والأصابع وشنقيط، إلى جانب تأسيس اتحاد ضم هواة هذا الفن في البلاد.
ومع ذلك، لم يكن هؤلاء الفنانين يتقاضون أي دعم حكومي، كما كانوا يعانون لإقناع مواطنيهم بجدوى دفع قيمة تذكرة لمتابعة عروضهم الفنية.
في هذا الصدد يقول الكاتب المسرحي الموريتاني بابا ولد ميني في كتابه "المسرح في موريتانيا" إنه وعلى عكس العديد من التجارب المسرحية في العالم العربي "كانت التجربة المسرحية الموريتانية وليدة إيمان رسخه رجال المسرح من هواة ومحترفين آمنوا بدور المسرح وتفرقوا أيادي سبأ لكي يكون للمسرح دوره في بناء الأمة وترسيخ قيم النبل والصدق والأمانة".
وتابع "أغلب التجارب المسرحية في العالم العربي وجدت نوعا من الاهتمام والرعاية من المسؤولين عنها، بينما كان المسرح الموريتاني وليدا شرعيا للرجال والجمعيات التي رسمت بما يساقط من إنتاجها ربيع المسرح الموريتاني وأجمل فصوله".
وزاد النشاط المسرحي في البلاد خلال تسعينيات وبداية الألفية الثالثة، حيث ظهرت فرق جديدة وظهر ممثلون شباب تابع بعضهم تكوينات في المسرح خارج البلاد.
ورافق هذه الدينامية الثقافية تأسيس رابطة التواصل التي يرجع إليها البعض الفضل في وضع المسرح الموريتاني على سكة الاحتراف، ليس فقط بمسرحياتها بل أيضا بإشرافها على تكوين جيل صاعد من الشباب الموهوبين.
وعلى نقيض الشعر والنثر، لم يقبل الموريتانيون على الكتابة المسرحية، حيث يجمع المتابعون لهذا الفن على قلة الكتاب المتخصصين في هذا الفن، كما يجمعون أيضا على قلة المتخصصين في فنون إخراجه.
وفي عام 2011 شهد "أبو الفنون" نقلة نوعية أخرى في موريتانيا بانطلاق المهرجان الوطني للمسرح، والذي شكل أيضا فرصة مهمة لدعم وتشجيع المبدعين، كما لعب أيضا دورا مهما في تقريب هذا الفن من الجهور العريض.
ومع توالي السنوات، تقبل الموريتانيون هذا الفن، لكنه في المقابل، ظل فنا "هامشيا" يعاني محترفوه من قلة فضاءات العرض ومن ضعف الدعم الحكومي.
في هذا السياق، يقول باب ميني في حوار مع قناة "صحراء 24" المحلية، "موريتانيا بكل أسف لم تعط اهتماما للمسرح (...) هذه الأجيال المتعاقبة تشتغل دون دعم رسمي، حتى أن الممثل قد يفضل بيع النعناع على احتراف المسرح لأنه يعلم أن المسرح لن يؤمن له قوت يومه".
وأضاف "أدعو لتفعيل معهد الفنون الجميلة وأرجو تفعيل جائزة رئيس الجمهورية للفنون، كما أرجو أن تكون لنا صالتين عرض حتى يتسنى لمحترفي هذا الفن التمرن على مسرحياتهم حتى ينافسوا بها خارج البلاد".