تحدث بعض المرضى عن عدم جدوى البحث الدائم عن المال مع حياتهم القصيرة
تحدث بعض المرضى عن عدم جدوى البحث الدائم عن المال مع حياتهم القصيرة

شرح مجموعة من المرضى أبلغهم الأطباء أنهم على وشك الموت بسبب المرض، رؤيتهم للحياة وكيف تغيرت بعدما تم تشخصيهم بالسرطان أو غيره من الأمراض المميتة، وذلك في تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

تحدث بعضهم عن عدم جدوى البحث الدائم عن المال مع حياتهم القصيرة، فيما أشار آخرون إلى الاهتمام بالنفس بدرجة أكبر وكيف ساعدهم المرض على تحديد ما يهم حقا في الحياة.

تواصلت الغارديان مع 30 رجلا وامرأة مات بعضهم قبل نشر التقرير.

"كل ابتسامة هي الأخيرة"

في صيف عام 2022، بدأ ريكي ماركيز (42 عاما) يفقد وزنه، قبل أن تكشف الفحوصات الطبية في نوفمبر من نفس العام أنه مصاب بسرطان الرئة، وانتشر في عظامه والغدد الليمفاوية.

أوضح ماركيز الذي يعيش في جزيرة جيرسي البريطانية، إن السرطان كان منتشرا بالفعل وأبلغه الأطباء أنه كان مصابا به قبل أسابيع أو أشهر.

وحول التجربة، قال: "حينما كنت صغيرا، كان لدي طفل وما في حادث سيارة بعمر الثامنة. انهارت حياتي وسألت نفسي: كيف سيمكنني التعافي؟".

وأضاف: "حينما أصبت بالسرطان قلت: ماذا يمكن أن يحدث لي أيضًا؟ ألم أحظ بالفعل بنصيبي من الحظ السيء؟ هل أنا لا أستحق الحياة؟"

أوضح ماركيز في النهاية أن الدرس الذي تعلمه هو أنه في كل مرة يمنحك أحدهم ابتسامة "تعامل معها كما لو كانت الأخيرة، لأنها ربما تكون كذلك".

"ما معنى جمع الأموال دون متعة في الحياة؟"

في نوفمبر 2021، تم تشخيص جوليز فيلدر (39 عاما)، بالإصابة بسرطان الرئة المزدوج، وقيل لها بعد فترة قصيرة أن المرض وصل إلى عمودها الفقري وحوضها.

وقالت السيدة البريطانية، للغارديان: "نحن ننجرف إلى عالم العمل: ندفع الفواتير ونتناول الطعام، وننام ثم نكرر الأمر. لكن حاليا أشعر باختلاف كبير فيما يتعلق بالتفكير في المال. ما الهدف من جمع جمع وجمع الأموال إن لم يكن هناك متعة في الحياة؟".

وواصلت القول إنها باتت حينما ترى "أشخاص تحركهم السلطة ويريدون المزيد والمزيد، أريد أن أخبرهم إن أبسط الأشياء في الحياة هي التي تكون جميلة بالفعل. نحن نعيش في عالم مسمم، لكن بالنهاية أنت تواجه اختياراتك".

أوضحت أنها حاليا تستيقظ في الصباح وتسير مع كلبها وتستمع إلى الطيور المغردة، وتقول "أنا ممتنة لذلك".

"السرطان يكشف ما يهمنا حقا"

الأسترالية شيفون أوسوليفان (49 عاما)، توفيت في 17 يونيو الماضي، بعدما أصيبت في أغسطس عام 2020 بسرطان المبيض.

شعرت بالإعياء لمدة أسبوعين قبل أن تكتشف الإصابة، وانتشر المرض بالفعل خارج المبيضين ولم يستجب جسدها للعلاج الكيميائي، وفق الغارديان.

وقالت: "لدي الكثير من الأصدقاء حول العالم، وأرسل كثيرون هدايا لي عبر البريد. سافر صديق إنكليزي في رحلة لمدة 3 أيام لزيارتي، أمضى في الهواء أكثر مما أمضى معي. هذه هي الروح الكريمة التي أظهرها الناس لي وكانت مؤثرة للغاية".

تابعت أوسوليفان: "كان السرطان فعّالا جدا فيما يتعلق بتحديد ما يهم حقا وما لا يهم. دائما ما كنت شخصا مشغولا جدا، ولو كان لد اجتماع مع شخص ما على الغداء في الساعة الواحدة ظهرا ووصل الساعة 1:20، كنت أشعر بالغضب. أدركت الآن أن لا شيء يهم من ذلك".

وتابعت: "كنت أحب أن أصل إلى هذه البصيرة دون الاضطرار إلى خوض أزمة السرطان، لكنني لا أعتقد أنه كان هناك طريق مختصر لإدراك ذلك".

"النجاح والمكانة والسُمعة.. ليست أمورا مهمة"

طالما كان إيان فلات (58 عاما)، يعيش حياة نشطة، لكن بحلول أبريل 2018 بدأ يعاني من التعب الشديد، وفي مارس من العام التالي، تم تشخيص إصابته بمرض العصبون الحركي، ومنذ حينها فقد قدرته على استخدام ساقيه.

وقال الرجل البريطاني، بحسب الغارديان: "يمكنني القول بشكل قاطع إن الأشياء التي طالما قدّرتها وشعرت بأنها مهمة، ليست مهمة على الإطلاق. النجاح والمكانة والسُمعة، يجعلونك تدفع أموال الرهن العقاري، لكنني أعتقد أنني فقدت نفسي وسط كل ذلك... أمتلك أصدقاء لأكثر من 30 عاما، لكن لم يكن لدي عمق الصداقة كالتي أمتلكها الآن، أو ربما كانت هناك ولم أقدّرها".

"لا أمتلك سوى الشجاعة"

حينما علمت هنريت فان دين بروك (63 عاما) بإصابتها بسرطان الثدي عام 2008، كان المرض قد انتشر بالفعل إلى الغدد الليمفاوية، وظلت بصحة جيدة لسنوات قبل أن يمتد السرطان إلى بطنها وباتت في مرحلة متقدمة من المرض.

تعمل بروك ممرضة، وقالت إنها أدركت أهمية وجودها بالنسبة للمرضى الآخرين وباتت تذهب إلى العمل وكأنها في احتفال، وواصلت: "أستمتع بالأشياء الصغيرة بدرجة أكبر، ولدي الجرأة على الدخول في محادثات صعبة".

وتابعت: "من المؤسف أنني لم أكتشف ذلك إلا حاليا. بدأت أشعر بحاجتي إلى تحقيق أقصى استفادة من الحياة ومطاردة كل شيء بسرعة"، وأضافت: "كان يجب أن أثق بنفسي أكثر وأن ينتهي شعوري بعدم الأمان. لا أمتلك الآن سوى الشجاعة".

صورة أرشيفية لتظاهرة تندد بجرائم اغتصاب في الهند
صورة أرشيفية لتظاهرة تندد بجرائم اغتصاب في الهند

اندلعت أعمال شغب في ولاية البنغال الغربية بالهند، السبت، على أثر جريمة اغتصاب وقتل لطفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، مما أثار غضب السكان الذين هاجموا مركزًا للشرطة وأضرموا النار فيه.

وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن الحادثة بدأت عندما أبلغت عائلة الطفلة، التي تعيش في منطقة جايناجار، الشرطة مساء الجمعة، عن اختفاء الفتاة الصغيرة بعد حضور دروس خاصة. 

وفي الساعات الأولى من صباح السبت، عُثر على جثتها في بركة مياه بالقرب من منزلها.

وعقبها اتهم السكان المحليون الشرطة بالتقاعس عن الاستجابة السريعة لبلاغ الأسرة، مشيرين إلى أن الفتاة تعرضت للاغتصاب والقتل. 

وعندما وصلت دورية إلى القرية لنقل الجثة إلى المشرحة، تعرضت لوابل من الانتقادات، وهاجمها حشد غاضب، والذي عمد لاحقا إلى نهب مركز الشرطة قبل إشعال النار فيه.

وشاركت نساء في الاحتجاجات، وهن يحملن المكانس وأدوات المطبخ، معربين عن غضبهن.

وقال مسؤول أمني لوكالة "برس تراست أوف إنديا": "قام المحتجون أيضًا بتخريب عدد من المركبات المتوقفة خارج المركز، واضطر رجال الشرطة لمغادرة الموقع تحت ضغط الحشود".

وأرسل المسؤولون قوات شرطة إضافية إلى القرية للسيطرة على أكثر من 200 شخص من المحتجين، باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، وسط مطالب من الأهالي بمحاسبة الضباط المتهمين بالتأخر في التحرك.

من جانبها، نفت الشرطة الاتهامات بالإهمال، مؤكدة أن مشتبها فيه تم اعتقاله بالفعل على خلفية الجريمة، وأن التحقيقات مستمرة للكشف عن المتورطين الآخرين المحتملين.

وقال أحد كبار الضباط لصحيفة "إنديان إكسبريس": "تم التعرف على المتهم واعتقاله، وقد اعترف بارتكاب الجريمة. قمنا باتخاذ كل خطوة بسرعة، وإذا كان هناك أي اتهامات أخرى فسنقوم بالتحقيق فيها".

وتأتي هذه الواقعة بعد أسابيع قليلة من جريمة اغتصاب وقتل أخرى أثارت الرأي العام، حيث تعرضت طبيبة متدربة، تبلغ من العمر 31 عامًا، للاعتداء في كلية ومستشفى "RG Kar" الطبي بمدينة كولكاتا، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة في مختلف أنحاء الهند، للمطالبة بالعدالة والحماية للعاملين في القطاع الصحي.