إلغاء تجريم الحشيش جاء بعد جدل كبير بين رافضي وداعمي الخطوة
إلغاء تجريم الحشيش جاء بعد جدل كبير بين رافضي وداعمي الخطوة

"بعض الألمان يشربون البيرة بعد العمل. نحن نريد فقط أن ندخن الحشيش"، هكذا يقول مارسيل ريتشل، الذي يحتفل بأن بلاده المعروفة تقليديا بصنع واستهلاك البيرة تتجه لتقنين استعمال القنب الهندي.

وأعلنت السلطات الألمانية عن إلغاء تجريم استخدام الماريخوانا بشكل جزئي اعتبارا من 1 أبريل، رغم تحذيرات الشرطة من الأضرار التي سترافق الخطوة.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنها التقت بمارسيل ريتشل في منطقة نويشتات في مدينة دريسدن، التي حتى قبل صدور القرار الأخير بتخفيف قواعد استعمال القنب الهندي، لم يكن من الصعب العثور على أشخاص يدخنون الحشيش علنا، كما هو الحال في أماكن أخرى بالبلاد.

وكانت هذه إحدى الحجج التي ترافع بها مؤيدو إلغاء التجريم، إذ أن الملايين كانوا يدخنون الحشيش قبل القرار الذي يقولون إن من شأنه أن يساعد في القضاء على السوق السوداء وتحسين مراقبة الجودة.

ما هي القواعد الجديدة؟

و ابتداء من 1 أبريل، أوضحت "بي بي سي"  في خبرها الذي قالت إنه ليس "كذبة أبريل"، يمكن للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما حيازة ما يصل إلى 25 غرامًا من الحشيش في الأماكن العامة. وبإمكان البالغين زراعة ما يصل إلى ثلاث نباتات لكل أسرة.

لكن لن يُسمح للأشخاص بتدخين الحشيش بالقرب من المدارس أو المراكز الرياضية أو في "مناطق المشاة" بين الساعة السابعة صباحا إلى الثامنة مساء.

ومن مطلع شهر يوليو، يمكن إنشاء جمعيات المزارعين أو "النوادي الاجتماعية" التي يصل عدد أعضائها إلى 500 عضو، شرط أن يكون عمرهم أكثر من 18عاما ويعيشون في ألمانيا. 

ويمكن للأندية زراعة الدواء وتوزيعه على أساس غير ربحي تماما، لكن لن يُسمح باستهلاك الدواء في الموقع.

تحذيرات من الخطوة

ولكن على الجهة المقابلة، يشير معارضو القرار المثير للجدل إلى العديد من المحاذير والتعقيدات داخل التشريع الجديد، معتبرين أن الأول من أبريل سيمثل بداية "مرحلة الفوضى" في ألمانيا.

ويقول ألكسندر بويتز، من اتحاد الشرطة الألمانية: "نفترض أن السوق السوداء ستتعزز".

ويعتقد المسؤول الأمني، أن الطلب سوف يفوق العرض القانوني بسرعة، نظرا لأن زراعة الحشائش في المنزل تتطلب المثابرة والرعاية، بينما سيستغرق الأمر أشهرا قبل أن تتمكن نوادي القنب من البدء في العمل.

وعلى المدى الطويل، يزعم أن الشبكات الإجرامية سوف تتكيف بل و"تتسلل" إلى النوادي الاجتماعية أثناء تطبيق القانون، وهو ما سيكون مهمة "ضخمة" للتعامل معها.

وهناك أيضا مشكلة تتعلق بكيفية قدرة الشرطة على التمييز بين المستهلك والتاجر، إذا أن القانون يسمح للشخص بحيازة ما يصل إلى 25 غراما من المخدر، وهي الكمية التي تكفي لعشرات السجائر.

كما أعربت مجموعات مثل اللجنة الدائمة للأطباء الأوروبيين، عن مخاوف من أن الحشيش يمكن أن يسبب الإدمان، ويؤثر سلبًا على الصحة العقلية.

يقول نائب رئيس اللجنة، البروفيسور راي والي، إن الإجراءات الجديدة "ستزيد من الاستخدام والأضرار المرتبطة بالصحة، خاصة بين الشباب".

ونظرًا لعدم تمكن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا من الاستفادة من القوانين الجديدة، يُعتقد أن العديد من الشباب سيظلون يلجأون إلى تجار المخدرات، وفقا للمصدر ذاته.

لقطة من أغنية "رئيس الفقراء". المصدر: شبكات التواصل
إسحاق ولد سيدي ابراهيم أحد أفراد فرقة "أولاد لبلاد" التي اتهمت الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالفساد

شهدت موسيقى الراب في موريتانيا تحولا غير مسبوق في السنوات الأخيرة، ونجح فنانونها في كسر الحواجز التقليدية وفي إيجاد مكان لهذا الفن في مجتمع معروف بتقاليده المحافظة.

وبرز هذا الفن الشبابي في تسعينيات القرن الماضي كحركة فنية احتجاجية منتقدة للأوضاع السياسية والاجتماعية ومناصرة لقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان.

موسيقى وافدة

تقبل المجتمع الموريتاني موسيقى الراب والهيب هوب على مضض، إذ لم يكن في بدايات ظهورها يتخيل أن ينجح هذا التيار الموسيقي في مزاحمة شعراء البلد وفنانيه الملتزمين.

من جديد أولاد لبلاد في ظهور رائع ضد العنصرية..فرق السماء عن الأرض بين أولاد لبلاد وبقية صناع الراب فموريتان أتريكة يعرفو يعدلو شغلتهم ويخترو نوع من الموسيقى ماه معقول..❤️

Posted by Boydia Sidi on Saturday, June 15, 2024

ويبدو ذلك مفهوما بالنظر إلى كون "بلد المليون شاعر" مجتمع محافظ "يقدس" الفن الشعبي الملتزم، ويخصص له جلسات سمر لا يطرب فيها إلا كبار الفنانين الذين ورثوا هذا الفن جيلا بعد جيل.

ومع بداية التسعينيات ظهر جيل شاب من الفنانين تأثروا كغيرهم منن الجيل الصاعد حينها بموسيقى الراب الأميركية، وحالوا بمجهوداتهم الذاتية تقديم هذا الفن الوافد للموريتانيين.

وعن تلك البدايات، يوضح مقال نشره موقع وزارة الثقافة الموريتانية أن هذا التيار الجديد "امتزج بالموسيقى العربية المحلية من جهة، وتفاعل مع واقع سياسي واجتماعي حافل بالأحداث".

وبحث الراب في موريتانيا من خلال مزجه أيضا بين اللغات الوطنية البولارية والولوفية والسوننكية والكلمات الإنجليزية على موطئ قدم رغم معارضته في البداية واعتباره فنا وافدا خارجا عن المألوف.

قضايا الأقليات والديمقراطية

ولعل تركيز هذا الصنف الموسيقى على قضايا حقوق الأقليات وعلى قضايا الظلم والإقصاء من بين الأسباب التي سهلت شيئا فشيئا انتشار هذا الفن بين الشباب والمراهقين.

في هذا السياق، يوضح المصدر ذاته، أن رواد فن الراب في موريتانيا نجحوا في أن يكونوا "صوتا للمواطن المهمش"، مشيرا إلى أنهم تبنوا قضايا "الدفاع عن المسكين والمواطن المحروم وآلام الفقراء، وعن الامتعاض من تكدس الأوساخ في نواكشوط"، ما سهل وصول كلماتهم إلى وجدان الشباب.

وتعد فرقة "أولاد لبلاد" من بين أشهر فرق موسيقى في موريتانيا، وبرز اسمها منذ عام 2000، خصوصا بعد تسجيلها لألبوم "ارحل" عام 2014 الذي انتقد نظام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز (2009-2019).

وبسبب تلك الأغنية اعتقلت السلطات حينها عضو الفرقة حمادة ولد سيدي بونا لشهرين بتهمتي "الاغتصاب" و"تعاطي المخدرات" ورغم ذلك واصلت الفرقة ألبوماتها من السنغال.

واشتهرت هذه الفرقة الموسيقية بانتقادها اللاذع للنظام ولأوضاع حقوق الإنسان في موريتانيا، خاصة أغنية "رئيس الفقراء"، وأغنية "فبركة" التي تناولت التهم التي وجهتها السلطات لأعضائها وأثارت بدورها جدلا في البلاد بعد ظهور علم موريتانيا على شكل كعكة.

"أولاد لبلاد كانت من أوائل من تجرأ على اتهام ولد عبد العزيز بالفساد وطالبوا برحيله"، يقول المنتج الموسيقي سيدي العلوي في تصريح سابق لـ"أصوات مغاربية".

ولفت العلوي إلى أن نجاح هذه الفرق الموسيقية في "اختراق" المجتمع الموريتاني قرب بعضها من الأحزاب السياسية، موضحا أن الأغلبية والمعارضة تفطنوا إلى قوة حضورها وحاول كل طرف توظيفها "بغرض استغلالها للوصول إلى فئات كثيرة".

وعلى نقيض خطابها المعارض للسلطة، أصدرت في الفترة نفسها فرقة "صوت الشعب" أغنية "لا ترحل"، التي طالبت عبد العزيز بالبقاء في السلطة  ومواصلة حكم البلاد، مما عكس حجم انتشار هذا الفن في المجتمع الموريتاني.

نحن أبناء الوطن شناقطة ونفتخر والقادم افضل شرتات

Posted by ‎موحى موريتانيا‎ on Friday, September 20, 2024

وإلى جانب "ولاد البلاد"، ظهرت فرق أخرى تناولت بإمكانياتها الذاتية قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وركزت فرق أخرى على إظهار الموروث الثقافي للبلد كأغنية "شرتات" التي أصدرتها مؤخرا فرقة "موحا وبيغ دوز".

وعرفت السنوات الأخيرة بروز مهرجانات دولية تقام بشكل سنوي لفن الراب مثل مهرجان "السلام عليكم" الذي تحتضنه العاصمة نواكشوط ويشارك فيه فنانون من مختلف القارات.

المصدر: موقع الحرة